الكادر البشري
01-11-2017 02:03 AM


قبل أيام دعتنا قيادة الشرطة لزيارة أحد مجمعات خدمة الجمهور الجديدة والتي أقامتها بالمدن الثلاثة، فقمنا بزيارة مجمع بحري الذي يجمع كل الخدمات التي تقدم للجمهور في مكان واحد. يقدم المجمع خدمات السجل المدني والجوازات والمرور وخدمات المغتربين المتنوعة، في قاعات فسيحة وبطاقة إجلاس كبيرة وضخمة، مع تسهيل العمل عبر حوسبة كل الخدمات، حيث يتم استخدام أجهزة الكومبيوتر في كل مكان وعبر شبكة رابطة تتوفر لها كل خدمات الدعم الفني والاحتياطات.
حجم وشكل المباني مذهل جداً، والإمكانيات المتوفرة لا تقل عن ما يقدم في كل مكان في العالم، لا شك في ذلك، وعند خروجنا وجهت سؤالاً واحداً لقادة الشرطة: وماذا عن الكادر البشري، ماذا تم في مسألة تدريبه وتأهيله؟. قلت ذلك السؤال لأهمية العنصر البشري في عملية التواصل مع الجمهور، فكل هذا المجهود الضخم يمكن أن يهدر وتزداد الأمور تعقيداً إن لم تكن الكوادر العاملة قد تم تدريبها وإعادة تأهيلها بشكل يجعلها قادرة على التعامل مع الجمهور بفهم وصبر شديد، وعلى التعامل مع الأجهزة والبرامج المصاحبة بحرفية ومهنية عالية.
دار نفس السؤال بذهني وأنا استمع بالأمس للدكتور عوض الحسن النور وزير العدل وهو يتحدث في لقاء إعلامي عن مجهودات تطوير العمل بالوزارة، حيث ركز بشكل كبير على حوسبة العمل بكل أجهزة الوزارة لدرجة تسهل تعامل الجمهور والقطاع القانوني معها. المعلومات التي تم تقديمها لو تم تطبيقها حرفياً يمكن أن تنقل كل هذه التعاملات والخدمات لمرحلة غاية في التطور. لكن أيضا يظل سؤال الكادر البشري مهماً، فقد رأينا جهات حكومية كثيرة تستورد أحدث الأجهزة والمعدات والبرامج المكلفة، ثم تركنها لعدم قدرة العاملين على التعامل معها، ولنا في حكاية توطين العلاج بالداخل أسوة حسنة. فقد تم استيراد أجهزة حديثة ومكلفة ثم تم وضعها بالمخازن في مستشفيات طرفية لا توجد بها كوادر فنية مؤهلة.
عند سريان موجة إدخال الانترنت وأجهزة الكمبيوتر سارعت كل الوزارات والأجهزة الحكومية لإنشاء مواقع لها وتزيين المكاتب بأحدث الأجهزة، لكن إذا دخلت هذه المواقع بحثاً عن معلومة بسيطة ستجد أن المواقع لم يتم تحديثها منذ سنوات.
وكتبت قبل فترة عن رحلة بحثي عن ميزانية الدولة لعام 2016، وكيف عبرت عبر بوابة الحكومة الإليكترونية، ثم بحثت في مواقع البنك المركزي ووزارة المالية والبرلمان بحثاً عن الميزانية فما وجدتها. حيرتني أكثر مسألة عدم وجودها في موقع المجلس الوطني "البرلمان" الذي أجازها بالإجماع تصفيقاً وهتافاً، فصارت قانوناً، ثم لم يتكرم علينا بوضعها على الموقع، فقلت لنفسي هل تبرأ البرلمان من الميزانية التي أجازها، أم خجل منها فقرر التغطية على آثارها.
هذه المواقع والخدمات تحتاج لتحديث مستمر، وطواقم فنية ومدربة ومؤهلة لإدارتها وتقديم الدعم الفني لحل أية مشكلات تواجهها، غير ذلك تصبح مجرد لافتات مثل التي تعلق بالشارع، ترفع شعارات ولا تقول شيئاً.

التيار





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1175

خدمات المحتوى


التعليقات
#1580851 [مهدي إسماعيل مهدي]
1.00/5 (2 صوت)

01-11-2017 09:10 AM
عزيزي فيصل
كل سنة وأنت طيب.

أكبر كبائر الإنقاذ، تشريد الكوادر البشرية المؤهلة باسم الإحالة للصالح العام، وها هُم يحصدون ما زرعوا.

أما مسألة غياب المعلومات فهذه كارثة أخرى.

أجري مشروع بحث أكاديمي عن أهم موضوع يشغل السودان حالياً يتعلق بــ (النزاعات والتنمية والموارد الطبيعية) .. تصور حتى المعلومات الأساسية غير موجودة!!.


#1580696 [واحد من أياهم]
1.00/5 (2 صوت)

01-11-2017 02:27 AM
الحمار أم البردعة !ولو كانت جميلة فهى بردعة لن تضفى على هذا الحيوان أى صفة أبداعية أو تضف الي ملكاته القدية ما يمكنه من العمل على الكيبورد فهو تعود على جلد المواطنين بخرطوم المياه ولن يتغير كثيرآ ودونك و فيديو الكبجاب الذى و ان طالت عمامتهم فهم كبجاب! أصدقكك القول ستجد الجواب جاهز بأن الشبكة طاشة !(هذه التعللة صادفتها فى جوازات المغترلين وفى ترخيص السيارة وكذلك فى تأشيرة الخروج المنكورة! والسبب واحد هو التلكؤ لأدخال الملفات التى يودون أدخالها والبقية تراجعنا باكر!)


فيصل محمد صالح
فيصل محمد صالح

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة