الحِصّة، عصيان مدني
12-12-2016 05:02 PM


أسبوع واحد و ينطلق العصيان المدني.
الدعوة الواسعة للعصيان المدني المزمع تنفيذه في 19 ديسمبر الجاري و التي انتشرت في الواقع العملي عبر توزيع النشرات الطبوعة صغيرة الحجم ، الكلام المباشر مع الناس و المخاطبات من مجموعات مبادرة من الطلاب و الشباب و غيرهم في الشوارع و الجامعات، و التي انتشرت بشكل واسع في وسائط التواصل الإجتماعي بالانترنت و بالمواقع السودانية الرائدة و منابرها كما في الراكوبة و سودانيزاونلاين و غيرهما من المواقع الإخبارية كحرّيات و غيرها وجدت بلا شك صداها في عدة إتجاهات و يمكن إجمالها في المظاهر الآتية:
اولاً: دعم و مساندة العصيان المدني من جميع القوي السياسية في قوي الإجماع الوطني و تنظيمات نداء السودان بالإضافة لتنظيمات وحركات الجبهة الثورية و غيرهم من القوي السياسية الحيّة والمعارضة و تخطت دعوة هذه القوي مراحل الدعم و المساندة فقط بل مضت إلي مطالبة قيادات هذه القوي لقواعدها بالمشاركة الفعّالة في انجاح العصيان المدني و المناداة بإسقاط النظام الفاسد المتجبر و الكذّاب.
ثانيا: مظاهر الربكة و الإضطراب في معسكر السلطة الهش المبني علي المصالح الإنتهازية الرخيصة و الفساد بنهب الأموال العامة و حوز التسهيلات التجارية حيث أظهرت التصريحات المبذولة درجة قصوي من الخوف من تبعات العصيان و مترتبات نجاحه المنظور. طفقت قيادات النظام و اعوانهم بكل الخسّة التي عرفوا بها في ارسال الإتهامات بالعمالة و التخريب لمن هم وراء الدعوة للعصيان و لم يستطيعوا إلي الآن أن يتفقوا حول من هو الداعي للعصيان المدني فتارة يتهمون المعارضة و تارة يتكلمون عن أشباح في الاسفير علي حد وصف أحدهم. لأن النظام قد جُبِل علي عدم الإكتراث للشعب السوداني و قضاياه الملحّة فهم ينازلون طواحين الهواء بالضبط و يوهمون انفسهم بأن الداعين للعصيان إما معارضة فاشلة علي حسب تصوراتهم أو شخصيات متوهمة في الانترنت و الأمثلة علي هذا الغثاء كثيرة و متنوعة. تميّزت هذه الفترة بإنعدام تصريحات الحلاقيم الكبيرة من الكذابين المشغولين هذه الأيام بإكتشاف الطرائق الأكثر نجاعة في الحفاظ علي السلطة و هم أمثال علي عثمان، نافع ، أمين حسن عمر و عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح و غيرهم ممن يعلمون أن ذهاب النظام يعني أخذهم للعدالة في أحسن الأحوال، صمتوا و تمّ إخراسهم بالكامل بحقيقة أن المولد قد انتهي و تمّ رفع صيوان العزاء في موت السلطة باتساع قاعدة العصيان المدني.
ثالثاً: المناورات العسكرية في منطقة المعاقيل التي وصفت بأنها الأكبر في تاريخ الجيش السوداني و ما يرشح من تصريحات حول المصائر التي ستترك لها مليشيات حميدتي بعد أن انتهي دورهم. المناورات محاولة من النظام لتجميع قواه في الجيش و لقد بات ذلك سراباً ليس أكثر فلقد استقبل الجيش ضربات عدة من النظام اولاً بفصل كوادره العسكرية ذات الخبرة و السمعة الحسنة بالفصل من الخدمة و الإهمال بالتركيز علي تسليح الجنجويد و جهازي الأمن الرسمي و الشعبي. لذلك يكون من المستحيل علي النظام أن يجد ما يبحث عنه من سند في الجيش. تاريخنا الحديث يقف شاهداً علي ذلك.
رابعاً: انتظام المهجّرين السودانين في اوربا و امريكا الشمالية غيرهما في تنفيذ الوقفات الإحتجاجية و تنظيم الفعاليات المساندة للعصيان المدني في 19 ديسمبر الجاري و هذا يدل علي اتساع القاعدة الجماهيرية للعصيان المدني المساند لتغيير النظام و اسقاطه.
خامساً: تصريحات الحركة الشعبية و الجبهة الثورية المحددة و الصريحة للوسطاء الأمريكان و ثابوامبيكي بالرفض لأي حوار مع النظام في الوقت الحالي و إدراج شرط جديد و هو إسقاط الحكومة الحالية. كانت باستمرار مناورات النظام في جبهة التفاوض مغامرات سياسية فطيرة تهدف بالأساس لتمديد عمر النظام كما هو معلوم. الموقف المحدد الآن من الحركة الشعبية و الجبهة الثورية يبطل مفعول هذه الورقة بصورة نهائية و يضع النظام و المجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم المباشرة و الضاغطة.
سادساً: اثبتت إجراءات النظام الإحترازية المتمثلة في التنازل عن رفع الدعم عن الدواء عدم جدواها و كان أفضل رد عليها هو أضراب الصيادلة مما يوضح لا جدوي ترتيبات النظام و يوضح حالة العجز السياسي التي وصلت إليها قيادة النظام الفاسد المجرم.
سابعاً: حملات الإعتقال المسعورة التي طالت العديد من الناشطين لدرجة أن المعتقلين منذ بداية العصيان الأول في 27 نوفمبر إلي اليوم مائة معتقل تم إطلاق سراح ستون منهم و بقي في المعتقلات حوالي الأربعون معتقلاً فهل سيسجن النظام الشعب السوداني.
مما سبق يتضح عجز النظام عن منازلة الداعين للعصيان المدني و يتضح إنجاز العصيان لأهدافه حتي قبل التنفيذ و المقصود توحيد قوي المعارضة السلمية منها و المسلحة خلف شعار العصيان المدني و انخراط قطاعات كبيرة من السودانيين في حملة العصيان المدني المثابرة الجسورة. ويتضح انهزام السلطة بإبطال مفعول طرائقها المجرمة في القتل العشوائي في الطرقات للمتظاهرين السلميين كما تمّ في سبتمبر 2013م بممارسة الإحتجاج الداعي لتغيير النظام فقط بالبقاء في البيوت و العصيان المدني و ليتذكر الجميع أن العصيان المدني يجفف خزائن النظام المجرم من أموال الشعب التي يحوزها عبر الجبايات و الرسوم الخرافية للمعاملات العادية هذا بالإضافة لإنحسار ريع المعاملات المصرفية و المضاربات المالية فقط بفكرة غياب العملاء لأنهم مشاركون في العصيان المدني. فلنتحد من أجل تنفيذ و انجاح العصيان المدني في 19 ديسمبر 2016م من أجل إسقاط النظام المجرم الفاسد و الكذّاب.
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1308

خدمات المحتوى


التعليقات
#1564447 [عادل محمد]
1.00/5 (1 صوت)

12-13-2016 09:18 AM
العصيان المدنى حق اصيل من حقوق شعبنا المظلوم وهو ان تعصى القانون وتطبقه فى آن واحد وهو ارقى صور التمرد لذلك لكى ينجح العصيان ان نفهم انه حق من حقوقنا لايمكن التنازل عنه لهذه الطغمه الفاسدة لكى تستبيح الوطن
ونرجوا من مؤسسات المجتمع المدنى الغير منتميه للنظام والتى تدور فى فلك النظام ان يكون لها دور فى حث المواطنيين يتتبيق العصيان المدنى وتثقيف المواطنين بفهم حقوقهم من هذا النظام الفاشى الفاسد .
لابد من تكرار العمليه مرة واثنين وثلاثه وعشرة حتى نرهق النظام ونجعله فى حالة خوف وهلع والمواطن يكسب ثقة فى نفسه بان هذا النظام اجبن من مايتصور هولاء شلة حرامية وارزقيه لادين لهم ولاذمة لينظروا الى كلام الرئيس
امس للجاليه الارتيريه والاثيوبيه فى كسلا اعتراف رسمى بانهم قتلوا الاطفال والطلبه فى هبة سبتمبر 2013 على الهواء مباشرة


#1564024 [اسد افريقيا]
3.00/5 (2 صوت)

12-12-2016 06:25 PM
ورد من بعض المصادر الموثوقة ان الحلاقيم الكبيرة تجهز اسرها للهروب...


طه جعفر الخليفة
 طه جعفر الخليفة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة