المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
التخطيط العمرانى وفن صناعة الأزمات
التخطيط العمرانى وفن صناعة الأزمات
03-17-2013 07:37 AM

وزارة التخطيط العمرانى والمياه والطاقه بولاية شمال كردفان وفن صناعة الأزمات
قرية الغبيشه نموذج أول ظلم الجغرافيا ونهاية التاريخ (1)

الغبيشه ... القريه الوادعه التى ترقد على أحضان الرمال وتتمدد على سهول وكثبان كردفان الغره ويقطنها أفخاذ وعشائر قبيلة البديريه المعروفه بإسهاماتها الوطنيه التى خلدها التاريخ وسجل بطولات الرعيل الأول المؤسس بأحرف من نور ، تعود اليوم لتقاسى ظلماً وظلمات لم يدر بخلد أحد أن تتعرض له فى يوم من الأيام وأن يكون أحفاد أبطالها الذين رسموا أقدارهم بالدماء على الرمال هم من أناخ عليهم الدهر بكلكلٍ وشتت شملهم وأذاقهم الذل والهوان وهم فى ترابهم وأرضهم التى أغتصبت وأخذت عنوةً وإقتداراً . نعود اليوم لنكتب مجدداً عن فداحة الظلم الذى وقع على كاهل مواطنى قرية الغبيشه ، وقد أوضحنا فى مقالنا السابق جزء يسير من الملابسات التى أدت الى تشريد سكان القريه ، نعود اليوم لنسجل وعبر هذه الإفادات جزء أخر من مأساة أهلنا البسطاء فى قرية الغبيشه بولاية شمال كردفان وفى محلية شيكان التى فى قلب عاصمة الولاية الأُبيض والمسماة والى وقتٍ قريب بمجلس ريفى البديريه ! ، تعود جذور المشكله للعام الميلادى 1996م ، فى تلك السنه المشؤومه ودولة الإنقاذ وقتها فتيه ومفتونه بالسلطه وبالجاه وبالصولجان أراد الله سبحانه وتعالى أن (يهللك قريةً ) ! . وإذا أراد الله أن يهلك قريةً أمْر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميرا ( إقتباساً وليس نصاً للأيه 16 من سورة الإسراء ) ... فى تلك السنوات الكالحه بعث الله سبحانه وتعالى بأحد أشد ولاة الإنقاذ نزقاً وعنجهيه وأمْره لحكمه يعلمها المولى جل وعلا والياً على ولاية شمال كردفان المنحوسه !! (مولانا محمد الحسن الأمين ) حجاج سنوات جاهلية الإنقاذ الأولى قبل المفاصله إمتطى صهوة سنام السلطه حاكماً بأمر ( الصدر الأعظم ) فى المركز ! وعاملاً عليها لظل الله فى الأرض وقتها عراب النظام ومبتدع نظرية إذهب أنت الى القصر رئيسا ! الحوارييى المطيع حط رحاله فى بيت كردفان وأفرد ساقيه فى المكتب الفخم فى أمانة الحكومه ، فكانت الولايه بأسرها على موعد مع البطش والتنكيل وإرسال العيون للتلصص على العباد وعد أنفاسهم فى مخادعهم ، الغبيشه ، تلك القريه الوادعه التى كان الله يأتيها رزقها رغداً لفت موقعها الإستراتيجى فى شمال مدينة الأبيض أنظار الحاكم بأمر ظل الله ، ولأنه كان طلق اليد والسلطان ، فضفاض الصلاحيه ، يفعل مايشاء ، وقت ما يشاء ، يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، وكان كذلك ، نزقاً مترفاً شكاكاً ، يأخذ البرئ بجريرة المذنب ولا يخشى أن ينفذ فيه أمر الله ومحروس بصولجان السلطه ... ، لذلك ، وما أن لفت إنتباهه موقع قرية الغبيشه إلا وأضمر فى نفسه شيئاً وهو إن شاء فعل ! ... فوجئنا ... والحديث هنا يدلى به الأُستاذ فضل إسماعيل على ، عضو لجنة ( الأمير!!) ومقرر لجنة متضررى قرية الغبيشه و وبجانبه أحد كبار قيادات أبناء قبيلة البديريه الإُستاذ عادل حسن أبراهيم رئيس اللجنه والناطق الرسمى بإسمها والعائد من دولة الإغتراب فور ترامى الأنباء عن مصادرة أراضى قريته وأهله وذويه ، الحديث الموثق هذا والمُغلف بالحسره والمراره يدلى به الرجلان وقد إستمعت فيما بعد لكل أهالى القريه فكانت هى ذات الإفادات وذات التفاصيل كإكليشيه محفوظ عن ظهر قلب ... يتواصل الحديث .. والرجلان يستطردا : ... دون أي مقدمات داهمتنا قوة كبيره مسلحه ببزات رسميه تمثل إحدى القوات النظاميه ... جرُفت أراضينا الزراعيه ، الشجر المثمر أُقتلع ، والخضروات ديست بالأقدام والأليات الضخمه فمُحيت ، والأبار هُدت وهُدمت ، ووسط ذهول المواطنيين الذين أُخذوا على حين غره ، ووسط إحتجاجات الرجال وعويل النساء وبكاء الأطفال صار ذلك اليوم هو يوم قيامة الغبيشه تركونا نتوسد الأرض الخاويه على عروشها ونلتحف السماء وفى ظرف سويعات قلائل بتنا تماماً فى العراء ! محمد الحسن الأمين فعل ذلك . ! يواصلان ... هرعنا لمقابلته ، رفض أن يلتقينا . الرساله التى أمر عامليه بإبلاغنا إياها كان مفادها أن أراضى الغبيشه مصادره ! أراضى الغبيشه مصادره لصالح الدوله ! هكذا والسلام ! وأنه ، أي السيد الوالى المبجل ، قد تبرع بها لإقامة مصفاة للبترول . ! وإن قراره هذا لا رجعة فيه ! وعليهم كذلك وفور الإستماع الى خاتمة هذا البيان المنقول عنه شفاهةً ، عليهم أن يغادروا فناء مقر إقامته ! مقر (أمانة حكومة ولاية شمال كردفان) !! ما يعنى وبصريح العباره ( يلا ... أمشوا من هنا ... مطرودين !! ) هذه المقابله الصادمه وإسلوب المخاطبه الموغل فى الفظاظة والإزدراء ألجم ألسنة أبناء القريه البسطاء الذين لمسوا الأن وعن قرب فداحة السلطه ولمسوا حدة نصلها المسلط على رقاب البؤساء فإنكفؤا على عقبيهم لائذين بحضن القبيله الأم ، الأمير الزين ميرغنى حسين زاكى الدين أمير عموم قبيلة البديريه ورجل الإداره الأهليه القوى والحصيف كان مقصدهم ، شكل الأمير الزين لجنه من أعيان القبيله ومن مختلف بطونها وإلتقى عامل الصدر الأعظم والمُولى على ولاية شمال كردفان المنحوسه . الوالى لم يتزحزح قيد أنمله عن موقفه ، و مسنوداً بقوة السلطه الباطشه تمترس خلف قراره الجائر ، الوفد القبلى المٌهيب برئاسة الأمير الزين إزدرد بصعوبه بالغه ومُره هذه الوجبه الساخنه من على مائدة وفاض الوالى ... الأمير الزين وزن الأمور فى وقتها بميزان القوه المُستمد من لهجة الوالى المتعاليه ، رجل الإداره الأهليه الحصيف وجد إن قوة أبناء قبيلته ضاربه عدةً وعتاداً وبما لا يقاس ومسنوده بالحق فى مواجهة رجل قد لا يتورع فى الدفع بالجهات الرسميه لخوض معركه ساحتها القريه المُباده ، أثر السيد الأمير الحكمه التى هى ديدنه وديدن أل زاكى الدين والناظر عبد الجبار والذى سارت بذكر حنكته وشجاعته الركبان ، لذلك أثر الأمير الزين الإنسحاب ! مكتفياً بتصديق وعود هلاميه على شاكلة تعويضات مجزيه للأهالى وتشغيل أبناء الغبيشه فى مصفاة البترول المقامه على أراضيهم وهذه ( الدغمسه ) المعروفه للقاصى والدانى والتى تعنى تسويف القضيه والإتكال على عامل الوقت لقتلها ببطء ومن ثم سيلفها النسيان ، الأمير بفطنته أثر تصديق الوعود على علاتها عوضاً عن الإتجاه للتصعيد دراءً للفتنه ، نقل تلك الوعود لأبناء قرية الغبيشه وطلب منهم ( أن يلزموا الصبر ) ، قال الامير الزين ما معناه أن أصبروا وصابروا ، وعدد منافع إقامة مصفاة البترول ووعد الأهالى بتشغيل أبناءهم وتوظيفهم فى مصفاة الأبيض وتكفل حكومة الولايه بتعويضات الأهالى عن مساحة الأرض المصادره وقيمة أهلاك الزروع وإتلاف المنازل وفوق ذلك بناء قريه (نموذجيه) مزوده بكل المرافق والخدمات والمياه العذبه الذلال وكهرباء لا مقطوعه ولا ممنوعه ! إسراف الوعود وإغداق الوعد السراب لا ينقص من الوالى المفدى شيئاً ولا الأمير أيضاً ، لسبب : إنه ، لن يجرؤن أحداً على تذكيرهم بها ! الأهالى الذين توافد ذويهم من فجاج الأرض والمعموره إستكانوا لوعد أميرهم ، قياداتهم المقيمه فى خارج السودان والولايه توافدوا ووضعوا سقفاً زمنياً لذلك وتوعدوا حينها مُولى الصدر الأعظم وعسعسه فى الولايه بإشعال فتيل نزاع إن قًدر له أن يقع سيقضى على الأخضر واليابس ، وكذلك ، بأن باطن أرضهم خيرُ من ظاهرها ، وإعتبروا محمد الحسن الأمين بمثابة عمرو بن هند الذى يطيع بهم الوشاة ويزدريهم ! واصفين أنفسهم وجبروت قبيلتهم وعنفوان شبابها وشدة بأس البديريه فى مشارق الأرض ومغاربها يمكنهم وبسهوله تامه ... أن يشربوا ، إن وردوا الماء صفواً ويشرب غيرهم كدراً وطينا ! وإنهم كذلك ( أي البديريه ) ... إذا بلغ الصبى لهم فطاماً تخر له الجبابرة ساجدينا ! ... ومن ثم تساءلوا بإستغراب موجهين ذلك للسيد الوالى المُولى بأمر الصدر الأعظم : بأى مشيئةٍ (عمروبن هند) نكون لغيلكم فيها قطينا ؟ ( أي عبيداً !!) ... بأى مشيئة (عمروبن هند ) (تطيع بنا الوشاة وتزدرينا!!) ... وبهذا ... دُقت طبول داحس وغبراء جديده فى سهول كردفان الغرا . تحت دوى طبول الحرب هذه هرع الوسطاء ، حكومة محمد الحسن الأمين تراجعت قليلاً ، دفعت تعويضات الزروع المُتلفه ، 66 مزرعه وحقل ومئات الأفدنه جاءت تعويضاتها بخسه .... قيمت حكمومة محمد الحسن الأمين فدان البديريه بمبلغ مئة دينار! يقول الرجلان : ... مائة دينار سودانى فقط لاغير ومع ذلك يا ليتها لو سُددت ! هذا الثمن البخس لأراضى قرية الغبيشه مقارنةً بإهالى عطبره وستيت ، المناصير وأمرى لاحقاً ! لا يسوى شروى نقير ! أي ضيم ألحقه القوم بأهلنا وأي ذل أذاقوه لنا ؟ يتساءل الأستاذ عادل حسن إبراهيم رئيس اللجنه ؟ يلتقط الخيط الأستاذ فضل ليضيف : الإجمالى النقدى للتعويضات لم يزد عن 18 مليون (دينار) وقتها ,,, قبلنا بذلك نزولاً عند طلب الأمير . أقيمت المصفاة والقريه النموذجيه سراب ، وعندما يتناهى الى اسماعك هذا الكلام المعطر الأنيق كنموذجيه وخلافه يخال للمرء من بسطاء اهلنا فى الغبيشه أنهم موعودون بناطحات سحاب على غرار منهاتن !! ثم زحفت السلطه الى عمق 2 كيلو متر مربع أخرى داخل أراضينا وهذه باعوها للتجار الذين إنشأوها كمستودعات لتخزين البترول ومشتقاته ، ووهبتنا الحكومه مبلغ 2 مليون جنيه قديم فى حين إنها باعت بـ 360 مليون جنيه قيمة المستودع الواحد للتجار !! . مرت سنوات ثم نفذ امر الله فى الحبر الاعظم وشيعته !!فغادروا مقاعد السلطه الوثيره الى الزنازين والمعتقلات وصدق وعد الله الذى حرم الظلم على نفسه وإستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء المظلومين ، وقبل المولى تظلمات المساكين والغارمين والأرامل واليتامى فدارت على الباغى الدوائر الى حين وعرف التيه كبنى إسرائيل ! تخلصت سفينة الإنقاذ من حمولتها الثقيله وألقت بجماعة ( المنشيه ) فى لجة بحر الظلمات وواصلت الإبحار .. تغيرت بعدها بنية وممارسات الدوله والسلطه عقب المفاصله ، فإنفرجت الأوضاع وإنفتحت الحكومه على الشعب نوعاً ما ! . ولى الزنادقه وزبانية العذاب وتلاشت الفواصل الفولاذيه وإنزاحت المتاريس وتنزلت السلطات للولايات ومن ثم للمحليات ولم يقصر المركز على الإطلاق وولى لكل اهل ولاية حاكماً من أهلها يقيم بينهم العدل ويبسط الشورى فتنفسنا الصعداء . ! والكلام ما يزال للرجلين ، يواصلان : إنزاح الكابوس الأكبر نعم ، ولكن ما لبث إن إمتطى صهوة سنام الفوضى وسد الفراغ بعض الفراعنه الصغار ! جهة الإختاص التى ألت إليها قضية الغبيشه وأهلها كانت هى وزارة التخطيط العمرانى ، ما من وزير تبوأ هذا المنصب فى شمال كردفان إلا وأنصفنا والحق يُقال ، ود الحاج لم يقصر ، عبد الواحد يوسف كان هو الإنصاف والشهامه والعدل بعينه ، غير أن الله سبحانه وتعالى إبتلى هذه الوزاره بمدراء عامين هم الأسوأ على مستوى القاره بأسرها ! مدير مكتب محمد الحسن الأمين الذى ذهب مشايعاً شيخه جيء به مديراً عاماً لوزارة التخطيط العمرانى ، هذا الرجل أي المير العام الجديد يقول الأستاذ فضل : ( غشانا غش فى الدنيا دى !!) يواصل الأستاذ ... لم نجد شخصاً يتمتع بمثل هذه المواهب فى فن الخداع وصناعة الأزمات مثل هذا الرجل ! ومن موبقاته التى سيخلدها التاريخ له ( إنه الذى باع المستودعات للتجار ، ) وهو الذى دأب على التعدى بسلطاته على حيازاتنا وكان يغير عليها إغارة بجحافل جيش موظفيه ، ! وكان يتعامل معنا وكأننا من قبائل الهنود الحمر الأوباش والإباتشى ! هذا الرجل لا يشاور الأمير ولا العمده ولا حتى شيخ الحِله ! ، ينفذ علينا غاراته المباغته ويضع يده الغليظه على المساحه المنزوعه من الأرض ثم يبيعها !! لما إنهالت علينا غارات الرجل بلا هواده وواصل تعديه السافر على أراضينا ذهبنا مجتمعين الى محافظ المحليه وقتها وهو المغفور له بإذن الله الشهيد الطاهر سليمان ، وفى إجتماع عاصف ومشهود ضم كل الأطراف وإستدعى له الشهيد وكيل أعلى النيابه الأستاذ (بله) ليفتيه فى الجانب القانونى جاءت شهادة بله كالتالى : قانوناً لا يحق النزع والإتلاف والمصادره من طرف واحد ! وقانون الأراضى لا يبيح للمدير العام هذا الحق ! وبوجود الأمير الزين ميرغنى وممثل مدير أراضى الولايه والمدير العام نفسه وعدد من المهندسين وجهات الإختاص واصل وكيل أعلى النيابه الأستاذ بله حديثه القانونى الذى جاء بناء على طلب المعتمد فقال : عندما تكون الأراضى زراعيه وفيها مصلحه للمواطنين تسمى حيازه ، هذه الحيازه وعندما تحتاجها الدوله لأى غرض كان تتم مشاورة أهل المصلحه ، وأهل المصلحه هؤلاء يتم التفاوض معهم عبر الإداره الأهليه . والإداره الأهليه يمثلها عادة أمير القبيله . وأمير القبيله يشكل مجلسه الإدارى لشؤون الرعيه من والعمد والمشايخ ، يُبرم إتفاق بشروط منصفه للطرفين ، والإفادات لمولانا بله ... تكتب هذه الشروط المتفق عليها وتسمى عقداً . وهذا العقد يوقع بين الطرفين ، تلتزم الدوله بما يليها من بنود العقد وغالباً ما تون هذه البنود عباره عن تعويض مالى وهو التعويض الناجم عن النزع ، هذا وبالإضافه الى ذلك تلتزم الدوله بتوفير الأرض البديله لأغراض الزراعه والسكن . بالمقابل يلتزم المواطنون بالإخلاء فى الوقت والزمان المحددين فى العقد المبرم . لكن ... يواصل مولانا بله (موجهاً حديثه لمدير عام الوزاره ) إن ما قمت به من عمل على الأرض ليس مخالفاً للقانون فحسب بل هو تصرف بالمعكوس ويندرج تحت بند التعدى !! المدير العام يرد : بإن هذه الأراضى ملك للدوله ولها حق التصرف فيها متى ما شاءت مستنداً فى ذلك الى قانون الأراضى لسنة (1925) ، وكيل أعلى النيابه مولانا بله يرد : لا ... ففى حالة القرى القائمه والحيازه الزراعيه يختلف الوضع قانوناً لوجود المواطنين كطرف مستفيد ومعمر ومستثمر لهذه الأرض . وفى هذه الحاله لهم الحق فى التعويض . والتعويض المجزى (كمان) بالنسبه للحاله التى أمامنا الأن . ولأن أهالى هذه القريه ( ويقصد بها الغبيشه ) وجدوا أنفسهم منذ بدء الخليقه على ظهر هذه الرقعه الجغرافيه من الأرض التى موطن ومرقد أسلافهم الأوائل فالمطلوب قانوناً تصحيح هذا الخطأ الفادح ! قم بتعديل هرم القرار أولاً فقد بنيته بالمقلوب ومن ثم تُلزم بتعوض هؤلاء الناس أصحاب الأرض والمصلحه ليستقيم وضعك قانوناً ...!! ... يواصل مولانا بله موجهاً حديثه لمعتمد محلية شيكان الراحل الطاهر سليمان بإن هذا هو رأيي كقانونى . وهذه هى شهادتى التى سيسألنى عنها المولى عز وجل وهذا هو ردى ، أخى الفاضل السيد معتمد المحليه !! (إنتهت إفادات مولانا بله ) ليستطرد الأستاذ عادل حسن : وبهذا صدح مولانا بله بكلمة الحق والقانون مدلياً بشهادته الناصعة البياض وإختتم ! المعتمد الراحل الطاهر سليمان طلب عبر الهاتف لقاء عاجل بسعادة الأخ والى الولايه لإطلاعه على الأمر ، ومن ثم أصدر من فوره توجيهاً يقضى بإنصاف أهالى قرية الغبيشه وتعويضهم بالأرض البديله ضمن نطاق أمارتهم وحيازاتهم القبليه الممتده فى طول وعرض محلية شيكان . ووجه أيضاً بالجلوس مع جهة الإختصاص (المساحه) للتشاور حول الموقع السكنى والزراعى البديل وإنفض الإجتماع ، ولحين البدء وإستكمال هذه الإجراءات على الأرض ووضعها حيز التنفيذ كانت عمليات البيع مستمره بالنسبه للمستودعات ، جاءت شركة الكريمت للبترول وإشترت مستودع ، ثم حذت حذوها شركة النيل للبترول ، ومن ثم شركة أمونيا إشترت أيضاً مستودع ، وهذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر ، ووقتها كانت المصفاة قد شيدت وأكتملت أركانها ، وبقية القوم الذين تناثروا على رقعه جغرافيه حول الأرض الحيازه مالبثوا أن حملوا متاعهم القليل وأحلامهم الكبيره بالعمل فى المصفاة وطيف القريه النموذجيه التى يخالها المرء (ناطحات السحاب ) يلونها لهم خيالهم إزاء واقعهم المُر التعيس والمزرى . فى إنتظار ذلك الذى لن يأتى حملوا متاعهم البسيط وتفرق شمل أهل القريه أيدى سبأ وذابوا فى وسط لجج المدينه التى لم يألفوا العيش فيها . شجعهم على المغادره تلك الإشاعات القويه التى راجت حول الاثر البيئى المدمر والذى ستخلفه المصفاة وخطورة ذلك على الإنسان والزرع والحيوان فأثر المواطنين الهرب بجلدهم وفلذات أكبادهم تاركين مهنتهم الأصليه وهى الزراعه والتى كانوا يرفدون بها المدن والقرى . تركوا كل ذلك خلفهم ، تركوا ذكرياتهم وتركوا رفات أسلافهم الأوائل وتركوا مهنتهم التاريخيه التى هى الزراعه وتربية الماشيه لينخرطوا باعه جائلين على ظهور دوابهم يبيعون ويشترون التفاح الوارد من شيلى والموز والعنب والطماطم المستورده بعد أن كانوا من منتجيها . و وقعوا لغمه سائغه تحت براثن المحليه وبين فكى النظام العام !! النساء والحرائر اللائى كن منتجات بتن من المستهلكات لفتات المدينه ، تحولن من مهنة الإنتاج الزراعى وتربية الماشيه والدواجن الى محض (بائعات للشاي ) فى قارعة الطرقات . و بفضل سياسات دويلة بنى صهيون المُطبقه بحذافيرها فى وزارة التخطيط العمرانى لتخصصها فى تهجير البديريه كما تفعل ذلك إسرائيل فى الشعب العربى الفلسطينى أصبح أهالى قرية الغبيشه ( عاله ) على الأحياء الطرفيه المكتظه التى أناخ البعض منهم رحاله فيها مشاركاً أولئك البؤساء المنسيين أيضاً شظف العيش وقلة الموارد ! وتوثيقنا لهذه المأساة يتواصل ، ويكمل الرجلان الحديث : بعد مفاوضات مضنيه إمتدت لسنين منحتنا وزارة التخطيط العمرانى (جيتو) قبلنا به ، جادت علينا الوزاره بالمنطقه الواقعه فى شمال شرق حى عرفات الذى أٌنشأ حديثاً على أراضينا المصادره أيضاً وهى المنطقه المسماة بالمثلث والخارطه مرفقه ، قدرت الوزاره أن تهبنا من هذه المساحه ما جملته فى ذلك الوقت 582 قطعه سكنيه على سبيل التعويض . وقتها أستلم دفة قيادة الوزاره أبن الولايه الشهم الوزير عبدالواحد يوسف الذى صعق عند معرفته بتفاصيل شتاتنا . إشتاط السيد الوزير غضباً وغيظاً للظلم الذى حاق بنا ... عبد الواحد هذا رجل شجاع وحقانى ( يقول الأستاذ فضل ) ... وجه فوراً مدير عام الوزاره المهندس محمد عباس والذى حل بديلاً للمدير العام السابق بسرعة إنفاذ توجيهات حكومة الولايه (مرفق خطاب الوالى ) وكذلك العمل على تخطيط الأرض وعمل المسح والكروكى وتوزيع الأراضى على السكان الذين تشتت شملهم ، تعليمات السيد الوزير كانت واضحه وأمامنا ، مدير عام الوزاره الجديد لم يعجبه ذلك ، فبدأ فى المماطله والتسويف ، كون لجنة المسح بعد سنه ! (وقال لينا أنا ما عندى ليكم ولا مليم أحمر ! ) . دبروا حالكم وتكفلوا بمصاريف المساحه وأعاشة لجان المسح وكذلك فريق عمل المسح الإجتماعى والذى إستمرت أعماله لمدة 45 يوم .. وبإختصار تحملنا مبلغ 22 مليون جنيه مصاريف وأتعاب وبدلات ترحيل ووجبات وحوافز لجحافل موظفى الوزاره ، المساحه أنجزت مهمتها . والمهندس التجانى قام بواجبه كاملاً تجاهنا بشهامة أولاد البلد ، سددنا الرسوم بأورنيك 15 لعدد 582 قطعه سكنيه زادات لاحقاً الى 611 قطعه بكشف ملحق لأن الذين كانوا دون سن الرشد من الأطفال المواطنين قد بلغوا السن القانونيه وتزوج بعضهم وكون أسره فبات مستحقاً من ضمن حيازات أهله . ولاحظ طول المده لتدرك حجم المماطله والتسويف ، كان ذلك سنة 2005 . وشهر بعد أخر وعام تلو عام تنعقد الإجتماعات وتنفض والحال على ماهو عليه ، كان عندما يأتى الخريف يجدونه ذريعةً ! ، وما بين رحلة الخريف والصيف تنقضى سنوات وتمضى ونحن فى طواف مستمر على مكاتب المسؤولين ، نحن ضيوف غير مرغوب فيهم فى أروقة الوزاره ، وأمشى وتعال وتعال وأمشى وفوت علينا بكره وعييييييييك والساقيه لسه مدوره ، نجح محمد عباس فى تسويف قضيتنا الى أن أُعفى من مهامه فى العام الفائت ، ولسوء حظ يلازمنا بلا فكاك يعود ليخلفه على مقعد المدير العام ..... الرجل ذاته الذى دوخنا السبعه دوخات !! خمن من ؟ ... إسماعيل حسن مكى شخصياً ولا أحد غيره ... بعودة إسماعيل حسن مكى مديراً عاماً لوزارة التخطيط العمرانى والمياه والطاقه بدأت اللعبه مره أخرى من الصفر !! عاد إسماعيل حن مكى وتقلد منصب المدير العام ليعمل هذه المره تحت إدارة وزير من العيار الثقيل . وزير عيار 90 ملم هو الوزير القاذفه خالد عبدالله معروف !! ويتناغم هذا الثنائى الإستثنائى وعزفهم على أيقاع واحد أعتقد أن أهالى قرية الغبيشه يحتاجون لحوالى 200 سنه لبلوغ مرادهم !! لماذا . ؟ لأن محادثتى الهاتفيه التى أجريتها مع سعادة الأخ الوزير معروف عشية إجتماعه بلجنة متضررى أهالى قرية الغبيشه والمحاذير التى سقتها لسيادته بحكم صلتى اللصيقه بهذه القضيه وتحذيراتى من مغبة الركون للسذاجه التى يفترضها السيد الوزير عادة فى الأخرين ذلك بحكم الكم المعرفى الهائل الذى يحوزه والكسب الفكرى الكبير الذى يتمتع به نتيجة لحسن قراءته للمواقف وفن الخطابه الذى لا يباريه فيه أحد وقدرته الفائقه على الإقناع ... هذه الصفات المهوله والمكتسبه بطول أمد الممارسه السياسيه قد هى القشه التى ستقصم ظهر البعير وقد تكون هى الفتيل الذى سيشعل الأوضاع ! يشعل الأوضاع ، وقلت له نصاً بناءً على أفادات المواطنين الموثقه عندى ألا يحاول على الإطلاق تمييع قضيتهم أو حتى تجاهل أراءهم وأن يستمع إليهم بأُذنٍ صاغيه لأنهم معبأون تماماً نتيجه للظلم والتسويف والإهانات التى طالتهم جراء نيل حقوقهم ... قلت ذلك للسيد الوزير عبر الهاتف بيد أن سعادته الذى وعدنى خيراً لم يبالى ولم يكترث وربما حتى عد حتى رأييء هذا سفيهاً ملقياً به فى أقرب سلة ( طناش ) وواصل تغريده الذى يعرفه . النتيجه : فشل الإجتماع . إزداد الأهالى حُنقاً . وأضمروا فى أنفسهم شيئاً ! ووعد عرقوب الذى ضربه الأخ الوزير لوفد أهالى قرية الغبيشه بتسليمهم أراضيهم فى يوم 31/12/2012م قد تبخر ليس هذا فحسب بل قسم حيازاتهم التى سددوا رسومها بأورنيك 15 الى ( كيمان مراره ) بيد أن أسماعيل حسن مكى وفى لحظه فاصله من عمر التاريخ قرر فجأه أن ينصف هؤلاء الناس !! والى حدٍ ما أصدقكم القول أنه فعل ! خيب الرجل ظنى ونفذ جزء هام من وعده . كيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟ هذا ما سوف نفصل فيه تفصيلاً فى مقال قادم بإذن الله . فقط ... كونوا معنا .





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1697

خدمات المحتوى


التعليقات
#615061 [anass]
5.00/5 (1 صوت)

03-21-2013 01:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو التصحيح في هذه الصفحة:



قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" "فحق عليها" وليس (فحق عليهم).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ردود على anass
United States [ياسر قطيه] 03-21-2013 09:21 AM
أخى أنس السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . بوركت يا اخى الفاضل وأشكرك على تصحيح الايه ذلك على الرغم من أننى نوهت بين القوسين إن التقل للأيه إستلهاماً وليس نصاً تفادياً للوقوع فى مثل شراك هذه الأخطاء أكرر لك شكرى ومن الجميل للغايه أن يجد المرء من يلفت أنظاره للخطأ ويصوبه ، هذا شيىء جدير بالإشاده


#613188 [علي موسى الطيب]
5.00/5 (1 صوت)

03-18-2013 11:02 PM
اخي قطية ..... لك التحية والتقدير والثناء وانت اهل كل هذا ....
كيف لا وانت سليل الغرة ؟؟؟
اكتب اخي
وافحم القوم بيراعك الواعي الانيق المدافع عن حقوق اهلنا البسطاء ... اكتب ثم اكتب اخي
حتى تسترد الحقوق لاصحابها
لا اسكت الله لك صوتا .... وانت الفتى
كن دوماّ كما انت ...
ولك التحايا والامنيات


ردود على علي موسى الطيب
United States [ياسر قطيه] 03-19-2013 04:14 AM
أبشر يا سليل الأكابر أخى ود الطيب ، شهادتكم هذه وفى هذا الجهد الذى نعتبره ضئيلاً لنصرة ولخدمة قضاياي أهلنا نعتربها وسام صمود ومدد دعم ومؤازه لشخصنا الضعيف ورجل وراءه أنتم أخى على موسى الطيب سينطلق بلا توقف لأن ظهره ملان ومحروس بوجودكم ... أشكرك بشده على هذا المرور الرائع والمؤازره الكبيره التى وجدناها منكم جميعاً أبناءنا البرره فى كل ربوع الوطن .


#613016 [المشتهى السخينه]
5.00/5 (1 صوت)

03-18-2013 06:52 PM
حكومة الرئيس الدائم الخالد ابدا .. يسرى فيها الظلم كسريان الدم فى العروق .. لو كنت احد قاطنى هذه القرية لفجرت مصفاة البترول . حتى تسعى الحكومه لتبوس ارجلى وتتفاوض معى بابتسامتها البلهاء ..سلطة الكهنه لا تحترم الا اصحاب المخالب .. منى اركو مناوى سكن فى شارع البلديه فى قلب عاصمة دولة الخلافه الاسلاميه . قبل ان يبصق على وجوه الجبناء ويعود ليحمل السلاح ..


#612177 [ادم على ادم فضل الله]
5.00/5 (1 صوت)

03-17-2013 07:05 PM
نعم الظلم الذي وقع على اهلنا في قرية الغبشة انة ظلم مقصود كنت اود التعليق لكن شهادتى مجروحة اتمن ان تواصل في نشر الحقائق


ردود على ادم على ادم فضل الله
[ياسر قطيه] 03-18-2013 01:42 AM
أنت رجل قومى ومناضل وطنى شامل يا صديقى وشهادتك ليست مجروحه بل هى مطلوبه وبإلحاح قد نسكت عن الكثير على إعتبار أن ممارسات الهمبته وأكل أموال الحرام مرض وإبتلاء وتسليط من رب العالمين ونحن نربأ بأنفسنا عن ذكر ذلك لأن الذى يفعل هذا إنسان مريض يستحق الشفقه والعلاج لأنوا لو كان زول نصيح ما كان بيقبل يدخل حق حرام فى بطنوا وعلى أولادوا لذلك نسكت أحياناً عن صغار اللصوص هؤلاء يا أخى أدم ولكن التغول على حقوق وممتلكات وأعراض إهلنا الغبش والضعفاء وفوق ذلك شتمهم وتسفيههم والتعالى عليهم فى بلدهم وترابهم أمر بالنسبه خط أحمر . حقوق أهلنا البسطاء والسطو عليها دونها خرط القتاد وفى سبيل ذلك كما تابعتنا يا صديقى تجدنا نطرق كل الأبواب بلا كلل أو ملل لأننا نحث عن حقوق أهلنا المقتلعه عنوه ولا نتسولها وفى سبيل ذلك مستعدين للمضى الى أخر الشوط مع كل أبن مقنعه يظن إن الوظيفه العامه وأسم الدوله يحميه من أقلامنا وإلسنتنا ، نحن فى الداخل هنا لحماية أهلنا بكل الوسائل ومن كان يظن إن بريق السلطه يخيفنا أو يرهبنا فهو واهم ومخبول ولا يعرف حمرة عين الرجال . أهلنا محروسين يا صديقى . ودمت


ياسر قطيه
ياسر قطيه

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة