مسلسل العنف على النساء
07-25-2010 07:41 AM

بغـــــم

مسلسل العنف على النساء

حليمة محمد عبد الرحمن

Email: halimam2001|@yahoo.com


مؤسف قصة صفع طبيب بمستشفي الخرطوم الاسبوع الماضي لزميلته الطبيبة بحضور ست من زميلاتها، حينما احتدت معه في النقاش حول حقها في احدى الاستراحات بمستشفي الخرطوم حيث يعملان.رغم ان القصة منشورة من جانب الطبيبة ورغم انه ربما تكون لذلك الطبيب الذي اغلق جواله- كما تقول القصة- روايةاخرى، الا ان هناك امور لابد من الوقوف عندها.. ازدياد العنف ضد النساء بصورة كبيرة والخوف كل الخوف ان يصبح ظاهرة عادية... بحيث ان المراة تتغدى ام كف وتتعشى امات كفوف اخرى... وراس الخيط في هذا الموضوع البيت والدولة.. وللاسف الاثنان يمارسان العنف بشتى قطاعاته وفي مختلف اوجه الحياة...
الغريب ان تطالعك قصة مثل هذه في المواقع الالكترونية مليئة بالثقوب. مثلا لم تجتهد الجهة التي نشرت القصة بمعرفة ما هي صلة ذلك الطبيب بالاستراحة حتي يمنع هذه ويسمح لاخرى باستخدامها؟ كيف تحول ذلك الطبيب بقدرة قادر إلى خفير على تلك الاستراحة. هل هناك تخصيص للاستراحات في المستشفيات و حسب الدرجة العلمية؟ اذا افترضنا ان من اختصاص ذلك الطبيب تحديد من يحق لها استخدام الاستراحة ومن لا يحق لها، فأين حق الزمالة؟
وبما انني ما زلت محسوبة على هذه الفئة التى يراد اسكاتها بشتى الطرق والوسائل فقد ارعبتني هذه القصة وجعلت الدم يغلي في عروقي.. \"ام كف\" ؟ \"صج عديل كده\" ؟ لإمراة امضت نفس سنين الدراسة مثله تماما واجتازت كل مراحلها بنجاح مثله تماما، وربما افضل منه، وتعينت في نفس الدرجة الوظيفية مثله تماما . المفروض، بعد السرد الذي اوردته سابقا، انها مهنيا وعلميا – بلاش من مجتمعيا دي- تقف معه على قدم المساواة... لكن يبدو ان الرجل السوداني هو الرجل، وان نظرته للمرأة باعتبارها الجنس الاضعف لم تتغير.. بالتالي يسقط كل تربيته القديمة عليها من كفيت للاخوات والقريبات؟ . هل كان يتوقع منها قبول ذلك؟ و هل كان يتجرأ ويرفع يده عليها لو كانت ذكراَ؟
ماذا سيكون الحال لو كانت مكان هذه الطبيبة احدى بائعات التشاشة او التشاشيات وشاء لها حظها العاثر ان تقع في امثال هذا الطبيب؟
واقع حال المراة السودانية يقول انها قفزت قفزا نحو حقوقها السياسية فنالت معظمها، وما زالت مجتمعيا تمشي القيد حرن، وتَنَسٍف دائرة مأساتها ذات اليمين وذات اليسار بين جوقة المطبلاتية وهزيجهن ان عومي عومي... فعامت جَدَية البراري ثم عامت ثم قَلَّعت تحت وطأة كف ذلك الطبيب التي اخذتها اخذ عزيز مقتدر!
عشرة سنوات حسوما تربعت المراة على عرش الشهادة السودانية دون منافسة من الرجل ولم تترك له المجال منفردا ليلعب كما شاء ، بل واصلت معه الحجل بالرجل وكتفا بكتف وما زالت تعاني شتى صنوف العنف ... تتقلب المراة بين العنف باشتى نواعه :عنف لفظي وعنف جسديى، وعنف نفسي، وعنف مقنن برعاية الدولة من الكشات وما شابهها...
وهذا النوع الاخير، سنتعرض له لاحقا في غير هذا المقام..
تبدأ المراة طفولتها بتشويه او بتر اعضائها التناسلية وتنتهي بالمحاولات المستميته لترقيعها واعادة الحلقة الاولى من مسلسل العذاب... وتعيش بين الاثنين فريسة الخوف من \"الترفيف\" لزوم تجديد الشباب الرجالي باخذ حلالهم من \"درفونة\" اخرى ربما يكون ضي القمر سنونها \" اسمها الضَرة...ليس ذلك فحسب ، ففي مقام الحقوق والواجبات فهي التي ترعى الاسرة في حضور الاب وغيابه ، وهي التي تقوم بتوفير لقمة العيش ثم انها التي تخرجه من الفَقُر والعَقُر... واخونا سعيد الحظ ضارب الهمبريب ( باب من الكلاب)... بل ان المجتمع لا يستنكف من تحديد ان قيمتها المجتمعية في اثنين\" اسكات شهوتي البطن والفرج:عليك بـ\" دُرَشِيَّة الحريم... عليك الفراش تقلو-اي تتقلو- وتجيب لَكْ السناجك المن الدرك يحلو...كما نسب الى الشيخ فرح ود تكتوك.
كثيرة هي النماذج التعسفية في مواجهة المراة.. ويبدو ان خروجها للعمل العام انعكست اثاره الاقتصادية على الاسرة اولا وعليها ثانيا، لكنه لم يغير شيئا في عقلية القطيع المجتمعية التي ترى صيرورة قيادة المراة وعدم صلاحيتها للقيادة لانها مجرد امراة...بل يذهب المجتمع ابعد من ذلك في تدجينها لتصير في بعض الاحيان يده التي يبطش بها..فالمتأمل لثقافة الأمثال يجد ان بعضها ما زالت متداولة بنفس القوة منذ عهد حبوبتي الحرم بت اللازم وصولا الى عندي: فـ\"الحلة بصلة والمرة عرقوب\"، تنتهي بـ\"معانا نسوان الله يكرمك\" ، و\" المرة بادبوها باختها\" الخ.
ونحمد الله على ان الحالة الاقتصادية حالت في معظم الاحيان دون تحقيق هذا المطلب الرجالي بالتغيير وتجديد الشباب وركن الزوجة الاولى كما النعل المهترئ. غير انه يبدو ان مفهوم تأديب المرأة بأختها وجد له مرادفا اخر في \"الكف\".
نفس هذه \"المكفوتة\" –على اطلاقها- تكون قد مرت بالعديد من مراحل سؤ المعاملة والتدجين على العنف وقبوله، منذ نعومة اظفارها الى ان تمشط الابيض مع الاسود.
مابين قصة الطفولة المؤودة والشباب \"المكبوتة والمكفوتة\"، قصص وحكاوي تنوء بها الأسفار، بما فيها الحرمان من التعليم وزواج القاصرات، وربما التعرض للاغتصاب كما في مناطق الحروب والنزاعات، فتباشر شبابها وقد وضع المجتمع مثلاَ نصب أعينها خيار قبول حقيقة المراة الثانية في حياتها \"الما بتلوك المر ما بتحمل الضر\" وتكون قبلها ربما مرت بزواج الحضانة، كما في بعض المناطق، وغيرها من صنوف سوء المعاملة. دوامة من العنف لا ناقة لها فيها ولا جمل.
هذه القصة وغيرها من قصص النساء المعنفات، تلقي الضوء بقوة على ازمة النوع الاجتماعي في واالعنف المنزلي الذي استشرى في المجتمع خاصة في السنوات الاخيرة. وحتى لا تصبح هذه الظاهرة امرا معتادا لابد من اخضاعها للدراسة لمعرفة مسبباتها والقضاء عليها.
إن غياب القوانين الرادعة لكل انواع العنف الواقع على النساء، وكذلك غياب التضامن النسوي فضلا عن الهيمنة الذكورية وسيادة مفهوم القَوْرَرة (القوارير) - هذه من عندي- في المجتمع السوداني، يترك الباب مشرعا لمثل هذه العقليات التي وجدت طريقها الى مجتمع القرن الحادي والعشرين..





تعليقات 10 | إهداء 1 | زيارات 4088

خدمات المحتوى


التعليقات
#10440 [طارق]
2.56/5 (20 صوت)

07-27-2010 11:27 AM
الكف دا عباره عن ضرب الحبيب الاحلي من اكل الذبيب


#10407 [ منتصر سليمان]
2.56/5 (20 صوت)

07-27-2010 10:24 AM
الاخت حليمة التصرف فردي وهي حالة شاذة جدا فى مجتمعنا السوداني والشاذ منكر

ولاحكم بشواذ القااااااعدة .

والاسباب بمسبباتها .. فالله اعلم بما يما يخفيه الطرف الاخر (الاخصائي)

فالقصة جاءت كخبر بالصحف على خلفية مشاجرة من باب ( كالرجل الذي يعض كلبا)

فالرجل رجل بطبيعته وغريزته والمراه مراه بطبيعتها وغريزتها وشتان مابين الرجل

والمراة لان الكل يؤدي دوره فى الحياة .ياحليمة



#10353 [أبوجفال ]
2.56/5 (15 صوت)

07-27-2010 07:35 AM
أختي الفاضلة
لك كل الشكر والتقدير على هذا الموضوع وبالفعل هذا الواقع الدخيل على مجتمعنا وفي بداية المقال تطرقت لأهم نقطة وهي أن مصدر ما دون هو طرف واحد الطبيبة لكننا دائماً إذا أردنا الحكم إستمعنا إلى الواقعة من الطرفين ويا حبذا لو دعمت بالحضور ونكون في هذه الحالة قد منحنا كل ذي حق حقه (الطبيب أو الطبيبة )
أما موضوع مسلسل العنف على النساء يجب علينا جميعاً الوقوف والدراسة المتأنية من قبل المختصين لمعرفة الأسباب وكيفية علاجها
لا نكذب على أنفسنا سواء الرجل أو المرأة فإن التغيير الذي حدث أخيراً بمجتمعنا للأسف بدأت تذوب الأخلاق السمحة التي كانت توصف بها المرأة السودانية بصورة عامة ونعلم أن الأم مدرسة
أين البيت والتربية ؟
أين المجتمع والتربية ؟
أين المدرسة والتربية ؟ وزارة (التربية) والتعليم
أكرر شكري وأسأل الله أن يعيد للأمم أخلاقها
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا


#10295 [waheed]
2.56/5 (17 صوت)

07-26-2010 07:27 PM
عزيزتى الفاضلة والله المرأة هى الام والاخت والزوجة ولها مكانتها فى المجتمع معروف دينيا وعرفيا ان المرأة لا يكرمها الا الكريم ولا يخطأ عليها الا اللئيم فهذا الشخص رجل لئيم وماعندوا اخلاق ولو كان رجل ود رجال بصح ما كان مد يده الى امرأة لأنها بطبعها ضعيفة لو كان دا رجل مثله لما تجرأ ومد يده لكنه جبان رعديد وما متربى وفعلا القلم ياختى ما بزيل البلم والله دى حكمة صدق قائلها ربما تجدى رجل أمى لا يقرأ ولا يكتب لكن تصرفاته افضل من ناس نالوا درجات عليا فى التعليم فالاخلاق ليست بالشهادات ولا بالدراسات العليا هذه تربية روحية ولا ينالها كل الناس قليل من يأتى بحسن الخلق فقد قال المصطفى ( ص ) اقربكم منى منزلة يوم القيامة اكارمكم خلقا ) فدعى هذا السفيه واتمنى من محارم هذه الدكتورة ينالوا قصاصهم منه بأيديهم والله لو كانت لى بها علاقة لصفعته مرتين بدل واحدة الكوز الكلب الزبالة رجالتهم بس مع الحريم


#10293 [أبوماجد وأحمد ]
2.56/5 (17 صوت)

07-26-2010 07:12 PM
ياسيدتي الجميلة ، ( كما هو باين من الصورة ) لا تعممي الحكم علي جميع الرجال هذي واحدة ،وإذا كان هذا التفوق النسوي عادلاً هذا شئ يسعد الإنسان والله ، لكن تأكدي يا أختي العزيزة أن الظروف المهيأة للبنات غير تلك المهيأة للأولاد وهذا ربما يكون هو السبب الأساسي من تفوق البنات على الأولاد والمهم كلهم في النهاية ( أبناءنا وربنا يوفقهم لخدمة هذا الوطن الغالي ) .


#10171 [علي العقيد]
2.55/5 (17 صوت)

07-26-2010 12:31 PM
الاخت الأستاذة حليمة : المرأة هي الأم والأخت والبنت وهي الدرة المكنونة والجوهرة المصونة وتلقى كل الاحترام من الرجل لأنه لولا النساء لما أتى الرجال ونحن كسودانيين تجد المرأة عندنا كل العون وأنواع الإحترام ( لايهينهن إلا لئيم ) واعتقد ما تعرضت له الطبيبة حالة نادرة وشاذة ولا يمكن التعميم على كافة الرجال وبعنصرية فجة مدعمة بأمثال وحكم عامة ودارجة وغير دقيقة ومقطوعة لا أساس لها في الصحة وبها قد أسأتي لشقائق الرجال ولا نرضى أن تدافعي عنهن بهكذا أمثلة بعيدة عن الذوق والأدب الرفيع


#10146 [ابتهاج صباح الخير (امدرمان)]
2.56/5 (16 صوت)

07-26-2010 11:09 AM
زادك الله وحفظك لم تأتي الا بالواقع المر عزيزتي ...
استفزتني قصة السعودي دا
قال شنو : الله يعينكم .. بالله ويعينكم كمان
يطلع منو هو ذاتو عشان الله يعينم علينا .. بعدين تستاهل يقولو ليك كده
لانو ياسيدي الفاضل اهانته لنسوانكم بالجملة كده داخله فيها امك واخواتك


#10083 [أبو يوسف]
2.55/5 (17 صوت)

07-26-2010 08:58 AM
كاتبة المقال قالت أنها لم تسمع رواية الطبيب- لأن موبايلو مغلق- و لكنها حكمت على القصة بل أصدرت قراراً بإدانة كل الرجال بأنهم يضربون النساء بل و زادتنا من الشعر بين بأن النساء تربعن على عرش الشهادة السودانية عشر سنوات حسوماً و ما إلى ذلك. أقول لكاتبة المقال أنت لا تعلمين شيئاً عن ما يحدث للمرأة في خارج السودان. و الله العظيم المرأة في السودان تجد التقدير و الاحترام بشكل عام إلا من بعض الاستثناءات. المرأة السودانية دخلت البرلمان في وقت كان ليس للرجال في دول أخرى حق الترشيح أ التصويت دعك من المرأة. لماذا هذا التجني و تصوير الأمر و كأنه حرب بين رجال و نساء؟ لماذا لم تنظري إلى الأمر بأنه خلاف بين شخصين - رجلين أو أمرأتين مثلاً؟ لماذا \"جندرة\" المشاكل و الأخطاء؟ و لماذا النظر إلى القضايا من جانب واحد و هو الجانب الذي تريد الكاتبة أن تبرزه و إخفاء الجانب الآخر الذي لا تريده أو لا تعلمه (إذا أحسنا الظن).و هذا لا يبرر أن يضرب الموظف زميله الموظف - ذكر أو أنثى- و على المتضرر أن يلجأ للقضاء.


#9906 [الشعب الفضل]
2.56/5 (20 صوت)

07-25-2010 03:59 PM
اختي العزيزة ان الذي اهان المراة هي المراة نفسها والادلة كثر منها مايلي :
1- اخذ الامور بمبدا الرجل والمراة كما انت الان
2- ان المراة التي طردت الرجل من العمل بسبب قبولها باي راتب لا يقبل به الاحرامي او رجل بدون مسئوليات
3- خروج المراة في ازياء تستدعي من هو بالشارع بعدم احترامها
4- تحطيم السودان بحيث تذهب الواحدة للعمل بعد بداية العمل وعندما تحضر تبدا الونسة ثم الفطور والقيل والقال والتقرب للمدير على حساب الاخرين وووووووو
5- وضع النساء انفسهن في مواضع يستقلهن الرجال وبالاخص المدراء
6- المراة عندما تعمل ليها قرشين تريد ان تظهر استقلاليتها وتريد ان تكسر كل العادات والتقاليد
7- اذا كانت قد اغاظتك كلمة القوارير فقد قالها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
8- حبوبتك كانت حكيمة اكثر منك لانها كانت تدير مملكتها بحكمة ودراية وتعرف حدودها مع الرجال ولو قدر لك ان رايتي زوجها فخور بها اما انتن الان ما عارف نفخر بي شنو فيكن اللهم الا الغباء والضحالة والتمشدق وقلة الحياء
9- بصراحة انت ما رزينات


#9853 [galadater]
2.56/5 (16 صوت)

07-25-2010 01:37 PM
التربية ياستي من البيت والمدرسة ثم الجامعة
العلم مازيل بلم
ورفقا بالقوارير
زي ما قالو السعودي للسوداني المستقدم امراته(دول حريمك الله يعنكم)


حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة