استاذ منتصر لقد اصبت عين الحقيقة بمقالك هذا والامر ليس اختصاراً على الرزيقات والمعاليا برغم طول امد الاحتراب بين المكونين الاجتماعيين بدارفور لكن الامر يعود لحالة الجهل الشاملة وروح الانتهازية التي تخللت كل الاوساط الاجتماعية بدارفور وبخاصة ابناء دارفور من انصاف المثقفين والذين يمسكون بمفاصل القرار السياسي النفعي فلا عجب مما يحدث في دارفور مالم تنهض الجموع المغلوبة على امرها بغض النظر عن انتماءاتها لتشكيل رابط اجتماعي جديد يتجاوز حيز الادارة الاهلية المتحزبة والمتشبهين بالمثقفاتية وبناء صرح اجتماعي متين لكن بشرط توفر مؤسسات قانونية مستقلة فاعلة وهذا في ظل هذا النظام الذي يحكم البلاد لا امل لي في امكانية وجودها حتى على باب المجاز فماذا نحن فاعلين استاذ منتصر بربك اجبني مع العلم باني من ابنا احدى قبيلتي المعاليا والرزيقات واني لآسف على ذكر ذلك الانتماء لاني بريئ من القبلية.
هذا خطاب يحمل بين حناياه عبارات جميلة تَنمُ عن حرص ونصح كاتبها على اخوانه المتصارعين يا ليتهم تكون لهم آذان صاغية . إن الطرفين المتقاتلين يذخرون بعقلاء يا أخي منتصر ولكن مكر الليل والنهار الّذي تمارسه الدولة " الرشيدة " غيّب هؤلاءالعقلاء ـ طبعاً بمساعدة أصحاب الافق الضيق والعقول العطنة من أبناء القبيلتين وخاصة أصحاب المصالح الخاصةالمتاجرون بدماء اهلهم من اعلاميين وتنفيذيين وقد احضروا سلالمهم القبلية وامرونا أن نطلع الشجرة وكلما ارتفع السلم واصل الناس الصعود حتى طاب البقاء والآن ـ البعض منهم ـ يرفض النزول عن شجرة الفتنة !!.وهكذا بدأت الحرب بكلام وتحريش ونحن في انتظار أصحاب الرأي السديد كمثل هذا المقال لتنفيس الناس واقناع الطالعين على شجرة الفتنة أن انزلوا كفى احن , كفى حزن , كفى مسايرة لهذا النظام المجرم وحان وقت العقلاءفالنعطي السلام فرصة ولتخزى دولة الاجرام السادية .. , فهل ترون يا سادتي أنها اولت النزاع بين الرزيقات والمعاليا أي اهتمام ؟ أين الرئيس , أين نوابه , أين اعلام الدولة في تغطيته لمعانأة الضحايا الّذين صاروا مجرد أرقام تحصى !!! هل ضحايا السيول والامطار ـ مع كامل عزاؤنا لهم وهم أهلنا واحبابناـ شيئ وضحايا الحرب الحالية على كثرتهم شيئ آخر ؟ أم الامر كما قال القائل :ـ
قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر .!!! يخسي على "حكومة" تعامل الناس بازدواجية مقيتة , ولكن عزاؤنا في وعي أهلنا في مناطق السودان كافة بأن أعضاء هذه الدولة عبارة عن ثلة من المجرمين ( شذاذ رأي )والكل ضحية من ضحاياها. نسأل الله أن يشتتها شرّ مشتت ويبقى لنا سوداننا بكل مكوناته سْلَمَاً كالجسد الواحد تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.