ناقوس الخطر الطبي ..!!
04-20-2013 06:28 PM

من أخطر الأشياء عندما يصبح الإستغلال له علاقة بحياة الإنسان وصحته ، نعم وليس من المنطق أن تترك الدولة المجال الطبي لكل من يريد أن يسرح ويمرح فيه دون ضوابط أو لوائح أو قوانين ، فمايحدث اليوم في المستشفيات الخاصة والعامة هو لا يمت بالإنسانية ومهنة الطب لا من قريب ولا من بعيد ، مستشفيات عنوانها الإستغلال ومضمونها الربح فقط ، والخطأ ليس في المستثمر الذي يريد أن يراكم أرباحة بشتى الطرق مشروعة وغير مشروعة ، ولكن الخطأ في الدولة التي تترك الحبل على القارب ، وتترك هذه المستشفيات دون رقابة أو لوائح تضبطها ، فمهنة الطب في المقام الأول هي مهنة إنسانية ، تتعلق بحياة الإنسان ، وكرامته على الأرض ، ولكنها اليوم تحولت في السودان لمهنة الجشع والربح ، والإنسان خلق بطبعه هلوع و جزوع و منوع ، ولايمكن إفتراض الإنسانية في أي طبيب بمجرد أنه يحمل شهادة جامعية من كلية الطب أو يحمل درجة الدكتوراه أو الاستاذية في مجالات الطب ، ولذلك يجب أن يضبط عمل المستشفيات بضوابط صارمة ..

فمايحدث اليوم هو في تقديري شئ محزن حقيقة ، فأن يبحث مريض يحتاج لغسيل كلى اسبوعياً لمكان يستقر فيه وهو في حالة نفسية سيئة ولا يجد مركزاً يستوعبه نسبة لعدم وجود خانة هو أمر في غاية المأساة ولكن المأساة الأكبر عندما يحاول إنقاذ حياته فيذهب ويسلمها لمن لا يقدر الإنسانية فيذهب للمستشفيات الخاصة والتي تضع له شرط أن يدفع أولاً وإلا فليذهب ، لا والمؤسف أن سعر الغسلة الواحدة تفوق مبلغ ال800 الف جنيه لماذا هذا الإستغلال أين وزارة الصحة أين المجلس الطبي أين القانون بل أين الدولة التي من واجبها حماية مواطنيها من هؤلاء التجار الذين يتاجرون في حياة البشر ، والأمثلة لا تحصى ولا تعد ولا تحتاج لكثير عناء لنستشهد بها ، فأن يذهب مريض في حالة متاخرة لمستشفى الخرطوم وهو يحتاج لعناية مكثفة ، وأن يخبره المسؤول أن هذه الحالة متأخرة وليس مكانه هنا ، بل ويخبره بكل أسف أنه لايمكن أن يستقبل هذه الحالة بكل بساطة وكأنه يقول له فلتمت أو تحيا هذا ليس من شأننا ، ضارباً بالإنسانية والطب عرض الحائط ووجه الكرامة ، وأن يذهب بالمريض لمستشفى خاص ، يضع شرطأ بوضع مبلغ 15 مليوناً كحد أدني تحت الحساب مقابل أن يدخل غرفة العناية المكثفة والتي يفوق يومها الثلاث ملايين جنيه ، وأن يقول له موظف الإستقبال أن الإسعاف لن يتحرك قبل أن يضمنوا المبلغ ، تخيلوا كل هذا يحدث ، والدولة تتفرج ، لماذا ولحساب من يهان المريض الذي أوصى به الله سبحانه وتعالى وأوصى به الرسول الكريم ، فليس على المريض حرج ، ولكن اليوم كل الحرج على المريض ، وكل المهانة على المريض ..

وما عرفته أن معظم المواد المستعملة في العناية المكثفة هي مواد لا جمارك عليها ولاضرائب ، فلماذا هذه المبالغة في الأسعار ، ولماذا سعر الغرفة العادية في اليوم الواحد في المستشفيات الخاصة والتي ليس بها سوى سريرين يفوق المليون جنيه ، مع ملاحظة أن إسطوانة الأكسجين الواحدة تتحرك من غرفة لغرفة وسعرها لا يتجاوز الخمسون جنيهاً ، تخيلوا مدى الإستغلال ..

مانريد أن نقوله ، هو أن على وزارة الصحة القيام بواجباتها الرقابية ، وأن تتدخل في أي شئ يخص هذه المستشفيات من نوعية الموظفين ، لقائمة أسعار المواد ، وتوحيد أسعار الكشف وتوحيد أسعار الدواء ، وتوحيد أسعار العناية المكثفة ، يجب عليها أن تفرض قراراتها على هذه المستشفيات ، فالإنسان بطبعه جشح ويجب أن يلجم هذا الجشع بالقانون ، حينها فقط يمكن أن نقول أن هنا مستشفيات تليق بالإنسان ، وليست مجرد فنادق تضع الأسعار على مزاجها ، وتتعامل مع المرضى وكأنهم نزلاء ، يتم التعامل معهم على حسب الدفع ولا شئ غير الدفع وعلى الرغم من ذلك لايجد المريض العناية المطلوبة فجبر كثيراً على السفر خارج البلاد ، فهلا سمعت وزارة الصحة هذا الناقوس ، هلا ..

ولكم ودي ..


منصات حرة
نورالدين عثمان
[email protected]


الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1216

خدمات المحتوى


نورالدين عثمان
نورالدين عثمان

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة