المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
د.عبد الوهاب الأفندي
ما الذي حدث صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2001؟ا
ما الذي حدث صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2001؟ا
09-14-2010 11:37 AM

ما الذي حدث صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2001؟

د.عبد الوهاب الأفندي

تلقيت قبل أيام رسالة بريد إلكتروني أخرى من ضمن عشرات، بل مئات، الرسائل التي ظلت تتداول منذ أن وقعت أحداث الحادي من سبتمبر عام 2001، وهي رسائل ظلت تشكك في الرواية الرسمية لما حدث، وتلمح إلى بدائل يكون للتواطؤ الرسمي فيها نصيب. وتعتمد هذه الروايات على حجج مختلفة، بعضها تقديري، مثل التشكيك في قدرة المتهمين من شباب القاعدة على تنفيذ عملية بهذا الحجم والتعقيد، أو استغراب فشل أجهزة المخابرات الأمريكية في كشف هذه العملية رغم الشواهد على إلمام أجهزة الدولة ببعض أطرافها، بل اعتقال بعض المنفذين. وهناك حجج ذات طابع علمي، مثل التأكيد على استحالة انهيار مبنى بحجم مركز التجارة العالمي بسبب ارتطام الطائرات به. وهناك أسباب سماعية، مثل الزعم بأن معظم العاملين اليهود في مركز التجارة العالمي تغيبوا عن العمل في ذلك الصباح، أو التساؤل عن غياب صور للطائرة التي ارتطمت بالبنتاغون، أو تداول رواية مفادها أن القاعدة كانت مخترقة مخابراتياً وتخدم أجندة أطراف أخرى. هذه المرة احتوت الرسالة على خبر بأن \"الرابطة الوطنية للمسلمات الأمريكيات\" ستبث صباح السبت الحادي عشر من سبتمبر برنامجاً إذاعياً \"يبريء المسلمين\" من جريرة ارتكاب عملية تفجيرات ذلك اليوم. وبحسب رئيسة الرابطة السيدة أنيسة عبدالفتاح، فإن \"هذا جهد متواضع لرفع الوصمة المجحفة التي ألصقت بنا من قبل أولئك الذين تسرعوا في إصدار الأحكام بعد أحداث سبتمبر وألقوا باللائمة على الإسلام والمسلمين في ذلك الهجوم.\" وبحسب طرح مقدمي ذلك البرنامج، فإن هناك ما يكفي من الأدلة من العلماء وخبراء الطيران والهندسة والمعمار وهدم المباني والخبراء العسكريين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن المسلمين لم يهاجموا أمريكا صبيحة الحادي من عشر سبتمبر ولا في أي وقت آخر. وسيعرض البرنامج طرفاً من هذه الأدلة والشواهد والشهادات على المستمعين لإقناعهم بهذه النقطة. هناك إشكالان في هذا الخط من الحجاج، وهو أنه يؤيد سلفاً حجة المتطرفين في أمريكا (وبعض كبار السياسيين من أمثال توني بلير وبعض أقطاب إدارة بوش من المحافظين الجدد)، بأنه لو صح أن من نفذوا هجمات سبتمبر كانوا من المسلمين فإن كل المسلمين بل وحتى الدين الإسلامي يستحق اللوم. وهذه حجة باطلة، لأنها تنطوي على تحامل عنصري، كما أوضح محلل أمريكي قارن بين هذا التوجه وبين التحامل المعروف على السود. فبمجرد أن يرتكب أي رجل أسود في أمريكا جريمة سرقة أو نحوها، يصبح كل السود في موضع اتهام، في حين أنه لو كان المجرم رجلاً أبيض، فلا أحد يوجه نفس الاتهام إلى كل \"البيض\"، بل يعامل المتهم بصفته الشخصية. ولعل من المستغرب أن كثيراً من المسلمين يقعون في هذا الفخ، كما فعلت هذه الرابطة النسائية، حيث قبلت ضمناً بأن الإسلام والمسلمين لن يعتبروا أبرياء من تهمة الإرهاب إلا إذا ثبت أنه لا يوجد في العالم مسلم إرهابي واحد! الإشكال الثاني هو أن القاعدة لا تدفع ببراءتها من تلك العملية، بل بالعكس، تحتفل بها وتسميها غزوة نيويورك، وتعد بالمزيد منها، وتسعى سراً وعلناً لمهاجمة أمريكا وأوروبا بكل وسيلة ممكنة. وعليه فحتى لو ثبتت براءتها من أحداث سبتمبر، وهو أمر غاية في الصعوبة، فلا يمكن إنهاء الانطباع بأنها –وأتباعها لا يدعون الإسلام فقط، بل لا يرون مسلماً خارج صفوفهم- تنوى مهاجمة أمريكا لو استطاعت إلى ذلك سبيلاً. وعليه فلو كانت تبرئة القاعدة من تهمة مهاجمة أمريكا هي الطريقة الوحيدة لتبرئة المسلمين من الإرهاب، فإن هذه البراءة لن تتأتى. مهما يكن فإنني أعتقد أن هذا جدل عقيم لا طائل من ورائه. فحتى لو ثبت للكل بأن القاعدة لا علاقة لها بأحداث، فإن تداعيات ما بعد سبتمبر فتحت جبهات جديدة من الصراع بين أمريكا والعالم الإسلامي، ونكأت جروحاً قديمة، مثل نكبة فلسطين وغزو وتمزيق بلاد العرب، كما فتحت جروحاً جديدة في العراق وأفغانستان والصومال وجزيرة العرب واليمن وغيرها. وعليه لم يكن هذا ما عنينا حين طرحنا سؤال: ما الذي حدث صبيحة تلك الثلاثاء المشهورة. ولكن السؤال يتعلق بمغزى ما وقع وتفسيراته. من هذه الزاوية هناك الحدث نفسه، وما سببه من حيرة وصدمة وهلع في أمريكا. فعلى الرغم من أمريكا خاضت حربين عالميتين وعشرات الحروب الأخرى حول العالم وعاشت نصف قرن من الحرب الباردة، إلا أن هذه أول مرة تتعرض فيها لما بدا أنه هجوم كاسح في العمق. وقد ضاعف من الحيرة والقلق أن لا أحد كان يعرف، بعد اصطدام الطائرة الثانية ببرج التجارة العالمي، ما إذا كانت هناك هجمات أخرى متوقعة، ومن أي جهة ستأتي، وأي هدف سيكون التالي. وقد سادت حالة من الهرج والاضطراب في أعلى مستويات السلطة وعلى كل مستويات المجتمع. فالمستهدف هنا لم يكن فقط قمة هرم السلطة، بل كل شخص في أمريكا. ولم يسلم من الاستهداف لا البيت الأبيض ولا البنتاغون أو كابيتول هيل. وقد ظل رئيس البلاد يجوب الآفاق في طائرته لبضع ساعات دون أن يعلم هو ولا أي من مساعديه المقربين في أي مكان آمن يمكن أن تحط. وفي النهاية اتخذ قراراً يحدث لأول مرة في أي بلد في العالم، وهو تعليق كل رحلات الطيران لبضعة أيام حتى تتخذ احتياطات ضد مثل هذه الهجمات، وهي احتياطات لم تكتمل حتى اليوم ولا يمكن أن تكتمل أبداً. ما حدث صبيحة ذلك اليوم منذ تسع سنوات هو فقدان كامل للأمن في قلب أقوى بلدان العالم وأكثرها اعتزازاً بقوتها وسلطانها، وهو وضع قلب المفاهيم والموازين، وطرح تساؤلات عميقة ومهمة حول طبيعة العالم الذي نعيش فيه اليوم. وبحسب أحد المعلقين، فإن أي شيء في خبرة الأمريكيين السابقة لم يحضرهم لمثل هذه المواجهة مع أشخاص لديهم مثل هذا التصميم الانتحاري على الصدام. ويرى معلق آخر من كبار مفكري أمريكا أن أحداث سبتمبر مثلت صدمتين كبيرتين للنفسية الأمريكية، تمثلت أولاهما في أن القاعدة لم تشن فقط حملة عسكرية على أمريكا، بل حملة أخلاقية أيضاً تمثلت في رمي أمريكا بالنفاق والإفلاس الأخلاقي وكونها قوة شريرة. وهذه التهم تتناقض مع فهم أمريكا لذاتها باعتبارها أمة متفوقة في كل شيء، وليس فقط في المجال المادي. فهي أكثر بلد متحضر في العالم، والنموذج الذي يتوق الجميع إلى النسج على منواله. ورغم أن الأمريكيين سمعوا مثل هذه التهم من قبل، وأحياناً حتى من بعض غلاة اليمينيين الأمريكيين ممن يرون أن بلادهم ضلت طريقها، إلا أنهم كانوا قادرين على تجاهل مثل هذه التهم، لأن أمريكا كانت تشعر بأنها من القوة بحيث لن تؤثر فيها هذه الدعاوى. وعليه فإن الصدمة الثانية الكبرى تمثلت في الفقدان المفاجئ لهذا الشعور بالأمن القائم على عقيدة التفوق في كل شيء. فالأمر لم يعد مجرد الاستماع للغو من لا يعترفون بتفوق أمريكا بعد أن ترافق التهجم اللفظي مع ترويع الأمريكيين في عقر دارهم، مما ضاعف الشعور بالإذلال، لأن أمريكا لم تعد قادرة على تجاهل من تحتقر. هذا بدوره طرح تساؤلات عن هوية هذه الفئة الضالة التي جرأت على تحدي أمريكا في عقر دارها، وسبب هذا القدر من الكراهية والاحتقار الذي تكنه هذه الفئة للبلاد وأهلها. وقد زاد من الصدمة أن هذه الفئة، كما جاء في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر، نفذت عمليتها التي استهدفت أقوى بلد في العالم بمجموعة لا تكفي لتشكيل فصيلة واحدة في جيش، وخططت لها من واحدة من أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلفاً. وكان لا بد أن تأتي هذه الإجابات بصورة تعيد الطمأنينة وتنقذ الكبرياء المجروح لأمة ترى أنها أعظم أمة أُخرجت للناس. وبالتالي فإن معظم التحليلات ركزت على فكر القاعدة وعقائد قادتها الدينية، بينما قللت من العوامل والدوافع السياسية وراء ظاهرة القاعدة. ومن هنا جاءت فكرة \"حرب الأفكار\" التي طرحت كإحدى أهم استراتيجيات \"الحرب على الإرهاب\". ولكن هذا التوجه شابه الكثير من الخلط والتناقضات، كما فصلت في مساهمتي في كتاب صدر العام الماضي في الولايات المتحدة بعنوان \"مناقشة حرب الأفكار\" (وقبل ذلك في تقرير صدر عن معهد بروكنغز في عام 2005 بعنوان: \"غزو عقول وقلوب المسلمين\"). ويعود هذا أولاً إلى أن فكرة \"حرب الأفكار\" نبعت من المؤسسة العسكرية، وكان من أبرز منظريها دونالد رامسفيلد وكوندوليزا رايس، أيام كانت ترأس مجلس الأمن القومي. وصدور مبادرة فكرية عن المؤسسة العسكرية، وهو غالباً ما يحدث حين يواجه العسكريون الفشل في الميدان، تثير الشبهات حول جدية مشروع التبادل الفكري والحوار، خاصة حين يطلق تحت عنوان \"حرب\". إضافة إلى ذلك فإن الفكرة تقوم على فرضيات بعضها خاطئة (مثل تشبيه هذه الحملة بالصراع الفكري مع المعسكر الشيوعي أيام الحرب الباردة) أو متناقضة، لأن بعض أنصارها يصرحون مرات بأن الإرهابيين معزولون بين المسلمين، بينما يتصرفون في معظم الأحيان كأن غالبية المسلمين، إن لم يكن جميعهم، يؤيدون الإرهاب. وإذا كانت الأولى فلا داعي لحرب الأفكار، وإذا كانت الثانية فإن هذه الحملة لن تكون ذات جدوى. هذه النقطة تعيدنا إلى سؤال البداية: ما الذي حدث فعلاً في ذلك اليوم المشهود؟ والإجابة في نص السؤال، أي في كون ذلك الحدث كان مشهوداً. فبخلاف الفظائع التي وقعت في العالم منذ الحرب الثانية وحتى مأساة رواندا (التي شهدت يومياً موت ثلاثة أضعاف ضحايا مركز التجارة، ولمدة ثلاثة أشهر)، فإن أحداث نيويورك نقلت فوراً إلى كل منزل في العالم تقريباً، دقيقة بدقيقة. فقد علقت كل شبكات التلفزة الأمريكية (والعديد من الشبكات العالمية الأخرى) كل برامجها وأوقفت بث الإعلانات لثلاثة أيام متوالية، نقلت فيها وقلبت الحدث من كل زاوية. ولأن أمريكا هي أمريكا، ولأن أقوى جيش في العالم أعلن التأهب، وصرح رئيس البلد بأن من ليس معنا فهو مع الإرهابيين، فإن العالم كله أجبر على أن يعير الحدث انتباهه تحسباً لما قد يصيبه من رشاش غضب المارد الأمريكي المجروح. وهكذا تغيرت هوية الحدث من حدث محلي مسرحه نيويورك وواشنطون إلى موقعة عالمية مسرحها العالم بكامله. وقد اكتسب الحدث فرادته من عدة عوامل: الأول هو فرض الإحساس الأمريكي بالتفرد على العالم: فمصيبة أمريكا ليست كمصائب الآخرين، وفجيعتها لا بد أن تكون متفردة، وهي ذات طبيعة شبه دينية. فموقع مركز التجارة المهدم هو موقع \"مقدس\" (كما نرى من الجدل حول مجاورة المسجد له، فالمكان لا يتسع لمقدس آخر) والضحايا أكثر من شهداء (كما نرى من الاحتفال السنوي الذي يصر على قراءة أسمائهم واحداً واحداً)، كما أن الحدث لا يحتمل التفسير والنقاش، لأن كل تفسير قد يكون نوعاً من التبرير. هناك بالطبع عوامل موضوعية تعطي الحادث فرادته، منها أنه أول هجوم من نوعه على القوة العظمى الوحيدة في العالم، في عقر دارها، ومن قبل فئة صغيرة استخدمت الطائرات المدنية كسلاح، وبصورة مفاجئة ومن غير حرب معلنة. وهناك فوق ذلك رمزية الأهداف المنتقاة، ورمزية المفارقة الثقافية والدينية لمنفذي العملية، مما أكسبها هالة صراع الحضارات. وهذا بدوره يقود إلى التفسير الرسمي الذي سعى للتوفيق بين الرؤية الأمريكية لفرادة الحادث وبين السعي لتفسير عقلاني له، فانتهى بالحكم بلاعقلانية الحدث ولا عقلانية منفذيه، لأن أي تفسير آخر يعني، كما صرح توني بلير مستنكراً، إلقاء اللوم على الضحية. لا يمكن إذن فهم ما حدث في ذلك الصباح بمعزل عن هذا الفهم الأمريكي للذات، وهذا الإحساس بالتفرد بين العالمين، والدهشة والصدمة لمجرد وجود جهات لا تكتفي بعدم مشاركتهم هذا الشعور بالتفوق المطلق، بل توجه رسالة النكران هذه بأعنف وسيلة ممكنة، وبصورة تجرح كبرياء المارد الأمريكي وإحساسه بالسطوة والهيمنة. الطريف في الأمر هو أن هذا الإحساس بالتفوق والتميز هو تحديداً ما يشجع الإرهابيين على استهداف أمريكا. فقد كان تنظيم القاعدة وقادته قبل أحداث سبتمبر نكرة لا يعرف عنهم أحد شيئاً، ولكنه بمجرد أن استهدف أمريكا أصبح ينظر إليه على أنه المقابل للاتحاد السوفيتي، وهذا بدوره جذب الكثير من الشباب إليه، تحديداً بسبب التهويل الإعلامي الذي ضخم التنظيم وأعماله. وقد يكون في هذا تصديق غير مباشر لمقولة الفيلسوف الفرنسي جان بودريارد الشاطحة ظاهرياً: \"لقد كانوا هم، تقريباً، من فعلها، ولكن كنا نحن الذين أردناها وتمنيناها.\"

التيار





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 2519

خدمات المحتوى


التعليقات
#23346 [ابو كوج]
1.00/5 (1 صوت)

09-14-2010 12:30 PM
وبصورة تجرح كبرياء المارد الأمريكي وإحساسه بالسطوة والهيمنة. الطريف في الأمر هو أن هذا الإحساس بالتفوق والتميز هو تحديداً ما يشجع الإرهابيين على استهداف أمريكا. فقد كان تنظيم القاعدة وقادته قبل أحداث سبتمبر نكرة لا يعرف عنهم أحد شيئاً، ولكنه بمجرد أن استهدف أمريكا أصبح ينظر إليه على أنه المقابل للاتحاد السوفيتي، وهذا بدوره جذب الكثير من الشباب إليه، تحديداً بسبب التهويل الإعلامي الذي ضخم التنظيم وأعماله. وقد يكون في هذا تصديق غير مباشر لمقولة الفيلسوف الفرنسي جان بودريارد الشاطحة ظاهرياً: \"لقد كانوا هم، تقريباً، من فعلها، ولكن كنا نحن الذين أردناها وتمنيناها.\"
لو اكتفى استاذنا علامة التحليل بهذا القدر لكفى قرائه لكنه ابى الا ان يكون كريما لك الله يا افندي
:o


ردود على ابو كوج
United Kingdom [Omar Humaida] 09-14-2010 09:35 PM
فقد كان تنظيم القاعدة وقادته قبل أحداث سبتمبر نكرة لا يعرف عنهم أحد شيئاً، ولكنه بمجرد أن استهدف أمريكا أصبح ينظر إليه على أنه المقابل للاتحاد السوفيتي




كلامك غير صحيح...
من فجر سفارات امريكا في نيروبي ودار السلام.؟؟
انها \"القاعده\" , تلك التفجيرات حدثت قبل \"البرجين\" بعده سنين, واميركا تعلم ان \"القاعده\" هي الفاعل.


د.عبد الوهاب الأفندي
 د.عبد الوهاب الأفندي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة