المقالات
منوعات
لعنة شعبية ..!
لعنة شعبية ..!
04-26-2013 01:30 AM


«شخصية المرء هي قدره» .. هرقليطس!
معظم المفكرين ودعاة الإصلاح أرجعوا الكثير من المشكلات القومية في بلادهم ــــ والتي كان لها تأثير ظاهر على إنتاج شعوبهم ومكانتها العالمية وفرادتها الإقليمية ــــ إلى طبائع الفرد! ماكس فريش ــــ مثلاً ــــ تناول حسن النية اللامبالي كسبب يلقى الناس حتفهم من ورائه ويقتلون بعضهم بعضًا بسببه دون أن يلحظوا ذلك، ورمز له بالبنزين ..!
ديرنمات ــــ أيضاً ـــــ ذهب إلى أن مشكلة الشعب السويسري تكمن في حياده الأناني الذي أودى به إلى الجمود والعزلة ورمز له باللون الرمادي .. بينما لخَّص فانس باكار مشكلة الشعب الأمريكي في الاستهلاك.. فالسواد الأعظم من شعبه تحولوا إلى مستهلكين وبالتالي ضحايا لوسائل الإعلام.. حيث تقوم الشركات الكبرى باستخدام الإذاعة والتلفاز للترويج للسلع.. وقد رمز باكار لذلك النمط الإستهلاكي بالسيارة ..!
وعليه إذا ما حاولنا تجزئة مشكلات الشعوب ورسمها في صورة أيقونات بحسب فلسفات هؤلاء المفكرين، يمكننا أن نقول بالآتي: مشكلة اللامبالاة في العالم الأول رمزها جالون بنزين.. ومشكلة الاستهلاك السلبي في أمريكا رمزها سيارة.. ومشكلة الحياد الأناني في سويسرا رمزها بقعة لون رمادي.. بينما مشكلة البطء والتقاعس في السودان رمزها سرير ..!
ليس المقصود من ذلك تأكيد تهمة الكسل ـــــ أسوة باتهامات الخليجيين ـــــ بل التأكيد على داء التقاعس وانعدام حيوية الحضور، وشيوع ثقافة الخمول والاسترخاء كملامح تغلب على سمت الشخصية السودانية وإن كانت منهمكة في أكثر الأعمال تركيزاً ومشقة ..!
الاتكاء أو الرقاد على الكراسي، مَسلكٌ شائع يتَفنّن (الجليس) السوداني في إتيانه بمهارة لا تخلو من طرافة.. فساستنا وحدهم الذين يتململون ويتقلبون فوق الكراسي في المحافل والمؤتمرات الدولية، وهم أكثر الذين يتثاءبون أثناء خطب نظرائهم، تجدهم دائماً وأبداً في ظلال على الأرائك متكئين ..!
حتى في مجالس ضيافتنا نحن نفضل الاسترخاء على(السراير) على ثقافة الاستواء على الكراسي.. ذلك أننا شعب يعشق الاتكاء ــــــ وفي رواية الرقاد ــــــ وحتى اليوم هنالك مفهوم شائع مفاده أن أكثر الناس كرماً وبشاشة هو الذي يفرش صالون ضيافة منزله بالسراير الوثيرة.. وليس مقاعد الجلوس «على الطريقة العصرية» ..!
الاتكاء والاسترخاء ـــــ أوحتى الرقاد ـــــ كأوضاع مريحة وماتعة.. لا غبار عليها.. وهي مما كافأ به الله عباده المؤمنين في الجنة (في ظلال على الأرائك متكئون).. ولكن لو كان الاتكاء من الأوضاع المسلم بإتيانها ـ في جلسات العمل ـ من المؤتمرات إلى الاجتماعات.. إلى اللقاءات التلفزيونية لما ذُكر في القرآن.. ولما اعتُبِر من نعيم الجنة..!
من يظن بي المبالغة فليتأمل في جلسة السوداني ـــــ حاكمًا ومحكوماً ـــــ في مختلف المناسبات الشعبية والمحافل الدولية.. حينها سيخلص إلى أن ثقافة الاسترخاء والاتكاء هي أيقونة شعبنا السلوكية التي تنسحب على رؤيته القومية لمفهوم العمل والحركة والإنجاز، فيسلِّم - حينها - بوجوب إضافة أوضاع الجلوس وأدب المجالسة إلى مناهجنا الدراسية ..!.

الراي العام





تعليقات 3 | إهداء 1 | زيارات 1539

خدمات المحتوى


التعليقات
#648851 [الجزيرابي]
0.00/5 (0 صوت)

04-27-2013 04:16 PM
قبل سنوات قلت لأحد أصدقائي: أود أن أكتب "نظرية التقاعس" وهو ليس بالضرورة مرادفا للكسل دائما .. فقال لي صديقي: سبقوك عليها من زمان ياخي .. إنت ما سمعت ب IBM وهي إختصار لـ إن شاء الله، بكرة، معليش.

هنالك مشكلة حقيقية. هل هي في الشخصية السودانية أم في الدواوينية؟ فالعمل الذي يمكن إنجازه في ساعات يستغرق أياما أو أسابيع. في الحدود مع إثيوبيا ينتج المزارع الأثيوبي 11 جوال سمسم للفدان بينما ينتج رصيفه السوداني 3 جوالات فقط!!وهم يستخدمون نفس المدخلات ويزرعون في نفس الظروف .. هذا في منطقة "الفشقة" ليتهم يسمونها "الفستقة" .. نحن كسولون في إختيار الأسماء .. ماذا لو تم تغيير إسم مدينة النهود إلي النهوض. وبجانب آخر تجد سودانيون مجدين يعملون ليل نهار وذوي إنتاجية عالية .. غايتو شيئ يحير. كان يقول لنا البروف محمد هاشم عوض عليه رحمة الله: السودانيين ما كسلانين بدليل إنهم بنو الخليج لكن هنا الحافز غير موجود.


#648311 [المقهور]
0.00/5 (0 صوت)

04-27-2013 08:29 AM
هرقليطس - فرجليطس - مركليطس - زنقليطس - معتمدينش - كاملينش ....


#647937 [واحده عندها ارق 24 سنة]
0.00/5 (0 صوت)

04-26-2013 06:03 PM
خليهم ينومو سمح ...النوم النوم بكريك بالدوم ....خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ وشخرو كمان ...وانشاء الله يرسمو السرير ده فى علم السودان خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ


منى أبو زيد
منى أبو زيد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة