قرات تعليقات القراء الكرام الممتعة وكلها تقريباً تتفق فى شجب هذا القرار المجنون. لكن في تقديري انها كلها أيضا لم تعرف السبب الحقيقي وراء هذا القرار الغريب. السبب يا سادة ان المصريين يقفون وراء هذا القرار المفاجئ. المسؤؤل الاول للاستخبارات المصرية كان في الخرطوم أمس واظنه لا زال مرابط هناك ينسنس للبسير والكيزان يجرجرهم للدخول في حرب مع الجنوب ومع اثيوبيا للمحافظة على مصالح مصر في مياه النيل و لاجبار الجنوب عدم التوقيع على معاهدة عنتيبي لدول المنبع , واجبار اثيوبيا ايقاف بناء سد النهضة. تريد مصر ان يدخل السودان في حرب مع الجارتين بالوكالة عن مصر لتحقيق مصالحها على حساب السودان , مقابل أن تقف مصر مع البشير ضد المحكمة الجنائية وتدعمه ضد الجبهة الثورية. هذه هي استراتيجية مصر القديمة: دعم النظم العسكرية الاستبدادية التي تقوم بدور مخزي في اهدار حقوف الشعب السوداني تحقيقاً للمصالح المصرية. ما لم يدركه المصريون ان هذه الاستراتيجية الاستعمارية والوصاية المصرية على السودان صارت امرا مكشوفا للسودانيين , واعتقد جازما ان السودانيين سوف يقفون مع الجبهة الثورية ومع الجنوب ويدعون اموقف ثيوبيا ببساطة لأن هذا هو الموقف الصحيح الذي يقفه اي عاقل ليحقق لهم مصالحهم. وقوف مصر مع هذا النظام الدكتاتوري مرة اخرى سوف يؤكد استراتيجية مصر العدائية لمصالح الشعب السوداني وسوف تكون ذات ابعاد كارثية على مصر , حين يقف الشعب السوداني مع الجبهة الثورية والجنوب واثيوبيا لتحقيق مصالحهم التي تعاديها مصر , وبذلك ينكشف ظهر مصر لاسرائيل ااتي تنتظر هذه الفرصة لتعمل الباقي. مشكة مصر انها دائما تقف مع الحكومات العسكرية الدكتاتورية ضد مصلحة الشعب السوداني , تراهن مصر على الحكومات غير الوطنيةولا تبني علاقات مصالح مشتركة مع الشعوب وسوف تبحث الشعوب في حوض النيل اين تتحقق مصالحها بعيدا عن مصر التي تسعى دائما لتحقيق مصالحها على حساب الآخرين.