المقالات
السياسة
وحكمت محكمة قراقوش فشوشيا على قوش..!!
وحكمت محكمة قراقوش فشوشيا على قوش..!!
07-11-2013 09:45 AM


يا سبحان الله. إنها العدالة الضيزى إذن. إنها عدالة الإنقاذ.
في رمضان أيضا، يذبح ثمانية وعشرون ضابطا مباشرة عند محاولتهم الإنقلاب على إنقلاب الإنقاذ (لتصحيح أوضاع البلاد). وفي مدة وجيزة أريق دمهم، ورملت نساءهم ويتم أبناءهم ولم يعطوا أي فرصة لمحاكمة عادلة، ليعدموا بغشم وصلافة وهم لم يريقوا أي دم. فلم تراعى حرمة الشهر الكريم ولا قدوم عيد الفطر المبارك. بينما يفرج عن قوش بعدما قضى فترة علاج ونقاهة وترطيب في معتقله، ويخرج ممتنا للبشير ومسبحا بحمد السلطان كما كان. والطاغية النمرود كان يقول أنا أحي وأميت.

قد صُدعنا لأيام وليالي بهذه المسرحية السخيفة وضاعت أوقات الناس الثمينة في القراءة والتحليل لهذه التمثيلية البايخة. ولكني لم أكن أستغرب أن ما حدث سيحدث تماما. فهذه دولة الظلم والإستبداد والقهر فكيف يستوي عندها المواطنون. وإذا تخيلنا أن لدى دولة الظلم حاكم مستبد عادل وغير فاسد ويحكم بالمنطق والمساواة نكون نحن فعلا سذج بل شذاذا خيال. لذا نصحت بعدم الإلتفات لهذا الأمر وعدم تضييع الزمن فيه. وهذا ما سطرته منذ فترة في مقال يحمل نفس العنوان أعلاه في [حريات/ الراكوبة: 12-12-2012]، فدعنا نتذكره.

ربما لا يعلم بعض الناس أن شخصية (قراقوش التى ذكرت في التاريخ كانت شخصية حقيقية وترمز لفظاظة وفجاجة ولا معقولية الاستبداد، وأضحت مضرب الأمثال على التعسف والظلم وغباوة الديكتاتورية. وأن قراقوش هذا كان أقرب وزراء السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى إليه وأكثرهم تمتعا بثقته. صلاح الدين ترك له تماما حكم مصر لأنه كان مشغولا بقيادة الجيوش التى تقاتل على جبهات الحرب فى الشام وفلسطين. قراقوش إستخدم سلطاته بسوء، فأستحق هذا الانتقام القاسى العابر للعصور والأزمان عندما لاحقوا سيرته الديكتاتورية بالسخرية والكوميديا السوداء، واتخذوا من وقائعها وحكاياتها (الحقيقية والمختلَقة) قرينة ومثالا على الشذوذ وضيق الأفق. ولم يتركوا قصته تشبع موتا مع صاحبها، بل أبقوها حية حاضرة تنهش فى روحه مئات السنين، وتجعله عبرة وعظة لمن يريد أن يتعظ ويعتبر من الحكام الفسدة المستبدين، الذين يتملكهم الوهم فيظنون أنهم خالدون وسيبقون بمنأى عن الحساب والعقاب والإنتقام.

وعلى رغم جبروت قراقوش وعتوِّه فإن انتقام الناس منه بالتندر والضحك من ظلمه وفحشه لم يتأخر ولم ينتظر رحيله وموته، بل بدأ وهو ما زال جالسا يعربد على سدة الحكم. لقد بدأ مباشرة في عهده الأسود لتخليد ذكراه السيئة
وتوثيقها وتحويلها إلى علكة يلوكها الناس أو مضغة تتوارثها ألسنة الأجيال. فقد أقدم موظف كبير فى الدولة الأموية إسمه شرف الدين أبو المكارم بن مماتى على تأليف كتيّب فضح فيه ووثّق ممارسات قراقوش الشاذة وعنونه باسم (الفاشوش فى حكم قراقوش)، موصيا السلطان صلاح الدين في صدره بتخليص الناس من شرور تابعه قراقوش. وتحت العنوان الذى تعمد أن يُصَدّره بلفظة (الفاشوش) التى تعنى (الصفر)، كناية عن الخسارة والإفلاس والخراب، ثم تحت هذا العنوان راح يعدد مظاهر ووقائع حكمه اللا أخلاقي وغير المنطقي والمفاسد التي ارتكبها، ومنها مثلا أتاه رجل مدين لرجل آخر يشكو من أنه كلما ذهب إلى هذا الأخير ليسدد دينه لم يجده، لكنه فى الأوقات التى يكون فيها خالى الوفاض يأتيه الدائن مطالبا إياه بالدفع، فما كان من قراقوش إلا أن حكم بإيداع صاحب الدَّين فى السجن حتى يعرف المدين مكان وجوده!!.
وفي أخرى، شكا رجل إلى قراقوش أن بعض اللصوص قد سرقوا داره ، فسأله : هل هناك باب خاص يقفل الحارة التي تقطنها؟ فأجاب الرجل : بنعم. فأمر قراقوش أن يخلعوا هذا الباب و يأتوا به اليه، و لما احضروا الباب، أمر أيضاً أن يسوقوا إليه جميع سكان الحارة، و في حضرة هؤلاء اقترب قراقوش من الباب و كلمه همساً ثم التفت إلى الجميع و قال: لقد سألت هذا الباب فأجابني أن للسارق ريشة فوق رأسه. و كان أن رفع أحدهم يده فوق رأسه ليتلمس موضع الريشة، و قبض عليه قراقوش وأمر بضربه حتى اعترف بالسرقة .
وفى آية أفظع من الشذوذ والجلافة يُحكى أن قراقوش حكم ذات مرة فى قضية جندى تسبب فى إجهاض امرأة حامل، بأن يأخذ الجندى المرأة ويتولاها بالرعاية والعناية ولا يعيدها إلى زوجها مرة أخرى إلا وهى حامل فى سبعة أشهر، كما كانت حالتها عندما أجهضها!!.

وهذا المثل ربما أقرب لحالة قوش. ففي مرة جاءته الشرطة ذات يوم بواحد من غلمانه قتل مواطنا بغير حق فنطق قراقوش للتوّ بحكمه دون تحقيق ولا تمحيص ولا سؤال وقال: اشنقوه.. لكن عندما أخبره أحدهم بأن الجانى هو نفسه الحداد الذى يصنع النعال لفرسه تراجع، وأخذ ينظر ذات اليمين وذات اليسار، فلما رأى عابر سبيل يعمل قفاصا يمر مصادفة بباب قصره، هتف: إذن اشنقوا هذا القفاص واتركوا حدادى!!

وعلى كل وإن كان بعض المؤرخين يظن ان قراقوش لم يكن كذلك وإنما هو نوع من التجني عليه، فإنها تبدو قصص حقيقية للغباوة الديكتاتورية. نشهدها في الحكم الإستبدادي الذي يولد قراقيش وليس قراقوشا واحدا وإن كانوا يحملون أسامي دلع بنصف قوش. فلا تتحدثوا بعد اليوم عن محاكماتهم. دعوا قراقوش يحاكم قوش فإنهم جميعا فخار يكسر بعضه. أو قراقيش تكسر وتطحن وتقرقش بعضها فوق بعض. والذي يدخل بينهم لا يضيع إلا زمنه، فسيتورم غيظا أو ستتقرقش عظامه يوما.
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1714

خدمات المحتوى


التعليقات
#719461 [ود الاسكافي]
0.00/5 (0 صوت)

07-11-2013 02:33 PM
يا اخي جزاك الله خيرا وتقبل الله صيامك وقيامك وحسن اعمالك وكفاك وايانا وسائر الصائمين شر القراقوش والقوش الاتملو ورم وقروش وعايزين يبقي رؤساء وتكون لهم عروش والنافعاب والحميدات اللميدات القطيمات والساطوراب العويراب واشباههم وازلامهم وندعو الله ان يرينا يوما اسودا فيهم وان ياخذهم اخذ عزيزا مقتدر...


#719295 [تجاني مصطفي]
0.00/5 (0 صوت)

07-11-2013 11:42 AM
الا لعنة الله تغشاهم جميعا قوش وغيره .. مرض مرض ديل فقعوا مرارتنا


سيف الحق حسن
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة