التوازن المختل!!
03-14-2013 12:48 PM



٭ في البداية قلت للدكتور غالي.. انه عقب شن الولايات المتحدة الحرب ضد العراق تساءل الجميع عن وضع الأمم المتحدة الآن في ظل النظام الدولي الراهن خاصة أن كل المؤشرات تشير الى أن التوازن الذي قامت عليه المنظمة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية قد أنهار إذ اصبحت المسافة ضخمة جداً بين القوة الاولى في العالم وهى الولايات المتحدة وبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.. كيف ستستمر الأمم المتحدة في ظل الوضع.
٭ قال الدكتور بطرس غالي.. انا معك ولكن أرد على ذلك بأن هذا كلام يحمل نغمة تشاؤمية وأنه على مدى السنوات العشرين المقبلة لن نستطيع أن تصل الى مستوى اعادة هذا التوازن لأن الفرق كما ذكرت كبير بين الدولة العظمى والدول الاخرى.. لكن بعد 02 أو 03 سنة قد تظهر دول أخرى مثل الصين والاتحاد الاوربي والهند والبرازيل وحينئذ سوف تعود مرة أخرى الى توازن القوى داخل الأمم المتحدة.
٭ النظرة التفاؤلية هى أننا ينبغي الا ننسى أن الذي أسهم في أنشاء عصبة الأمم هو الرئيس الامريكي ويلسون وان الذي أسهم في انشاء الأمم المتحدة هو الرئيس الامريكي روزفلت ولكن هناك تيار قوي في الولايات المتحدة يؤمن بالتعددية على المستوى الدولي ويؤمن بديمقراطية العلاقات الدولية ويرى أن الأمم المتحدة تمثل الآطار الأمثل لتحقيق هذه الاهداف.
٭ لكن هذا قد ينطبق على مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ولكن ماذا عن الوضع الراهن؟
٭ أنا معك لكن قد يظهر في السنوات المقبلة رئيس أمريكي يؤمن بالتعددية أو تيار جديد يؤمن بالتعددية وهذا التيار الجديد سوف يسهم في اعادة الإعتبار للأمم المتحدة.. بمعنى آخر أن البندول يتحرك يميناً ويساراً مرة يطالب تيار داخل الولايات المتحدة كما يحدث الآن بضرورة انفراد الأمم المتحدة بالسلطة في النظام الدولي ولا داعي لاشراك دول أخرى.. وقد يؤدي هذا الى رد فعل فتعود الولايات المتحدة الى الايمان بأن من مصلحتها أن تلعب دور الشرطي أو البوليس على المستوى الدولي ولابد أن تحتاج الى مساعدة الدول الاخرى فتعود مرة أخرى الى التعددية والى تدعيم الأمم المتحدة.
٭ بما نفسر الخطاب السياسي الفرنسي الذي يؤكد لا شرعية الحرب وعدم اخلاقيتها؟ ماهى أهداف فرنسا من وراء هذه المعارضة لواشنطن.. هل تسعى الى منع انفراد واشنطن بالنظام الدولي أو الدعوة الى ايجاد توازن في العلاقات الدولية الراهنة؟
٭ يجب الا نبالغ كثيراً في قوة اوربا إذ أن ميزانية الدفاع في الولايات المتحدة تساوي ميزانيات الدفاع في كل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي والفرق كما ذكرت انت بين القوة العسكرية الامريكية والقوات العسكرية الاخرى كبير وبالتالي هناك منطق القانون والدبلوماسية والحوار والدفاع عن الاخلاق الدولية ومنطق آخر هو منطق القوة والذي يرى أن القوة والأمن يجب أن يتغلب على حماية حقوق الانسان والقانون لأنه قانون في ذلك التوتر وعدم وجود الأمن وهذا هو الصراع التقليدي بين منطق القوة ومنطق القانون وفي الوقت الحاضر تغلب منطق القوة.
٭ ذكرت في أكثر من حديث ان التدخل العسكري الامريكي في العراق سوف يؤدي الي خلق حالة عدم استقرار في المنطقة هل يمكن للولايات المتحدة في حالة نجاح السيناريو الحالي تكرار هذه التجربة بالسعي لتغيير الأنظمة بالقوة العسكرية؟؟
٭ قاطعني الدكتور بطرس غالي قائلاً وهل حدث شيء في كوسوفو؟ لقد تم التدخل العسكري بدون موافقة مجلس الأمن والبعض صفق لهذا التدخل دون علم أن هذه من الممكن ان تكون سابقة خطيرة وبالطبع سوف يؤدي التدخل الحالي الى أشاعة عدم استقرار بالمنطقة والى تدعيم الحركة الاصولية وقد يساعد دولاً أخرى باللجوء الى مثل هذا الأسلوب في مناسبات أخرى إذ أن أى دولة يمكن أن تدعي ضرورة اللجوء الى حرب وقائية قبل أن يبدأ أى هجوم.. هناك عشرات من الحروب التي يمكن أن تقع في السنوات المقبلة وتستطيع فيها الدول أن تستند الى هذه السابقة.
٭ هذا جزء من حوار أجراه الصحافي جمال زايده مع الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة.. والحوار أجرى في مونتريال ونشرته صحيفة الرأى العام في عددها الصادر يوم 62 مارس عام 3002م.
٭ دكتور بطرس عندما كان أميناً عاماً للأمم المتحدة دخل في صراعات كثيرة وقد ضمن تجربته في كتاب أسماه (بيت من زجاج).
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1397

خدمات المحتوى


التعليقات
#610229 [MAHMOUDJADEED]
0.00/5 (0 صوت)

03-14-2013 05:50 PM
الأخت / أمال اختياراتك موفقة .. نستفيد منها كثيراً .. وفقك الله .


#610115 [abdo]
0.00/5 (0 صوت)

03-14-2013 02:12 PM
يعنى انتى شغالة الليله copy ---paste ؟ من اخز الاجر حاسبه الله بالعمل


ردود على abdo
United States [win] 03-15-2013 08:58 PM
دى آمال عباس يا مطرطش.....و الله مصيبتنا ما الانقاذ لوحدها بل ما تفرخة ايضا


امال عباس
امال عباس

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة