المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
د.الطيب زين العابدين
التيار الإسلامي في مصر بين التأييد الشعبي وتخوف النخبة
التيار الإسلامي في مصر بين التأييد الشعبي وتخوف النخبة
04-08-2012 12:00 PM

التيار الإسلامي في مصر بين التأييد الشعبي وتخوف النخبة

أ.د.الطيب زين العابدين

كان معظم المراقبين للانتخابات المصرية التي جرت في نوفمبر 2011م يتوقعون فوز حزب الحرية والعدالة «الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين» بأكبر كتلة برلمانية ولكنهم لم يقدروا أنها ستبلغ نسبة 47% من جملة مقاعد البرلمان، ثم نزلت عليهم المفاجأة الكبرى حين نال حزب النور السلفي الجديد تماماً على الساحة السياسية حوالي 25% من المقاعد، وكانت الصدمة أقوى مما تحتمله أعصاب النخب اليسارية والعلمانية والليبرالية والمسيحية فأصبح عدد منهم يتحدث جهاراً عن «سرقة» الإسلاميين لثورة 25 يناير الشعبية! بل ربما تحسر بعضهم على سقوط حسني مبارك ومجئ قوة إسلامية محصنة بتأييد شعبي واسع لا يدرون ماذا ستفعل بهم! ولعل جماعة الاخوان كانت تدرك شيئاً من ذلك التخوف وسط النخبة المصرية الفاعلة في الحياة العامة فأرسلت قبل وبعد الانتخابات عدداً من التطمينات مثل: أنهم لن يرشحوا أحداً من قياداتهم لمنصب رئاسة الجمهورية، وأنهم لن يخوضوا الانتخابات البرلمانية في أكثر من 30% من الدوائر، وأنهم لن يسعوا للسيطرة على لجان مجلس الشعب عن طريق أغلبيتهم البرلمانية. ولكنهم تراجعوا عن كل تلك الوعود بسبب العداء الإعلامي الذي وجهوا به من كل الجبهات وبحجة أن النظام الديمقراطي الذي قامت من أجله الثورة يبيح للحزب الذي ينال التفويض الشعبي الغالب أن يتولى السلطة وإدارة شؤون البلاد ولو منفرداً، فقط عليه أن يفعل ذلك في حدود الدستور والقوانين السارية. وانفجر تخوف النخب المصرية من «سيطرة» التيار الإسلامي بشقيه «المعتدل والمتشدد» عندما اختار مجلس الشعب الجديد أعضاء اللجنة التأسيسية التي ستضع مسودة الدستور بنسبة 50% من داخل البرلمان و 50% من خارج البرلمان، «كانت وثيقة المبادئ الدستورية التي أجازها المجلس العسكري تقترح 80% من خارج البرلمان و 20% من داخل البرلمان وهي معادلة مختلة ولكن القصد منها هو إيجاد توازن بين الإسلاميين المتوقع فوزهم بأغلبية برلمانية وغيرهم من قطاعات المجتمع،واضطر المجلس العسكري تحت الضغط الشعبي الذي تجلى في مظاهرة «18/11/2011» المليونية لجعل الوثيقة استشارية بدلاً من أن تكون حاكمة كما أرادها في البداية»،ورغم تمثيل معظم التنظيمات والفئات والاتجاهات الفكرية في عضوية اللجنة إلا ان العناصر الإسلامية المنتظمة وغير المنتظمة كانت غالبة مما أدى إلى انسحاب عدد مقدر من التنظيمات والمؤسسات والأفراد عن عضوية اللجنة التأسيسية بما فيهم الأزهر الشريف. وأحسب أن ذلك دليل فشل سياسي كبير من جانب التيار الإسلامي في التسامح والتوافق حتى مع المؤسسات الإسلامية العريقة مثل الأزهر! وجاءت المفاجأة الثانية في الأيام الماضية بترشيح جماعة الاخوان لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لمنصب رئاسة الجمهورية. وبدلاً من أن تحقق جماعة الاخوان تحالفاً عريضاً تستطيع أن تعبر به إدارة شؤون البلاد في المرحلة المضطربة القادمة كما كانت تريد وتخطط، حدث العكس تماماً فقد بدأ يتشكل ضدها تحالف نخبوي من فئات متعددة يعارض التيار الإسلامي بصورة عامة وجماعة الاخوان بوجه أخص لأنهم يجلسون في مقعد القيادة السياسية. بل إن تنظيم الاخوان نفسه الذي عرف بقوته وتماسكه أصبح يهتز نتيجة للحيرة والتردد وسوء التقدير بين الخيارات السياسية المعقدة، فقد جاء ترشيح خيرت الشاطر داخل مكتب الإرشاد بأغلبية عضوين فقط إذ نال 54 صوتاً وعارضه 52 فأنّى لشخص كهذا انقسمت حوله قيادة الحزب أن يحوز على أكثرية الشعب المصري بما يفوق الـ 50% من الأصوات؟ إن الوضع المأزوم الحالي يضع العملية السياسية كلها في كف عفريت ويسمح للمجلس العسكري الذي كان محل انتقاد واسع في المرحلة السابقة أن يعود للتدخل مجدداً لانقاذ البلاد من الفوضى والاضطراب، وينبغي لجماعة الاخوان أن تسعى بكل جهد لحل الأزمة الحالية وذلك بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية بصورة توافقية واسعة وسحب مرشحها لرئاسة الجمهورية وإعطاء أعضائها حرية الاختيار بين المرشحين دون الزامهم بمرشح معين، وأحسب أن أعضاءها من النضج والمعرفة بما يمكنهم من الاختيار المناسب.
ينبغي لجماعة الاخوان أن تدرك أن طبقة النخبة المصرية المهنية والسياسية «القوات النظامية، والقضاء، ورجال الأعمال، ورجال الإعلام، وأساتذة الجامعات، والنقابات والاتحادات المهنية، والتنظيمات اليسارية والعلمانية والليبرالية والمسيحية» ذات تأثير كبير في الدولة والمجتمع ولا تستطيع الجماعة أن تحكم البلاد،وهي تمر بمرحلة سياسية واقتصادية عصيبة، دون تعاون وتأييد مقدر من هذه الطبقة بل ومشاركة مع عدد مقدر منها في السلطة. ولا يغرن الجماعة تأييدها الواسع وسط قطاعات الشعب الوسيطة والدنيا بسبب صمودها الشجاع في وجه الطغيان لعقود من الزمان وما بذلته من دور كبير في العمل الاجتماعي والخيري لمصلحة هذه القطاعات، فهذه القطاعات الشعبية العريضة لا تغنيها بحال عن دور النخب السابقة التي تدير بالفعل دولاب الدولة في مجالاته المختلفة. وبما أن الديمقراطية في مصر ما زالت هشة ووليدة فينبغي أن تكون استراتيجية الجماعة هي الحفاظ على النظام الديمقراطي قبل إحداث التحول الإسلامي الذي تدور حوله فلسفتها الدينية، لأن النظام الديمقراطي يضمن للجماعة حريتها وفاعليتها في التأثير على المجتمع ويضع مصر في مكانتها اللائقة بين الأمم المعاصرة ويستعيد لها استقلاليتها وسيادتها ودورها الرائد في العالم العربي والإسلامي، وهذا في حد ذاته هدف إسلامي يفوق الأحكام الفرعية التي يتعلق بها عامة الناس كنموذج للحكم الإسلامي، فإن مصر القوية الناهضة المتطورة علمياً وعسكرياً واقتصادياً وصناعياً وغذائياً أفيد لنفسها وللعالم الإسلامي من مصر التي تطبق الحدود الشرعية وكفى! ويتحقق الحفاظ على النظام الديمقراطي بنشر ثقافة حكم القانون والمساءلة والمحاسبة لكل مسئول عن أخطائه، وبسط الحرية والشورى بين الناس، وبتخفيض مستوى الفقر وتوفير أسباب العمل للشباب وبمحاربة كل أنواع الفساد والرشوة والتعدي على المال العام، وبتعزيز آليات الديمقراطية المتمثلة في استقلال القضاء ورفع مهنيته ليمارس دوره في تحقيق العدالة الناجزة وحماية حقوق الإنسان بما فيها حريات التعبير والتنظيم وضبط أداء الأجهزة الأمنية المنفلتة وتجويد تدريبها، واتاحة حرية الصحافة ورفع كفاءة الخدمة المدنية لتؤدي دورها في خدمة المواطن، وتقوية منظمات المجتمع المدني بما فيها الأحزاب السياسية ودعمها مالياً حتى لا تضطر لمد يدها للمال الأجنبي، وليس هناك ديمقراطية من دون أحزاب فاعلة وقوية فلا ينبغي أن ينظر إليها كمنافس خطر يهدد موقع الجماعة في السلطة بل هي حليف استراتيجي ديمقراطي له مصلحة في الحفاظ على النظام الديمقراطي ولكن له رؤيته الخاصة في تطوير البلد ونهضته وهذا من حقه. ولا ننسى أن مقاصد الشريعة الكلية هي: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ العقل والمال، وهي حقوق إنسانية يؤمن بها ويرغب فيها كل إنسان أياً كانت ملته الدينية، وقد نزلت علينا قبل أن يعرفها الغرب أو يصوغها في إعلان مبادئ حقوق الإنسان، وكل ما ذكر آنفاً يخدم هذه المقاصد أكثر من بعض الأحكام الفرعية التي يتشبث بها العامة ظنا منهم أنها هي الدين كله!
وبما أن الجيش هو المهدد الأول للنظام الديمقراطي بحكم دوره في الفضاء السياسي منذ انقلاب 23 يوليو، فلا ينبغي للجماعة أن تتحالف مع القيادة العسكرية ولا أن تتحرش بها أو تتعدى على مخصصات الجيش المالية أو تتدخل في شؤونه الداخلية، ولكن عليها أن تلزمه بالمهنية والانضباط العسكري الذي يبعده عن التدخل في الشؤون السياسية ويبعد التنظيمات السياسية من العمل في أوساطه، وتحسن تدريبه وتسليحه كي يتفرغ لمهمته في حماية الوطن وحراسة أمنه، وأن يتولى قيادته أصحاب الكفاءة والخلق والروح الوطنية المشهود لهم بحسن الأداء في كل مواقعهم العسكرية.
هناك إشكالية تنظيمية وسياسية بين تنظيم جماعة الاخوان العقائدية وبين حزبها السياسي «الحرية والعدالة» تحتاج إلى معالجة واضحة، فالوضع الحالي يشير إلى هيمنة الجماعة على القرار السياسي للحزب بدليل أن الذي اختار مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية هو مكتب الارشاد في الجماعة وليس قيادة الحزب، ومن المفهوم أن تكون لأجهزة الجماعة ذات المرجعية التاريخية الطويلة وذات التضحيات الجسام هذه الهيمنة في المرحلة الانتقالية الحالية ولكنها ليست الوضع الطبيعي في المستقبل لأنها تجعل الحزب مجرد ديكور شكلي لإخراج قرارات قيادة الجماعة، ومثل هذا الحزب لن يعيش طويلاً بل ربما يكون الأفضل هو ممارسة السياسة علانية باسم الجماعة! ينبغي على الجماعة أن تتنازل تدريجيا عن دورها السياسي لمصلحة الحزب الذي يديره بالفعل أعضاء مؤهلون في العمل السياسي من قيادات الجماعة وتتفرغ الجماعة لجوانب العمل الأخرى الدعوية والتربوية والفكرية والثقافية والاجتماعية التي ظلت تمارسها منذ أمد طويل، ولا تمنع هذه المعادلة أعضاء الجماعة القياديين أن يكونوا أيضاً أعضاء في أجهزة الحزب ومنظومته التنظيمية بصفتهم الفردية،فهذا أفضل بكثير من تنزيل القرار من قيادة الجماعة لأجهزة الحزب. وهذا ما وصلت إليه كثير من الحركات الإسلامية عندما انفتح الباب أمامها للعمل السياسي المعلن. أما نحن في السودان فقد أكل الحزب السياسي الحركة الإسلامية التي صنعته وليس العكس، ولم تكن النتيجة سارة بحال من الأحوال!

الصحافة





تعليقات 9 | إهداء 0 | زيارات 2890

خدمات المحتوى


التعليقات
#327744 [mohd]
2.54/5 (11 صوت)

04-09-2012 06:51 AM
عليك الله خلينا في الورطة الفيها نحن هسع دي مالنا ومال مصر تحرق بجاز زي ما بقولوا اهلها

خلونا في بلاويكم العندنا دي البشكير وعصابة الانقاذ


يعني خلاص يا الاخوان المسلمين نجحتوا في السودان ؟ ماشين تتكلموا عن مصر وتونس غيرها ؟


ام ماشين تغطسوا حجرهن وتلحقوهن امات طه

ياخي انتوا مفروض تعملوا اكشاك بتاعت كتب وتبيعوا كتب بس لانكم ما تنفعوا حتى مدرسين ما نافعين

وباين انه شهادات الاسلاميين والقابهم كلها مزيفة ومزورة لأنه التنفيذ ليس بالشهادة وان كنتم فعلا مؤهلين بما تحملون من شهادات لأصبحت البلاد جنة الله في ارضه ولكن التنفيذ العملي يوضح انكم فقراء اكاديميا ومهنيا واي شي وانكم عبارة عن مجموعة سدنة ومجموعة مطبلين وماسكين في الدين الطيرتوه من قلوب الناس وخليتوهم كلهم منافقين زيكم


#327657 [ود الجزيره]
2.56/5 (15 صوت)

04-09-2012 12:41 AM
من اجل ان تكون مصر مستقره وامنه مثل الصومال ومن اجل ان تكون مصر بازدهار اقتصادي مثل افغانستان و من اجل ان تكون الحريات و حقوق المرأة مثل باكستان و من اجل علاقات دولية ودية مع الغرب مثل ايران و من اجل دولة حضارية تقيم شرع الله مثل طالبان ومن اجل دوله قويه موحده مثل السودان !!انتخبــــــــــــــــوا حازم أبو اسماعييين ..برنس الامارة القادم في مصرستان


#327521 [الواسوق]
2.56/5 (16 صوت)

04-08-2012 07:47 PM
بروفسير الطيب. تحية طيبة. رغم موقفك الاخير الا انك لاتزال منبيراً للفكر الإخواني وكأنك لم تطلع على علله الحاضرة بين ظهرانينا او انك على اقل تقدير تعزو فشل التجربة لعوامل محلية مبرئً الاصل في حين ان الواقع يؤكد فساد الغرس والثمر - أينما طرح.

بدءً فإن حزب الحرية والعدالة لم يحنث بوعوده التي وعد خصومه السياسين في رد فعل للهجمة الاعلامية كما عزوت في مقالك فحزب الاخوان هو من استفز الشعب المصري، بل فاجأهم وقد اصبح له صوت يزدهيه، بنبرته الاستعلائية وهوسه المفضوح بالسلطة. هي نفس عقدة الاضطهاد والعزل التي عانوها خلال العقود الماضية غرست فيهم رهبانية المذهب وكهنوت التنظيم والاتباع، نفس العقدة يشاركهم فيها من سبقهم الى الحكم في السودان، فتترجمت في شكل هذه التفلتات التي وصفت والتي فضحت حقيقة سلوكهم مبكراً فهم بحق لم يعتادوا انسام الحرية فضلاً عن ان يشاركوها الآخرين. الم تستمع لشهادات المصريين المنشقين عن الجماعة وما فضحوه من ممارسات ديكتاتورية داخل الحزب وتطرف فكري يلغي العقل ويفرغ المعاني الاسلامية من محتواها ويكرس لمنهج السمع والطاعة الأعمى وكأنما شيطان شمال الوادي وجنوبه واحد يقودهم على نفس الدرب.

شتان بين معطيات العام 89 و العام 11. فاخوان مصر وان كانوا الاصل وهم اقوى واكثر تطوراً الا انهم يفتقدون لامتياز الانقلابات العسكرية لاجواءها المقيدة للحريات كما ان المجتمع المدني في مصر قوي ومتطور ومتنوع بحيث يستعصي فرض نظام شمولي عليه برتوش ديموقراطية كما السودان خصوصاً ان المعارضة القديمة والحديثة قد عقدتا العزم على العمل سويا ضد خطر الاسلامويين.

ان ما تدعوا اليه من تنازل من الاسلاميين للآخرين تفضلاً وسماحة انما مرده الى حقيقة ان هذا الصعود الكبير يرجع في الاصل الى خدعة انطلت على بسطاء الشعب المصري الذين ألف الاخوان قلوبهم عبر سنين من العمل الدعوي والخيري المنظم فردت القواعد الشعبية الجميل في الانتخابات الاخير. كيف لا وشعار الحملة قد كان الاسلام هو الحل. ببساطة ناس أتخموا وناس اتلخموا.

اضف لذلك العوامل الخارجية فمصر دولة رئيسة في عملية السلام وحفظ امن اسرائيل في المنطقة لكنك لم تتنوال هذا الجانب والاسلامويون كونهم براجماتيون سوف لايدخرون جهداً في عقد صفقة مع امريكا وإسرائيل مادام المقابل هو الكرسي والسماح لهم بفرض الشريعة. طبعاً كل يسجي بضاعته هم وفلول النظام ايهم يشتريها الغرب. نفاق جهار. فليعتزلوا السياسة طالما رفعوا شعار الدين فلا يشينوه ولا يشوهه.


#327481 [ود عويضـة]
2.55/5 (12 صوت)

04-08-2012 06:32 PM
الأخوان المسلمون تنظيم عقائدي - يرى جماعته بأنهم الفئة الناجية - وهو يحمل فكر الاستعلاء وهو نفس الأفكار التي خلقت فكرة (الجنس الآري) وشعب الله المختار - وهو بأي حال ليس حزب يؤمن بالأسلوب الديمقراطي والحرية الفكرية - في ظل وجود مجلس شورى (يضم النخبة من فقهاء دين) يرسم مستقبل الجماعة ويخطط في أمور (ساسة يسوس) وهم لا يفقهون فيها شئ - فلا فكر ولاحرية ولا يحزنون ، لان ذلك يتناقض مع مرجعية الجماعة وتوجه الحزب - وكل أفراد التنظيم تم استقطابهم وغسل دماغهم وبرمجتهم وترتيبهم لتلبية نداء الجماعة - المشكلة تكمن في توليهم مقاليد السلطة في عدة إشكاليات - ترتبط بالزج بتنظيم دعوى غير معد ومؤهل لتولي زمام السلطة - فحكم الإسلاميين (بالتجربة ) محكوم عليه بالفشل قبل ان يبدأ - والمهم في الامر هو حجم الخسارة التي يدفعها الحكام والمحكومين – فالأمة التي تستعجل الخلاص وهي تسمع شعارات (الاسلام هو الحل) تجد هذا الشعار سراب وبدلا ما تجد الماء تجد شيطان الانس وقد احلوا ما حرم الله في سبيل السلطة - وذلك لعدة أسباب فالجماعة ليس لها أصلا برنامج سياسي قابل للتطبيق
وإذا وجد هذا البرنامج لا يسند لمجموعة (في الخدمة العامة) خارج التنظيم مما يعني ضرورة إبعاد اهل الكفاءة لصالح أهل الولاء - وهذا فيه تقويض للنظام الديمقراطي واحترام القانون وظلم وهو محرم قانونا وشرعا .
الديمقراطية تتيح الحرية المطلقة وفقا للدستور الوضعي بينما الحرية غير مطلقة في الشرع الإسلامي فعلى سبيل المثال يبيح الدستور شرب الخمر والتعامل بالربا ويعطي المراة حرية لبس ملابس غير محتشمة -وهو امر لا يقره الشرع وهنا يجد الجماعة حرج في التضحية بالشرع ام بالقانون - هذا على مستوى السياسات الداخلية اما الخارجية فكل الطرق تؤدي إلى موالاة اليهود والنصارى . وهنا يتحول اهل الحل والعقد الى فقه الضرورة والستر وو مما يعني انهم تحولوا الى منافقين قولا وعملا - والمنافقين في الدرك الاسفل من النار . ما العمل ؟ هذا السؤال وهو الذي غفل عنه منظري الجماعة الذين كل هدفهم بزج ائمة المساجد الى كراسي الحكم - بحجة يزع الله بالسلطان ما لايزع بالقرآن بحجة تطبيق شرع الله - فيتحول الأمر الى تشويه متعمد للإسلام وباسم الاسلام وبمباركة علماء السلطان (علماء السؤ) ..
نقول للدكتور الطيب زين العابدين وعبد الوهاب الافندي وحسن مكي وبقية المدافعين عن تجربة الإسلاميين المأزومة كفاية تنظير ( العلى البحر عوام)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11 ) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ(12)


#327448 [واحد]
2.58/5 (8 صوت)

04-08-2012 05:27 PM
المال الاسلامي هو كلمة السر ,دفعت قطر ودفعت السعوديه ودفع التنظيم الاسلامي العالمي وحتي متأسلمو السودان ارسلوا =خرفاننا عيديه ما ضقناها نحن اسيادها=


#327445 [nafee ali nafee]
2.55/5 (11 صوت)

04-08-2012 05:22 PM
اجتمع رئيس المؤتمر الوطنى بوزير الثقافة و مدراء القنوات الفضائية و قد قام الوفد بزيارة لجميع المقابر بالعاصمة و الاقاليم و جمع جميع شواهد القبور لكى يقام لهم تابيين و قد اوصى امين امناء المؤتمر الوطنى السادة الحضور من التكثيف من هذه الاحتفالات الى حين سكون عواصف الربيع العربى..


#327349 [Shah]
2.58/5 (9 صوت)

04-08-2012 02:57 PM
يا واعظ الناس عظ نفسك و "إخوانك".


#327329 [Aamir Mohammed]
2.57/5 (7 صوت)

04-08-2012 02:31 PM
إن مصر القوية الناهضة المتطورة علمياً وعسكرياً واقتصادياً وصناعياً وغذائياً أفيد لنفسها وللعالم الإسلامي من مصر التي تطبق الحدود الشرعية
والله يا بروف اصبحتم علمانيين اكثر من الغربيين


#327238 [مجودي]
2.57/5 (12 صوت)

04-08-2012 12:49 PM
أستاذنا الطيب

مقالك جميل فيه توضيح جيد للحقائق ، لكنني أود أن أضيف:

هناك إغراء السلطة والمال الذي لايمكن أن تنجو منه فئة سياسية ب"أخوي وأخوك"

إغراء السلطة السياسية فقد دانت لهم"ديمقراطيا" وكما ذكرت أنت فلإخوان مشهود

لهم بالنضال الشرس ضد حكم مبارك والإنتصار الإنتخابي الحالي هو عربون هذا النضال.

الإغراء التاني هو إعادة تشكيل الطبقة الغنية في مصر .الطبقة الغنية في مصر

التي شكلها مبارك كانت تعتمد بشكل شبه كامل على قربها من المسئولين الحكوميين.

لم تكن طبقة منتجة ، إذن هي غير راسخة الأقدام ويكفي فقط أن تفك إرتباطها بالمسئولين

لكي تنهار تماما. لكن يبقى من يرث هذه الطبقة.أمام إخوان مصر فرصة كبيرة لتعديل

إتجاه الإقتصاد في مصر لكي يصبح أكثر شفافية وبعيدا عن الفساد والمحسوبية وقيام

طبقة رأسمالية منتجة صناعيا وزراعيا، ببساطة بإشاعة روح العدل في الفرص لكي يأخذ

المنتج الشاطر حظه. لكنني أشك في مقدرة الإخوان بعد هذا الفوز الكاسح من تفعيل

هكذا شفافية وأخاف أن ينتهي بهم المقام كما فعل إخوانهم ب"التمكين" في السودان

بالجري وراء الكسب السهل بما يفيض لهم من الإرتزاق بما تجود به عليهم به وضعية وظائفهم

الدولة القادمة.


أ.د.الطيب زين العابدين
أ.د.الطيب زين العابدين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة