بسم الله الرحمن الرحيم
إنهم يعلمون هذا كله يا يا بروف ، لكن لديهم أجندة أخرى بالتأكيد ، و مع ذلك و لأننا كوطن سنتضرر و هذا الضرر لا يمكن إصلاحه (حلفا القديمة كمثال) ، فنحن مجبورين حاليا ، لإقناع الحكومة بمساوئ السدود ، لكن من الحكمة أن نفهم عقليتهم جيداً و نخاطبهم بما يحقق أجندتهم ، دون أن يسببوا ضرر للوطن.
لا تنسنى أن التنظيم الحاكم يربي كوادره عقائدياً بأفكار و معتقدات ، تجعلهم جسماً غريباً عن المجتمع ، و هذا لا يختص بجماعتنا فقط بل يشمل جميع الجماعات المتأسلمة المشابهة ، و هذا الأمر و إن أصبح معروفاً لكافة المجتمع إلا أن معظم الأكاديميين لا يستوعبون هذه الحقيقة.
القوة المنفذة لإنقلاب الإنقاذ (ألف) ، كان أغلبهم من المهندسين و الأطباء (بعضهم لم يتخرجوا) من كوادر التنظيم ، و نأخذ كوادرهم من الأطباء فقط ، هل تثق بطبيب من كوادر التنظيم أن يكتب تقرير طبي نزيه عن ضحايا التعذيب ، هل سيراعي شرف المهنة أم سيراعي متطلبات التنظيم؟
في بداية عهد الإنقاذ ، قاموا بتدمير قبر الجندي المجهول ، و هذا يوضح بجلاء لا لبس فيه ، عقيدتهم في طمس هوية المجتمع ، و كان المرحوم البروفيسير أسامة عبد الرحمن النور ، من أكثر أبناء الوطن رصداً لسياستهم هذه ، و أذكر إنه كان قد كشف خبث مخططهم عندما قاموا ببناء مسجد في إحدى المناطق الأثرية ، و فند علمياً ، الأضرار الناتجة من إستخدام مواد صناعية و أسمنتية على التربة و تأثيرها على بيئة الأثار و حجم الضرر المتوقع ، و بين إنهم قد فعلوا ذلك عن عمد و بتخطيط ، و إنهم قد تحججوا بالمسجد (خبث القصد) ، رغم أن المنطقة ليس بها سكان ، لكن البروفيسير كان قد أعطى حلولاً تتلخص بإمكانية إنشاء مسجد أو أى مباني أخرى بمواد صديقة للبيئة و تتماشى مع طبيعة المنطقة الأثرية و لا تشوه جمال الآثار.
بأخذنا لهذه المسلمات (فهم فساد عقيدتهم) ، يمكن أن نُقْدم على طرح حوار منطقي ، يناسب عقليتهم ، و ذلك بتقديم دراسات جدوى (حتى الآن قدمت مقترحات فقط و لم تقدم دراسة فعلية) ، عن مشاريع الطاقة البديلة ، و دراسات دراسات علمية منفصلة تبين الخسارة الناتجة من إغراق المساحة الصالحة للزراعة المحدودة.
موضوع قيمة الآثار هذا لا يعول عليه ، رغم خطابهم الإعلامي المعلن ، فهو ليس في عقيدتهم و لم يتم تربيتهم و تنشئتهم في التنظيم على حب الوطن و التاريخ (منذ حسن البنا و سيد قطب) ، لذلك الحل العملى لهذا الملف ، يكون بالتواصل مع المنظمات الدولية المختصة لتسليط الرأي العام الدولى على هذا التراث التاريخي.
صدقني يا بروف الجماعة ديل و منذ أن خططوا لبناء السدود ، يكونوا قد قسموا الأرباح و الفوائد بين كوادرهم (تجربة سد مروي) ، و طالما هم في السلطة ، ليس بمقدورنا بوقف فسادهم في مثل هذه المشاريع ، لذلك تقديم دراسات جدوى لحلول بديلة (طاقة بديلة) ، و مشاريع زراعية و سياحية ، سيجعل المفسدين يضمنون حصتهم ، و نحن في سبيل الحفاظ على مكتسبات الوطن ، يمكن أن نضحي بالأموال التى سينهبوها (نرمي لهم العظمة) ، و في كل الأحوال فعلوها من قبل في سد مروي و مشاريع أخرى كثيرة ، و لم نستطع فعل شئ ، و الأمر لم ينتهي بعد! ، ليقضي اللهُ أَمْراً كانَ مفعولاً.
لا بد من الجهود الدولية (هناك جهود في لندن بالفعل) و كذلك الجهود المحلية فالأمر لا يقتصر على أهالى المنطقة فقط ، إنما يهم كل الأمة ، لكن طاحونة الإنقاذ شغلت المواطن بنفسه ، اذا وجب توعية الرأي العام ، و تذكر لو أوقفنا تدمير (ضريح الجندي المجهول) ، لما تمادوا ، و ربما لإنتهى عهدهم منذ زمن.
رغم أن دول كثيرة لديها مصلحة ألا يتم إكتشاف المزيد من الآثار بمنطقة النوبة ، إلا إنك يا بروف تعلم ، أن علماء الآثار و التاريخ بالعالم (أمريكا و الغرب) ، قد صححوا المفاهيم التاريخية المغلوطة التي تبنوها سابقاً ، و أثبتوا أن الحضارة النوبية كانت سابقة للحضارة المصرية ، و أن نظم الملك في مصر قد أستمدت من النوبة ، و أن الحضارة الرومانية قد تواصلت مع الحضارة النوبية دون التوقف في مصر (حتى المصريين إعترفوا بذلك، لكن غالبيتهم تزور في حقائق التاريخ).
المنظمات العالمية تهتم بحماية البيئة و الأثار و قد أورد د. سلمان محمد سلمان* ، في أحد مقالاته: [ إن مستنقعات بحر الجبل وبحر الزراف المعروفة بـ "السُّد" قد تم إعلانها في يونيو عام 2006 مناطق رطبة ذات أهمية عالمية بموجب الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية المعروفة بـ "اتفاقية رامسار"، والتى يشرف عليها الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة] ، إنتهى الأقتباس.
لذلك يمكن أن نسلط أضواء المنظمات العالمية لحماية تاريخ أقدم الحضارات في العالم حسب الدراسات و البحوث الحديثة.
د. سلمان رجل قانوني و عمل في منظمات كثيرة ، و رغم إن رأيه في سد النهضة قد لا يتفق مع الغالبية ، إلا إنه مازال يتخذ مواقف صلبة جدا من إتفاقية السد العالي و الخسائر التي سببتها و له في ذلك مجهودات مقدرة و ما زالت مستمرة ، و هو في هذا الملف يمكن أن يكون إسهام كبير بخبرته في مجال القوانيين الدولية.
* مقال د. سلمان محمد أحمد سلمان ( إسرائيل و مياه النيل و قناة جونقلي: تعقيب على الأستاذ هاني رسلان - الراكوبة - ١٠ أبريل ٢٠١٢ .
https://ara.alrakoba.net/articles-action-show-id-19718.htm
* كتاب ، النوبة رواق أفريقيا - للبروفيسير وليام أدمز.
* مقال (حضارة النوبة) بالشرق الأوسط ، الكاتب المصري أنيس منصور - ٢١ يونيو ٢٠٠٧
http://archive.aawsat.com/leader.asp?article=424673&issueno=10432#.Vtdgyd9RVoN
* مقال السر جميل ، (مفاجأة بالنيويورك تايمز .. حضارات السودان العريقة - الراكوبة - ٦ أبريل ٢٠١٣ .
https://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-93504.htm
* مقال عمر الفاروق عبد الله (فضائية سويسرية فراعنة السودان حكموا مصر حتى فلسطين عدة قرون - الراكوبة ٩ أكتوبر ٢٠١٤
https://ara.alrakoba.net/articles-action-show-id-54129.htm
* مقال عبد المنعم عجب الفيا (السودان في نصوص الكتاب المقدس - التوراة و الإنجيل) ، الراكوبة - ١٣ مارس ٢٠١٢ .
https://ara.alrakoba.net/articles-action-show-id-18581.htm
ردود على الفقير
[نبيل حامد حسن بشير] 03-03-2016 09:55 PM
haاشكر لك ردك الرائع. نحنى نتفق في كل شيء. ما أردت ان أقوله في هذا المقال أن الأمر يهم كل من يدعي بأنه سوداني. وأن الأمر لابد من أن يثار بواسطة الجميع ولابد من ايجاد حلول قبل أن يقع الفاس في الراس. وأن تجربة السد العالي لن تتكرر على حساب اقدم حضارات البشرية ، وعلى كل العالم أن يتدخل. أما عن الطاقة والكهرباء فقد اثبتت تجربة سد الحمداب فشل المشروع ولا زالت القطوعات مستمرة والعجز الكهربائي قائم. لفت النظر للطاقة البديلة من شمسية ورياح وغيرها، وهنالك معاهد متخصصة في ذلم بالمركز القومي للبحوث وجامعة الخرطوم وجامعة الجزيرة منذ الثمانينات من القرن الماضي. طالبت في مقالات سابقة تجدها بمكتبة المقالات بالراكوبة بقيام كليات للتراث، وكان الهدف منها الحفاظ على تراث هذا الوطن، واجهاض ما يقوم به هؤلاء من تآمر على حضارة الأمة. لكن كل ما جاء أعلاه لابد أن يبدأ بحوار يوقفهم عند حدهم، ونتائج الحوار ترفع على المستوى القومي والاقليمي والدولي بما في ذلك المنظمات. وانا نتأكد أن أهلنا النوبيين لن يسمحوا بتكرار تجربة السد العالي مهما كانت القوة المستخدمة ضدهم. بالمناسبة يوجد بيننا من هم على أعلى المستويات الأكاديمية والسياسية وعلى قمة المنظمات المؤثرة، والانقاذ وغيرها لن تستطيع فرض رأيها علينا. تحياتي.
تجاوزنا مرحلة الحوار يابروف بسفك دماء شبابنا .. فات الوقت للأسف.
لا حديث لدينا في الوسط النوبي أينما هم .. الا لا للسدود مهما كان الثمن ،، فمن مهروا بدمائهم هذه المعركة المفتعلة والمقصودة عن عمد ، لايمكن أن نخون دماء هؤلاء الشهداء الابرار.
نحن نطالب فقط بأمرين لاثالث لهم .
إصدار قرار جمهوري بإلغاء هذه السدود ،، وتقديم المجرمين الذين أطلقوا النار في كدنتكار للمحاكمة ولا نقبل الا بالقصاص .
ردود على عدو الكيزان
[نبيل حامد حسن بشير] 03-03-2016 09:59 PM
الآلية لنجاز ما جاء بمطالبنا كما ذكرتها مشكورا لن يتم الا عبر الجحوار. هل ننجزها عبر الصمت!!! أم نلجأ لتكوين جيش يشبة ما قام به قرنق. نحن اصحاب حق، وما ضاع حق ورائه مطالب، والمطالبة تتم بالمنطق، والمنطق وسيلته الحوار. تحياتي.
سلمت يراعك يابروف طول عمرك عقلاني
نحن نفتخر بك كسوداني مناضل ونرتوي من مقالاتك التي نري فيها النضج السياسي الواعي ونتحسس من خلالها كم انت وطني شريف ولكن الجملة التي كتبتها [ والنوبيين لا يهابون التسلط ولا يقبلون القهر او الحقارة.] ورغم إنها يجب أن تكتب هكذا في مساق كلامك ، كان يستحسن أن أضفت عليها جملة[ ككل الشعب السوداني فالنوبيين لا يهابون التسلط ولا يقبلون القهر او الحقارة. ولك خالص الشكر و الود
ردود على mag
[نبيل حامد حسن بشير] 03-03-2016 10:05 PM
أنت على حق، لكني نوبي، والموضوع يقع ضرره الأكبر على أهلي وحضارة أجدادي. بالطبع السوداني لا يقبل الحقارة، ولا يهاب التسلط وسيأتي يوم نثبت فيه ذلك للمرة الثالثة بعد أكتوبر وابريل.
أتمنى أن أقرأ مقالاً علمياً، عن فوائد ومضار سدود كجبار ودال والشريك (دراسة جدوى فنية إقتصادية إجتماعية مالية وبيئية)، وما هو البديل الأفضل، أو البدائل الأمثل.
حولت الإستعانة بعمنا قوقل، وكل الذي وجدته أن الطاقة الإنتاجية لسد كجبار تبلغ 360 ميقاوط (حوالي 25% من طاقة سد مروي)، وأن مساحة بحيرته تبلغ 110 كلم مربع (أي مربع ضلغه 10 كلم)، ولطبيعة المنطقة فالسد لن يروي أي أراضي زراعية ذات أثر، فعلى جانبي النيل صحراء قاحلة.
دعونا مرة واحدة نتناول قضايانا بموضوعية وعلمية، بعيداً عن ساس يسوس.
لا أعرف سبب إصرار الحكومة على هذه السدود!!.
ردود على مهدي إسماعيل
[نبيل حامد حسن بشير] 03-03-2016 10:10 PM
لن تجدها منشورة فهي في اضابير الحكومة. أما دراسات الثر البيئي وعلى ترثنا فلن تجده، لنه لا يهمهم كثيرا. حتى سد مروي فلم تتم الا قبل سنتين من افتتاحه، وتم ذلك في ظرلاف شهر واحد فقط وبسببه تم فصل افضل من يهتم بالبيئة في السودان لأنه رفض القيام بهذه المسرحية د/ نادر محمد عوض.
تحدثت عن الحضارة والتاريخ فكفي وتحدث عن الاثارات فكفي وتحدثت عن الكنوز والأرض الغنية فكفي ، تحدثت عن الطاقات البديلة فكفي
فلماذا اذن سدود الدمار والاغراق لاعرض حضارة في التاريخ غنية باثاراتها وانسانها النوبي الأصيل ، ولماذا السدود المسرطنة ، الا يكفينا ما جناهو أهلنا في حلفا الجديدة من التهجير من الموت بالسرطانات من الاسبستوس ومياه السد المسرطن .
نحن النوبيين الحوار لدينا انتهي بقتل أبنائنا في كدنتكار ورفضنا رفض تمطلق واللي ما عاجبو رفضنا يضرب راسو في البحر لا نقبل أي سدود وحتى ولو تم قتلنا جميعا ، فالموت اشرف لنا من هذه السدود اللعينة الذي يجري وراءه الكيزان للماكلة وماذا استفاد السودان من السدود القائمة ورونا الاستفادة انتم يا الإعلاميين اللذين تقولون الحوار ،، حتى الحوار القائم بهي الحكومة نحن نراها خوار وليس حوار