تربت يداك أيها الكاتب المبدع ، أعذرنى يا صديقى فلست أنا بكاتب مثلك حتى أوفى عبد الهادى حقه ، لقد " بردت بطنى " كما يقول أهلنا فى السودان تعبيرا عن شدة المسرة والإنبساط .مكتوبك الرصين هذا " هبش " قاع الذاكرة حيث تختبىء ذكريات وذكريات عن ذلك الإنسان الراقى والشفيف عبد الهادى الصديق .سبقنى الى باريس ،ليحصل على دبلوم اللغة الفرنسية للدبلوماسيين ، جئت أنا فى منحة مبعوثاً ضمن حزمة بروتوكول الإصلاح الإداري مع الحكومة الفرنسية . من حسن حظنا كان الفارس صلاح أحمد إبراهيم والأديب الكبير الطيب صالح والشاعر الدبلوماسى عمر عبد الماجد والأديب عبد الواحد عبد الله وكان الراحل يوسف مختار سفيرنا فى باريس . تأمل أن تمضى سنوات البعثة الستة فى رحاب هؤلاء العمالقة ، تتوطد علاقتك بهم وتتجذر صداقتك معهم . ذات نهاروأنا خارج من محطة قطار الأنفاق فى الحى اللاتينى فى طريقى الى الجامعة، كان اليوم سبتا ، فاذا بعبد الهادي ينادينى بصوته ذاك الذت تعرفه، دنوت فاذابصلاح بجواره .جلسنا نحتسى القهوة وما تيسر.. حتى حل فينا المساء .قلت لعبد الهادي هذا يوم لا ينسى ، ما اكثر لحظاتنا وأمسياتنا التى لا تنسى فى حضرتهم .ثم إنقطع بيننا الإتصال سنوات عديدات .فجاة كنت أجلس فى مغلسة للسيارات فى السجانة يملكها سقيقى ، فاذا بعبد الهادى فى جلباب أبيض وطاقية ، ليس ذلك عبد الهادي المهندم الأنيق الوسيم ! أخذنى فى حضنه فى حرارة وفرح قائلا طبعا ما عرفتنى ! .قلت له مازحا: أين تلك الأناقة والوسامة يارجل ! قال لى " هل بقيت تاجر أم ماذا لماذاإذن انت هنا ! قدمته لأخى وطلبو له غسيلا خاصا لسيارته وأيضا خدمات الزيوت ... الخ .إنتحينا جانبا وحدثنى كيف أحيل الى الصالح العام عندما كان سفيرا فى الكمرون . فقد كان ذلك بائنا ، حيث لم يعد جسمه وافرا كما ذكرت ياكمال ولم يأبه بأناقة أو هندام ! رحمه الله بقدر نقوشه على قبر الخليل وحفرياته فى أصول الشعر السودانى .
ردود على جعفر عبد المطلب
[ادريس] 06-09-2013 11:23 PM
الله يرحمه ويحسن اليه.. أما قولك (ما تيسر) فذكرني بمحاكمة المرحوم عبدالخالق محجوب حين سأله القاضي: هل تشرب الويسكي؟ فقال: ما تيسر..
يعصرني ألم حزنك تنعيك نفسك
ردود على أبوهاشم
[أبوهاشم] 06-08-2013 08:13 PM
يعصرني ألم حزنك لنعيك نفسك