الاتفاق ايجابي اذا نُفِّذ
08-07-2012 02:26 PM

الاتفاق ايجابي اذا نُفِّذ

سليمان حامد

اتفاق حكومي جنوب وشمال السودان تم نتيجة لضغط عالي المستوى وفي الزمن الضائع بعد انتهاء المهلة المحددة له في 2 اغسطس 2012م. يؤكد ذلك أن الحكومتين كانتا غير متوافقتين على أي قضية من القضايا المعلقة حتى اللحظة الأخيرة. وهذا يعني أنه ليس اتفاقاً أصيلاً ناتجاً عن قناعة ذاتية من الحكومتين. ولهذا فهو اتفاق هش قد ينكسر أو يتم الارتداد عليه بأي ذريعة يمكن إفتعالها. وبهذا ينفتح الباب أمام صراعات جديدة، وقد تؤدي إلى تدخل مباشر من القوى الاجنبية.

هذا هو ما يرمي إليه – كما تدل كل المؤشرات من المعارضين للحل السلمي ولأي اتفاق يعيد العلاقات الحسنة بين الدولتين. منذ إعلان الاتفاق بدأت هذه القوى الشريرة من أثرياء الحرب يعارضون ماتم من اتفاق. ويؤكدون أن ماتم الاتفاق عليه من قضايا لن ينفذ مالم يناقش الملف الأمني. وهو تصريح يستبطن الأجندة الخفية لهذه الفئة التي بدأت تثير الشكوك حول إلغاء عمر البشير وسيلفاكير وتطعن في جدواه، بل نصل إلى حد أنه مؤامرة ضد البشير، كما ذكرت من قبل تهدد حياته.

وهى ذات الجماعة التي نقضت غزل كل الاتفاقات التي تمت في أديس أبابا. وهى التي لعبت دوراً اجرامياً في العودة بالعلاقات بين البلدين إلى الخصومة والعداوات وتصعيدها إلى ما يقترب من اشعال الحرب بين البلدين. وهي التي افشلت لأكثر من مرة الإجتماع الذي كان مفترضا عقده بين رئيس البلدين.

ورغم إن اتفاق البترول لن يحل أزمة الاقتصاد السوداني، لأنه لا يوفر سوى 3.2 مليار دولار سنويا، بينما العجز الحالي للموازنة يصل إلى ما يقارب 9 مليار دولار. وليس هنالك افق لحل الأزمة الاقتصادية مع انعدام التنمية الزراعية والصناعية في البلاد، ولهذا يصبح حل الأزمة رهينا بالإنتاج والتنمية الزراعية والصناعية، وليس على دخل محدود لبترول عابر لشمال السودان واضعين في الاعتبار أن حكومة الجنوب تسعى لخلق معابر أخرى – طال الزمن أم قصر- لتصدير بترولها مع استمرار انعدام الثقة بين حكومتي البلدين.

ما نأمل تنفيذه هو حل القضايا الأخرى المعلقة في الموعد المضروب لها في 22 سبتمبر 2012م. وهو أمر يلقي بظلال من الشك عبر عنها وسيط الاتحاد الافريقي تابومبيكي بقوله إنه يعبر عن قلقه اذا لم يتمكن الطرفان من هذا التمديد لتنفيذ كل ماجاء في قرار مجلس السلم والأمن الافريقي وقرار مجلس الأمن رقم 2046.

القضايا المتبقية لازالت تشكل خطراً على الاتفاق بأكمله. فهناك قضية ترسيم الحدود وحل مشكلة ابيي والأمن بين البلدين والتجارة والمواطنة. وحتى تنفيذ اتفاق البترول نفسه – كما يقول دعاة الحرب- خاضع للاتفاق على القضية الأمنية.

ولهذا، ورغم الاتفاق المبدئي بين الوفدين وترحيب الحكومتين على حسم هذه القضايا في الموعد الجديد، إلا أن ذلك يحتاج إلى جهد كبير من كافة القوى الحادبة على مصلحة البلدين والشعبين.

وهذا مايقودنا إلى تكرار أهمية اشراك كافة القوى السياسية المعارضة التي تمثل الاغلبية الساحقة من شعب السودان. فالتمديد الذي حدث يستوجب على الطرفين الشريكين في الحوار، أن يفكرا بجدية في أنهما لن يستطيعا تنفيذ ماتم الانفاق عليه. لأنه تم عبر الضغط العالمي. ثم إنهما جربا ولأكثر من عامين الفشل الذي واجهه النقاش والحوار الثنائي بينهما. وهذا درس يجب أن يستوعبه الوسطاء الدوليون أنفسهم ومن يقف ورائهم سواء كانوا في مجلس السلم والأمن الافريقي أوغيره، بأن القرار 2046 من الممكن أن لا ينفذ رغم الضغط الذي يمارسونه. وهم يعون تماما إن كافة القضايا المعلقة ـ بما فيها البترول ـ من صميم قضايا شعب السودان مجمله، ولن يكتب لها النجاح اذا تم مناقشتها من وراء ظهره وبدون مشاركته.

إننا نكتب هذا الكلام ليس تبرئة للذمة أو التسجيل موقف للتاريخ، وإنما نستند إلى استقراء دقيق للواقع والتجار التي مرت بها البلاد في ظل الاتفاقات. ولهذا نقول إن الاتفاقات الثنائية هى التي أدت إلى كارثة انفصال الجنوب والاصرار على الثنائية هو الذي سيفتح الباب واسعاً لتدخل الأطراف الداعية للحرب من كلا الطرفين، وربما يطيح بكل ما اتفق علي بحثه من القضايا العالقة، ويقود إلى حرب شاملة في البلاد.

إن عدم اشراك كافة قوى المعارضة، تقع مسؤولية ما ينتج عنه من موارس إلى الأطراف الثلاثة في الحكومتين الجنوبية والشمالية والوساطة الاجنبية.

نقول ذلك، وقد أصبح الموقف دقيقا وحرجاً بعد التمديد الذي تم للاتفاق المزمع تنفيذه في 2 اغسطس 2012م.

الميدان





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 2127

خدمات المحتوى


التعليقات
#445578 [murtey]
2.57/5 (10 صوت)

08-09-2012 12:59 AM
Murteymurtey Murtey الاتفاق لن ولا يحل الازمة المالية التى يعيشها النظام الوثنى لان ال 11 دولار عائد الدولة منها 3 دولار للبرميل بعد خصم حصة الشركات الصينية والهندية والماليزية وهذه ال 3 دولار لا تكفى لعيدية وداد بابكر


سليمان حامد
سليمان حامد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة