الاغتراب....المؤبـــــد....!!!
06-09-2013 02:16 AM


سنوات تتخطى الاحساس، وتمضى مغتصبة منه عمر مضى ،غير قابل للاسترداد...ومثلما تسرق الكوابيس الاحلام الجميلة ،تتسلل حلاوة الايام ونغماتها ....عبر نوافذ الهجرة..حين تستقل قطارات الغربة ، وهى تعزف على وتر الاحزان (برتمها) وايقـــــاع رتابتها الصاخب الصامت....
لايهم كيف تشتريك الغربة او تستلبك... ولكن المهم جدا، كم تدفع لها المقابل الباهـــظ من انسانيتك وكيانك....
قطار التغرب لا تجد فيه زاد الا ما اختزنته من عواطف مدفوعة مسبقا، عبرت الحـــــدود معك...وفى نفسك حقيبة مليئة بالذكريات التى تجتر بعضها، كانها حبوب مسكنة، تتنـــاول منها عند اللزوم لتخفف بها ...الام... الغربة....
هجرة تستصحبك ،فيها الامال الممزوجة بالامانى.. فى عودة ..مرتقبة... الى وطن يلتحف سماء الغــــلاء ويفترش الواقع... المحزن....
وبين الخوفين تتارجح الاشواق ..خوف من الوطن الهزيل المنزوع (الدسم)...وخوف علي الوطن الجريح واحزان ( لا تنحسم) هكذا يستدرج ...الاغتراب فريسته ...ويمدد امامــــها سنوات الابتعاد المبرر... ليسرق بالمقابل... سنوات هائلة..من ...رصيد الاحلام...
كثيرا ما كان يقرر ان يعود ادراجه الى الوطن ،وان هذه السنة ستكون السنة الاخيرة، فــى حساباته على ارض المهجر.... ثم ما يلبث ان تتجدد العلاقة بينه وبين الغربة عندما يتذكر حجم الالم المختبىء هناك داخل اسوار الوطن ...
تتعثر خطوات رحيله الى الديار...كلما احس بالمجهول المنتظر.... والحالة.. المعلنة عن حجم الانفلات الاقتصادى.... والامنى ....الخ...
فتمنحه التقلبات كل يوم مبرر جديد، ليدفن راسه فى رمال الغربة مكرها ... ويبقى مقيد الخطوات مصلوب على جمر الانتظار، والوطن لا يصبح عليه صباح الا والاوضاع تتردى . ترك الايام تجره الى اقصى قـــاع الاغتراب ...
تصاغرت الاشــــواق ثم تلاشت صورة الوطن .. فى خيالاته المترعة... فما عاد يشعر بذلك الحب الملتهب... الذى كان يملاء شرايينه ... وكانت قناعته ....من قبل انه يعشق الوطن حد الثمالة... ولكنه يجزم .. انه حب من طرف واحد....ترك الاشواق تترسب فى قاع وجدانه حتى لا تناوشه.....
انه لا يصدق ان عمر اغترابه الان يقارب اربعـة وعشرون عاما...كيف استغفلته الايـام
هكذا ... بل كيف استباحت الايام احاسيسه ثم انسلخ عمر طويل بكل زخمه عمر مخصوم من دفتر احلامه .. او مضاف الى رصيد احزانه.......
حاول ان ...يحسب حجم الارباح ...التى جناها فى الغربة... بعد ان جمــــع كل اشجـــانه المتكدسة... وقسمها على كل... سنوات الاغتراب...ثم ..خصمها من اجمالى الفوائد الغير مقروءة... فتاكد تماما ... ان خسارته اليوم تفوق ... حجم الارباح بفارق.... 24 سنة.....
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1868

خدمات المحتوى


التعليقات
#692891 [ناجي علي]
1.00/5 (1 صوت)

06-10-2013 11:25 AM
هون عليك و ارجع لي بلدك سيبونا من اوجاعكم المكتوبة و كلماتكم المسروقة من زمن المنافي ده!!!ارجع الله ما شق حنكا ضيعو!!!!! بس الصبر!!!!


#692232 [بحري نفر]
5.00/5 (1 صوت)

06-09-2013 06:54 PM
كلما الواحد عاوز يرجع نهائي اهله يقولوا ما ترجع...البلد زي الزفت!!!!نغمل شنو ؟؟؟


#691990 [diaa]
5.00/5 (1 صوت)

06-09-2013 01:43 PM
حروف كتبت بماء الذهب أخي منتصر...حسبنا ألله في السودان


#691422 [التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائه]
5.00/5 (3 صوت)

06-09-2013 04:09 AM
تعرف يانابلسى كلامك عين الحقيقه .. كل مره ننوى بمغادرة ارض الغربه وكل مرة نتراجع
والسبب حال البلد المايل فى كل شئ . والسنين راحت واحسرتنا والحال ياهو داك الحال
وبعد القرارات الاخيره بالمملكه وتسوية الصفوف . قررنا وعن قناعه بان الوطن هو الملاذ
الاخير رغم الهواجس ورغم الظلم ورغم اللامبالاه من قادته فى حروبهم التى لا تنتهى حرب إلا
وتظهر اخرى اشد فتكا وشراسه ووقودها شباب فى العشرينات لا حول لهم ولا قوة . رغم ذلك
قررنا مغادرة ارض المهجر وكالمستجير بالنار . واذا بنا نتفاجأ بالرئيس المنفعل المتسرع
وسط حشد من الغلابة يعلنها حربا على الجنوب ويأمر بإغلاق آبار البترول فى لحظه من لحظات
هيجانه المباشره على الهواء .. وحتى كتابة هذا التعليق انا شخصيا فى حالة صدمه وعدم
توازن مابين تعديل الوضع المكلف فى الغربه او العوده للوطن المذبوح من بشير السجم
ورهطه الفاسد المراهق .. الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله ..


ردود على التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائه
United States [تمساح الدميرة] 06-09-2013 11:33 AM
والله صدقت يا تائه فى كل كلمة سطرتها والله المستعان,,,,


منتصر نابلسى
منتصر نابلسى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة