المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
افريقيا انفاق عسكرى اكثر وامن داخلى اقل
افريقيا انفاق عسكرى اكثر وامن داخلى اقل
03-09-2013 11:44 AM

تعيش القارة السمراء جملة من الا ضطرابات الامنية الداخلية –اضطرابات فى مجملها مشاكل قبلية ،وصراعات مستمرة ولاتنتهى ولن تتوقف حول السلطة والثروة –وتمردات لا حصر لها –الامر الذى ادى الى ارهاق ميزانيات الدول الافريقية المرهقة اصلاً واصاب الاقتصاد الافريقى النامى فى مقتل –وجعل الدول تنفق ملايين الدولارات فى سبيل ايجاد حلول عسكرية لحسم مشاكلها المتعددة والمعقدة –وتم جلب السلاح بكميات كبيرة من الخارج –وقد بلغ اجمالى الانفاق العسكرى 30.1 مليار دولار وفقاً لمؤشرات العام 2010 صعود من 17.4 مليار دولار عام 2001 مسجلا زيادة قدرها 64% وكان هذا الانفاق قد بلغ 21.4 عام 2005 و32.2 مليار دولار فى العام 2007.

وتفوق الجيوش الافريقية عدد جيوش الاتحاد الاوربى بكل دوله الاكثر تقدما فهل افريقيا اكثر قوة من اوربا ؟–نقول ان الرقم هو عنوان الحقيقة فقد يغنى الرقم عن تفاصيل كثيرة –وفى كثر من الاحيان كطلقة الرصاص ،لايحتاج الى جمل او عبارات انشائية بل انه فى كثير من الحالات يكون رسالة سريعة المفعول مثل التعامل فى الاسواق المالية وهذه هى القاعدة ولكن ليس فى كل الاحوال –ثلاث ارباع ناتج الدخل القومى يستخدم فى استيراد العتاد العسكرى-وقد تقول ان الدول الافريقية ربما فى سباق تسلح ولكن العكس وقد يثيرك اذا قلنا ان افريقيا ليست فى سباق تسلح –ولكن الاضطرابات الداخلية –وفساد الحكام وحبهم للبقاء على كراسى السلطة-هو الذى ادى الى ان تكون ميزانيات الدفاع اكثر من ميزانيات الصحة والتعليم –ولاتحارب افريقيا فى اى جهة او مع اى دولة الا من صراعات داخلية اوحدودية كما فى جنوب وشمال (السودان) وتنزانيا ورواندا وبورندى –وقد يرد الى الاذهان سؤال مباشر وهو لماذا تستورد افريقيا كل هذه الاسلحة وفيم تستخدمها؟ والاجابة فى غاية السهولة –فافريقيا رغم ضعفها –وفقرها وجهلها ومرضها تدخل كل اموال الناتج القومى فى جلب الاسلحة التى لاتعتبر متقدمة بمقاييس هذا الزمن فالدول المتقدمة لا تستخدم (الانتينوف – او الكلاشينكوف )فى حروبها اما نحن فى افريقيا فلا نستورد غيرهما وبل ندفع ملايين الدولارات فى جلب هذه الاسلحة الخردة –ومن ثم نحارب وندعى حماية الامن القومى واجواء افريقيا ككل مكشوف للكل –وما حدث فى السودان اخيراَ يكشف ضعف الانظمة الدفاعية رغم الميزانية الضخمة التى تتعاطها وزارة الدفاع وهو دليل واضح وفاضح على ان ملايين الدولارات التى تنفق فى جلب العتاد العسكرى(وهم ساكت)

هذه الجيوش الجرارة:---
ربما تكون السطور السابقة هى مفتاح مانتحدث عنه –فهل نحن وقد صرفنا معظم ايرادات الناتج القومى فى جلب السلاح –وجيوشنا اكثر عددا من اوربا الموحدة –فهل نحن اقوى من اوربا –واذا ادخلنا الدول العربية فى المعادلة –فيمكن القول ان الفجوة استمرت بين المجموعة الاوربية والعربية طيلة التسعينات والتى كانت بمثابة حقبة جديدة من التوترات العسكرية –والتى سجلت ايضا ان الشرق الاوسط الاكثر انفاقا من الناحية العسكرية وبل انه قياسا على الناتج القومى فهوينفق مايعادل ضعف النسبة السائدة كمتوسط عالى وهذا ايضا حال الدول الافريقية
وفى حال الجيوش حين نفحص الارقام فلابد ان نذكر الحقائق التالية :--------------
(1) ان عصر الجيوش الضخمة قد ولى وتراجع –فلم يعد العالم بحاجة الى جيوش نابليون الفرنسى وهتلر الالمانى وستالين الايطالى –فالتطور فى التسليح جعل (النوع) اهم من (الكم) وجعل الحرب الجوية بالصواريخ سندا قد يفوق السند الذى توفره الحرب البرية التى تعتمد على اسلحة مثل المدرعات والمشاة .
على سبيل المثال خاضت مصر معركتها مع اسرائيل بالدبابات عام 1973 وتعتبر اضخم الحروب البرية بعد الحرب العالمية الثانية وحرب الكوريتين –فان الولايات المتحدة وفى عام 1991 ومن بعدها فى 2001 قد خاضت عاصفة الصحراء وحرب افغانستان بدون قوات برية تذكر ومن خلال مايمكن تسميته (الحرب عن بعد) وكانت كلمة السر هى التفوق فى الاستطلاع واستخدام الاسلحة الحديثة.

(2) مع تغير نوعية الا سلحة وتقدمها –حدث تطور فيما توفره هذه الاسلحة من نيران –فالعسكريون لا يتحدثون عن عدد المدافع والدبابات والطائرات –لكنهم يتحدثون عما يمتلكه كل طرف من قوة نيران وعن اى مدى تصل الى وسائل القتال ونتائج ما تحققه هذه الاسلحة على مستوى الحسم .

(3) هناك عنصر ثالث يتعلق بنسبة الجيش العامل للجيوش الاحتياطية –وهو ماتطبقه اسرائيل حاليا ، حيث تحتفظ باحتياطى كبير يتم استدعاؤه عند الحاجة بينما يظل حجم الجيش العامل صغير نسبيا .

انفاق اكثر وامن اقل:---
احد اوجه الحقيقة اننا امام انفاق افريقى عسكرى ودفاعى اكثر – ولكننا ايضا امام امن قومى داخلى اقل وهش –تضاعفت الميزانيات والمشتريات العسكرية ،وتضاعفت اعداد الجيوش ونمت واذدادت عددا وتراجع الامن القومى للدول الافريقية الى نقطة الصفر –وجرى استخدام السلاح فى غير محله – واصبحت افريقيا مكشوفة واكثر اعتمادا على الغير من الدول الكبرى ، واضحت الجيوش اكثر وهنا بعد ان تم استخدامها فى حروبات داخلية كما فى (السودان-والصومال- ويوغندا-ساحل العاج –وبورندى –رواندا –الكنغو –ومالى-) اوجرى استخدامها فى حروب افريقية ( اريتريا واثيوبيا –كينيا والصومال ) –وهنا قد نضع ايدينا على ما يميز الجيوش الاوربية (الاقل عددا) عن جيوشنا الافريقية الاكثر عددا اعنى استراتيجية العمل بين هذه الجيوش فينما توزعت جيوش افريقيا لاغراض وصراعات داخلية –توجهت جيوش اوربا لتدخل فى منظومة واحدة على مستويين (الاوربى –والاطلنطى) وفى كلتا الحالتين وفرت الامن لبلادها – وكان التنسيق فيما بينها عنصر قوة لايستهان به.
العبرة اذن ليس بالا رقام المجردة –قد يكون الرقم عنوان الحقيقة ظاهره غير باطنه –يصدق ذلك فى الاقتصاد وفى شئون الحرب والمجتمع فاذا تركنا قضية الجيوش –لاكتشفنا ان بعض الدول الافريقية لا تعرف بالضبط عدد سكانها – وتغيب مؤشراتها عن اى تقارير دولية – انه الغياب وليس التخلف وحده وقد تكون البداية رقما زائفا او ارقاما تطلقها حكومات الدول الافريقية للدعاية والتضليل –وقد يكون صحيحا ان افريقيا تمتلك الكثير ولكنها لا تحسن استخدامه –كما هو الحال بين العرب واسرائيل .
افريقيا تمتلك اكثر ---- ولكن اوربا تتفوق .





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1078

خدمات المحتوى


احمد يعقوب
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة