المقالات
السياسة
هل يتخلي الإخوان عن تطرفهم
هل يتخلي الإخوان عن تطرفهم
08-12-2013 06:27 AM


يتمنى متطرفو قيادات الإخوان المسلمين في مصر ما يهددهم به الجيش، أن تفض اعتصاماتهم بالقوة، حتى تصبح شأنا دوليا، يستطيعون تحويلها إلى جنائز «لطم»، ومَظْلَمة طويلة الزمن. وإقحامهم الأطفال والنساء، حتى أصبحوا نحو نصف عدد المعتصمين، ليس درعا لحماية الرجال المحتجين فقط، بل لأنهم الصورة الإعلامية الأفضل، الضحايا الأبرياء، الأكثر استحقاقا للغضب والتعاطف في الإعلام والعالم.

وأكثر ما يخشاه متطرفو الإخوان أن ينساهم الناس معتصمين في شارع رابعة العدوية وميدان النهضة، لهذا ينظمون المسيرات، ويقطعون الطرق، ويهددون الإعلام.

لقد خدمتهم السلطات المصرية في جانبين؛ التهديد بفض الاعتصام بالقوة، حتى تجمع في الميدانين أكبر معسكر للإعلام العالمي، في انتظار ساعة الصفر ونقل الاقتتال حيا على الهواء للخارج. والشق الثاني، أبقت الحكومة الإخوان قضية حية بالحديث عنهم، واعتصاماتهم، ونسيت مشروعها للمستقبل، الدستور والانتخابات والحديث عن بقية التسعين مليون مصري.

صقور الإخوان هم من يسيطر على ساحات الاعتصام، ويقود الاحتجاج، يتغذون على ردود فعل الطرف الآخر، بالجدل والتهديدات المتبادلة. ولو أن جبهة الإنقاذ والشباب وتحالف 30 يونيو (حزيران) العريض، وهو يمثل نحو ثمانين في المائة من القوى السياسية في مصر، باشر نشاطه السياسي بالإعداد للمشروع الديمقراطي الموعود والانتخابات، لانقلبت المعادلة، وأصبح الإخوان هم من يريد فض التجمع وليس العكس.

نجح متطرفو الإخوان في استراتيجيتهم بشل حكومة الببلاوي، وجعلوا الجيش رهينة لرابعة العدوية، حتى أصبحت معظم تصريحاتهم واهتماماتهم تنصب على الرد على ما يقال، أو ما يجب فعله هناك! وحسنا فعل الجيش أن لم ينجر بعد إلى فخ الإخوان بفض الاعتصام بالقوة، لأنه لو سالت الدماء فسيحولونها إلى «كربلائية»، يبررون بها العنف والتطرف من جانبهم، وسيكون حديث العالم أن الجيش عزل مرسي وقتل المتظاهرين السلميين!

ما الذي يحدث لو أن الجيش تركهم في ميادينهم، والحكومة تجاهلت تعليقاتهم، وجبهة الإنقاذ كثفت نشاطها لتقديم نموذج سياسي ناجح لمصر المستقبل؟ في تصوري، ستموت حركة الاعتصام تدريجيا، وستضعف قبضة متطرفي قيادة الإخوان على الإخوان، وستخرج من رحم الحركة الاحتجاجية قيادة أكثر تعقلا وانسجاما ما دام الباب بقي مفتوحا لهم للانضمام إلى المتحاورين والمشاركة في الانتخابات.

الانصراف عن مسرح رابعة العدوية، والصبر على لغو القول وأذى الإخوان، والتحول نحو قضايا الناس الحقيقية، هو الإنجاز المطلوب. وعلى القوى السياسية الأخرى أن تعترف بفضل الإخوان عليها، فالحركة الاحتجاجية الإخوانية وحدت الشباب مع الناصريين، والثوريين مع الوفديين، والأزهريين مع بعض السلفيين والأقباط، والليبراليين مع اليسار، والعسكريين مع المدنيين. الإخوان هم من وحّد هذا الصف الطويل المتناقض، الذي جمعه تهديد الإخوان لهم في الحكم، عندما كتب الإخوان الدستور على مقاسهم، وأرادوا الاستيلاء على الدولة. وقد لا تتكرر اللحظة التي يمكن أن يلتقوا فيها رأيا وقيادات.م

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 956

خدمات المحتوى


التعليقات
#741924 [ابو رحمه]
0.00/5 (0 صوت)

08-12-2013 10:28 AM
السلام عليكم
هؤلاء يدافعون عن الديمقراطيه وليس عن الاخوان والحكومه تجاهلتهم لاكثر من 40 يوم ولكنها لا تستطيع تجاهلهم لان ذلك يؤثر فى مسيرتها. والسيسى اتى ليحل مشاكل مصر هذه اول مشكله واجهته وفشل فى حلها لماذا لا يترجع ويعترف بفشله حتى لو كان هؤلاء أقليه اليست هنالك حقوق للاقليات؟ امهل مرسى 48 ساعه لحل المشكله والآن 48 يوم ولم يحل المشكله. الحل لايكون فى تدخل العسكر بهذه الطريقه ابدا. لو ان هؤلاء الاغلبيه إعتصموا فى الميادين ايام حكم مرسى لثلاثه ايام فقط لتنازل وأعلن عن انتخابات مبكره. ولنهم يعلمو جيدا ان الانتخابات لن تأتى إلا بهم مرة ثانيه, ولكن السيسى ليس لديه اى حل لهذه المشكله غير فضهم بالقوه الامر الذى سيؤدى حتما الى مقتل المآت منهم. يا اخى انت انتزعت السلطه منهم انتزاعا ما الذى كنت تتوقعه منهم ان يقبلوا يديك لابد ان يعارضوا بأى طريقة كانت. ثم ان خارطه طريق السيسى لن تؤدى الى ديمقراطيه ابدا كيف تكون هنالك ديمقراطيه وانت تعتقل وتقتل وتغلق القنوات الفضائيه والصحف؟ يا اخى هذه سوف تكون انتخابات مثل التى كانت تحدث ايام مبارك 99.9% لا يمكن ان تقوم ديمقراطيه بهذه الطريقه إطلاقا


د.أحمد السر أحمد
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة