المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
كيم جونغ اون و الطريق الى الحرب العالمية
كيم جونغ اون و الطريق الى الحرب العالمية
04-12-2013 12:58 AM


اعتقد ان الجميع يتابع بقلق شديد ما يحدث في شبه الجزيرة الكورية حيث بدا الخطاب العدائي الكوري الشمالي تتصاعد يوماً بعد يوم ، لكن تلك التهديدات ليست جديدة للمتابعون لتاريخ الصراع بين الكوريتين لكن هذه المرة اعتقد ان التهديدات تبدو حقيقية وليست مجرد تصريحات للضغط التفاوضي ويبدو ان الجميع بلغ زروة استعداده لمواجهة الحرب القادمة فبعض المستثمرين الاجانب في كوريا الجنوبية قرروا الفرار من الجحيم النووي القادم وكذلك الصين اعلنت انها في حالة استنفار وكذلك اليابان بينما ينتظر كوريا الجنوبية القادم اليها بقلق شديد وكذلك تفعل الولايات المتحدة ، لكن يبدو ان الولايات المتحدة تستخف بالتهديدات واعتبر ان سجل كوريا الشمالية مليئة بالتهديدات بينما اخذت جارتها الجنوبية التهديدات بمحمل الجد ، لكن لوهلة ستكتشف ان بيونغ يانغ ماضية في تنفيذ تهديداته حيث نقلت وكالات انباء في يوم الخميس ان كوريا الشمالية صادقت على توجيه ضربة نووية للولايات المتحدة وفقاً للمتحدث باسم قيادة الاركان في جيش كوريا الشمالية .
عندما يدخل السلاح النووي في الحرب فلا اعتقد ان الولايات المتحدة ستكون لها اي افضلية في الحرب لان الاسلحة التقليدية مهما بلغت درجة تطورها يكون بلا مهام امام القوة التدميرية للسلاح النووي هذا ما يخشاها الولايات المتحدة من هذا الحرب وهو تهديد حقيقي للسلم والامن الدوليين وربما نكون مقبلون على شفير هاوية حرب عالمية ثالثة في حالة نفذت كوريا الشمالية تهديداتها النووية ، لكن هل يستطيع كوريا الشمالية ضرب الولايات المتحدة حقاً ؟ والاجابة على هذا السؤال هي سؤال ايضاً " ما الذي سيمنعها ؟ " لا شي سيمنعها من توجيه ضرباتها ولامريكا تجربة في احداث الحادي عشر من سبتمبر لذلك الولايات المتحدة ستاخذ تلك التهديدات على محمل الجد على الرغم من عدم المبالا المصطنعة التي تحاول ان تظهرها للعالم ، طبيعة التهديدات الكورية الشمالية لكل من الولايات المتحدة يبدو في ظاهرها ان الامر لها علاقة مباشرة بطبيعة العلاقة نفسها بين كوريا الشمالية وكل من اليابان وكوريا الجنوبية لكن تلك الصراع لها ابعاد ممتدة مربوطة بتكوين الكوريتين فالشمالية تولى رعايتها منذ نشاتها الاتحاد السوفيتي قبل انهيارها وهي تتجسد اليوم في روسيا وتمذهبت بيونغ يانغ على الطريقة الشيوعية الاشتراكية وهي نموزج للدولة الفاشلة بكافة المقاييس فهي لا تولي جهداً كبيراً من اجل تطوير الدولة او حتى انتشال شعبها من الفقر ، بينما كوريا الجنوبية ولدت من رحم الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي الراسمالي ورضعت على ثديها ، وهي الان نموزج للدولة الناجحة اقتصادياً وصناعياً ، انتهت الحرب الباردة رسمياً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في اوائل التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عهد اخر رئيس لها ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف لكن يبدو ان روسيا الوريثة الشرعية على الامبراطورية المنهارة " الاتحاد السوفيتي " تعيد بناء نفسها وهي تعيد الكرة الى الملعب مجدداً بنفس الاليات القديمة " الحرب الباردة " وهي متجسدة في التصادم الامريكي الروسي في ملف الازمة السورية والتي لايخفى ان الامر اصبح عصياً لامريكا و " الاسد " مازال يتربع على عرشه بعد اكثر من سنتين احر من الجمر لم يمر عليه من قبل ، الا ان النظام السوري الاسدي صامد بفضل الدعم الروسي الغير منقطع وهي معركة كرامة لروسيا تريد فيه ان تختبر مدى مقدرتها على الصمود امام جبروت السيطرة الامريكية على العالم ، كما انها لاتريد ان تفقد حليفاً مهماً مثل الاسد كما سبق وان فقدت نظام العقيد معمر القذافي ومن الملاحظ ان روسيا اصبحت تمتلك كروتاً مهماً جداً لابتزاز امريكا بتحويل اهتمام امريكا من القضية السورية الى الازمة الكورية لكي يتنفس " الاسد " إذن المخرج من تلك الازمة واضحة امام الولايات المتحدة وهي المساومة بتهدئة التوتر في سوريا مقابل استخدام روسيا لنفوذها وابوتها لكوريا الشمالية من اجل تهدئتها وخفض مستوى التوتر في الجزيرة الكورية وسيستفيد من التهدئة الولايات المتحدة في المستوى الاول وثانياً حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان .
السؤال المهم هنا هل امريكا في عهد اوباما مستعدة للدخول في حرب والاجابة قطعاً هي " لا " كبـــــــــــــــــــــيرة ، فتجربة الحرب العراقية والافغانستانية انهكت الخزينة الامريكية بشدة واستنذفت قوتها بشكل كبير لذلك مهمة اوباما حالياً هي التاكيد على تعافي الاقتصاد الامريكي من الازمة المالية التي مرت عليها في العام 2009م . لكن هذا لايعني بالضرورة ان الولايات المتحدة واهنة القوة ولايعني بالضرورة ان نظام القطب الواحد في طريقه الى الآفول ؛ لكن فقط الازمة اظهرت للعالم ان روسيا تعود رويداً رويداً إلى حلبة الصراع على زعامة العالم بعد غيبة غير طويلة ، لكن السؤال المهم هو مدى جدية كيم جونق اون في إشعال نيران الحرب العالمية الثالثة ؟! .





[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1150

خدمات المحتوى


التعليقات
#635658 [Abuzaid Musa]
0.00/5 (0 صوت)

04-12-2013 09:14 AM
انها لعبه السياسه لا يجيدها إلا ( السياسي ) البارع ذو
النظره الثاقبة وواسع الأفق وليس ( الأطفال ) والمتهورون
او المرتزقة المرتشون !!! الحرب هنا ليست كوريا !!!! ولن
تقع الحرب بأي حال !!!! سيعم الصفاء قريباً !!! وحينها
ماذا تفعل باكستان !!! وأين تذهب ايران !!! وكيف تصبح
سوريا !!! للحرب منطق وأسباب ومكان !!! قطعاً ليست
كوريا !!! والسلام .


#635532 [عنقالي]
0.00/5 (0 صوت)

04-12-2013 04:02 AM
التاريخ يخبرنا أن الصين هي من دخلت الحرب بجانب كوريا الشمالية وليس الاتحاد السوفيتي وان الصين هي الحليف الاكبر لكوريا الشمالية وليس روسيا التي تبدو في موقف أقرب للحياد منه للتحالف
أما الاستدلال باحداث الحادي عشر من سبتمبر على قدرة كوريا الشمالية لتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة فيبدو أن الكاتب مازال يعيش على هول الصدمة لأن كل العالم أصبح يدرك جيدا أن الحادي عشر من سبتمبر كانت أكبر كذبة مخابراتية على مستوى التاريخ.


كور متيوك انيار
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة