لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟ا 11-10-2010 09:15 AM لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
مؤيد شريف
[email protected]
أوجدت سنوات حكم \"الإنقاذ\" المُوحشة بيئة سياسيةإجتماعية طارئة ، وفرضت بالقمع والتلقين والتلفيق عقائد جانبية مُستلفة ، غريبة ومُفارقة لطبائع سائر أهل السودان وغالب أمزجتهم . قلمت \" الإنقاذ \" في غضونها أظافر ومخالب قوى السودان القديم ، وكل جماعة تنشط في خارج مضاربها ، وأدارت دكاكينها الإعلامية ذماً وتقريعاً وتخوينا طال رموزها وقياداتها وعصب تفكيرها وسنادات خطابها . فأحدثت فراغاً عجزت هي في ملء ثغراته ، وإن أجهدت نفسها في تغليب خيارات القمع ، ظناً أن القمع يملأ فراغا . والفراغ الواقع يُفسر حالة التوهان والتخبط الموسوم بها الكل السوداني دون إستثناء : فالحركة الشعبية إنحسر تإثيرها ، وتقلصت أولوياتها بإختيار منها ، وأراحت كاهلها من ثُقل مشروع وطني للدولة . وأحزاب السودان القديم إنسلت قيادات كثيرة من صفوفها ، مستيأسة من الركود الطويل ، وقسوة الهم المعيشي اليومي ، لتلحق بعطايا القِلة المعطاءة ، وتلعق مع اللاعقيين من مال الشعب السائب . وزعامات السودان القديم صمت اذانها حيال خواطر الشعوب المكسورة ، ومظالمها المعلقة ، ودماءها المهدرة غدرا ، لتقبل بجبر كسورها الخاصة قبل أن يُجبر كسر الشعوب التى بإسمها تُناضل ! . كلها إشارات لفراغٍ خطرٍ حادث ، والجبهة الوطنية العريضة بأهدافها الواضحة قادرة ، على قاعدة العمل الجماعي ، أن تبعث الروح في مجاميع المعارضات ، وردم الفراغ .
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
الظرف الآني الدقيق المتشابك هو الأدعى لقيام كيان جديد وليس العكس. كيان عابر للإثنيات في مبتدئه ، لام لشتاتها تحت راية قومية واسعةجامعة ، معبرٌ بحق وحقيقة ، بغير توازنات معمولةمصنوعة - ضررها أغلب من نفعها - عن كل مكنونات الهوية السودانية .
كيانٌ يكسرُ ظاهرة السياسة العرقية المستجدةالمُشظيّة ، المُتعهدة من قبل النظام القامع في سعيه لِتجزيء المُشكل وتفتيت الكل الوطني .
كيانٌ يبسط الحقوق بين يدي أهلها ومستحقيها ، ثم لاتكون مِنة لكسب ضيق ، وتسابق لتسجيل نقاط ، بل لحقٍ مكتسب بالإنتماء والطبيعة.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
إزاء تساهل أحزاب المعارضة ، وظنها الحسن المفرط في إمكانية تحول النظام القامع وتقدمه بإتجاه حالة أفضل من الديمقراطية وحكم القانون ، كان طبيعيا أن تتمادى القِلة القامعة لتبلغ جرائمها شأو الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والإغتصاب والتهجير القسري في دارفور .
مسؤولية ما حدث ويحدث في دارفور من حرب إبادة في حق الإنسان السوداني الأعزل ، لا تقع على كاهل مقترفيها في النظام القامع ومليشياته فحسب ، بل تتعداه للكل الوطني من واقع ضخامة الحدث وفظاعته واثاره المدمرة . كلنا بدا عاجزا عن مواجهة الجرائم المشهودة ، ومتساهلا تجاه ما أجمع العالم على توصيفها كأفظع كارثة إنسانية . ولو إتصف موقف مجموع أحزاب المعارضة بالحزم والشدة ، ولو انهم حبسوا أيديهم عن مصافحة الأيدي الآثمة ، وقاطعوهم ، وعزلوهم ، وواجهوهم بالحقائق دون مواراة أو تأتأة ، لما إنتهى الأمر على النحو الذى إنتهي إليه .
والجبهة الوطنية العريضة ، بدأت بنفض يدها عن جرائم القِلة القامعة ، وإمتنعت عن تلويث أيديها بالأيدي الملطخة بدماء أهل السودان ، وقررت بحزم ووضوح : أن وقت الإزالة أزف ، وحين المواجهة جاء.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
وضوح المُبتغى وإستبانة الطرح ، وإنتفاء التعارض بين أشواق الشعوب السودانية واهدافها النهائية ، بغير الوقوع في إجترار العبارات الوسطى والمواقف الباهتة والكلام المُمل الباعث على تثبيت حالة الخذلان واليأس من إمكانية وقوع التغيير المُرتقب.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لإنقضاء عهد التغيير الناعم في الواقع السوداني ، بإنحشار وسيطرة سلطة لجماعة قليلة قامعة ، مُدعية بإحتكار الحق ، وحسنة الظن تجاه كل فعل قبيح تأتيه ، وسيئة النوايا تلقاء كل فعل حسن يأتي من خارجها . قِلة قامعة لا تفهم سوى لغة المقارعة والمواجهة والإيذاء.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لحاجةٍ مُلحة ، قديمة وطارئة ، لنشوء جسد إجتماعي ـ سياسي مختلف ، مغاير ومفارق لنماذج حزبية فيها من النواقص الذاتية الكثير ،
وبرع النظام القمعي في تدجينها وتحييد أثرها.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لوعيٍ مُنطلق ومُتطلع في قيادتها ، يؤهلها لإنجاز الحسم ، ولا يجعل منها أداة تفريق وتقسيم لصفوف المعارضة في الداخل والخارج ،
وكلاهما جسد واحد ، بوسائل متكاملة ، لمبتغى جامع.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لأجل تنشيط فعالية الكفاءات الوطنية النوعية في المنافي ، ودفعها لفرض تأثيرها الإيجابي على قضايا الوطن ، وتبشيرا بالتغيير الممكن
وعكسا للواقع الحقيقي لمجرى الأحداث في الداخل ، بعيدا عن تلوينات وتحويرات الإعلام الرسمي المخادع.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لضرورة بعث تنظيم جديد ، متخفف من ثقل تاريخ طويل من مماحكات الحزبية ، وقصي عن تنافس فيما بينها معلوم ، وغيرة سياسية متبادلة. تنظيم جديد يشد الفوارق بين المعارضات ، ويفصل بالرأي حين تتقاطع التكتيكات وتتعارض التوجهات . تنظيم تغالب فيه الإنتلجنسيا الراشدة نزعات التقليد والبداءة عند القاعدة من المتأثرين بميراث للتدين الخاص والتمذهب ، وقاعدة متأصلة من غير غلواء ، تشدُ الإنتلجنسيا لحقائق الأرض ، حين تُهوم وتشطح بعيدا عن قوة الواقع لمصلحة فرضيات مستحيلة.
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
لإستعادة لُحمة الوجدان الوطني ، ورتق الشروخ الغائرة ، بإقرار مبدأ العدالة للضحايا ، والإصرار على مبدأ عدم إفلات مرتكبي الفظائع من أن يلقوا جزائهم العادل ، سواء كانوا حاكمين ، أو وكلاء عنهم .
لماذا الجبهة الوطنية العريضة ؟
معاداة النظام بطبعه الإقصائي النرجسي لكل معنى ومفهوم لدولة القانون والمؤسسات ، وتبديله مؤسسات الدولة لأوكار حزبية فاسدة ومفسدة
وعبثه بالعقيدة القتالية للقوات النظامية ، صانعا منها محض مليشيات خارجة على القانون : جميعها أسباب لازمة لصيغة جديدة.
صيغة لإعادة بناء الوطن والمؤسسات على نهج وطني جديد.
ولا مكان لصيغة جديدة إلا بزوال النظام القمعي وكنس كل أثر له .
والجبهة الوطنية العريضة وحدها إنتهت لهذه النتيجة. |
خدمات المحتوى | مؤيد شريف مساحة اعلانية الاكثر مشاهدةً/ش الاكثر تفاعلاً |