المقالات
منوعات
بين المُجاملة والنٍفاق شعره!
بين المُجاملة والنٍفاق شعره!
03-24-2013 08:13 AM

المُجاملاتُ الباهتةُ هى إحدى سلالِمِ الإنتفاعية التى يستخدمها البشر للوصول الى المآرب الإجتماعية، فهم يسجعونْ بهذه العٍباراتِ المسمومةِ بين طيات حديثهم مع بعضهم البعض فى مُحاولة لفكِ طلاسم النفور البشري حتى يحظون بأكبر قدر من الأهتمام والإنتباه مما يٌسهل الوصول إلى الغايات (وبالطبع) الغايةُ هنا تُبرر الوسيلة.
لا أظن أن أحداً منا ينجو من قليل مُجاملة أو كثيرها وكأننا نبرُ بقسم لنا معها فنشعرُ بإرتياحٍ عميق كُلما كانت عِباراتنا مسجوعةً منظومةً في توافقٍ حميم مُستهلكين كُل مُفردات الإطراءِ فى قاموسِ اللغة التى نعرفها بل ونستحدثُ منها المزيد حتى (نكسر التلج على اصولو)، و بهذهِ الطريقةِ نُذللُ الكثيرَ من العوائقَ والمطباتِ التى قد تعترضُ طريقَ تحقيقنا لما أردناهُ، بل إنَّ المُجاملاتَ ذاتُ العيارِ الثقيلِ قد تُجبر أحياناً صاحبُ حقٍ أنْ يتنازلَ عن حقِه و يخرُجَ مزهواً بما نالهُ من تقريعِ اللسانِ الذى يقطُرُ شهداً.
قدْ تتعدى المُجاملةُ إطارَ الحديثِ الناعمِ الى مستوى الحدثْ الفِعلي كإغداقِ الهدايا وتسييرِ المنافعِ المُشتركةُ إمعاناً فى شدِ أواصرِ الثقةِ و تقويةِ العلاقةِ (النفعية) بلْ وأحياناً تتطور الى مرحلةِ التهاون والتفريطْ فى المبادئ والقناعات بل وتقديمِ تنازلاتٍ لرسم مُجاملة لطيفة على مُحيا التعامل بُغية الوصول الى هدفٍ ما ومصلحةٍ معينة.
لا شك فى أنّ للمُجاملة فِعل السحر فى إشاعةِ المحبةِ بين الناس ولكن كل شئ اذا زاد عند حده إنقلب للضد تماماً، فمع كثرتها يُصبح حُبنا زائفاً و يُتوج النفاق بطلاً لكل المواقف الإجتماعية والمهنية ويختلطُ الحابل بالنابل فلا يعُد بوسعنا التمييز بين المشاعر الحقيقية وتلك الزائفة التى تأتى مُختالةً فى ثوب النفاق الزاهي الخدّاع.
تلك الظاهرة المُقيته أصبحت طقساً من طقوس حياتنا، أن نتوغل في مدح الآخرين (والتطبيل لهم) ثم لا نلبث أن نتسلل سارقين منهم مصلحةً ما، فكثيراً ما تجد بعضهم يقفون على مشارف حياتك دون مللٍ أو كلل حاملين من التملق أطناناً وقد تحسبهم موسى عليه السلام وما هُم إلا (فرعوناً) بهامانه وتجبره! فقد أضحت الأسواق الإجتماعية تعُجُ بكافة ألوان الأقنعة وأشكالها وكلُ يتناسب مع غاية مُختلفة فليس من الصعب أبداً أن ترتدى رداء الإبتسامة الزائفة أو عٍمامة الكلمات الرنانة حتى تصل لهدفك فقط إختر اللون والشكل المُناسب للمُجاملة وكُن مُنافقاً!

همسات - عبير زين
[email protected]





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 3193

خدمات المحتوى


التعليقات
#618301 [عمار]
0.00/5 (0 صوت)

03-24-2013 08:40 PM
اعرف كثيرا من الذين لا يملكون من متاع الدنيا شيءوايضا عارين من الأخلاق...ينافقون ويتمسحون بمن هم اعلى منهم فى حساب المال والأعمال بطريقة مخجلة يندى لها جبين المتعففين الذين كما قال المولى عز وجل فيهم(لا يسألون التاس إلحافا يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)نسأل الله الغنى والعفاف


#617776 [Altayb manchester]
0.00/5 (0 صوت)

03-24-2013 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يعطيك العافية عبير ... ومن دون مجاملة حقيقي مقالاتك رائعة .....!!
توقفت كثيرا عند هذه الأسطر للأديب يوسف السباعي في رائعته .. " ارض النفاق "

حيث كان يتحدث عن قصة خياليه

يقابل فيها رجلا مسنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب

وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او ..

الا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!

مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن

الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .

وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ،

بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ،

وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ،

مما اوقع البلد في دوامة عاصفة ..

وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..

و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .



وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..

تخرج منه عدة أسئله لا تقل في حيرتها عن اساسها

هل هذا صحيح ؟

هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق

تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟

وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟

وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟

اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا ..

نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..

وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..


وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله ..

وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه

ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .

والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الاسف ….

الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة

هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك

خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا

التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،

متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..

الا وهو احترامنا لانفسنا



اخوانكم في الكتيبة الاسلامية

,,,, (((لا للمجـــــامــــــلـــه بعد اليوم ))) ,,,,


#617694 [Dr. Faisal]
0.00/5 (0 صوت)

03-24-2013 09:45 AM
نعم أصبحت مستشرية ولكنها ليست وليدة اليوم وإنما على مر التاريخ الإنساني كانت هذه الظاهرة وستظل إلى أن تقوم الساعة، وأعني بها النفاق، أما المجاملة فلابد منها في كثير من الأحيان تطييباً للخواطر ودفعاً للمعنويات.. شكراً أستاذ عبير


#617679 [مريود]
0.00/5 (0 صوت)

03-24-2013 09:34 AM
نحن نحتاج هذه الثقافة وليهتا توجد لتكسر جمودنا شوية.

تدي الواحد موزة يختفها ويغضمها ويرد عليك بقوله : نية..

نحن لا نملك قدرا كافيا من اللباقة.قيلي منا يعرف أن يقول ( شكرا )

أو ( جزالك الله خيرا).

أيايم الجامعة كنت واقفا منتظر الملح بعد المغرب أشير لأي نور .

ظييييييييييط وفق واحد دنوت منه تبين لي أنه تاكسي.

حرت بم أرد عاجلني قائلا : ماش وين ؟. رديت أنت ماش وين؟.

رد أنت الماش وين ولا أنا الماش وين. شوية عكة وغار .

فور أعصابي وحرقت أعصابه. كان كلمة واحدة تحل المأزق. آسف . معلششي.( بلهجة حايبنا)

كلامك دا قوليهو لينا بعد مية سنة . بع ما يحصل توازن.


#617650 [Mickey]
0.00/5 (0 صوت)

03-24-2013 09:11 AM
لو جاملتك ح اقول ليك فرق كبييييير بين المجاملة والنفاق يا استاذة عبير فالمجاملة مطلوبة للتعامل بين الناس وخاصة الذين يعيشون في نطاق واحد ومكان واحد او بينهم اشياء مشتركة او من باب وقولوا للناس حسنا ولكن ليس على حساب الحق ابداً ابداً لاشاعة المحبة ونيل رضا الشخص الذي نجامله وغالبا ما تكون المجاملة في الكلام !وموجودة ايضا في التعاملات الاخرى كالذهاب مع صديق او صديقه او قريب او قريبة ولمشاركته فرحا او حزنا وفي نظري هي نوع من الذكاء الاجتماعي ودليل على رقي التعامل وسماحة الكلام واجملها ما ارتبط بالقول والفعل .. واما النفاق فنبذه الاسلام ومنه النفاق الاكبر ان تظهر الايمان والاسلام وتبطن الكفر ومنه الكذب في الحديث وعدم الوفاء بالوعد والعهد والخيانة ..
اظن المجاملة هي الوحيدة التي قد تشذ بقاعدة كل شئ يفوت حده ينقلب لضده وان لم فماذا فضد المجاملة يا تُرى !؟ اما كسيييييييير التلج دا حاجة تانية خاااااالص وبرضو ما كعب ورحم الله رجل سمحا اذا باع وسمحا اذا اشترى وسمحا اذا اقتضى . لاحظي البيع يشمل كل المبيعات بما فيها العلاقاااااات حتى الخرف الذي باااااااع صاحبه مع بتاع الضرائب حين ساله هل بعت لتدفع الضريبة وانكر صاحب الخرفان ليصيح الخروف بصوت سمح ورخيم وجميل باااااااااااااااااااااع


عبير زين
عبير زين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة