المقالات
السياسة
قدور وأكياس ملح !!
قدور وأكياس ملح !!
06-23-2013 07:58 AM


في دولة فاضلة بشعبها الفضل قال القوم الذين انفردوا بالمال والحكم وهم ينتوون تلميع صاحبهم .. أن صاحبنا لم يكن ينتوي الحكم ولكننا لما رأينا حاجة البلاد والعباد لهذا الرجل الصالح أردنا أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة من السماء مصداقاً لما ذهبنا اليه .. رجل له كل المؤهلات التي تجعله حاكماً علينا وعليكم .. له أثنان من الأزواج ومنزلاً مباركاً في منطقة طيبة ليست كافور تبع كافور الأخشيدي وليست كافور منازل الظالمين بل كافور قطعة من الجنة أنزلت بأرض الجهاد الأولى إكراماً لصبر هذا الشعب ..
خرج من بين مجلس شورى الجماعة من الإصلاحيين شاباً تبدو عليه سيماء الصلاح ممن يُعتقد أنهم من الإصلاحيون الجدد السائحون الذين يجدون إحتراماً من بقية أعضاء المجلس ..طلب الفرصة ليحكي قصة .. أراد من خلالها ايصال رسالة ما .. بدأ الشاب يرثي حال الفرقة والإنقسام في صفوف الجماعة وأنهم أي السائحون لو خيروا بين ( حمارين ) قالها وأردف ( مع حفظ المقامات ) لأختاروا ( الثاني ) .. قال شيخ ( الحريم ) وقد جحظت عيناه مخافة أن يسحب الشاب الأضواء التي حُظي بها كثيراً في الأيام الفائتة .. أيها الشاب أي حمير تريد ؟؟ ومن هو الحمار ؟؟ أكيد أنك حمار ووو .... تصدى له أحدهم .. أن يا شيخ الحيض والختان .. أترك الرجل يحكي لنا قصة الحمارين .. تقدم الشاب خطوة للأمام وبدأ .. سمعت يا قوم أن عائلة كانت تسكن في منطقة نائية وبينها والمرعى وطلب لقمة العيش الكريم أميال يقطعونها كل يوم جيئة وذهاب طلباً للمرعى ووصولاً لمكان زراعتهم .. وأن لهذه العائلة حمارين .. نعم حمارين .. حمار جربوه كثيراً ليساعدهم في قطع مسافة الطريق وحفظ تعرجاته بين الجبال والوديان ولم ينفع ذلك معه حتى أنهم قرروا تركه بالمنزل .. وجربوا الآخر فوجدوه شجاعاً مغامراً يقطع المسافات والمفازات ويحفظ الطريق صعوداً ونزولاً ويستمتع برضا أصحابه عنه ... ولكنه في المقابل لم يكن يحظى إلا بالقليل من الأكل والراحة .. أما الآخر فكان يستمتع بالقصب والخضرة وأعواد الذرة والماء وجل وقته في الظل .. سأل أحدهم لماذا لا تستخدمون الحمار الآخر المربوط بالمنزل ؟ أجابوا سريعاً لأنه غبي يرفض أن يتعلم مسالك الجبال والأودية فمن هو الذكي الذي أجدر بنا أن نُنصبه الرياسة .. فالفترة القادمة لا ينفع للتقدم لها إلا الأذكياء .. إعترض أحدهم أن الآخر لم يبذل مجهوداً ولم يجرب الرقص والهتافات بل إكتفى بالظل طوال السنين السابقة ولو زكينا الثاني لإعتقد الشعب أننا نتذاكى عليه ونستغل سذاجته التي تعرفون قدرها جميعكم .. أما الأول فيستحق منا التكريم والتقدير وجزاءه أن نمنحه فرصة أخرى يكمل فيها مشواره غما وال لديه من الطاقة واللياقة البدنية الكثير الذي يجعله أهلاً لحمل الأثقال ومواصلة المشوار على دروب ملتوية متعرجة حفرها بنفسه ولا يستطيع كائناً من كان أن يسلكها ويسلم من أهوالها ..
صعد من بين القوم من استحلى قصص الحمير وما حفظه من من كتبها من حكايات فقال .. سلام على الطيبين .. والله لكأني أرى في القوم أهل بدر وموقعتها وأهل أحد وما ابتلاهم الله به وما خصهم به من الشهادة .. يا قوم لسنا أغبياء ولسنا نتذاكى على هذا الشعب الفضل .. يا قوم .. قصتنا اشبه بقصة الحمارين .. الأول الذي كلن يحمل أثقالاً من أكياس الملح وتعرفون الملح وثقل وزنه وآخر كان يحمل قدوراً خالية تُسمع لها قرقعة وشنة .. الأول أراد أن يرتاح قليلاً ويتخفف من الحر وقد بلغ به من التعب الكثير فوجد أمامه بحيرة ماء فنزل فيها فما هي إلا دقائق إلا وخرج متخففاً من تلك الأثقال فقد ذاب الملح في ماء البحيرة فلما رأى الحمار الآخر صاحب القدور ما حلّ بصاحبه من تخفف إلا ونزل هو الآخر للماء ولكنه للأسف خرج منها والقدور وقد إمتلأت ماءً فتحمل باقي المشوار وهو يحمل من القدور الممتلئة ما يكفيه من تعب .. ألا وكفى صاحبنا من الأثقال رأفة بالشعب الفضل .. ما رأيكم يا قوم أثابنا الله وإياكم سكت القوم وما زال التداول قائماً .. وأمرهم شورى بينهم ..


[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1316

خدمات المحتوى


التعليقات
#704323 [الكاهلي]
3.00/5 (2 صوت)

06-23-2013 11:19 AM
يا ودالخوجلي ازيك يا ودعمي وكيف حالك

يا اخي انت قاصد الحمار الاسود ولا الحمار

الاخضر لان المجلس كله حمير وكلها مكادية

واحسن الحمير حمير شندي لانها اغلاها سعرا

في السوق لانها عندها قوة للتحمل والصبر

لكن النوعية دي غير موجودة بين حميرك يا موسى

وعلى اي قدر جئتنا ياموسى ودالخوجلي


موسى محمد الخوجلي
موسى محمد الخوجلي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة