المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
إلى والي الشمالية ومستشاريه الظالمين: “الفهلوة" لن تكون بديلاً عن دراسات الجدوى لإقناع الأهالي بشأن سدي كجبار ودال!!
إلى والي الشمالية ومستشاريه الظالمين: “الفهلوة" لن تكون بديلاً عن دراسات الجدوى لإقناع الأهالي بشأن سدي كجبار ودال!!
03-24-2013 07:32 AM




تقول حكومة الولاية الشمالية أنها قامت بتكوين لجنة عليا للتنوير بجدوى مشروع سد كجبار وفوائده الاقتصادية والاجتماعية على المنطقة والولاية، برئاسة مستشار الوالي لشؤون الكهرباء والسدود، وهو معتمد سابق، وموظف سابق بالخطوط البحرية السودانية.

وتسعى حكومة الولاية من خلال هذه الخطوة، للقفز فوق الاستحقاق المطلوب وهو تقديم مبرراتها العلمية والغرض الحقيقي من المشروع، من خلال "الفهلوة" السياسية والحديث "الهلامي" عن الجدوى والفوائد ومن خلال الخم وتزوير إرادة المجتمع النوبي الذي يدرك القيمة الحقيقية للكنوز التاريخية النادرة التي تزخر بها المنطقة. لم تفشل حكومة الولاية الشمالية ومن ورائها وحدة السدود في القيام بدراسة جدوى اقتصادية للمشروع فحسب، لكنها لم تقدم حتى الآن خبيراَ مشهوداً له بالكفاءة العلمية والتجربة يتولى عنها "عبء" الترويج لهكذا مشروع، لذا لجأت إلى تعيين مستشارين على أساس الولاء السياسي وليس الكفاءة المهنية، ممن لا علاقة لهم ولا أدنى إلمام بالسدود ومشروعاتها ولا يحظون بالتميز حتى في مجال الكهرباء.

الواقع يقول أن الحكومة ليس لديها أية دراسة علمية لترويج جدوى سد كجبار ، وليس لديها النية للقيام بذلك، بل أنها تدرك حجم الخسائر الاقتصادية لمشروع السد وبخاصة إذا أخذ في الاعتبار قيمة الآثار التاريخية في المنطقة، لذلك يبدو أن الأسلوب الوحيد المطلوب هو تزوير الواقع، والكفاءة الوحيدة المطلوبة هو القدرة على استخدام وسائل الغش والخداع لـ"خم" المواطن واقناعه بفوائد وهمية للمشروع!!

وتزعم حكومة الولاية أن أكثر من 80% من مواطني وقيادات المنطقة المتأثرة بسد كجبار يوافقون على قيام السد شريطة التعويض المجزي والتوطين بالمنطقة، أين ومتى تم قياس الرأي العام؟ ومن قام بذلك؟ كالعادة لن يجد أحد الجواب.. والسؤال هو : يوافقون على ماذا؟... الأمانة التي ينسى عظمتها هؤلاء تقتضي توضيح ذلك، لأن من حق أي مواطن معرفة الحقيقة، وواجب المسؤول هو التحلي بالنزاهة مهما كانت المغريات الوظيفية أو المكاسب الآنية التي يحصل عليها مقابل "الخيانة" ومقابل بيع كنوز حضارة الأجداد بثمن بخس دراهم معدودات أو بضع جرامات محدودة من الذهب!!.

الوالي يعلم، ومستشاريه يعلمون، ووحدة السدود تعلم، وكل النوبيين يعلمون ونعيد هنا تذكير من نسى أو تناسى منهم بحقيقة أن المنطقة التي ستغمرها مياه السد غنية جدا بالآثار وهي أعلى قيمة من طاقة كهربائية يستحق أن يحظى بها النوبيون مثلهم مثل أي مواطن سوداني آخر وليس عليهم دفع ثمنها باهظاً لأنهم لو خيروا بين ظلام اللحظة وظلام التاريخ، سيختارون الأول، فهم يريدون تاريخهم مشتعلاً عبر القرون لأنه حتماً سيمنحهم ما هو أغلى مما يعرضون!!

نعيد تذكير هؤلاء بما سبق وأن قلناه مراراً، أن منطقة المحس التي يخططون لاغراقها تمتاز بالتنوع التاريخي وبشمولها لكل الفترات التاريخية بدءاً من العصر الحجري القديم(مليون ونصف سنة قبل الميلاد) ثم العصر الحجري الحديث(5000-3000 سنة قبل الميلاد)، وحضارة ما قبل كرمة(3000-2500 قبل الميلاد)، ثم فترة كرمة(2500-1500 قبل الميلاد)، ثم الفترة المصرية(1500-1000 قبل الميلاد)، ثم الفترة النبتية(1000-300 قبل الميلاد) والمروية(300 قبل الميلاد-350م)، وفترة ما بعد مروي(350-500م) والمسيحية(500-1500م) وفترة الحضارة الإسلامية حيث تضم المنطقة القلاع العثمانية العديدة الطينية ولا توجد قلعة واحدة خارج منطقة المحس من جهة الجنوب. فبكم تبيعون هذا يا هؤلاء؟؟...

لم يطلب أحد المستحيل من وحدة السدود، أو الوالي ومستشاريه أو حاشيته، سوى العمل بسنن وفرائض الاستثمار ، أي استثمار ، وفي مقدمتها تقديم المبرر العلمي الذي يؤكد سلامة ضخ المال العام لاقامة مشروع ما وضمان فائدته للمجتمع من خلال حساب الأرباح والخسائر. والسؤال لهؤلاء جميعهم لما الخوف من اجراء دراسة الجدوى المطلوبة لسد كجبار أو دال؟ ولما الخوف من طرح هذه الدراسة إن وجدت؟.. وهل الأجدى تنفيذ مثل هذه المشروعات بقوة المنطق أم بمنطق القوة؟.. إنه من غير المنطق أن يكون من يطرح مثل هذه الأسئلة عميلاً ويخطط لتنفيذ أجندة أجنبية داخل الوطن؟ وأن يكون الحق كل الحق مع الآخر الذي لديه المال والسلطة والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة، ولا يكلف نفسه عناء القيام بدراسة علمية تلقم المحتجين حجراً وللأبد..!!

الحكومة ومن ورائها والي الشمالية ومستشاريه "المرطبين" الذين يتنقلون من وظيفة إلى أخرى مع الاحتفاظ بنصيبهم في التجارة والتسويق وفق امتيازات خاصة، في وقت عزت فيه الوظائف على غيرهم، رأوا أخيراً أن أبعد الطرق لتنفيذ مشروع السد هو النهج العلمي والدراسات لأنها ستثبت حتماً عدم جداوها . فالمنطقة لو حسنت النوايا تصلح أن تكون متحفاً طبيعياً لأنها الأغلى في العالم من حيث نصيب الكيلومتر المربع من الآثار، ويوجد بها مواقع السكن والقلاع والحصون الحربية والمباني الدينية كالكنائس والأديرة والمساجد وقباب الشيوخ، كما توجد المقابر لكل الفترات إلى جانب ورش الصناعات للفخار والحجر. كما تتميز منطقه المحس بوجود ما يسمي بالصخور الرنانة وهناك نحو 15 موقعاً لذلك، وهي أكبر تجمع لهذا النوع من الآثار في السودان وربما العالم، وتمثل هذه الآلات الموسيقية لفترات ما قبل التاريخ كما تمارس عليها بعض الطقوس الدينية وبعض العادات والتقاليد وهي آثار للإنسانية جمعاء حيث توضح تطور الموسيقي وتطور الأديان الإفريقية القديمة. هم يعلمون أن سد كحبار لا يتهدد هذه الكنوز فقط لكن الرطوبة الناجمة عنها من جهة الجنوب ستهدد أيضاً الآثار الموجودة في كرمة ودنقلا وغيرها من المناطق.

وهكذت فإن أن أقصر الطرق لتنفيذ المشروع هو غض النظر عن تلك الحقائق، والتركيز على المكاسب الشخصية الآنية وتغطية ذلك بـ"الفهلوة" والغش وفبركة فوائد لن تتحقق أبداً حتى يلج الجمل من سم الخياط!! ومن الغريب أن تلجأ حكومة تتحدث عن استخدام التقنية الحديثة في احداث التنمية، إلى "الونسة" والشعارات والحشد والتهديد والوعيد لاقامة المشاريع التي يفترض أنها تنموية، ويفترض أن هدفها النهائي هو الانسان..!! . وتبدو المسألة أقرب للفكاهة حين نتخيل وزيراً يجوب القرى والمدن لاقناع المواطنين بالموافقة على مشروع يصوت فيه الجميع على اختلاف قدراتهم بنعم أو "لا"، ومن ثم يتم اتخاذ القرار النهائي..!! ومع ذلك ليت الأمر في حالة سد كجبار يتم على هذا النحو .. لأن الوالي ومستشاريه أصحاب الحظوة المنفردين بالسلطة والثروة في الولاية الشمالية، يطرحون المشروع للتصويت داخل نطاق حزبهم وفي غياب الوسائل العلمية للاستفتاء والأدوات الرقابية، مع تغييب "الآخر" المعارض لهم وبرنامجهم التدميري لحاضر ومستقبل الوطن.

وأخيراً يقول مستشار الوالي أن الولاية عازمة على قيام السد، لكن أليس من العدل أن يطالب المواطن بالمبررات العلمية لذلك من خلال اطلاعهم على تفاصيل دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع؟ أليس جديراً بنا التساؤل: بيد من حق اتخاذ القرارات المصيرية التي تلقي بظلالها على الأجيال الحالية والقادمة في بلادنا؟


[email protected]





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 1497

خدمات المحتوى


التعليقات
#619406 [محمد]
0.00/5 (0 صوت)

03-25-2013 05:41 PM
بإختصار شديد: سد كجبار ودال ليسا سوى امتداد للمشروع الذي بدأه عبدالناصر بمعاونة عبود لتهجير وتفريق النوبة (بأوهام أن النوبيين انفصاليون) وحكومتناهي الاخرى تمضي الآن في نفس المخطط ولا يريدون بقاء لتاريخ السودان المتمثل في تاريخ النوبة ويريدون لتاريخ السودان أن يبدأ بالمهدي وينتهي عند المك نمر. وباختصار ايضا: اذا كان الغرض من المشروع هو اقتصادي لصالح السودان فكيف نفسر أن تقوم دولة تسمي نفسها بسلة غذاء العالم العربي أن تقوم بتخزين فائض مياها في نهاية البلد وفي منطقة لا توجد بها أراضي زراعية ذات جدوي وفي وقت لدينا فيه أراض واسعة على امتداد النيل لم يتم استغلال ولا نصفها حتى الآن أليس الاولي بهذه السدود أن تقوم في تلك المناطق الواسعة. واذا كانت المياه التي سيتم تخرينها هي مياه مصرية - ونحن نعلم أن مصر الآن تحتل كل الاراضي السودانية الواقعة خلف السد العالي ومعلوم أن السد العالي داخل الاراضي السودانية - فاذا كانت هذه المياه مصرية فكيف للسودان أن يتحكم في مياه لا يملكها لانتاج كهرباء بمعدلات ثابتة. لقد تم أغراق حلفا بلا ثمن لصالح مصر وتم احتلال الاراضي الواقعة خلف السد والآن يتم التخطيط لاغراق منطقة السكوت بأكملها بسد دال ثم منطقة المحس بأكملها مع جزء كبير من المنطقة التالية التي يعتبر سكانها محسا ولكنهم إداريا يتبعون لدنقلا سيتم إغراقها بسد كجبار مرة اخري لصالح مصر وبلا مقابل أيضافان قضية كجبار ليست أقل أهمية من قضية حلايب والفشقة والفارق الوحيد هو أن حلايب والفشقة مغتصبتين بايادي أجنبية أما الشمال فهي هدية بلا مقابل ولا ثمن. هذه قضية سودانية وليست نوبية كما يروج البعض.


#619031 [الهدهد]
0.00/5 (0 صوت)

03-25-2013 12:23 PM
في رأيي المتواضع إصرار النظام القائم على إقامة السدود في الشمال بدون أن تصحبها دراسة جدوى ما هو إلا بوابة جديدة للفساد والإفساد.
الواحد لو داير يبني بيت ساكت بيشاور نفسو.. أبنيهو جالوص، طوب أخضر.. طوب أحمر، سقفو عقد، صبة، عمدان، دور، دورين، تلاتة، برج..... وهلمجرا.
دا كلو طبعا حسب امكانياتك والغرض من استخدام المبنى.. سكني، تجاري.
دا على المستوى الشخصي.. ناهيك عن المشاريع ذات التأثير القومي مثل الخزانات والسدود التي تؤثر على مصالح قطاع عريض من المواطنين سلبا وإيجابا.
أما أن تأخذ الدولة قرار تنفيذ مثل هذه المشاريع ذات الكلفة العالية من جانب واحد دون أخذ موافقة المتضررين، ودون الاستناد على دراسات جدوى مقنعة لجميع الأطراف.. وباستجلاب القروض الخارجية لتمويل مشروع عديم الجدوى لتنفيذه عن طريق الشركات المشبوهة التي يمتلكها بعض متنفذي وسماسرة النظام،،، فإذن ذلك لا يمكن تبريره إلا بسعي الدولة والطفيليين الجدد لغسيل (فسادهم) على عينك يا تاجر.


#618476 [رياض]
0.00/5 (0 صوت)

03-25-2013 04:18 AM
أولا هذه الحكومة ليست بها اى كفاءات أن كفاءاتهم وان كفاءاتهم تقيم بتشديد الياء بطول دقونهم لان كل الكفاءات أحيلت بما يسمي للصالح العام وألما مصدقني اللجنة العليا لتعلية خزان الرصيرص اقصد المهندسين المنفذين للمشروع هي من شركة خاصة أحيلوا للصالح العام لاحتجاجهم بعد تعيين أبو شورة وزير للري وثانيا لو أن السدود مجدية لتوليد الطاقة الكهربائية كم يدعون ما كانوا عملوا محطة بري الحرارية ثم متي كانت الحكومة مهتمة بتنمية الولاية الشمالية وان كل المشاريع بالعون الذاتي وكفانا نفاقا يا والي السجم ومستشاريك أشباه الرجال ودم شهداء كجبار أمانة في أعناقنا سنقتص منكم عاجلا أم آجلا ولا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين وما ساة حلفا لن تتكرر فهي غصة في حلوقنا الي الان


#617834 [ابو سجود]
5.00/5 (1 صوت)

03-24-2013 11:43 AM
فس الخطأ في سد مروي ، الدراسات الاولي كمانت تؤكد ان زيادةتعلية خزان الرصيرص عشرة امتار يكفي لزراعة المنطقة الممده من النيل الازرق الدمازين وغربها الي حدودها بولاية سنار الي الجزء الغربي من ولايةالجزيرة مع توفر الكهرباء وانارة كافة القري والمدن في السودان .... ولكن قاموا بإنشاء سد مروي الذي كلف خزينة الدولة الكثير والديون التي ربما قام بحملها الجيل القادم .المطنقة التى زكرتها هي وحدها تمثل 71% من الاراضي الصالحة في السودان وفيها ايضا يتمركز 61% من الذين يعملون في مجال الزراعة والرعي ... وبصريح العبارة ان اي منطقة تسكب فيها الاموال لتكون صالحة للزراعة هي بمثابة الحرث في البحر .. 72 مليار دولار منذ التسعينيات دخلت البلاد كان الاجدر تعلية خزان الرصيرص وتهيئة الاراضي غرب وشمال الدمازين والرصيرص الي الحدود مع ولاية سنار والنيل الابيض مع ولاية الجزيرة كانت كافية بالتمام والكمال لأطعام السودان وكافة الدول المجاورة له . والاستفادة من باقي المبلغ اعمار باقي البني التحتية للبلاد .. لا ينفع السودان خزان مروي ولا سد كجبار بدون الرجوع الي هذه المنطقة الجغرافية المهمة من حيث الارض والانسان لكي نكتفي زاتيا من الزراعة فكفي فهلوه ولعب علي الدقون .. اجمعوا كل من درس الزراعة فهم كثر واقيموا الدراسات والندوات ثم بعد ذلك قولوا حيا علي العمل .


#617606 [..]
5.00/5 (2 صوت)

03-24-2013 08:34 AM
ناس بفتشوا للتنمية ما لاقينهاوناس تجيهم التنمية مابينها. حكومة فاسدة تعاقب وتعذب اهل الشمال بالتنمية. هذه الحكومة لا تخجل ولن تستمع لكم وستنميكم رغم انفكم.


ردود على ..
[علينتود] 03-24-2013 10:21 PM
كلام الطير فى الباقير ...

يعدمنى الله العافية لو فهمت من كلامك شى ..

تنمية شنو البدون كهرباء ...

تنمية شنو البدون دراسات وجدوى ..

سد كجبار ودال بالنسبة للحكومة مجرد نسبة مئوية لجيوبهم الخاصة والنتيجة غرق والطوفان ..


الكاتب يجزية الله عنا كل خير شرح ان المنطقة غنية بالاثار التى يتوجب احضار الكهرباء والتنمية

اليها وليس اغراقها لاجل الكهرباء ...

لقد بح الصوت منا ونحن نصيح لقد سُرقت حضارتنا وها هى تدفن بالسدود ...


ولا مجيب ولا تاعق الا هم وغرابهم ....

لعنة الله عليهم وعلى تنميتهم .....!!!


محمود عابدين
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة