المواجهة المحتملة !ا
07-12-2010 11:36 AM

تراســـيم..

المواجهة المحتملة !!

عبد الباقي الظافر

قبل عشر سنوات مضت.. وفي أمسية رمضانية هادئة ..المصلون هم في صلاتهم خاشعون ..يدخل أحدهم على عجل الى مسجد طرفي بأم درمان ..وبدلاً عن أن ينخرط الرجل في نافلة التراويح الراتبة.. يمطر الزائرالمصلين بوابل من لهب ..والسلطات تكتشف أن الرجل الذي قتل عشرين نفساً مؤمنة ..لم يكن ملحداً يعادي الدين .. بل أنه بفعله هذا يحسب أنه يحسن صنعاً وينصر ديناً . الخرطوم في هذه الآونة الأخيرة تعيش نذر مواجهة ..بين الذين يعلمون ..والذين لا يعلمون أنهم لا يعلمون ..الحلقة الأخيرة من المواجهة ابتدأت بمقتل الأمريكي غرانفيل ومعاونه السوداني في عشية رأس السنة الميلادية ..ولم ينتبه الناس الى عمق المشكلة .إلا وهم يرون أن الجماعة المقاتلة استطاعت أن تخلص بنيها من جب السجن في عملية محكمة التدبير . وحادث المواجهة المحدود في ضاحية الكلاكلة بالخرطوم بين الشرطة وفريق من هؤلاء ..والذي شهدته البلاد في الأسبوع المنصرم ..وتبين فيه أن الجماعة المتطرفة كانت تطعّم صفوفها بأجانب ..جعل الحكومة تنتبه ..وتعيد دراسة إستراتيجية المواجهة.. والحكومة من قبل كانت تواجه الآخرين وهي تحمل راية الإسلام ..والآن تجد نفسها في حرب مع الذين يتهمونها بالتفريط في الدين . ولكن الإحساس بالخطر انتقل من أروقة الحكومة إلى أوردة المجتمع ..والناس تبصر بام أعينها لحزب التحرير الإسلامي.. يجمع الآلاف من عضويته ..ويعتصم في ميدان المولد ..وهو يدعو السلطات الى فض يدها من اتفاق السلام في جنوب السودان ..وليست المشكلة في رؤية الحزب الوحدوية ..ولا طرائقه في إعادة الجنوب الى دار السلام ..بل المشكلة أن الحزب هذا يكفر بكل آليات الدولة الحديثة .. ولا يجد حرجاً أن يعلن بكل وضوح عن ما يجب أن يضمره . الحكومة السودانية ..لم تتوقع أبدا أنها قد تضطرالى مواجهة اخوة الإيمان ..وكانت بداية تحسب أن هذه المواجهة هي حصرية مع دول الاستكبار العالمي ..وفي أكثر نسخها تطرفا ستصوب نيرانها الى صدرالحكومات العلمانية في المنطقة . ولكن بعد أن وصلت الشرارة الى الديار السودانية ..بدأت الحكومة تتحسب لأمر لم تنتبه له أبدا .فحاولت أن تنتهج سياسة الاحتواء المزدوج ..التطبيع مع رموز المدرسة السلفية المعتدلة ..وفي ذات الوقت التعنيف مع قواعدها المتفلتة ..ولكن الحصاد ليس جيدا ..إذ إن التطبيع انتهى الى تلميع واضح للأفكار المتشددة . الحكومة الآن في موقف صعب ..العدو شبح غامض ..ويصعب تحديد ملامحه ..والتطرف الديني هو حالة احتجاجية ..يستعر مزاجها كل ما قاومتها بعنف ..والمصيبة إهمالها ايضاً يؤدى الى زيادة انتشارها ..عليه الحكومة الآن أحوج الى صب مزيد من الحكمة على نار الفتنة ..ولن تنجح في ذلك إلا بعون من كل المجتمع.

التيار





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1265

خدمات المحتوى


التعليقات
#6810 [سماك]
0.00/5 (0 صوت)

07-12-2010 09:09 PM


معقول ؟ هو كمان أعلن إنضمامو للمؤتمر الوطني ؟


#6730 [khalid]
0.00/5 (0 صوت)

07-12-2010 04:02 PM
عبدالباقي انت مما اعلنت مؤتمر وطني ...لم تعد امينا معنا


عبد الباقي الظافر
عبد الباقي الظافر

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة