المقالات
السياسة
ارشيف مقالات سياسية
الحركة الشعبية حرة في أن تعتمد اللغة التي تريدها يا كمال الجزولي والعربية ليست لغة أفريقية.
الحركة الشعبية حرة في أن تعتمد اللغة التي تريدها يا كمال الجزولي والعربية ليست لغة أفريقية.
04-23-2013 11:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مقالاً على صفحات الجزيرة نت وسودانايل الإلكترونيتان بتأريخ 20 مارس 2013 تحت عنوان ( المعضلة اللغوية في النزاعات السودانية ) للمحامي كمال الجزولي . وأكثر ما أثار انتباهي في المقال المذكور ، هو الهجوم العنيف الغليظ للكاتب على الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ( قطاع جبال النوبة ) لتبنيها المنهج الكيني في المدارس التي تقع تحت مناطق سيطرتها .
الكاتب في مقاله الطويل ، لم يهاجم فقط السياسات التعليمية للحركة الشعبية في مناطق سيطرتها بجبال النوبة/جنوب كردفان ، بل تعداها لينتقد السياسات التعليمية التي تنتهجها القادة في دولة جنوب السودان الوليدة ، حيث يقول ( ان الحركة الشعبية بدلاً من أن تعمل عند بلوغها الاستقلال في الجنوب على تطوير إحدى اللغات المحلية كلغة رسمية للدولة الوليدة لجأت لاعتماد الإنجليزية، مواصلة لمكابرة سياسية قديمة تتمثل في دفع أقسام من الإنتلجينسيا الجنوبية نحو إقصاء العربية التي هي لغة أفريقية، والإصرار على تضمين الإنجليزية في الدستور كلغة رسمية للجنوب، رغم أنها ليست لغة أفريقية، دَعْ انحصار استخدامها بين أقليات النخب ) .
يحتج الكاتب على السياسات التعليمية للحركة الشعبية لتحرير الشمال- ويقول : ( ومن بين كل هموم الحركة الشعبية/شمال في مناطق سيطرتها بجبال النوبا بجنوب كردفان -حيث ستكمل الحرب الأهلية الجديدة عامها الثاني بعد ثلاثة أشهر- ما تنفك نفس المشكلة تطل برأسها في أية مناسبة، حتى لو كانت الامتحانات النهائية لتلاميذ يدرسون بالإنجليزية، وفق المنهج الكيني تحت إشراف إدارة التعليم بالحركة، في ظروف الحرب وتشرُّد عشرات الآلاف بين معسكرات اللجوء والنزوح (مركز جنوب كردفان الإعلامي 22 فبراير/شباط 2013م ) .
لستُ أدري حقاً ما هو سبب انزعاج الكاتب من سياسات الحركة التعليمية ، لأن المنهج التعليمي في السودان عامة ، وفي مناطق سيطرة الحركة بجبال النوبة/جنوب كردفان خاصة ، يجب أن يشكل هماً من هموم الحركة الشعبية ، وأولوية قصوى من أولوياتها ، ذلك أن أي تصحيح أو تحرير ، لا يمكن حدوثه في السودان عامة ، وفي جبال النوبة خاصة إلآ بتطهير كل المناهج التعليمية من الطمس والتزوير والتزييف ! . والحركة باستبدالها اللغة العربية المفروضة فرضاً على النوبة باللغة الإنجليزية ، إنما إتخذت خطوة أولية مهمة جدا جدا نحو التحرير الكامل والشامل لكل شيء زيفته وزورته الحكومات المركزية لتبدو عربية .
المنهج الكيني واليوغندي اللذان يحتج عليهما المحامي/ كمال الجزولي في مقاله ، دخلا مدارس مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان في بداية التسعينيات من القرن الماضي ، وذلك لملء الفراغ التعليمي الذي تركته الحرب الأهلية في المنطقة . وبإدخال هذا المنهج ، شهد التعليم طفرة نوعية خاصة ، حيث تمكن الطلاب الذين تخرجوا من المدارس المطبقة للمنهج الكيني والأوغندي الإلتحاق بالجامعات الكينية واليوغندية والغانية والبريطانية والأمريكية والنيجيرية .. الخ دون كبير عناء ، وسيشكل هذا الجيل من الخريجين العمود الفقري للتعليم في السودان الجديد - أي سودان ما بعد البداوة والتحجر .
التعليم في سودان البداوة والتخلف وصل إلى أدني مستوياته ، فقد أشارت إحدى الدراسات الميدانية التي أجريت في العاصمة السودانية الخرطوم قبل سنة ، أن 40% من تلاميذ المدارس في مرحلة الأساس في مدارس العاصمة السودانية الخرطوم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ، والسيد كمال الجزولي يعرف هذه الحقائق المؤلمة ، لكنه غض عنها نظره ليتحدث عن التعليم في مناطق لم تعر لها الحكومات المركزية أي اهتمام منذ استقلال السودان .
أن الأمية خطر حقيقي يحدق بالسودان منذ أن حل اللغة العربية بديلاً للإنجليزية ، فبينما العالم اليوم يشكو الأمية الإلكترونية ، يعاني السودان أمية الكتابة التي تجاوزتها حتى أفقر دول العالم " كالهاييتي والنيجر وبنغلاديتش ..الخ " .. فبينما هذا الحال الحزين يحتاج إلى وقفة حقيقية ونظرة موضوعية لإيجاد الحلول المناسبة ، وانقاذ ما يمكن انقاذه ، ظهر أمثال كمال الجزولي ، ليس لبكاء رداءة التعليم في بلده ، بل ظهر ليبكي اللغة العربية التي أثبتت التجارب التأريخية عدم صلاحيتها كلغة للعلم والمعرفة .
مشكلة التعليم في السودان ليست فقط في المواد الواردة في المناهج الدراسية ، بل أن اللغة المستخدمة في وضع تلك المناهج هي مشكلة أخرى واجهت طلاب المدارس ، فإستخدام اللغة العربية كلغة وحيدة في المناهج الدراسية ، بالرغم من تعدد اللغات المحلية لشعوب السودان ، واجبار كل الطلاب على التحدث بها ، شكل تحدياً آخرا أضعف من حصيلتهم ومعرفتهم العلمية . بمعنى آخر- اللغة العربية في السودان هي لغة الأقلية ، واجبار الأغلبية الساحقة من سكان السودان على التحدث بها ، جاء بنتيجة سلبية على حصادهم التعليمي والمعرفي .
ليس للنوبة أو أهل دارفور أو غيرهم من القبائل ذات الأصول الأفريقية أي حساسية من تعلم اللغات - محلية كانت أو أجنبية ، بما فيها اللغة العربية . لكن المشكلة هي أن الأقلية الحاكمة والتي تنتمي للعروبة في السودان دأبت على ممارسة سياسة السيطرة على القوميات الأفريقية ، وتغيير معالمها بما ينسجم مع أهدافها ومخططاتها في تعريب كل السودان وطمس هويتها الثقافية واللغوية ، حيث قامت سلطات الأقلية الحاكمة ولأسباب وهمية بعملية تزوير كبيرة وخطيرة لمعالم جبال النوبة مثلا .
لم تقتصر الإعتداءات العنصرية والمسيرات الإستفزازية التي تقوم بها حكومة الجلابة في جبال النوبة فقط ، بل تشير تقارير موثقة واردة من دارفور أن السلطات وأذرعها التنفيذية المتمثلة في الجنجويد وكتائب البدو ، منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك تعمل على افراغ المدن والقرى من سكانها الأصليين بهدف تعريب المنطقة وبدويتها حتى يتسنى لهم خلق وضعاً مختلفاً عن سابقه.
كما واصلت سلطات الجلابة سياسة تعريب مدن سودانية كثيرة وتغيير معالمها ، في محاولة منها لصناعة تاريخ مزور للعرب ، حيث قامت السلطات بتغيير اسم مدينة " أتبرا " إلى " عطبرة " ، وتغيير اسم " ميرو وا " إلى " مروي " ، وحبكت قصص كثيرة وروايات خرافية لتنسب كُردُفان إلى الأصل العربي ، والقائمة أبدا طويلة جدا .
ان كمال الجزولي وغيره من مثقفي الشمال يعرفون التزوير الذي مارسه الجلابة ضد اللغات الأخرى في السودان لصناعة تأريخ مزيف لهم ، لكن لم تأخذهم الرأفة بتلك اللغات المضطهدة جدا ، بل توغلوا في العصبية الجاهلية- ليقول الجزولي ( بدلاً من أن تعمل الحركة الشعبية عند بلوغها الاستقلال في الجنوب على تطوير إحدى اللغات المحلية كلغة رسمية للدولة الوليدة ، بل لجأت لاعتماد الإنجليزية، مواصلة لمكابرة سياسية قديمة تتمثل في دفع أقسام من الإنتلجينسيا الجنوبية نحو إقصاء العربية التي هي لغة أفريقية، والإصرار على تضمين الإنجليزية في الدستور كلغة رسمية للجنوب، رغم أنها ليست لغة أفريقية، دَعْ انحصار استخدامها بين أقليات النخب ) .
هكذا والكاتب ولأنه ( عُروبي قومي متعصب جدا ) حتى النخاع ، اعتبر اعتماد الإنجليزية كلغة رسمية في جنوب السودان مكابرة سياسية قديمة تدفع نحو إقصاء العربية التي هي لغة أفريقية ..هههههه !! . هنا ، ولأول مرة نكتشف أن اللغة العربية هي لغة أفريقية وليست آسيوية ، وان الجزيرة العربية التي هي الموطن الأصلي للغة العربية تقع وسط الصحراء الكبرى في أفريقيا وليست في آسيا .
الكاتب يعتبر إعتماد الإنجليزية في المناهج الدراسية بجنوب السودان مكابرة وقلة أدب ، لكن كان يجب على الكاتب أن يكون أمينا وصريحا مع نفسه ويقول لنا عن رأيه في الجزائر التي تعتمد الفرنسية كلغة رسمية لها ، وكذا المغرب التي تعتبر الفرنسية فيها من الناحية الواقعية لغتها الرسمية وموريتانيا أيضا . هل هي أيضا مكابرة وقلة أدب من هذه الدول - أم أن في الحكاية مؤامرة اسرائيلية ؟ .
يواصل الكاتب بكاءه على اللغة العربية ، ويقول ان اللغة العربية في جبال النوبة أوسع انتشاراً ، وأعمق تأثيراً، من الدعاية الانفصالية . ويقول أنه قد نبه إلى خطورة نفس المنهج العدمي الذي تعاملت به الحركة الشعبية مع قضية اللغة في مناطق سيطرتها بالجبال عقب اتفاقها مع الحكومة في مطالع الألفية على وقف إطلاق النار واقتسام النفوذ في جنوب كردفان .
والكاتب إذ يصف ما تقوم به الحركة الشعبية في مناطق سيطرتها من وضع للمنهج التعليمي بالإنجليزية - بالمنهج العدمي ، ونحن نرد عليه بالقول : إن العدمي هو من يدافع عن لغة يعرف أنها لا تصلح أصلاً للمعرفة والتحصيل العلمي .. وأن العدمي هو من يسكت عن أمية أهل بيته وأولاده ويصب جام غضبه على الحركة الشعبية ، لا لشيء ، فقط لثورتها على لغة الخرافة والشعوذه ، لغة التزوير والتضليل والنفاق والأساطير .
بالله ! ليقول لنا كمال الجزولي ! إذا كان صادقا مع نفسه : ( إذا كانت اللغة العربية لغة صالحة للعلم والمعرفة .. إذن لماذ يبعث واضعي المنهج التعليمي في السودان أنفسهم ، وكبار المسئولين الحكوميين والمقتدرين السودانيين أبناءهم لتلقي التعليم في الغرب .. وكذا أمراء وشيوخ وملوك العرب ؟ . ولماذا يسخر الذين درسوا بالمدارس والجامعات الغربية من زملاءهم متلقي التعليم في الدول العربية ؟ ) .
يقول الكاتب ( لقد كان المأمول وقتها أن تفتح ترتيبات السلام هناك طريقاً سالكا لبسطه في السودان كله، بما يحافظ على وحدة شعوبه وسلامة أراضيه، أي أن يشكل سلام جبال النوبا نموذجا يحتذى في مناطق النزاعات السودانية الأخرى، خصوصاً دارفور. غير أن الأيديولوجية التي تبنتها الحركة لم تكن لتساعد على ذلك، حيث سعت -في ما يتصل باللغة مثلاً- للترويج بين النوبا وعلى أوسع نطاق لكون الإنجليزية هي لغة "التحرير"، بينما العربية هي لغة " الطغيان "، أو القاطرة التي نقلت إليهم الشريعة الإسلامية وسلطة الخرطوم ! ولم تصعب على مراسل إحدى المحطات الأجنبية ملاحظة أن تلك المشاعر العدائية تجاه اللغة العربية تخفي بين طياتها الكثير من العداوات الثقافية والدينية والعرقية والسياسية موقع " بي بي سي "21 يوليو/تموز 2004م ) .
الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ، لم تروج أبداً يوماً ما بين النوبة على ان الإنجليزية هي لغة التحرير . إنما هذا الكلام كذب وهراء ، الغرض منه التشويش على سمعة الحركة . أما قول الحركة إن اللغة العربية هي لغة " الطغيان والإستبداد والإقصاء " وهي القاطرة التي نقلت إليهم الشريعة الإسلامية التي قطعت أيدي الأبرياء والفقراء بإسم الدين والشريعة الإسلامية ، قول صحيح ، لا ينفيه إلآ معتدٍ اثيم ! .
أما ملاحظة مراسل البي بي سي أن هناك عداءا واضحا للعربية من أهالي المنطقة ، فهي ملاحظة في محلها .. ذلك أن اللغة العربية أقصت اللغات المحلية النوبية دون رحمة ، وطمست هوية النوبة الثقافية والدينية والإجتماعية .. الخ ، وكان طبيعياً جدا ان يخفي النوبة مشاعر العداء تجاه اللغة العربية وأهلها .
كانت اللغة المحلية النوبية ممنوع التحدث بها في المدارس والجامعات ، بإعتبارها ( رطانة ) أي أصوات غير مفهومة ، وأن الأسماء النوباوية كانت تتم استبدالها بالأسماء العربية في المدارس بحجة أن تلك الأسماء لا يمكن كتابتها بالأحرف العربية - فحرّفوا مثلا الأسماء النوباوية التالية من : " دريا " إلى درديري ، واسم " صوماي " إلى عثمان ، واسم " اسوم " إلى عصام ، واسم إرشين إلى راشد ، وأشياء كثيرة يهتز لها القلب ويقشعر لها الأبدان .
يواصل الجزولي بكاءه على اللغة العربية ، ويقول ان معطيات الواقع تكذب ترويجات الأيديولوجية ! فالعربية في جبال النوبا -كما في غيرها من المناطق- أوسع انتشاراً وأعمق تأثيراً من الدعاية الانفصالية، بالغة ما بلغت من النشاط .
صحيح أن اللغة العربية منتشرة في جبال النوبة ، لكن ليس لأن النوبة يفضلون هذه اللغة على لغاتهم المحلية ، بل لأنهم مجبرين على تعلمها غصبا عنهم . فالسلطات في السودان ، ولمدة طويلة ، فرضت العربية على كل السودانيين وجعلتها لغتهم الرسمية ، وحرمت عليهم التحدث بغيرها من اللغات ، خاصة في المدارس والجامعات .. فكيف لا تكون هذه اللغة البدوية الجاهلية غير منتشرة في جبال النوبة ؟ .
أما فيما يتعلق بقول الكاتب إن اللغة العربية أعمق تأثيراً من الدعاية الإنفصالية ، فهو قول غير دقيق يتسم بالحقد على قادة الحركة . فالحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال التي تقاتل في جبال النوبة والنيل الأزرق منذ زمن طويل ، لم تطالب يوماً ما بفصل هاتين المنطقتين عن بقية السودان .. فلماذا يكذب الكاتب ويزور الحقائق ويحرفها ؟ .
يواصل الكاتب صرخاته العروبية ويقول إن العربية هي اللغة الأفريقية الوحيدة الأكثر تأهيلاً لأن تكون أداة تواصل بين مفردات أمة كأمتنا لم تعبر طور التكوين بعد، ولأن تضحى حامل ثقافة المشروع الديمقراطي للوحدة المتنوعة في بلادنا، إذا تم تخليصها مما شابها تاريخياً وعلق بها من عيوب الاستعلاء والتعصب البغيضين. ولعل من دلائل تمام هذا التأهل أن العربية ظلت تتفاعل مع غيرها من اللغات الوطنية في بلادنا، برغم أدواء السياسات الرسمية، فما انفكت تتشقق شعبياً إلى لهجات عربيات كثر، كعربي أم درمان، وعربي جوبا، وغيرهما شرقاً وغرباً .
والكاتب في الفقرات أعلاها وبكل وضوح يحاول إبراز دور اللغة العربية في تأهيل المجتمعات غير العربية - بقوله ان العربية أكثر تأهيلا لأن تكون أداة تواصل بين مفردات أمة . فهذه المحاولة في حدٍ ذاتها تعصب واستعلاء وتقليل من شأن اللغات الأخرى ، لأن الكاتب بكل حقارة واستفزاز يتحدث عن عربي أم درمان وعربي جوبا ونيالا وكادقلي ومش عارف عربي شنو كدا ، بينما هناك أكثر من 120 لغة حية يتكلم بها أهل السودان اليوم .. فلماذا التقليل من شأن تلك اللغات التي هي من الله سبحانه وتعالى طبقا لهذه الآية الكريمة " وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ "( الروم:22) ، . وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ يعني اللغات .. أي لغة النوبة والفور والزغاوة والمساليت والبجا والمحس والأنقسنا .. الخ ؟ .
المقال يوضح بجلاء أن المثقف الشمالي يعيش سياقا صعبا ، فأصبح معظم عمله هو البكاء على أطلال العروبة البائدة ، وامتداح نظام الإبادة الجماعية والسكوت عن كل جرائمه ضدّ مواطنيه بحجّة استتباب الأمن والإستقرار . وحتى عندما أصدرت الجنائية الدولية قرارا بإعتقال رئيسهم عمر البشير بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، ظل هذا المثقف الشمالي يعتبره رمزاً لسيادة السودان ، وأنه لا يجوز تسليمه لجهات خارجية ، وأن قرار لاهاي ما هو إلآ مؤامرة اسرائلية غربية للنيل منه .
وعندما عمّت الفوضى في جبال النوبة والنيل الأزرق في يونيو عام 2011 بإعلان حزب المؤتمر الوطني الحرب على الجيش الشعبي ومواطنو المنطقتين ، وجد هذا المثقف الشمالي في كل ذلك دليلا على وجاهة موقف عمر البشير ونظامه في القتل المنظم والممنهج للنوبة وأهالي النيل الأزرق ، فالبشير هو الأمل الوحيد الذي يجمعهم بمختلف أيدولوجياتهم ، وبذهابه لن يكون لدعاة العروبة خاصة ومروجي الإسلام السياسي مكانا ، وعلى الشماليين أن يختاروا بين حذاء البشير ، وبين زحف الجيش الشعبي والجبهة الثورية على الخرطوم .
وعندما بدأت طائرات البشير قصفها للأطفال والنساء والشيوخ في قراهم ومدنهم ، لم يجد السيد كمال الجزولي وأصحابه من مثقافتية الشمال حرجا في لوم الجيش الشعبي بزعمهم أنه يخوض حربا بالوكالة في المنطقتين/جبال النوبة والنيل الأزرق لصالح دولة الجنوب . وعندما طالبت الجبهة الثورية نظام البشير بتسليم السلطة لها ، تخندق مثقافتية الشمال مع النظام القائم بحجة أن لا بديل عن النظام القائم ، وأن حملة السلاح لا مشروع لهم سوى الفوضى والقتل ، ولم يدرك المثقف الشمالي أبدا بسبب تعصبه وغباءه أن الاستقرار في ظلّ الاستبداد فوضى مؤجلة ، وأن الوحدة شتات غير معلن .
يجب أن يفهم المثقف الشمالي من أمثال كمال الجزولي ، أن عروبة السودان وهمٌ استعمل في استعباد شعوب لم تعد تقنع بالأوهام ، وأن اللغة العربية لا يمكن لها أن تكون لغة علم ومعرفة ، ولا يمكن لها أيضا أن تكون اللغة الرسمية الوحيدة في السودان للأبد ، وأن سفينة التحرير لابد أن ترسو عند مرفأ الحقيقة ، وأن التزوير والتحريف وطمس الحقائق لا بد أن يتوقف .
ليس هناك ما يعيب أن تكون الإنجليزية هي اللغة الرسمية في مناطق سيطرة الحركة وإعتبار اللغات النوبية الأخرى لغات معترف بها ، تُدرس في المدارس والجامعات ، كما في نيجيريا والهند وغانا مثلا ؟.. ففي جمهورية غانا الأفريقية تعتبر الإنجليزية ، اللغة الرسمية في البلاد مع إعتبار كل اللغات التي يتحدث بها سكان غانا ، لغات قومية معترف بها ، ونتجت عن مساواة الدول المذكورة بين لغات مواطنيها ، الإستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، الشيء الذي يفتقد إليه السودان .
لتكن اللغة الإنجليزية في مناطق سيطرة الحركة ، اللغة الرسمية بالرغم من وجود عشرات اللغات النوبية ، ولا اعتراض عليها أبدا لطالما اللغات النوبية الأخرى ، لغات معترف بها .. وهذه الخطوة ليست مكابرة أو قلة أدب كما يقول كمال الجزولي في مقاله ، لأن السودان في فترات من فترات تأريخه كانات مستعمرة إنجليزية ، اللغة الإنجليزية فيها رسمية مع وجود اللغة العربية كلغة معترف بها ! . وإلآ ، فإن وصف المكابرة يجب أن ينطبق على الهند والمكسيك والسلفادور ومالي وفنزويلا والكاميرون والنمسا والكنغو .. الخ ، لأنها جعلت لغة المستعمر لغة رسمية فيها بجانب لغات محلية أخرى .
كون الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال - جعلت اللغة الإنجليزية لغتها الرسمية في مناطق سيطرتها ، لا يعني بأي حال من الأحوال إهمالها للغات المحلية ، بل من أولويات الشعبية في جبال النوبة وغيرها من مناطق السودان تطوير لغات كل شعوب السودان وإعطاءها أهمية خاصة ، سيما بعد اصطدام تلك اللغات بالعربية ، مما أدى إلى انقراض بعضها وحلول العربية محلها ، وانزواء بعضها ، وانحسار بعضها الآخر .
إن اعتقاد المثقف الشمالي بأن اللغة العربية ستكون اللغة الرسمية الوحيدة لأهل السودان للأبد ، هو مجرد اعتقاد وهمي يعشعش في خيال هؤلاء ، ذلك أن اللغة العربية مشكوك في صحتها وسلامتها ومواكبتها للحضارة الإنسانية . وأن سبب هزيمة العرب في كل المحافل الدولية والعالمية يعود للغتهم التي تأخرت كثيرا عن التطور . وتخلف العرب العلمي في عصر الذرة يعود أيضا إلى تمسكهم بلغتهم في مراحل التعليم الأساسي والتعليم العالي منها خاصة .
وإن من أسباب تقدم وإزدهار إندونيسيا مثلا ، تعود إلى تغيير هذه الدولة بعد الاستقلال للغتها ، فكتبت اللغة الأندونيسية بالخط (اللاتيني) بدلاً من الخط العربي المحلي ، وأصبحت العربية لغة أجنبية ، وأصبح العدد الأكبر من سكانتها قادراً على أن يقرأ اللغات الغربية وخاصة الإنجليزية .. فلماذ لا يأخذ مثقفي السودان العِبر والدروس من الأندونيسيون ؟ .
نعم اللغة العربية غير قادرة على الوفاء بحاجات أهلها في هذه الحياة الجديدة سواء في ميدان العلوم أو الفن أو الأدب بأغراضه وآفاقه الحديثة ، أو في ميدان الحياة العملية بما فيها من مستحدثات لا ينقطع سيلها . ولهذا وجدنا التعليم الجامعي العلمي ، خاصة في كثير من الأقطار العربية ما زال باللغات الأجنبية - كالإنجليزي والفرنسي واللأتيني ..الخ ، ولا توجد صيدلة عربية ولا طب عربي ، ولا هم يحزنون ، مما يعني عدم صلاحية هذه اللغة لإحتواء العلوم الحديثة .
ستكون الإنجليزية هي اللغة الرسمية في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان يا مثقفو الشمال ومنظريه من العروبيين القومياتيين ، لأنها لغة تصلح للتحصيل العلمي والمعرفي ، ولم تكن لغة الطغيان والإستبداد والقاطرة التي حملت لأهلنا في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور الخرافات والأساطير ، بل لم تكن اللغة التي علمتهم الكذب والتضليل والنفاق .. كما أن عصرنا هو عصر الأبحاث العلمية والتقنية الحديثة ، وهذا يتطلب لغة تواكب العصر ، لا لغة صلاحيتها منتهية . . ولا خوف على لغاتنا المحلية حتى لو اعتمدت الحركة اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في مناطق سيطرتها .
ستعمل الحركة الشعبية بكل الإمكانيات المتوافرة لديها بتطوير اللغات المحلية عبر تطهيرها من الكلمات العربية ، ولن ترتاح إلآ بتحقيق هذا الهدف السامي .
والسلام عليكم...
[email protected]





تعليقات 18 | إهداء 0 | زيارات 2992

خدمات المحتوى


التعليقات
#712809 [حاتم]
0.00/5 (0 صوت)

07-03-2013 07:27 PM
هذا فهم مغلوط واستنتاجات كلها تدور في فلك تكريس دعاوي العنصرية والفرقه وهل العربية تضر ان كانت منهجا للمدارس ؟ هل الناس حينقلبوا عرب يعني ان درسوا وتحدثوا العربية ؟ وهل سينقلبوا خواجات ان هم درسوا المناهج الانجليزية ؟؟ العربية اللسان وليست العرق والاثنية والتكريس لها بهكذا دعاوي فلنبحث عما يوحدنا ويمثل قاسم مشترك بيننا جميعا وما الضير في ان يكون ذلك اللغة العربية أهي تعيب من يتحدث بها ؟ ونحن كلنا نعلم أن كافة قبائل واثنيات جبال النوبة تتحدث بهذه اللغةالاالقلة القليلة فلا تعادي الحقائق لانك ستنجرف عن جادة الصواب وتعادي الحقائق فلنبحث عما يجمعنا لا مايفرقنا ولنضع ايدينا في ايدي بعضنا بعضا علنا نعود كما كنا نحب بعضنا بعض ولا تمثل اثنيااتنا وقبائلنا أي دوافع للخلاف والفرقه أو الكراهية بيننا


#646678 [علي مسند علي]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 08:20 PM
يا اخي الرئس الاسبق للولايات المتحدة بل كلنتون لم يكن اسم عائلته كلنتون انما اسم كلنتون اسم عائلة اخيه لامه فغير بل اسم عائلته ليتوافق مع اخيه لامه تضامنا معه .
الاتظن انه كان من الانسب ان تتعلم الشعوب غير العربية في السودان اللغة العربية تضامنا مع موهطنيهم بدل ان يتعلموا لغة غريبة عليهم جميعا .


#646660 [Kamal]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 07:32 PM
Kamal alGizol is not a Linguist to talk about langyage situation in the the sudan


#646614 [مواطن]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 05:58 PM
اذا لم تجمع اللغة العربية أهل السودان فلن تجمعهم اللغة الانجليزية لغة المستعمر
البريطاني أو أي لغة أخرى .... فلا تتجنوا على اللغة العربية بسبب انحراف الكيزان .


#646507 [مخلص]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 03:45 PM
فى جبال النوبة كل جبل له لغته الخاصة و ذلك بسبب الاصول و المرجعيات و بسبب انها كانت مناطق مقفولة من قبل المستعمر الانجليزى الذى تطبل انت للغته الانجليزية . و الى الان اللغة الوحيدة التى يتفاهم بها قبائل جبال النوبة هى العربية . و اتحدى بريش ان يذهب الى كاودة و يتحدث بلغة غير العربية مع عبدالعزيز الحلو المسلاتى بالرغم من ان الحلو خريج جامعة الخرطوم و ينتمى لقبيلة المساليت من دارفور. فلا توهم نفسك فكلنا من جنوب كردفان حيث نشانا و تعلمنا و نعرفها جبل جبل و نعرف كل عاداتها و تراثها فهم لا مشكلة لهم مع اللغة العربية . كل قيادات الحركة الشعبية لا مشكلة لها مع اللغة العربية لانهم كمثقفين يدركون الدور العظيم الذى تلعبه اللغة العربية .و كلنا كنا فى كاودا و معسكراتها و لم نسمع بمثل هذا الهراء فلا تظلم الحركة الشعبية .اما مسالة المنهج فاسبابه سياسية و سوف تتغير و الان انتم تجلسون مع المؤتمر الوطنى. اظن ان الذى زادك عنصرية هو وجودك بامريكا حيث يعامل السود بانهم مواطنون من الدرجة الثانية ولا يحميهم الا القانون.


#646453 [عادل السر]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 02:23 PM
يبدو ان بريش اليمي ينفخ في قربة مقدودة رطانة شنو التي تتحدث انت عنها وانجليزي شنو الازم يكون اللغة الام انت قايل اللغة دي شنو ما 6 شهور في الصين وتتكلم زي ماو زاتو . ما تغش اهلك ساكت النوبة نحن بنعرفهم 80% منهم ما بعرفو برطنوا وقانون الانتخاب الطبيعي بيقول انو ـ رطانات ـ وليس لغات الوبة حتنقرض يعني حتنقرضوعقدة العرب والكلام الفارغ دا شيلو من راسك نحن مسلمين او مسيحيين العربية لنا لغة ام بعدها تاتي بقية اللغات


#646373 [بومدين]
3.00/5 (2 صوت)

04-24-2013 12:44 PM
نحـن الـشـعـوب الـغـير عـربية .. شـعـوب جـنوب الســودان .. شـعـب البجــا بشــرق الســودان .. شـعـوب شمـال السـودان ( النوبيين ) .. شـعـوب غــرب الســـودان .
مـن حـقنا الإعـتراف دسـتوريا بـلـغـاتنا وثقافاتنا .. ومـن حـقنا المشــروع تـعـليم أبنائنا لـغاتهـم وثقافاتهـم بلسـانهـم .
وذلـك فـي إطـار الـوطـن الـواحــد .. الـذي ينبـغـي أن يســعـنا جمـيـعـا ، عـلـي إخـتلاف أدياننا ، وأعـراقـنا ، ولـغـاتنا ، وثقافاتنا ..
فـي دولـة عـصـرية ، مـدنية ، ديمـقراطية ، تعــددية ، يتم فـيهـا تـداول السـلـطة بصـورة حضـارية سـلمية فـي ظـل دسـتور وفـاقي يرضـينا جميعـا .
نحـن نعيش فـي عـصـر وعــالـم يتحـد ، ويتكتل لـيواجـه تحــديات الحـياة .. إنتـهـي عـصـر الـدولـة الـوطنية !!!.
الإتحــاد الأوربي ، اتحـاد الاسيان ،إلإتحـاد الأفـريقي ، النافتا ...إلـخ ..
يسـتحيل عـلي الدويلات الكرتونية ، الورقية الـعـيش فـي عـالم الـفضاءات العمـلاقـة .
هــــــــــــــذا .. أو .. الـطــــــــــوفــــــــان !!!! ..


#646350 [lwlawa]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 12:27 PM
في اسبانيا هنالك لغة ب(التصفير)..؟؟..اي اطلاق صافرات مختلفة من الفم..؟؟.من اجل المحافظة على تلك اللغة، فرضت الدولة على كل ساكني ذلك الاقليم، تعلم تلك اللغة، في المراحل الاولية .كنوع من المحافظة على التراث والارث البشري.

رغم عدم معرفتي بكمال الجزولي، الا ان ذلك المقال كان سقوطا مدويا في نظري .والتباين الصارخ في كتابات وآراء الشخص ربما ينم عن عدم استقرار...؟؟


#646275 [AMMAR]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 11:17 AM
المشكلة ليست في اللغة العربية كلغة ..المشكلة في من يدعون الفصاحة والفهم وهم اجهل الناس ..والله قد اضاعوا مجدا عظيما واهدروا مجهودات رجال شجعان قطعوا الفيافي للوصول الي اصقاع افريقيا النائية لنشر الاسلام واللغة التي نزل بها القرءان ...كانت تجربة الجنوبيون واهل الشرق والغرب واقاصي الشمال في بلاد السودان القديم ..أي الرطانة عموما في تعلم العربي مهينة. مع ما لازمها من احتقار واستهزاء وسخرية لعجز من حاول تعلم العربية من الكبارمنهم عن نطق بعض الحروف بطريق ةصحيحة ..مثل الحاء والهاءوالضاد والقاف والغين ...ويذكر الجميع ..يا تير يا تاير التي نسبت لوردي ...اليس عجيبا ان يستمر ذلك ...فلا يزال البعض يحاول الاستهزاء من قادة الحركات المسلحةلذات السبب...الغريب ان ذات البشر يتقبلون ذات العجز من الخواجة الابيض ..بصدر رحب ..وعليه يمكن الزعم ..ان من قام بهذا الفعل من قيادات الحركات المسلحة .. يحاول تجنيب الاجيال القادمة في تلك المناطق هذه التجربة الاليمة ..يعني بالعربي يبقوا كلهم جاهزين جاهزين للتعامل مع العالم الخارجي ودول الجوار بسلاسة ..دون تعقيدات واحساس بالعجز ..قلناها مرار ان هذا الرجل المنتبه وامثاله قد اوردوا البلاد مورد القطيعة التامة .. ....ما اقسي لحظات الوداع الاخير. ..مال هذا الفطام عسير ..الحمد لله علي كل حال


#646095 [SESE]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 09:17 AM
في الوقت الحاضر اللغة العربية اصبحت لغة محلية مثلها مثل السواحلية لا تلبي حاجة الناس في التعلم والتواصل خاصة ان العالم اصبح قرية تربطها مصالح يومية مشتركة بين كل بني البشر ولما كانت الانجليزية هي الاكثر انتشاراً في اصقاع الارض فقد اصبحت لغة انسانية اكثر من كونها استعمارية واصبح معظم سكان الارض يتكلمونها كل بلكنته الخاصة حتى ان الانجليز اصحاب اللغة انفسهم يحتاجون الى مترجم احيانا عندما يستمعون لمتحدث بالانجليزية بلكنة بلده او منطقته ولكن مع ذلك تظل اللغة هي اللغة......

ولا يخفى علينا في الوقت الحاضر فقد صارت اللغة الانجليزية لغة العلم والمال والاقتصاد وهي ام المراجع في كل العلوم الانسانية ومن لا يتكلمها يشعر بنقص عظيم في معلوماته ولكنه لا يقر بذلك على سبيل المكابرة بل يدافع عن جهله بجهل آخر موحيا بعدم اهمية اللغة الانجليزية ومؤكدا على اهمية اللغة العربية بصفتها لغة القرآن ونحن مسلمين وهذا هو الجهل بعينة لأن القرآن نفسه حثنا وشجعنا على تعلم العلم بمختلف انواعه وتعلم اللغات شئ من ذلك. ليت جامعاتنا تخصص كرسي لدراسة اللغة العبرية كما تفعل باقي جامعات الدول العربية المجاورة لاسرائيل......

كوننا نتكلم اللغة العربية يحق لنا الدفاع عنها ولكن يجب علينا عدم التقليل من اهمية اللغة الانجليزية لمجرد اننا نريد التخفيف على انفسنا من وطأة الجهل بها. وما تفوق مغتربونا الاوائل على باقي الامم إلا بسبب معرفتهم باللغة الانجليزية بالاضافة الى اللغة العربية وقد سيطرنا على اسواق العمل في دول الخليج العربي عندما مرت بالطفرة الاقتصادية واحتاجت الى قوى عاملة متعلمة تتعامل مع التكنولوجيا المستوردة من امريكا والدول الغربية......

الخريج السوداني اليوم مهما حمل من مؤهلات فهو لا يختلف عن باقي الخريجين في الدول التي اعتمدت التعريب في مناهجها لذلك فقد خريجنا القدرة على المنافسة في سوق العمل الخارجي واصبح يرضى بأي شئ يكفيه شر العطالة في بلاد الغربة ولا شك ان اكبر جريمة ارتكبت في حق التعليم في السودان كانت تعريب المناهج الدراسية وابتداع مناهج دراسية مرتجلة للغة الانجليزية لا تسمن ولا تغن من جوع واحلالها محل مناهج اصيلة وضعت في كيبمريج واكسفورد ونقحت في بخت الرضا واعتمدت في المدارس السودانية. وما لم يعاد النظام التعليمي الى ساقبه فلن تقوم للسودان قائمة علمية بعد ان تحطمت قوائمة السياسية بفضل السياسة الحمقاء التي ادت الى تفكيل الدولة.......

كوننا مسلمين نتكلم العربية فذلك لا يعفينا من تعلم اللغة الانجليزية واللغات الاخرى وإلا سنقبع في قاع الامم ونحن الآن نتجه نحو القاع بخطى ثابتة في زحمة الدجل والشعوذة والهرج والمرج الذي اصاب مفاصل الدولة........

ما يحمد للحركة الشعبية في الجنوب اعتمادها اللغة الانجليزية لغة رئيسية للدولة واللغة العربية لغة ثانية وذلك يوافق تماما التركيبة السكانية للجنوب حيث ان جميعهم لا يتكلم اللغة العربية وليس كلهم يتكلم الانجليزية اذن فلا بد لهم من اعتماد لغة وسيطة تربط بينهم محلياً وتربطهم بباقي العالم والانجليزية هي الخيار الاوحد.......


ردود على SESE
Russian Federation [مواطن] 04-24-2013 12:11 PM
ذكرت أن غالبية الجنوبيين لا يتكلمون اللغة العربية وليس كلهم يتكلم الانجليزية ؛ ثم
أعقبت ذلك بأنه لا بد لهم ( أي الجنوبيون ) من اعتماد لغة وسط تربط بينهم محليا وعالميا
فهل الانجليزية تربط بينهم محليا وليس كلهم كما ذكرت في تعليقك يتكلمون الانجليزية ..
هذا تناقض واضح ..... اللغة الانجليزية برغم أنها لغة التخاطب بين البشر بمختلف
أجناسهم الا أنها في معظم الدول التي لا تتحدث الانجليزية داخل أوطانها تعتبر اللغة
الثانية بعد اللغة الأم ففي أوربا مثلا : ألمانيا الشعب الألماني يتحدث اللغة الألمانية
وهي لغتهم الأم وليس الانجليزية وفي فرنسا كذلك الفرنسية هي لغة التخاطب بين الفرنسيين
وفي أسبانيا الاسبانية هي لغة الخاطب بين الشعب الاسباني الخ ......


#646079 [Abuzaid Musa]
5.00/5 (1 صوت)

04-24-2013 09:04 AM
أراك يابريش تنزف حقداً شديداً علي الشمال ومثقفي الشمال
ولغة الشمال (( لماذا )) أيها الكاتب العنصري عديم النظر
ضيق الأفق ضحل التفكير (( لماذا )) تنكر بان العربية ليس
لها حضور في أفريقيا الم تكن العربية في لغه (( الامهرا))
أولم تكن حاضره في اللغه (( السواحلية )) ولغه (( التكرنجه ))
بإثيوبيا وفي لغه البربر (( الامازيقيه )) هل سمعت أيها الكاتب
الاصنج ((( بدار السلام ))) في قلب أفريقيا وهكذا تنطق وبكل
اللغات !!! من هم علماء (( ألفلك )) علم (( الجبر )) باسم صاحبه
(( جابر بن حيان )) فمن انت حتي تتطاول علي العربية يا قصير
العمر !! وختاماً إن عدت عدنا !!!


ردود على Abuzaid Musa
Russian Federation [ود الحلة] 04-24-2013 05:58 PM
علم الفلك ؟
علم الجبر جابر بن حيان؟
ياخوي صحح معلوماتك وستجد ان معظم المؤسسين لهذه العلوم هم أعاجم بدءا من (الخوارزمي) مؤسس علم الجبر وغيره
وانما ازدهرت هذه العلوم في ظل الدولة الاسلامية


#646060 [malla]
3.00/5 (2 صوت)

04-24-2013 08:48 AM
منو القال ليكم اللغة العربية ما افريقية ولا دا مجرد نوع من عنصريتكم الجديدة التي كثرت هذه الايام0 ماهي لغة المصريين والمغاربة والليبيين والتوانسة والجزائيريين والموريتانيين وبعض القبائل في الصومال وتشاد ونيجيريا والصحراء وارتيريا وبعض دول قبائل دول غرب افريقيا ولغة السودانيين الام الم تكن العربية 0 وحتي اخواننا في جالسودان يتحدثون العربية بطلاقة - مع عربي جوبا 0 اذا العربية هي لغة افريقية مية في المية ابى ام رضى المعنصريون الجدد ولا يحق لاي احد اقصائها اما ان نتعلم لغات في سبيل المنفعة العلمية فلا باءس في ذلك ولكن لن نسمح بغير لغتنا السودانية التي قام السودان عليها وهي العربية مع احترامنا لتراثنا وثقافتنا التي تكتنز الكثير من اللهجات وهذا لايفسد للود قضية اما ان ناءتي بلغة جديدة ونفرضها على انها كلغة بديلة وجديدة لتكون لها القدح المعلى في مناطق نفوذ الحركة الشعبية فهذا نعتبره غزو ثقافي ليس الهدف منه بناء دولة حديثة بل بناء دولة عنصرية وهذا ما نرفضه وسنقاومه بكل مانملك من قوة والحشاش يملىء شبكتو


ردود على malla
Russian Federation [تمساح] 04-24-2013 04:44 PM
معليش الزول دا تحس انو عيان ومفطم بالعنصرية ومشكلته اللون الفاتح والعرب والعروبة.. ربنا يشفيه

Russian Federation [الكلس] 04-24-2013 11:35 AM
كم دولة افريقية تتحدث العربية ؟ وكم دولة تتحدث الانجليزية والفرنسية واخرى؟ فاحكموا بعد ذلك ؟ ففي جبال النوبة حققت الحركة في مناطق سيطرتها مالم تحققه الانجليز وحكومات الشمال المتعاقبة فهذه حقائق فكل الخريجين متميزن بكفاءات عالية , فواحد خريج الجامعات المقدودة عندما تذهب تلك المناطق تجد نفسك صفر على الشمال يعني ما فاهم اي حاجة ليس في اللغة فحسب وبل في الانضباط ودقة المعلومات ومع العلم انهم يدرسون العربية والاسلامية كمواد في بعض المناطق وهولاء الخريجين يقبلون في جامعات ارقى الدول بدون توفل او كلام فارغ


#645930 [مجودي]
5.00/5 (1 صوت)

04-24-2013 07:05 AM
بالرغم من كثير من اوجه الاختلاف بيني وبين ما

تكتبه إلا أنني اجد طرحك اليوم موضوعيا اكثر بالرغم من

الغلظة اللفظية في تناولك.

جميل أن موضوع اللغة اصبح كالغربال الذي ترشح منه حتى الادعاءات

التي كانت تموج بالتقدمية لكي تنكشف على اصلها المزروع في البواطن

وانا ارجح أن ما يبدر الآن في كتابات كمال الجزولي هي صدى التصاقه

في اتحاد الكتاب بالدكتور عبد الله على إبراهيم. كمال اليوم في مرحلة

عدم التوازن لكنه في إتجاه السقوط العروبي الكبير.

الحمد لله انو اخواننا النوبة بدأوا أولا بإعادة تسمية انفسهم واهاليهم

بالاسماء النوبية الأصلية يضربون بذلك بعنف على صخر التحجر العنصري

العروبي فينا ... والمعركة مستمرة وهنا بدأ الضرب على الفيل الكبير

أهل الشمال العروبي لا يعرفون حقيقة المعاناة الحاصلة على إخواننا

الذين لم ينشأوا في مناطق تسودها العربية .. الأنقسنا ... المحس

..الدناقلة....الفور ... الزغاوة .. البجا الخ كل هؤلاء كانوا "ممكونين

وصابرين" لأن السلطة السياسية كانت شمالية الهوى.

تخيل بأنك تتكلم العربية كممارسة يومية في حياتك مع والديك واهلك

واصدقائك تدخل في إمتحان مع شخص آخر لا يتكلم العربية إلا في المدرسة؟

والمصيبة أن جاءنا عهد إن لم تنجح في إمتحان اللغة العربية فسوف لا

تعطى شهادة مدرسية. بالله قولو لي اي عدالة هذه التي تفرق بين الناس

بهذا الشكل الظالم؟ والمصيبة أن نفس هذا الشخص حتى ولو نجح في

الإمتحان التحريري سوف يسقط في الإمتحان الشفوي في اي معاينة مهنية

مقبلة لأن لسانه ( أغلف) ...

بعض الشيوعيين العروبيين من أمثال عبد الله علي ابراهيم وعلى دربه يسير

اخونا كمال الجزولي في باطن اعماقهم لا يودون أن يفلت من بين ايديهم

هذا التمييز السهل فيبقوا هم واولادهم في حيص بيص .

أنتم بذلك تجرون البلد الى مزيد من التعنت القبلي والمناطقي وفي النهاية

وفي النهاية سوف لا تشفع لديك استاذ كمال خطة "الفرصة الأخيرة" التي

طرحتها لانقاذ السودان من الانفصال وخابت بانفصال الجنوب الى الأبد.

افهموا يا جماعة من قبل الحسرة الكبيرة.


#645842 [الدنقلاوي]
3.00/5 (2 صوت)

04-24-2013 02:40 AM
يا بريش حقو تروق شوية في موضوع الأفريقية ده وتسمع كلام الراحل المفكر جون قرنق الذي قال -بترجمة دارجة-
(العربية ما بتحلنا، الأفريقية ما بتحلنا، المسيحية ما بتحلنا، الإسلام ما بحلنا، ما بوحدنا غير السودانوية) صاح كمال الجزولي منحاز للغة التي تربي وعاش وتجدع بيها في امدرمان وفي كتاباته الكثيرة في الصحف السيارة لكن ده ما بعني نسيب العربية ونتبني لينا لغة تبقي زي ود.... منبتة لا ابو لا ام زي الفكرو يدخلوا السواحلية في الجنوب بدل لغة المستعمر...خلى التداخل والأنتقاء التلقائي الطبيعي يحدد الناس عايزة ياتو لغة


#645826 [الطاهر]
2.00/5 (3 صوت)

04-24-2013 02:02 AM
الأستاذ عبدالغني بريش فيوف .. يبدو أنك قرأت مقال الأستاذ الجزولى بتروى ولكنك خرجت بإستنتاجات متسرعة للحصول على الخلاصة التى تريدها لمقالك على الخلفية الساسية وحدها فى حين أن مقال الأستاذ كمال يعالج موضوع اللغة من زواية إرتباطها بالتطور الباطنى للمجتمع السودانى وشعوبة المختلفة من حيث الشمول والترابط فى سيرورة هذا التطور سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً.


#645818 [مواطن]
2.50/5 (2 صوت)

04-24-2013 01:13 AM
في الجزائر والمغرب وتونس تعتبر اللغة الفرنسية اللغة الثانية وليست الأولى يا
كاتب المقال !


ردود على مواطن
Russian Federation [agrain] 04-24-2013 09:42 AM
اللغة الرسمية .. ولغة العلم ..

اما اللغة العربية فقد تكون اللغة الشعبية او اللغة المتداولة ..


#645816 [مواطن]
3.00/5 (2 صوت)

04-24-2013 01:06 AM
رغم اختلافنا مع الكيزان في منهجهم العنصري الا أن الكاتب أثبت عنصريته
في هذا المقال !


ردود على مواطن
Russian Federation [Abuzaid Musa] 04-24-2013 09:17 AM
الراجل ده ( مختل ) مش مختلف مع الكيزان وبس ده
عنده إختلاف كبير جداً جداً مع ( عماره دنقس ) نفسه !!!


#645814 [الفهد الاسود]
0.00/5 (0 صوت)

04-24-2013 12:56 AM
Give em hill المستعربين البدو النخاسين ولأضاع حق ورائه مطالب


عبدالغني بريش فيوف
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة