المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
د. شعراني يكتب مقدمة لكتاب جديد
د. شعراني يكتب مقدمة لكتاب جديد
04-17-2013 07:33 PM

د.شعراني يكتب مقدمة لكتاب جديد
عبدالوهاب الانصاري

*(( كتب د. محمود شعراني رئيس المركز السوداني لحقوق الانسان المقارنة، مقدمة لكتاب جديد لمؤلفه الكاتب، الاستاذ عبدالله محمد أحمد الصادق، وحيث لاقيمة للمعرفة ما لم يتقاسمها الجميع، فإلى ماكتبه د. شعراني في مقدمته لهذا الوعاء المعرفي التوثيقى المكتوب، في ظل الميل الي المشافهة، فالي مقدمة الكتاب بقلم د. شعراني))

إن كتابة مقدمة لمثل هذا الكتاب انما تعادل في الحقيقة مأزق السير في حقل ملئ بالألغام, ذلك أن الكتاب في كل فصل من فصوله، إنما يفجر قضية تبدو في عمومياتها من القضايا المسموح الخوض بها، ولكنها في تفاصيلها وجزئياتها إنما هي أشبه بالمحرمات، وكذلك جاء منهج التناول لهذه القضايا السياسية والدينية التي يتناولها الكتاب، منهجا استقرائيا، تتبع الجزئيات التتبع للتوصل إلى حكم كلي ولكن هذه الجزئيات والتفاصيل إنما هي ذات الألغام التي يفجرها الكتاب، بعد أن طال إهمالها من قبل الباحثين والمثقفين، لأسباب تتفاوت بين الجهل والخوف والطمع وطلب السلامة، والكاتب إنما يعرض لنا كمراقب مشاهد مسيرته السياسية في نفق السودان السياسي المظلم الذي يؤدي في النهاية إلى قاع الهاوية، أي هاوية الضياع وسوء المنقلب، وتساؤل الكاتب كيف؟ ولماذا؟ نحن في هذا النفق ومن المسئول، هو ما يحاول الإجابة، عليه في هذا الكتاب الذي يتميز كاتبه بشجاعة فكرية تنعدم لدى أكثر المثقفين (بزعمهم) من الكتاب والسياسيين السودانيين منذ فجر الحركة الوطنية وحتى اليوم من الذين ينساقون وراء كل من ملك السلطة بأي أسلوب لا فرق في ذلك بين من أدعى التقدمية، أو من تدثر بدثار الدين، فكلهم يطلب صيد!!
الكاتب إنما يسعى إلى (أنسنة) الدولة وتلك فكرة يعارضها ويحاربها بشراسة الأخوان المسلمون والسلفيون فلا يضعون اعتبارا للتعدد والتنوع، مع إن هذا سابق لقيام الدول ثم إن هذا التوحيد الجغرافي للعالم، بسبب التقدم في وسائل المواصلات والاتصالات إنما جعل من العالم بلدا واحدا يستدعى إستقراره السياسي، توحيدا في القيم والسلوك، بل وحتى في القوانين التي هي أنظمة ضبط اجتماعي، تسعى إلى خلق مجتمع منظم، بين البشر ليس فحسب بل إن الكوارث الطبيعية، تدفع دفعا، إلى توحيد بني الإنسان بالتعاون والتنسيق والتكامل، وكل هذه مشيئة إلهية، عبر عنها القرآن، أحكم تعبير حين قرر النبي مخاطبا بني آدم (كلكم لآدم وآدم من تراب) وحين قال القرآن ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، والقرآن إنما يبحث عن إصلاح الأرض، وإعمارها ونهى عن الإفساد للمستوى الذي جعل من قتل نفس إنسانية واحدة بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، ولم يتحدث القرآن مطلقا عن أغلبية، تسود وتتحكم في رقاب الأقلية، وتظلمها حتى وإن جاءت الأغلبية عبر طريق البرلمان، ذلك أن حقوق الأقليات، حقوق مقدسة، ولذلك يصنع الدستور الديمقراطي، بواسطة الأغلبية والأقلية معاً.
يرى الكاتب، أن الإخوان المسلمين، قد استطاعوا تحقيق مكاسب سياسية في انتخابات 1998 وذلك بقوة المال، وليس بقوة الشعارات، ولعل الكاتب يقصد هنا بقوة المبادئ، ذلك أن الأخوان المسلمين، قد رفعوا شعارات تضرب على وتر العاطفة الدينية، فصدقهم الكثيرون حتى من خارج عضويتهم، بفعل العاطفة الدينية ولكنها كانت مجرد شعارات، ودعاية تجارية، لأغراض التمكين، وقد اعترف عراب الأخوان المسلمين، في السودان بكل هذا، فمن حيث قوة العاطفة الدينية لدى السودانيين فقد ذكر الترابي أن من حسن الحظ أن الشعب السوداني، قليل المعرفة بالدين وهم يستطيعون تطبيق ما يريدون عليه، بكل سهولة وقد هاجمه الدكتور محمود الطحان، وهو أستاذ بجامعة الكويت، وأخذ عليه وصفه للشعب السوداني بالجهل والتخلف، أما قوة المال التي حقق بها الأخوان المسلمون، المكاسب السياسية، كما يقول المؤلف فتلك أيضا، قد أعترف بها الترابي، بل إنه قال أن اموال المصارف الإسلامية، غرضها الأساسي هو التمكين للإسلاميين، وتلك أيضا حقيقة أشار إليها المؤلف، وقد ايده في هذا الكثيرون من الكتاب الإسلاميين وغير الإسلاميين، حيث ذكر الكاتب الأمريكي (إدوارد توماس) أن المكاسب السياسية التي استطاع الترابي، تحقيقها كانت لسببين، اولهما مال المصارف الإسلامية وثانيهما، هو تدخل العناصر الإسلامية التابعة للترابي، وتغلغلها داخل القوات المسلحة السودانية .
ويرى المؤلف أن كلا من المودودي، وحسن البنا، وتابعهم الترابي، إنما يسعون لإقامة إمبراطورية تسعى لاسترداد الخلافة الإسلامية، واسترداد البلاد التي كان يحكمها الإسلام وهذا مشروع، امبريالي وفاشي في نظر المؤلف .
ولا يختلف عن النازية في ألمانيا، ويقول المؤلف، أن شيخ الإنقاذ في السودان ومنظرها، قد ادرك كل ذلك وتبرأ من (حيرانه) وتلاميذه الذين لما اشتد ساعدهم رموه، وتعجبني هنا، شجاعة المؤلف نفسه، الذي قرر انه في هذا الموقف قد احسن الظن بالشيخ الترابي، حتى ظنه (مارتن لوثر) الإسلام، مما جر عليه تهمة الانقياد للترابي، والدفاع عنه من بعض اصدقائه واقرانه، ولكن تأكد له صحة مقولة، الأستاذ محمود ممد طه في حقيقة الترابي، وجماعته تلك المقولة التي وصف فيها، الأستاذ هؤلاء بقوله (إنهم يفوقون سوء الظن العريض).!!
يتحدث المؤلف، عن العقل السياسي الذي صادره الفقهاء، منذ القرن الثالث الهجري وله في هذا قول دقيق ولطيف وذلك، حين يقول أنه من المعجبين بقول الأستاذ الشهيد/محمود محمد طه ( إن الحياة هي كتاب الله المشهود..) يعلق على هذا بقوله ( لكن أدعياء العلم بالدين، لا يقرؤونه مصحوبا بكتاب الله المسطور..) وفي هذا إشارة، لطيفة إلى أن الإسلام، هو بالحق دين الفطرة وهي كتاب الله المشهود، أي مجموع القوانين الطبيعية، التي وضعها الخالق، لتنظيم هذا الكون، وفقا لسنن لن تجد لها تبديلا، ذلك أن هنالك أصلان، في الوجود هما، ( القاصر والرشيد ) على مستوى الفرد البشري، والجماعة البشرية، ولكل قانون لا مناص من تطبيقه أو إن شئت سنة باقية إلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها، فللقاصر قانون يساس به، وللرشيد قانون غير ذلك يساس به, وهذا مشاهد حتى في عالم الحيوان الأعجم، وإنما يختل التوازن، حينما يطبق قانون القاصر ليساس به الرشيد، أو حينما يطبق قانون الرشيد ليساس به القاصر، وهذا ما يسمى باختلال المعايير، أي حينما لا يقرأ كتاب الله المشهود، مصحوبا بكتاب الله المسطور، وهي الحالة اللا معيارية، أو عدم وجود النسق، المنظم للقيم والقوانين ولا نتيجة، لذلك سوى الفوضى والكارثة الاجتماعية، وحينما يقول الكاتب ان السلفيين يريدون لعجلة التاريخ، ان تعود للوراء ولعقارب الساعة، أن تتوقف فان هذا انما يماثل الجنون، وقلة العقل واللامعيارية، وهذا هو ما يسمى بجر الماضى على الحاضر، والعيش فيه، وهو الخطأ الذى وقعت فيه الفلسفات المادية، حينما ظنت أن حاضر البشرية هو انعكاس لماضيها .
ان الدين اليوم ( أى دين ) مواجه بتحدى لم يسبق له مثيل فى الناريخ، وقد آن له ان ينتقل من مرحلة العقيدة، الى مرحلة العلم حيث الانفتاح الواعى، على حقائق العصر التى تجمع بين الناس جميعا، فلا مجال هنا للدعوة للدين على مستوى العقيدة، حيث ان مقابل كل عقيدة هناك عقيدة، لن تجد لصاحبها استعدادا للتنازل عنها، من أجل عقيدة أخرى، ( كل حزب بما لديهم فرحون ..) والنقلة من مرحلة العقيدة، فى الدين الى مرحلة العلم انما، كان ومازال، رائدها هو، الأستاذ المفكر، الشهيد محمود محمد طه، الذى يرى الكاتب، أننا فى السودان ومعنا العالم العربى، ندفع ثمن التفريط، فى دم محمود محمد طه، و لولا ذلك لما كنا فى هذا النفق المظلم والمصير المجهول .
يستعرض الكاتب، كل الاساليب الشائهة، والقذرة التى استعملها الظلاميون، من أجل التمكين لأنفسهم، وهى أساليب الأغتيال، للمفكرين، والمعارضين السباسيين، وتشويه سمعة المعارضين السياسيين، بل وتغيير حتى الديموغرافيا، لتعديل البنية السكانية، حتى وان أدى ذلك الى، احلال غير السودانيين من الدول المجاورة وغيرها، محل أهل البلاد الأصليين، فى الجنوب أو الشمال .
والكاتب على فهم عميق، لأساليب التمكين السياسى، الذى ينتهجه الأسلاميون بآلية تغيير الديموغرافيا، كمخطط شيطانى، وآلية من آليات التمكين، وليس الغرض منها حل المشاكل السكانية أنما الغرض منها، التمكين للسلطة الغاشمة، ذلك أن السياسات السكانية فى كل بلدان الدنيا انما ترمى الى اصلاح، حال السكان من حيث الخدمات الصحية، والتنموية، والعلمية، وادخال العلم والتكنولوجيا، فى الاوساط والمناطق الريفية بالمعنى الذى عبر عنه، الراحل، جون قرنق دى مابيور، حيث قال: أنه يجب نقل المدينة، الى الريف، لانقل الريف الي المدينة، بمعني وضع السياسات للتنمية الريفية، ولكن ما فعلته الانقاذ، هو ترييف المدن المتحضرة، وغمرها باهل الريف، الذين حرمتهم الانقاذ من وسائل العيش الكريم، فافسدت زرعهم، وايبست ضرعهم، وحرمتهم من التعليم والصحة، وكافة الخدمات، فاضطروا اضطرارا للهجرة الي المدينة، ليعمل معظمهم في اعمال هامشية، بعد ان دمرت مشاريعهم الزراعية، وبددت ثرواتهم الحيوانية، وحرموا من ابسط الخدمات الصحية، والتعليمية، فهاجروا مضطرين الي المدن باعداد كبيرة، حتي اصبح اغلب سكانها من اهل الريف، وهذا هو بالتحديد ما تريده الانقاذ لامضاء، سياسة التمكين السياسي حيث انها شغلت الناس بلقمة العيش وغمرت سكان المدن، وهم اصحاب الوعي السياسي المبكر بطبيعة الحال، وهم من يثورون ويغيرون الانظمة السياسية الجائرة، ويحدثون الثورات والانتفاضات، ولكنهم قد اصبحوا في مدنهم اقلية، بفعل سياسة التهجير القسري، لاهل الريف للمدن ذلك، ان نصف ما يتمتع به اهل المدينة، من مزايا هو بالنسبة للريفي من اعظم الانجازات، فلماذا يثور الريفي وقد وجد الماء والكهرباء وبعض خدمات، التعليم والصحة علي قلتها- وهنا تتعطل مسيرة التغيير السياسي، ويتم التمكين لمغتصبي السلطة ولم لا وقد اصبحت كل مقدرات البلاد وثرواتها في ايديهم وقد اطلقوا علي انفسهم كل صفات العدل والامانة فسمعنا بالقوي الامين ذلك الذي يكفي ورعه وتقواه بديلا للضمانة البنكية !! ويتحدث المؤلف هنا عن انهيار المؤسسية، ودولة القانون وتجسيد القانون في اشخاص فوق القانون، ولقد ذكرني هذا بحديث اطلقه والي الخرطوم السابق ( المتعافي ) وقد صرح وقتها للصحف رغم موقعه العام والدستوري بانه ( بزنسمان) فهو يجمع بين الوظيفة العامة، والتجارة ( لان له شركات استثمار ) فلم يساله احد بل ان رئيس الجمهورية طلب منه ان يزودهم بخبرته في الاستثمار!! هذا بدلا من تقديمه للمحاكمة.!!
وفي مجال العدل، فان للمؤلف راي في الانقاذيين يوافق ما قاله الفقهاء ليزيد بن عبدالملك من ان ا لقلم قد رفع عنه باختياره خليفة... وغاب عن فقهاء الانقاذ ما قاله عمر بن الخطاب عن نفسه : ( ليت ام عمر لم تلد عمر ) فكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه وهل من منكر اعظم من تبخيس، العدل وتجييره ليوافق سياسة التمكين مع ان العدل هو اساس الملك ثم هو اسم من اسماء الله تعالي فمن تلاعب به انما يحاول السخرية من الله وسيسخر الله منه ... ولكاتب هذه المقدمة تجربة في هذا المقام حديثة العهد وهي من المضحكات المبكيات وشر البلية ما يضحك واشر منه ما يبكي ويضحك في ان معا !! وتامل عزيزي القارىء ان يرفع احدهم شكوي ضد الفساد مصحوبة ومدعومة بالادلة والبراهين فبدلا من اجراء تحقيق حول صحة الشكوي لتقديم من صحت الشكوي في حقه للمحاكمة .. او اعطائه الحق لرفع الشكوي ضد من اتهمه ان كان اتهامه باطلا .. ولكن وبدلا من هذا تتم محاكمة الشاكي لانه اشتكي !! فهل سمع الناس بمتل هذا في ابائنا الاولين !؟
في الفصول الاولي من الكتاب يري المؤلف ان مجرد الحديث بين الاسلاميين
في مصر والسودان وتونس عن الوفاق والتوافق حول الدستور الاسلامي فان ذلك في نظر المؤلف انما يعني عدم الاعتراف بالحقوق الطبيعية المنصوص عليها في مواثيق حقوق الانسان، والتى اصبحت دستورا عالميا، وأنا معه فى مثل هذا القول وذلك لأن خلافه يعنى أن هذه الحقوق انما تمنحها الدول ودساتيرها، وقد انبثقت من علاقة تعاقدية بمعنى أنها ليست حقوقا طبيعية ولدت مع الانسان وعليه فأن الدول تملك نزعها متى شاءت ومطلقية السلطة هذه هى التى تقود الى خلق الطغاة تحت أية راية سادوا وتمكنوا .. ويرى المؤلف أن هؤلاء انما يحرمون ما يريدون تحريمه ويجرمون من يريدون تجريمه ويحلون ما يريدون تحليله وقد قال كبار فقهائهم ان التفاوض مع قطاع الشمال لا يجوز شرعا مع أن أعضاء قطاع الشمال، مسلمون ومنهم من غير المسلمين من لا تمنع مبادئ الدين التفاوض معهم على أى دين كانوا (.. هذا فى الوقت الذى يوالى فيه المؤتمر الوطنى الحزب الشيوعى الصينى فيأخذ من حكومة الصين القروض الميسرة لدعم الاقتصاد السودانى وحل مشكلاته بل ويذهب الى أبعد من ذلك فيقبل المؤتمر الوطنى الاسلامى الحاكم فى السودان منحة مالية من الحزب الشيوعى لبناء مقر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالشريعة فى السودان !! يسخر الكاتب من المشروع الحضارى المزعوم، الذى يتبناه الاسلاميون ويقول ان الغرض منه لم يكن سوى سحب البساط من تحت اقدام الاحزاب الطائقية ودمغمها بمعاداة الاسلام والابتعاد عنه وتلك حقيقة ذلك أن ما يسمى بالمشروع الحضارى هو فى الحقيقة ليس بمشروع وانما هو وسيلة وأداة من ادوات التمكين فليس هنالك مايسمى بالمشروع الحضارى ذلك أن الحضارة لا يمكن وصفها بأنها مشروع سياسى من أى نوع لأن الحضارة هى ارتفاق الحى بكل ما تنتجه العلوم والتكنولوجيا فى كل مجالات الحياة وفى هذا فأن كل الأحياء بما فى ذلك الحيوانات بتوجهون حضاريا فما علاقة هذا بمشروع يدعو لتطبيق الشريعة الاسلامية ولقد كان أقرب للعقل أن يسمى المشروع بالمشروع المدنى اشارة للمدنية والرقى والخروج من مجتمع الغابة الى مجتمع المدينة والمدنية انما تعنى الظرف والانس والرقة وما أبعد ذوى الغلظة عن كل هذا !!
المؤلف فى خواطره المكتوبة ومواقفه المبثوثة وأفكاره المطروحة يصف الحركة الترابية بأنها مشيخة أو طائفة دينية ثالثة أو رابعة الى جانب الانصار والختمية بالاضافة الى الجماعات السلفية , ولعمرى فقد صدق لأن كل هذه المؤسسات طوائف تقوم على التبعية الدينية والسخرة الاقتصادية وهدفها السلطة والمال حتى وان سالت الدماء وضاعت الحقوق وقدر عدد الضحايا من القتلي والارامل والايتام واللاجئين والنازحين بالملايين .. ويرى الكاتب أن كل هذا لا يحرك ساكنا فى الضمائر ويرى أنه لولا الافلات من العقاب لما كنا الان في هذا النفق المظلم والمصير المجهول - وفى رأى الكاتب أن الاصلاح فى السودان انما يبدأ باعادة الاعتبا،ر لمحمود محمد طه رائد الديقراطية وحاديها وشهيدها الأول ولن يتحقق سلام بدون عدالة وسيادة لحكم القانون .. ومن غرائب الأمور أن يكون الأستاذ الشهيد محمود محمد طه قد تنبأ بكل هذا منذ منتصف سبعينات القرن الماضى وذلك حينما أصدر بيانا قال فيه : أنه من الخير للشعب السودانى أن يمر بتجربة جماعة الهوس الديني و سوف تكون تجربة مفيدة للغاية اذ أنها ستبين لهذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعة وسوف تستولى هذه الجماعة على السودان سياسيا واقصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية , وسوف يذيقون الشعب الأمرين , وسوف يدخلون البلاد فى فتنة نهارها كليلها ثم تنتهى فيما بينهم ثم يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا ..
وفى ختام هذه المقدمة لايسعنى الا القول بأن قراءة هذا الكتاب انما تمثل السير فى حقل ملىء بالالغام الفكرية- ان صح التعبير- ومن هنا فان السائر فى مثل هذا الحقل لا يمكن أن يتناول أمر التقديم أو التعليق على موضوعات الكتاب بالصورة التقليدية التى تبدا بتناول الموضوعات فى تسلسل رتيب ـ هذا سفر تستدعى موضوعاته عقد حلقات النقاش والندوات .
د . محمود شعرانـى
رئيس المركز السودانـى لدراسات حقوق الانسان المقارنة



عبدالوهاب الانصاري
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1499

خدمات المحتوى


عبدالوهاب الانصاري
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة