المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
سالم أحمد سالم
أخي الضابط والجندي .. يمكنك إطلاق الرصاص
أخي الضابط والجندي .. يمكنك إطلاق الرصاص
03-16-2011 01:27 PM

أخي الضابط والجندي .. يمكنك إطلاق الرصاص

سالم أحمد سالم
[email protected]


(1)

الكتابة على الهواء ..!
هل جربّتها ؟ ..
لعبة تعليمية عجيبة وطريفة عرفناها عندما كنا أطفالا ..
يقول لك صديق الطفولة: أكتب اسمك في الهوا ..
فتكتبه ..
ثم يطلب منك كتابة كلمة أخرى .. أيضا على الهواء ..
وفي حركة لا إرادية تمتد يدك لتمسح اسمك الذي كتبته على الهواء
وتكتب مكانه الكلمة الأخرى .. !!
هنا يقول لك صديقك مازحا ضاحكا: كيف تمسح كتابة على الهواء؟ !! ..

نكبر ونفكر ونعرف ..
أننا في الواقع لم نكن نكتب على الهواء ..
كنا نكتب على صفحة حقيقية من صفحات ذاكرتنا ..
لذلك نمسح الهواء حتى نكتب مرة أخرى على ذات الصفحة
الموجودة فعلا في ذاكرتنا ..
يمكنك أن تجرّب ! ...

اليوم علينا أن نمسح على الهواء ..
نمسح أشياء كثيرة كتبت على صفحات ذاكرتنا ..
دفتر ذاكرتنا أصبح مثل دفتر النبطشية أو يومية التحري ..
يكاد تكون مملوءة على الآخر ..
شي شخبطناه نحن برانا .. وشي كتبوهو ناس غيرنا ..
تعالوا أول بالتبادي نمسح على الهواء .. حتى ننظف ذاكرتنا
سأكون أول من يمسح على الهواء .. لنكتب من جديد ..
هذه المرة لن نمسح ما نكتب .. لأنه غير قابل للمسح

(2)

أخي الضابط والجندي ..
هنالك جملة من الحقائق غير قابلة للمسح ..
حقائق من مكونات دماغنا ووجودنا ..
أول هذه الحقائق انك بني آدم .. كلنا كائن بشري ..
إنسان .. خلقه الله وسواه بيديه وكرمّه واصطفاه على سائر مخلوقاته ..
وقال للملائكة اسجدوا له .. ليس شركا، ولكن تعظيما لمكانة هذا
الكائن عند الله ..
\"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ\"
البقرة، كما وردت بذات المعنى في الأعراف، الإسراء، الكهف، طه ..
هذا الكائن هو نحن البشر جميعنا .. بدون فرز
مهما كان دينك او عرقك أو أصلك أو فصلك ..
كلكم لآدم .. وأدم من تراب ...

(3)

أخي الضابط والجندي ..
طيب !
بأي شيء فضّلنا الله على الملائكة وسائر المخلوقات؟
الكبار بقولو ليك: \"من الله خلقك وطلقك\"
هذه العبارة فيها سر التفضيل ..!
في كلمة واحدة .. هي كلمة \"طلقك\" .. يعني ادّاك حريتك ..
ربنا إذن ميزنا بالحرية عن سائر مخلوقاته المسخرة ..
ليه؟ .. لأن مبدأ الثواب والعقاب يقوم على الحرية ..
أنت يا بني آدم حر .. \"خلقتك وطلقتك\" ..
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
لكن بعدين في حساب! ..
عندي ثواب .. \" إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا\"
وعندي أنكالا وجحيما \"إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا
في الدنيا والآخرة \" وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم
بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ\" ..
\"أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ\"


(4)

إذن الإنسان حر كرمه الله وفضله بالحرية، والحرية مقدسة عند الله ..
من صان الحرية لنفسه وحفظها لغيره فقد أوفى بحق الله
ومن فرط فيها وحرم الناس منها فقد حرمهم عن أعظم هبة اختصهم بها الله ..
العبد هو من لا يملك حريته .. والعبودية لله الواحد الأحد القهار ..
وحرمان البشر عن الحرية هو استعباد لهم .. فهو شرك بالله ..
لذلك قال الفاروق عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

فمتى استعبدتم الناس؟ !! ...
وهل هنالك من طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ ..

(5)

أخي الضابط والجندي ..
خلينا نمضي في البديهيات ..
بعد كونك بني آدم هناك حقيقة ثانية غير قابلة المسح
هي أنك أولا مواطن سوداني ..
قبل ما تكون فوراوي شلكاوي هدندوي محسي برقو جعلي خاسا
دنقلاوي سنجك جانقى حلفاوي زغاوي مهما كانت قبيلتك
أنت أولا سوداني ..
لواء عقيد ملكي ملازم ضابط صف جندي .. أنت سوداني اولا ..
كوز شيوعي أنصاري ختمي جن أزرق .. أنت سوداني أولا ..
مره راجل شاب كهل فتاة أرمل عزبة .. أنت أولا سوداني
أو كما يقول أخوانا بعربي جوبا: مافي دول احسن من دول .. (زول) ..
بني آدم حر أولا .. وسوداني ..

(6)

نتساوى في آدميتنا ونتساوى في سودانيتنا ..
كلنا إذن نستطيع أن نمد أرجلنا في هذه المساحة كما فعل أبو حنيفة !
طيب! .. الخيار والفقوس في شنو؟
ليه في ناس عددهم شويه وشايلين كل شي ..
والباقين الكتار الغالبية ما عندهم شي؟
الله قال كده؟
الله يقول: \"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ
الله يقول: \"وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ
أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ\"
الميزان ليس ميزان البقالة فقط، بل هو ميزان العدل في كل شيء ..
وأول العدل هو رد الحقوق لأصحابها ..
فالظلم ظلمات والله لا يحب الظالمين ..
إذن نتحسس موقع أقدامنا قبل مسدساتنا لنعرف أين نقف ..
مع عدل الله؟ .. أم مع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟
الله هدانا الطريقين .. ولكم الخيار
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ
فَكُّ رَقَبَةٍ
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ

وكفي بالله حسيبا وحكما عدلا ..

(7)

أخي الضابط والجندي ..
بين الظالم وبين المظلوم توجد بندقية ..
هي بندقيتك أنت .. نعم أنت لا أحد غيرك
الظالم خلفك .. وبك يحتمي ..
والمظلوم أمامك ..
فوهة بندقيتك مصوبة إلى صدر المظلومين ..
يمكنك أن تطلق الرصاص ..
أنت وحدك هنا الذي يقرر .. لا أحد غيرك ..
قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..
اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

(8)

أخي الضابط والجندي ..
حقيقة ثالثة غير قابلة للمسح هي أنك من هذا الشعب ..
لا يشعر الإنسان بقيمته عندما يكون لوحده ..
قيمة الإنسان في عيون الآخرين ..
إذن أنت لا تشعر بقيمة نجومك ونياشينك ولا تزهو برتبتك إلا
وأنت بين الناس .. بين أهلك وعشيرتك وجيرانك ..
وأنت أخي الجندي لا تشعر بقيمة مهنتك إلا عندما ترجع إلى بيتك
يوم الماهية .. وفي يدك كيس فواكه وحذاء لطفلك ..
أو فستان لخطيبتك .. وترسل المصاريف لأمك وأبوك .. هناك ..
يمكنك أن تطلق الرصاص ..
لكن بالله الذي خلقك لا تطعم ولا تكسي هؤلاء من دمهم الذي تركته
يجف على الرصيف ..

(9)

حقيقة رابعة غير قابلة للمسح ..
أن الشباب سوف يخرجون ..
اليوم باكر سوف يخرجون ..
ليس لأنهم صعاليك ومطاليق ..
بل لأنهم مظلومون .. خرجوا لاسترداد حقوقهم التي كفلها لهم الله
حقهم في الحياة والعمل والسعادة .. زيك بالظبط ..
حقهم في الأمل الذي غرسه الله في النفوس ..
حقهم في الحرية التي كفلها الله ..

صدّقني أخي الضابط والجندي ..
هؤلاء الشباب يراهنون عليك ..
لذلك سوف يلصقون صدروهم على فوهة بندقيتك ..
يمكنك أن تطلق الرصاص

(10)

أخي الضابط والجندي
حقيقة خامسة غير قابلة للمسح ..
لا توجد حكومة خالدة ..
شوف يمينك وعاين شمالك ..
وشوف كيف تهاوت جلاميد الدكتاتوريات ..
لم تخلد ولن تخلد دكتاتورية في الأرض ..
وعشان ما نكرر كلمات بقت مكررة زي دكتاتورية نقول إنو
ربنا، كما اتفقنا، اصطفى الإنسان وكرمّه بالحرية ..
وأساس الحرية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه ..
تتغير الحكومات وتتعاقب الأجيال ويبقى الشعب يحكم نفسه
لذلك لا تخلد الدكتاتوريات لأنها خارج هذه الآلية الربانية ..
ولذلك أرسل الله الرسل والأنبياء في أزمنة الدكتاتوريات
لأنها تفسد وتفسد في الأرض .. زي ما انت شايف !
ويمحق الله الدكتاتوريات: \"فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ
حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم
مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ\"

قف حيث يملي عليك ضميرك ..
ويمكنك أن تطلق الرصاص

(11)

أداء الواجب؟
إذن عندما تعود إلى بيتك بعد \"أداء الواجب\"
وتجد خيمة منصوبة عند الجيران قدام بيت صاحبك ..
وتجد أما مكلومة وأخوات يترمدن ..
لا تذهب لأداء \"واجب العزاء\" ..
فقد أديت الواجب الذي أنتج هذا المشهد ..

(12)
أداء الواجب؟
عندما تأوي إلى فراشك بعد \"أداء الواجب\"
وتجيك مكالمه نص الليل كلماتها مبللة بالحسرة والدموع
ويقولو ليك أخوك ود خالتك .. ضربوهو ..
أقفل السماعة ولا داعي أن تؤدي الواجب مرتين ..
فقد أديت الواجب .. أنت الذي أطلق الرصاص
وطلقتك وصلت إلى ذلك القلب البعيد ..
الذي كان ينبض بالأمل ..

قالوا لك هذا هو أداء الواجب؟
إلا أن يكون أداء الواجب هو قتل الأبرياء
إلا أن يكون أداء الواجب هو الفتك بالمظلومين
إلا أن يكون أداء الواجب هو نحر الشباب .. أهلك وإخوتك
إلا أن يكون أداء الواجب زرع الحسرات في قلوب الأمهات

إن كان هذا هو أداء الواجب فأطلق الرصاص عليهم
قالوا لك هذا هو أداء الواجب ...
وقال الله: \".. كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا\"

أخي الضابط والجندي ..
أنت تعرف أداء الواجب الحق .. وعليك تراهن أمهاتك وأخواتك والشباب

سالم أحمد سالم
[email protected]





تعليقات 5 | إهداء 2 | زيارات 3353

خدمات المحتوى


التعليقات
#112636 [الشعب السودانى]
2.58/5 (20 صوت)

03-16-2011 11:05 PM
والله كلامات تسمع من به صمم خير ما فعلت وادعو جميع قراء الراكوبه ان يدعو كل معارفهم او اقاربهم ممن يعملون بالجيش الشرطه او الامن لقراءت هذا المقال


#112559 [دارس]
2.56/5 (11 صوت)

03-16-2011 07:15 PM
الاستاذ سالم
أتابع كتاباتك التي تعجب

ولكن هذا المقال بصورته وكلماته هذه كان كأنما يخاطبني وقد كنت منهم

عليه أرى إن تمت طباعة هذا المقال بصورته هذه وتم توزيعه سيكون ضامنا

كبيرا لتحييد كل حامل سلاح حتى لو كان دفاع شعبي


ردود على دارس
United Kingdom [خالد حسن] 03-16-2011 10:49 PM
أتفق معك


#112480 [أبو علوة]
2.59/5 (11 صوت)

03-16-2011 04:06 PM
الأستاذ / أحمد سالم تحيه طيبة
ما يثير الإهتمام لكتاباتك أنك لا تعمد إلى التعرية وإنما الإجتهاد لإيجاد الحلول ومثال لذلك :
توضيحك سابقا عن إستعمار الحركة الإسلامية العالمية للسودان وكيفية الخروج منها .
آرائك لكتابه مسوده دستور السودان
إستنهاضك للشباب للتظاهر لإسقاط النظام وتحديد إيام لذلك .
وفي مقالك هذا تذكير الضباط بأن الرصاصة التى تنطلق منه سوف تقتل أخيه .
جيد أستاذنا لتعرف أنني ألاحق مقالتك لأقرأها ومنذ زمن بعيد لتعيرني أذنا فيما أريد قوله :
أنا على قناعه إذا منحت الحكومه تصديق للتجمع الوطنى بكل أحزابه وعملوا دعايه بالتلفزيون السوداني للتظاهر وتكفلت الحكومة بحمايته لن يطلع معهم ألا عدد قليل من الناس . ليس لأن الناس كلهم مؤتمر وطني ولكن لأن هذه الأحزاب ميته ، ولم يقتلها المؤتمر الوطنى كما يزعمون ولكنها قتلت نفسها .
خذ مثلا الحزب الإتحادي الديمقراطي يرأسة السيد محمد عثمان الميرغنى بنفس آلياته منذ وفاه والده السيد على الميرغنى وليورثه لأبنه بعد عمر طويل ولا زال الهتاف يدوى ( عاش أبو هاشم عاش أبو هاشم )
المثال الثاني حزب الأمة وكلنا يذكر عودة الشاب المتعلم خريج السوربون وأحقيته في رئاسة الحزب وإمامه الأنصار . وصراعه مع عمه أحمد المهدي إلى أن جمع الحسنيين رئاسة الحزب وإمامه الأنصار وركله لكل من إشرأب ليكون له دور ولو كانوا من ذوي القربى فأذهب إلى مسجد ودنوباوى لتسمع ( الله أكبر ولله الحمد ) والتى سمعها أجدادنا منذ العام 1885.
المثال الثالث الحزب الشيوعى السوداني ومنذ العام 1971 بعد إنقلاب هاشم العطا ويتبوأ الأستاذ محمد إبراهيم نقد منصب رئاسة الحزب . يظهر ويختفى في سماء السياسة السودانية كمذنب هالى حسب ظروف الطقس والمناخ .
والمثال الأخير الحركة الأسلامية السودانية وثعبانه الذي يتقلب في الألوان والمسميات منذ الستينات وإلى يومنا هذا يغير لونه وجلده حسب الظروف وأول إمتحان لديمقراطيته شطرت الحزب ألى نصفين دون أن يتغير السلوك أو الخطاب لدى أيا من النصفين ( وعلى الهامش أخشى على مصر وتونس من هذه الألوان )
وغيرها من أحزاب الضرورة التى لا تستحق الوقوف على حالها .
إذن أستاذي لماذا أتظاهر الآن وقد سبقت العالم بالتظاهر والإعتصامات وأسقطت أنظمة وطواغيت لتعتلى هذه الأحزاب ( الا ديمقراطية ) السلطة وتسلمها للعسكر في أول سانحة علما بان هذه الأحزاب فاشلة في تنظيمها الحزبي فكيف تنجح في إدارة بلد .
خلاصة القول ( الشعب يريد تكوين الأحزاب )
يقوم الكتاب والمفكرين في أعمدتهم اليومية والأسبوعية بتحريض الشباب بإستخدام الفيس بوك وغيرها بتكوين أحزاب تكتمل مقوماتها وبرامجها وسياساتها وحتى عضويتها وهيكله التنظيمي وكل ما فيها أولا في الإثير ( الفيس بوك ) فإذا أكتمل البناء يتم الإعلان لأجتماع الجمعية العمومية للحزب في مكان عام بالسودان لإظهاره على أرض الواقع وأن يكون قوامه الشباب - الشباب - الشباب - يعنى انا وأنت ما عندنا دور فيها الا التحريض لتكوينها فعندها سيكون شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) له معنى ومضمون .
وشكرا


#112434 [الساير]
2.57/5 (10 صوت)

03-16-2011 02:48 PM
كيف نستطيع حث الضابط والجندي علي قراءة هذه الكلمات؟


#112369 [elghefari]
2.57/5 (8 صوت)

03-16-2011 01:42 PM
كلماتك تسمع من كان به صمم
لكن صدقني ان ما يفعله القذافي سيكون مجرد مناظر لما سيفعله البشير وصحبه
هناك نوع من البشر والعياذ بالله مصابون بعقد الدونية والحرمان حينما يجد ان كل السلطة وكل الثروة في يده ومعه مجموعة من علماء السلطان يصورون الله انما هو الحاكم بامر الله في الارض وان بقية خلق الله هم من الكفرة فانه ولانه يمتلك افقا ضيقا
يمكن ان يبيد شعبه
اللهم احفظ السودان من المجرم البشير ورفقائه نافعا وعليا والمجرم الاكبر قوش ( بتاع امريكا)


ردود على elghefari
United Kingdom [IBn El Sudan] 03-16-2011 02:58 PM
Hundred percent right ;) s


سالم أحمد سالم
سالم أحمد سالم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة