بسكويت!! 08-14-2013 11:25 AM
٭ الحكومة قدمت لنا «بسكويت وبعض المشمعات!!!» جاء هذا الحديث على لسان متضررين في امبدة التي تحاصرها المياه من كل جانب!!
٭ عندما فكرت وقررت وقدرت وقررت اهدتهم بسكويت!!
٭ ربما لانها أخذت «الحكمة» من منازلهم التي ذابت كما البسكويت عندما «يغمره» الطفل في داخل كوب الشاي صباحاً.. متلذذاً.. فمنازلهم اذابتها الامطار والسيول عنوة بحصار دائم حولها لمادة هشة كالبسكويت تماماً فعوضتهم «الحكومة» بـ «بسكويتها» بـ «مشمعات».
٭ الحكومة تعاطت خبر السيول وتداولته كخبر عادي ليوم خريفي المزاج ولم تمنح تفكيرها مساحة أكبر لادراج بعض من توقعات في دفتر الامطار والسيول التي اعادت للاذهان تفاصيل وجه عام 1988م الذي زمجر فيه الخريف ولفظ ما في جوفه واهدى الشوارع المتعطشة ماء مدراراً لكن هذا العام أتى على اشده وحكومة ولايات السودان المختلفة بما فيها العاصمة تنظر اليه من وراء «حجاب» وجاءت مشاركتها خجولة ما زاد من ضبابية ما تراه وتقدره لتنجذب نحوه باكثر من «قوة» لحماية المواطن الذي لم يجد دعماً ولا سنداً ولا غطاء ولا تصريفاً جيداً لمياه احاطت كالسوار على معصم المنازل وضغطت بشدة حتى استسلمت فنهر النيل وحدها فقدت بجانب الارواح الغالية خمسة آلاف منزل وفي العاصمة لم يقل العدد من ذلك ان لم يكن زاد عليها!!
٭ البداية لم تكن موفقة ابداً والخطوة لم تكن في موضع سليم فالخريف يحمل اكثر من وجه فالجمال والخضرة في الخريف لكن السيول ايضا في الخريف ولا يمكن ان نحتفي بغيمة مدرارة قبل ان نعرف «تصاريف» مياهها ولو اعلنت الارض عشقاً لقطرة ندية تلح في انتظارها عاماً كاملاً.
٭ في خارطة الارصاد امطار قادمة وفي الارض يتعذب المواطن بفقدان المأوى والمأكل الا من «بسكويت» لا يغنى من جوع قد تطول لياليه وتمتد ايامه في قلب «مركب» او جلوساً داخل «طشت» او على انقاض ما كان يوماً منزلاً ساتراً.
٭ ما زالت البروق «تشلع» ما ينبيء بالمزيد من المياه والخسائر المادية والمعنوية والارواح بسبب غياب التخطيط المحوري الممنهج والمسبق لفصل الخريف الذي يأتي وفي معيته مشكلات صحية بدأت بواكيرها في الظهور حول المياه التي ستشكل مرتعاً للباعوض فيسجل التاريخ للوطن أعلى معدلين سيلاً وملاريا!! تأتي البروق ووالي الخرطوم «يدرس» بعزم الفراغ من تصريف المياه والسيول لكنها ليست سيول هذا العام التي تابعها الوالي من «علٍ» فالولاية في نيتها انفاذ مقترحات الدراسة مع مجموعة سيبكو السويدية التي استقدمتها «خصيصا» لاعداد دراسة سيتم تقديمها «يعني ما بتلحق باقي الخريف دا». ولا ادرى لماذا تم اختيار «بيت الخبرة السويدي» هل هناك «قاسم خريفي مشترك» بين الدولة الاسكندنافية والسودان من حيث السيل العرمرم والناس «مشتتة» تتناول دعماً حكومياً عبارة عن بسكويت ومشمعات؟ ولا أيه يا ترى؟!
٭ قررت الولاية أن تنهض لتقاتل سيول الخريف وتستعد للقادم ليس بالبسكويت ولكن بتطبيق «الدراسة المستوردة».. ليتها فعلتها «بخبرة وطنية ومن زمان بدري» وعندها «فلا ندم كان سيغشانا ولا بسكويت كان سيدخل احشاءنا».
٭ همسة:
يا حالماً في صمت وعذاب...
تنام على صدر القدر مرة...
وعلى حافة الوجع واقعية السراب...
تمهل.. ربما تغتسل يوماً...
بخير مستطاب..
الصحافة |
خدمات المحتوى | إخلاص نمر مساحة اعلانية الاكثر مشاهدةً/ش الاكثر تفاعلاً |