تعظيم سلام...!ا
05-19-2010 05:53 PM

تعظيم سلام...!!

د.مرتضى الغالي

...التحية الغامرة العامرة لشبكة الصحفيين السودانيين التي قامت (من يومها) على نهج سديد، ووعي حصيف، وروح مثابرة، وعزيمة صامدة لشباب الصحفيين رجالاً ونساء، وهم يجتهدون من أجل الحفاظ على حق الناس في أن يعلموا ما يدور في وطنهم.. وقد زان هؤلاء الشباب - بحق وحقيق- هذه المهنة العسيرة، التي لا مناص لأهلها الحقيقيين من مغالبة الرهق والتعب والنصب.. ولكن ويا لعدالة الموازين.. فإنها تمنحهم - في ذات الوقت- رضاء النفس وراحة الضمير..وأعظم بهاتين من مكافأة..!!


هؤلاء الشباب يشكّلون اليوم (صامولة المهنة) و(ترسها المركزي) و(قوة دفعها الرباعي).. وقد كان ميلاد شبكتهم زاخراً بكل معاني المسؤولية والمعرفة والوطنية والشجاعة، وقد حملهم يومها من أمام البرلمان في وقفتهم من أجل حرية الصحافة (دفار الحكومة) الخشن الشاحب الكئيب، عندما خرجوا للتصدي من أجل حرية التعبير، رافضين القوانين (سيئة المظهر والمخبر) فتحاوشتهم العصي العمياء، ووراكمتهم وهم أكثر من ستين صحفياً وصحفية في (عربة واحدة) كريهة المنظر، مغلقة المنافذ، مسيّجة الحديد، عطنة الرائحة، وهم ينشدون للحرية في وقفة باسلة، جعلت (سبعطاشر نوفمبر) يوماً لحرية الصحافة السودانية، لتمحو عن هذا اليوم ذكرى انقلابات العسكر، ولتعيد رسمه رطباً حلواً على القلوب والنفوس والافئدة والشفاة، موسوماً بعطر جديد في تقويم الزمن السوداني..!!

.. ومن يومها عرفنا أن هذه الشبكة ولدت لتبقى، منبراً ومنارة لحرية الصحافة، و تأكيداً لحق الجماهير في المعرفة والحقيقة، ومن يومها تعاهدوا على رفض القوانين الجائرة، ورفض محاولات تكميم الأفواه، والتصدي للطغيان ولأعداء النور والتنوير.. وقد رأينا يومها من وعيّهم ومن شكيمتهم ما رأينا.. مع انهم يعملون في بيئة غير مواتية، (بجيوب خاوية) حتى من ثمن وجبة اليوم ..دعك من ضمانات الوظيفة، وحق العلاج والدواء، والشروط الوظيفية المجزية، يلهثون هنا وهناك بعزم ومضاء، من أجل ملاحقة مهام مهنتهم العصيبة، بين قوانين جائرة متعسفة، وملاحقات متصلة، ولوائح مكبّلة، وأبواب معلومات موصدة، ومناخ حكومي معادٍ مكفهر..!!

انهم في وقفتهم اليوم ضد اعتقالات الصحفيين خارج النطاق القانوني، وضد تجريمهم وإقتيادهم مثل السوائم إلي أمكنة مجهولة... وضد مصادرات الصحف خارج الاطار الدستوري، مهما كان لون الصحيفة السياسي.. لأن الحرية لا تتجزأ ولا تقبل القسمة.. وشعارهم (الحرية لنا ولسوانا).. وهذا هو ما يؤكد تلاحم الصحفيين السودانيين، حتى مع الخزلان المستمر للإتحادات التي تتحدث بإسمهم، وتضع نفسها في الخندق المعادي لحرية الصحافة وحرية العبير.. وكل ذلك لا يفتّ في عضدهم، ولا يثلم أقلامهم، ولا ينتقص من حماستهم، ولا يبطئ من مواكبهم المتشحة بأعلام الحرية والاستنارة ... فليمضوا في هذا الطريق، وقد سبق ان تواثقوا على الدعوة إلي وحدة السودان من طريقها الصحيح، القائم على المساواة والمواطنة وحق تقرير المصير، ودعم اتفاقية السلام الشامل.. فليجدّدوا هذا العهد، فهم من بين مكونات ضمير هذه الأمة، ووقفتهم هذه هي لا شك رافدٌ زاخر (مثل العطبراوي والسوباط ) لمجرى التحوّل الديمقراطي، وتيار العدالة الاجتماعية، ومن أجل إعادة السلام والحرية لمجمل أصقاع الوطن، ومن أجل دارفور، ومن اجل إزاحة (القهر والفقر) من وجه هذا الوطن الجميل...!!


أجراس الحرية





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1858

خدمات المحتوى


د.مرتضى الغالي
د.مرتضى الغالي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة