المقالات
السياسة
اتحاد الكتاب .... الهروب من اشكالات الهوية (2)
اتحاد الكتاب .... الهروب من اشكالات الهوية (2)
04-27-2013 09:10 PM

خبراء النزاعات على أختلافهم يميلون الى التعامل مع اى نزاع وصل الى مرحلة الاقتتال بتفكيك عناصر النزاع وتحديد حدته وتحليل مساراته عبر نظرية اصل و منشأ النزاع أو " الجذور التاريخية " ويتم التأسيس لفهم النزاعات المسلحة عبر أرجاعها للنزاع الطبيعى حول الموارد حيث يرتقى النزاع ان لم يفلح فى أقتسام الموارد الى نزاع حول السلطة ، وأن فشل المتنازعون فى أقتسام السلطة يتحولون الى التنازع حول الهوية ، و تتفبرك حولها النظريات ( من انها الغاية و الوسيلة ) فى المجتمعات الديمقرطية هناك أليات معروفة ومعتمدة لحل نزاعات الموارد والسلطة وهى السلطات القضائية ( كان لدينا الادارة الاهلية ) والعملية الانتخابية ، عليه فنادرا ماتصل تلك المجتمعات الى استخدام العنف المسلح لحسم تلك القضايا ، الملاحظات الاولية عن ندوة الهوية وبدءا وبرغم ملاحظاتنا على مدخلات الندوة وتوقيتها وأختصار الدعوة اليها على شخصيات بعينها نحترمها ولا نطعن فى سعيها جهدا لالتماس طريق للبحث عن هوية سودانية جامعة يتوافق عليها كل أهل السودان بمختلف أعراقهم واديناتهم وثقافتهم ، لأن وضع ثنائية العروبة والأسلام بعد قيام الأنقاذ وأصرارها على " المشروع الحضارى" كان قد أطاح بكل مارسخ من (هوية متصالحة ) عانت من الهشاشة و اتسمت بدياناميكية ارتبطت الى حد كبير بالصراع السياسى ولكنها كانت موجودة وهى الهوية المزدوجة "العربية – الافريقية" ، تعود السودانين مشاركة بلادهم وتواجد كبار المسئولين فى الدولة فى المؤتمرات العربية والأفريقية ولم يولد هذا أى تناقض ملحوظ بين السودانيين فى التواجد فى المؤسستين.ا ذلك ان محاولات التقاطع و التصادم مع ماهو موجود سيخلف حالة من التجافى ويبدد اى امل فى التعامل مع موضوع الهوية بأعتباره مسألة حداثية اكثر منها عرقية ذلك ان موضوع الاعتقاد فى الهوية بنبغى أن يقاس على علاقته بالمواطنةوالدولة ومدى رضا المواطن عن دولته وكيف يرى نفسه فيها أقتصاديا وأجتماعيا وثقافيا وتعليميا ومدى تمتعه بحقوقه الاساسية وعليه فلا يمكن التعويل على جهد لايرى رابطا بين الهوية "المتأرجحة و المتحركة" وبين ما يتلقاه المواطن من تعليم وتنمية وخدمات صحية ، وهل وصل الى مرحلة فيها يرى مصلحة فى الانصهار والتوحد مع مجموعات اخرى ، وهل أستطاعت النخبة التى حكمت بلادنا منذ الاستقلال ان تقدم شكل للدولة التى تسودها قيم العدل والمساواة واحترام حقوق الانسان ، كيف لاى عاقل ان يدعى أنتمائه لهوية وان كانت فى اطار الدولة الموحدة و هو لم يجد فى هذه الدولة الا الحروب والدمار والفساد والاستهتار بالقانون ، ومن لعاقل أن يؤمن بدولة حددت وصنفت مواطنيها وميزت بينهم ومكنت وقننت لعدم المساواة ، نعم كل هذا حدث و يحدث ، و لكنه لا يمكن ان يبررالتعاطى مع موضوع الهوية انطلاقآ من الموقف من الحكومة ( الدولة) ، هذه الحكومة استطاعت ان تقسم الحزب الواحد الى حزبين او يزيد، و القبيلة الى قبيلتين ، و اكتوى بنار ظلمها و جبروتها من ادعت انها جاءت بهم و من اجلهم ، فلم يسلم منها بنى جلدتها من ( المتثاقفين بما اسمته الثقافة العربية و الاسلامية ) او حسبما يدعون ، من بديهيات القول ان ندعى على غيرنا و على انفسنا ، ان سيادة حكم القانون فى الدولة الديمقراطية و تعميم التنمية المتوازنة و اصلاح العملية التعليمية يمكن ان يشكل رافعة مطلوبة لتعزيز حاكمية القانون و يزيد من فرص استدامة الديمقراطية وبذلك يرتبط موضوع الهوية بتأسيس مشروع الدولة السودانية ، وهو امر يبدو بعيد المنال و رهين بأن تغادر القوى الساسية و منظمات المجتمع المدنى حالة الضعف و الارهاق التى تعتريها و ان تكون فى حالة ذهنية تسمح لها بالاسهام الايجابى لبلورة راى ناضج فى امر نعتبر ان البحث فيه واجب على الجميع دون تهويل او تبسيط مخل ، الى ذلك ظهرت فى السنوات القليلة الماضية مصطلحات فرضت نفسها بقوة القضايا السياسية و المطلبية التى طالبت بها مثل (المركز و الهامش و السودان الجديد ) ، ورغم الاصوات ( النادرة ) التى ترتفع و تخفت احيانآ الا ان التصور العام لهذه الحركات ( دارفور – ج كردفان و جنوب النيل الازرق ) لم يطرح موضوع الهوية بشكل صريح باعتباره احد المشكلات ، كما ان الهامش بالاضافة الى غرب البلاد يتوفر بصورة اكبر فى الشرق و الشمال وحتى جنوب الوسط ( الجنوب الجديد ) ، و نحن لم ننجز بعد لا شكل ولا مضمون الدولة السودانية ، ان المفكرين و منهم الكتاب و المثقفين و خبراء الاسترتيجية فى الدول الحديثة لا ينظرون الى ما تحت اقدامهم و لا ينفعلون بالطارئ ، انهم هناك يخططون الى ما بعد الخمسين و المائة سنة ، كما ان التجارب الهندية و الجنوب افريقية و اللبنانية ، و فى دول عريقة كالمملكة المتحدة او اسبانيا او فرنسا و كندا لم تشترط وحدة الهوية كشرط لازم لوحدة الدولة ، ولم تسعف الجنوب اليمنى و لا الحكمة اليمانية من المطالبة بعودة دولة اليمن الجنوبية رغم التطابق و التشابه بين اليمنيين و فى كل شيئ ، و لااوجدت تلك الحالة من التشابه و التطابق دولة فى الصومال ، كما ان ما حدث فى منطقة البلقان وانقسام يوغسلافيا السابقة الى عدة دويلات كانت ( البلقنة الثانية ) ، وهو مثال سافر للتدخل الخارجى و عبثه بمقدرات الدول ،،
و نواصل


ساخن .... بارد
محمد وداعة
[email protected]
نشر بالصحاقة 27 ابريل 2013





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 949

خدمات المحتوى


محمد وداعة
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة