المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
خالد أبو أحمد
د. خليل ابراهيم.. قصة استشهاد غير مسبوقة في التاريخ الحديث
د. خليل ابراهيم.. قصة استشهاد غير مسبوقة في التاريخ الحديث
12-25-2013 04:36 AM


المكنه فوقو بتكاكى..والمدفع تحتو بيخر..لا بيخاف ولا بيتر
د. خليل ابراهيم.. قصة استشهاد غير مسبوقة في التاريخ الحديث
خالد ابواحمد
مرت علينا أمس ذكرى عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من معانى العظمة والسمو والرفعة، هي ذكرى استشهاد الاخ البطل د. خليل ابراهيم وصحبه الأماجد، والآن تطوف بي الكثير من المواقف التي كان بطلها الشهيد وأتصور أن كل ما كتب في بلادنا من شعر الحماسة والرجولة والمرؤة والاقدام قد كتبت في د. خليل ابراهيم، كل الكلمات التي تصور عظمة البسالة تطبق على الشهيد خليل، وكل عبارات التمجيد في (اخوان فاطمة) تطبق عليه جملة وتفصيلا.
وفي التاريخ الحديث حدثنا عن قصيدة (السيل بوبا) التي نُظمت في البطل محمود ود بساطي أحد ضباط قوة دفاع السودان الذي منحه الحكم الثنائي رتبة بك لشجاعته وإقدامه في الحرب العالمية الثانية مما جعل شقيقته آمنة تمدحه بقولها:
غير خالد ماليك تنين عرش دود الأربعين
السيل بوبا يا الفوتك مو دحين
تغني ليك أم هاني
ويشهدو أهل المعاني
نضيفا خاتي ريحة الشاني
كتل ديلاك خبرو جاني
يا القمره الماك شهير
يا الرأسى الماك صغير
أبوك بساطى القبيل
تبراهو الشعبه والجنزير
خت كرسيه للعديل
وكورك قال يا غفير
سيفه بدلي الجفير
العاداك وين يطير
شقيا صادف نكير
شدلوا ليك في أم سبيب
كشفن ليك أمات وضيب
يالقاصدو ظنك ما بخيب
والف الشمس قبال تغيب
تغنى ليك ظبية الحدر
ما بتبلع من بي وصفو مر
المكنه فوقو بتكاكى
والمدفع تحتو بيخر
لا بيخاف ولا بيتر
قدام العينهم خضر.
والله انه لوصف يشبه الشهيد خليل ابراهيم ذلك المقدام حرّاس العِرض والشرف، الثائر الذي لم يتواني في خدمة قضية الشعب، فإن استشهاده تمثلت فيها كل معاني الرجولة وقد كان يدرك ان الطريق الذي سلكه يؤدي به لهذا المصير المحتوم لكنه كان يقول للاجيال من بعده من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى في أن يعيش وينتصر، من غيرنا يحمي عرض نساءنا وشرف أهلنا، وقد صدقت في هذه الأبيات من القصيدة المذكورة:
تغنى ليك ظبية الحُدر..ما بتبلع من بي وصفو مُر..المكنه فوقو بتكاكي..
والمدفع تحتو بيخر..لا بيخاف ولا بيتر..قدام العينهم خضر.
وقد أعاد التأريخ نفسه لأن الذين قتلوه كانوا هم ذات الأعداء الذين جيء بهم لتنفيذ هذا المخطط، وكانت الطائرات تحلق من فوقه حتى أصابته في مقتل، رجل واحد ترسل له الطائرات لقتله..أي عظيم هذا..؟، وأي بطل هذا، وأي قصة استشهاد هذه..؟!، انها قصة استشهاد غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وعندما دخل الشهيد وصحبه الأماجد أمدرمان كانت قصة بسالة حقيقية وقد صدق وعده، ومن قبل أيام على الحادثة قال انه متحرك نحو امدرمان، وكان على الموعد تماما دخلها نهارا جهارا، فارتعد القوم وضاقت بهم الارض بما رحبت، وبعضهم فكر في مغادرة البلاد وشوهد د. نافع علي نافع يرتجف خوفا يبحث عن اقرب طائرة مغارة الخرطوم، لذلك كان ثمن اغتياله واستشهاده مكلفا جدا، من عرق ودماء الشعب السوداني لأنهم حينها أدركوا بأن ثأر اغتصاب الأمهات والاخوات في دارفور سيتعقبهم أين ما ذهبوا، وأن الانتقام من الطلعات الجوية اليومية التي تحرق القرى وتقتل العشرات في كل يوم، ستلاحقهم في حياتهم ومماتهم، وأن الموت يترصدهم داخل قصورهم وأن جيوشهم وأجهزة أمنهم واستخباراتهم ما عادت تشعرهم بالطمأنينة.
إن قصة استشهاد البطل خليل ابراهيم حقيق بنا أن نستفيد من عبرها ومن دروسها لأنها صبغت بالدماء الطاهرة وبالصبر على الإبتلاءات، وبالصدق مع الله ومع القضية ومع الشعب، وعملتنا أن الموت في سبيل الحق أجمل الأمنيات، د. خليل ابراهيم لم يكن طالبا لدنيا وقد كانت الدنيا طوع بنانه، ولم يكن طالبا لجاه فالجاه كان يستحي من صدقه وتعلقه بالثريا، وكان الجاه ليخجل من فرار خليل من ملذات الدنيا، كان همه قضية شعبه العادلة، وفي حربه ضد الظلم كان عادلا ووقورا ومهذبا، لم يشتط وهو صاحب الحق، ولم يتكبر على الآخرين برغم أن أعداءه هم السُفهاء والكذابون والظلمة وآكلي السحت قاتلهم الله انا يؤفكون.
طبت أخي خليل ابراهيم حياً وميتاً وقد قدمت الدروس والعبر في مسيرة حياتك العامرة بالعمل والمثابرة والاخلاص للقضية..تغمدك الله في الخالدين مع صحبك الكرام في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
الثلاثاء 24 ديسمبر 2013م

[email protected]





تعليقات 9 | إهداء 0 | زيارات 5105

خدمات المحتوى


التعليقات
#868335 [سيف الدين الجهادي]
2.56/5 (19 صوت)

12-26-2013 06:00 PM
للاسف الذين بقوا ما استطاعوا يشيلوا التار بالبشير او نافع او عبدالرحيم او الجاز و الله انهم خايبين


#868276 [سجمان]
2.56/5 (17 صوت)

12-26-2013 04:34 PM
انا بعرف حاجة اسمها المغفل النافع ..لكن المغفل الهالك دي جديده


#867733 [ابونديبو]
2.56/5 (18 صوت)

12-26-2013 06:01 AM
الشهيد بتاعك ده شارك بفعالية في وأد النظام الديممقراطي في البلاد وتقويض الشرعية وهدم الولة
واحلال محلها دولة الحزب .....كما شارك في القتل والعنف ضد المناضلين الكرام ....ولم يكن في نظر كبار
قادة الجبهة سوي مغفل نافع وقد قالها المرحوم يس عمر الامام عندما سأله صحفي عن دخول خليل الي العاصمة امدرمان... فكان رده ببساطه هكذا ( انا لا أعرف خليل ولم أسمع به وربما كان أحد الهتيفة
في الحزب) نعم أنكر معرفته به تقليلاً لشأنه وازدراء له ولمؤهله الذي يحمله ...الشهيد بتاعك ده لا
لم يكن همه قضية دارفور بل حزبه فقط ولا يشبه ابطال دارفور فهي مليئة بالرجال الشرفاء ولا يمكن حصرهم في سطور بل لا يقارن بالمناضل مناوي الذي لا يحمل درجة دكتوراه ولكنه عمل لصالح البلاد اكثر منه ونظلمه اذا قارنا بينهما (هو أسوأ مواطن ...ودارفور لها وجه مشرق وصفحة غلاف السودان والشهيد بتاعك ده كادر حبهة وبس...... )


#867551 [أنس]
2.56/5 (18 صوت)

12-25-2013 08:47 PM
ما قام به خليل عمل لا يقوم به الا الشجعان ‘لكن من أجل رد الاعتبار لشيخه الترابي والانتقام له من مجموعة القصر التى زجت به في غياهب السجن لردح من الزمن ‘ يعنى صراع بين الشيخ وحواريه امتطوا فيه قضايا الهامش العادلة لتصفيه حسابات شخصيه وحزبية ليس الا .


#867349 [محمد درقو]
2.56/5 (17 صوت)

12-25-2013 04:45 PM
المعلقين كلهم من ام درمان علشان كده مغيوظين من الشهيد البطل والفارس المغوار الذى لا يشق عليه الغبار فموتوا بغيظكم والله عليم بذات الصدور


ردود على محمد درقو
United States [ابونديبو] 12-26-2013 06:04 AM
ويعني شنو كلهم من امدرمان.....اذا انت لا تعرف امدرمان ...فهي مدينة المهمشين وبها كل الوان
الطيف ولا تمثل قبيلة بعينها وما حقت زول براه ...وما بتاعة جبهجية زي الشهيد بتاعك ده...


#867231 [sasa]
2.56/5 (20 صوت)

12-25-2013 02:45 PM
لقد كان خليل ابراهيم دبابا منهم وابنا لهم ووزيرا اكثر من مرة لديهم ؟؟ ولو لم يكن من الفاعلين منهم لما صار وزيرا !! ومن ثم اختلف المجرمون فيمابينهم ... والقاصى والدانى يعلم ان الانظمة العقائدية(هذا الوصف نجعله وصفا مجازآعلى الانقذ المجرمة) تصفى وتقتل وتسحل من هم فى الصفوف الاولى عند الاختلاف خوفا من كشف الاسرار والقذارات والجرائم... اين بولاد؟ اين الزبير ؟؟ اين ابراهيم شمس الدين المجرم؟؟؟ اين واين


#867056 [كمال ابو القاسم محمد]
2.56/5 (18 صوت)

12-25-2013 11:30 AM
يا أخى دا كان بحقق معانا في بيوت الأشباح... وبعنف وإزدراء وتبجح...لم يختلف في كثير أو قليل عن الطيب سيخة...أو قطبي المهدي...أو نافع.....من حقك أن ترفعه إلى مصاف (جيفارا)...أو(جياب)... لكن الواقع والتاريخ لا يتفقان ولا يؤيدان (عنوانك الباذخ في حق شهيدك الذي كان يجهز الشهداء لمتحركات تنظيمه الإسلاموي ويزج بهم زرافات ووحدان في الجنان والفراديس عرسانا للفاتنات من حور الجنان )لذلك ولغيره من حقنا أن نقول لك إنه أحد سدنة نظام الإنقاذ....بكل أوساخه وأدرانه....ومطلوباته....لا يختلف في ذلك عن ترابينا...و...أفندينا....وسبدراتينا...وطيب زين عابدينا....أما لماذا وجه مدفعيته تجاه (شلته المتأسلمة)..فهذا شأن آخر لا مانع لدينا من تناوله...وبإسهاب .
قصة إستشهاد غير مسبوقة في التاريخ الحديث.....تحتاج لإضاءة من ملايين الشموس حتى نتمكن من بلعها!!!


#866817 [ابو خباب]
2.56/5 (18 صوت)

12-25-2013 07:58 AM
رفعته الى مصاف الشهداء وقد سفك دماء الكثير من المسلمين الابرياء
اللهم انتقم من كل من سفك دماء السودانيين الابرياء سواء كان فى حكومة السجم او معارضة الرماد


#866740 [موسى الضو]
2.56/5 (23 صوت)

12-25-2013 07:03 AM
العبرة بالخواتيم


خالد ابواحمد
خالد ابواحمد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة