أزمة الوضع الراهن
06-28-2010 10:31 AM

الجوس بالكلمات

أزمة الوضع الراهن

محمد كامل

من المهم القول ان الحكومة الحالية أفلحت في ترسيم ملامح وجهها التنفيذي بالصورة الجيدة التي اخرجت بها التشكيلة الوزارية فلا احد يختلف حول هذه المسألة ولكن من الواضح ايضاً ان الحكومة ما تزال عالقة وسط اكوام الملفات المرحلة من الفترة الماضية والتي تمثل في مجملها تبعات ثقيلة ليس من الحكمة إثقال كاهل الحكومة الجديدة بها، ومن تلك الاثقال والتبعات ازمة وملف دارفور العصي على المعالجات رغم كثرتها والعتي على الحلول العسكرية والمعالجات الغليظة .
لقد دهشت الاوساط المهتمة بازمة دارفور وهي تستمع لاخبار تفيد بأن الحكومة تعمل على محاصرة الحركات المسلحة في البلدان التي تلجأ اليها وانها ربما تحقق نجاحاً على صعيد طرد زعماء الحركات المسلحة من بعض دول الجوار بعد ان افلحت في طردهم من دولة تشاد وقطعاً لا يستطيع قلم التحليلات السياسية ان يتفهم مغازي مثل هذه الخطوات اللهم الا عكس الرغبة النافذة في مفاقمة ازمة دارفور على حساب استقرار البلاد ككل، وإلا فإن السودان اليوم لا يشكو الا من مشكلة دارفور وتداعياتها البائسة بالاضافة الى السياسات غير المفهومة تجاه جهود حل المشكلة والمساعي الجارية للملمة الازمة وتجميع اطرافها باعتبارهم ابناء وطن واحد ضربت الايام بينهم اسافين الخلافات .
ان الطريق نحو حل مشكلة دارفور لا يمكن ان يكون عبر البندقية وحدها مثلما ان مطاردة زعماء الحركات المسلحة لا يمكن ان يحل المشكلة ولعل الكثيرين يعلمون ان الاجراءات المتشددة التي تتخذها الحكومة تجاه منسوبي حملة السلاح دائماً ما تأتي بنتائج عكسية من حيث تجميد المفاوضات وإفشال مساعي الحل والسؤال هو من صاحب المصلحة الحقيقية في تأخير حل أزمة دارفور اذا كانت كل المؤشرات تؤكد ان البلاد في خطر عظيم يرتبط بتداعيات الازمة المستعصية في دارفور ؟ من الذي يرغب في تأجيج مشاعر الكراهية والغضب وسط ابناء السودان في وقت تتحالف فيه جميع جهود الاصدقاء والحادبين على مصلحة السودان من اجل وضع حد للمشكلة وإنهاء الصراع الدامي في دارفور ؟ لقد دهشت مثلما دهش الكثيرون من فحوى التهديد بطرد زعيم حركة العدل والمساواة من الجارة ليبيا بعد ان طرد من تشاد وما اذا كان اسلوب الطرد ينهي مشكلة دارفور ويوقف عجلة تداعياتها ؟ واذا عجزنا جميعاً عن ايجاد التسوية السلمية للازمة فلماذا دق طبول الحرب دون ترك المجال للآخرين وافساح الفرصة لتجربة حلول جديدة ترضي كافة الاطراف ..من الواضح اننا نفتقر الى الرغبة الاكيدة في نزع اسلحة الحركات المسلحة سلما ونمنحها عبر السياسات المتشددة المزيد من الوقت للجرجرة وتدويل الملف بصورة اكبر مما هو عليه الآن .
لقد حان الوقت لتجربة حكمة النفس الطويل ودعونا نتساءل هل من بأس في تغيير منبر التفاوض الحالي اذا كان مرفوضاً من قبل اطراف الصراع ؟ من الذي يملك مفاتيح الحل هل هم الوسطاء ام ابناء السودان الذين يرضون بالتحلق حول المائدة المستديرة ؟ ان الحقيقة المؤسفة تفيد بأن هذا الملف العجيب اصبح بضاعة دولية يستثمر فيها الاجانب وبعض التجار المحليين بصورة لا تقبل الحلول اصلاً وانما تسعى لرفع سعر السلام وثمنه حتي يصبح باهظ التكاليف مثلما هو عليه حال السلام الشامل الموقع في نيفاشا قبل خمس سنوات ، ان مسألة دارفور ايها المراهنون على الثمار المرة اصبحت ملفاً عالمياً يستعصى على الحلول المزاجية وستتفاجأون كل يوم بأن الحل يتباعد عن ايديكم كلما ضربتكم عواصف الغضب .
غيروا منبر التفاوض اذا كان التغيير كفيلاً بصنع السلام لأن دماء اهل السودان اغلى من الصداقات مع الشعوب المختلفة والحكومات الزائلة التي ترفض تغيير المنبر او تريد تثبيته من اجل التكسب ، غيروا المنبر واعتبروا المسألة قربان للسلام وغيروا وفد التفاوض ايضاً اذا كان يمثل حجر عثرة امام السلام .

الصحافة





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1013

خدمات المحتوى


التعليقات
#3758 [ جساس ]
0.00/5 (0 صوت)

06-28-2010 03:44 PM

الاخ محمد كامل من الذي يفاوض، النظام يدرك ان ليس هنالك حاجة لحل مشكلة دارفور وليس هنالك حاجة لبقاء الجنوب تحت سودان موحد بقدر حاجته على البقاء جاسما على صدر الشعب السوداني لاطول مدة ممكنة لو كان هنالك حاجة لحل المشكلة لتم حلها في مهدها وباقل جهد قبل ان يتم تدويلها....


محمد كامل
محمد كامل

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة