كلنا نتذكر اغنية الفنانة الفلسطينية التي كانت تبدا بسؤال الشعب العربي وين؟ و كانت بالتاكيد تتسال عن التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني و في الحقيقة الشعب العربي دوما كان متضامنا مع الشعب الفلسطيني و لا يزال متضامن و متعاطف مع الشعب الفلسطيني بحكم العروبة التي تجمعهم. و سبب تساؤلي عن تضامن الشعب السوداني هو كثرة الازمات و الحروب التي تحيط بهم و بالتاكيد الحكومة السودانية طرف في تلك الازمات و الحروبات لكن الشعب اختار الصمت رغم كل القيم الجميلة النادرة التي يتمتع بها الشعب السوداني لكن لم يظهر اي تعاطف مع الشعوب و القبائل التي وجدت نفسها ضحية للحكومة السودانية. السودان محاط ببؤر التوتر و الاحتقان لكن بالتحديد نتحدث عن الصراع في منطقة ابيي... فهذه المنطقة الصغيرة قدمت الكثير للسودان الواحد و قدمت الكثير لجنوب السودان ففي ايام المهدية التي حاربت الحكم التركي كان شعب الدينكا نقوك و قيادتها من اوائل من قدموا يد العون للمهدية و قاتلوا جنب الى جنب ضد الاتراك اما في ابان الحكم الانجليزي فقد لعبت منطقة ابيي دور حيوي في تخفيف سياسة المناطق المقفولة و اصبحت منطقة تداخل بين الشمال و الجنوب و قدموا مستوى متقدم من التفاهم بين قبائل جنوب السودان و قبائل شمال السودان و بالتالي ساهمت في الادراك المبكر بالقومية السودانية ... و في فترة الحرب بين الشمال و الجنوب استمرت ابيي في حل المعادلة الصعبة فكان عبر ابيي تمر البضائع و الناس مختلفين شمالا و جنوبا فخففت تاثير الحرب على حركة التجارة و كانت منطقة ابيي الممر الامن للشماليين و الجنوبيين على حد سواء...و لا نسى النفط فمن المعروف ان النفط قد اضافت بعدا جديدا في الحرب بين الشمال و الجنوب و استفادت الحكومة السودانية من نفط ابيي لحل الكثير من العقد الاقتصادية و لقد اعطت اتفاقية السلام الشامل شعب ابيي نسبة 2% و لكن حتى تلك النسبة الضئيلة استخسرتها الحكومة السودانية على شعب ابيي...و لم تكتفي بذلك بل شجعت مليشيات ماجورة على القضاء على انسان ابيي بصورة ممنهجة متمثلة في نهب الابقار و حرق المحاصيل و حرق البيوت و القتل كما حرمت الحكومة السودانية شعب ابيي من الحصول على حق تقرير المصير بعرقلة قيام استفتاء ابيي في المعاد المحدد كما قامت بعرقلة كل الجهود التي تؤدي الى الوضع النهائي لقضية ابيي كما رفضت الخرطوم نتائج استفتاء احادي اقامها شعب ابيي بعد فشل الحكومتين في الوصول الى حل نهائي و حرضت حكومة جنوب السودان للقيام بالامر المماثل و هو غض النظر عن معاناة انسان ابيي فاصبح اهل ابيي كمن يؤذنون في مالطة. في الغالب شعب ابيي يلوم حكومة السودان الحالية على الظلم و يلوم كل الحكومات الوطنية التي اختارت ظلم شعب ابيي رغم العطاء الغير المحدودة لانسان ابيي... لكن يظل السؤال عالق بالاذهان الشعب السوداني وين؟ ...هل السكوت عن الظلم علامة رضا؟ ام اصبح الشعب السوداني عاجز عن التصدي او الحديث عن ظلم الحكومة؟ نترك الاجابة للايام لكن يبقى انهاء مشكلة ابيي بالطرق السلمية هي الوسيلة الوحيدة لوقف نزيف الدم شمالا و جنوبا و لكن دون المشاركة الشعبية شمالا و جنوبا يصبح طرح حلول السلمية امر شبه المستحيل امام تعنت الحكومة السودانية و قناعتها في فرض الامر الواقع بقوة السلاح فقط دون تجربة الحوار السلمي. و في الحقيقة العالم مليئ بتجارب اثبتت ان الحل السلمي و النضال السلمي تجلب نتائج ناجحة و ثابتة و صالحة لكل الاجيال و خير مثال نضال غاندي في الهند لنيل الاستقلال و نضال لوثر في اميريكا من اجل الحقوق المدنية و نضال نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا لانهاء الفصل العنصري...في تلك النضالات الخالدة التي قادها افراد اختاروا الطريق السلمي كان السند الشعبي هو سبب نجاح تلك النضالات فالشعب الواعي بقيمة السلام لا تساوم في تحقيق السلام و العدالة...و بما ان مفتاح حل قضية ابيي في ايد الحكومة السودانية فمن المهم ان يشارك الشعب السوداني و ان يستمع الشعب السوداني الى وجهة نظر دينكا نقوك في المسالة. شعب ابيي لا يعادي الشعب السوداني انهم فقط يطالبون بحقهم في تقرير المصير لانهم متضررين لاكثر من قرن من الزمان فقد تم نقل منطقة ابيي من اقليم بحر الغزال الجنوبي الى اقليم كردفان الشمالي و كان ذلك بواسطة سلطات الاستعمار التي لم تعر اهتمام لراي سكان ابيي... وتفاقمت الامر في ظل الحكومات الوطنية التي تلت الاستعمار و لكن عندما يصل الامر الى حد طمس الهوية الاستيلاء على الارض و نهب الثروة و انكار حق الوجود و القتل و التهجيرالقسري فهذا ظلم فوق للطاقة و ليس في قدرة اي مجتمع السكوت عنها او تحملها دون ان يثور...و بما ان الثورة انتهت باتفاقية السلام الشامل فمن حق شعب ابيي اقتطاف نصيبها من ثمار تلك الاتفاقية التي اعطت شعب ابيي حق تقرير المصير و من هنا ادعو الشعب السوداني عامة افراد و جماعات الي اعانة شعب ابيي للوصول الى نهاية المطاف بالطرق السلمية كي ينطفئ النار ...فمن الواجب ان تساعد جارك في اطفاء حريق نشب في بيته حتى لا يمتد النار الي بيتك. بقت مكواج انقويك [email protected]

3 | 0 | 1202

• أدوات :
• [إرسال لصديق]
• [طباعة]
• [حفظ بإسم]
• [حفظ PDF]

شكرا بقت على اثارة هذا الموضوع وطرح السؤال المنطقي وهو الأهم: السعب السوداني وين؟؟؟؟؟ الاجابة على هذا السؤال تساوي الحياة للشعب السوداني الذي اقول كجزء من الاجابة على سؤالك العميق: الشعب السوداني ذاب وافترسه غول الانقاذ المجرم الذي كان وما يزال هدفه الأوحد هو تذويب الشعب السوداني وتفريقه وزرع الفتنة والكراهية والتفرقة العنصرية بين أفراده . فكانت أولى الثمار التي جناها هؤلاء المجرمون هي فصل الجنوب. وتمادوا بعد ذلك في هذه السياسة القذرة باشعال حرب الابادة في دارفور واذا جمعت سكان دارفور مع سكان الجنوب فتكون المحصلة هي تقريبا نصف الشعب السوداني شعبا ومساحة. أما النصف المتبقي فارس فيه هؤلء المجرمون شتي صنوف الأذي والعذاب والالهاء فتم افقاره وفصله وتشريده في شتى بقاع الارض ومن تبقى منهم شغلوه بنفسه حتى أصبح داب نفسه فقط.
هذه هي الاجابة على سؤالك الذي اشكرك عليه واسأل الله ان يرد الشعب السوداني ردا جميلا لينتقم من هؤلاء المجرمين.
لا اتفق مع تعليق الأخ Walid ادناه جملة وتفصيلا وهذه اللعة الكريهة هي أحد اسباب ما نعانيه الآن.

نحن نتحدث عن استحقاق نص عليها اتفاقية السلام الشامل و ليس هنالك طريق اخر سوى تطبيق نصوص تلك الاتفاقية و شعب ابيي ادرك بمصلحته اكثر من اي طرف... و الاوضاع الماسوية التي تمر بها شعب جنوب السودان هي توابع لاشياء كثيرة منها سوء القيادة بالاضافة توابع عدم تطبيق الاتفاقية نصا و روحا و لجات الدولتين الى حروبات الوكالة بمعنى ان حكومة خرطوم لها يد فيما يحدث في الجنوب و العكس صحيح ...لكن الحقيقة ثابتة ان اهل مكة ادرى بشعابها.

افرض ادوهم حق تقرير المصير .. هل بتعتقد انهم حا يختاروا ينضموا لدولة الجنوب المعدومة الامن و هم شايفين بعيونهم الجنوبيين جايين جارين للشمال الاساؤوا ليهو لمن انفصلوا ؟؟

الدولتين فاشلتين لكن بصراحة شعب السودان يتفوق بملايين المرات على شعب الجنوب في التسامح و الفهم و الاخلاق

الاكثر مشاهدةً/ش

الاكثر تفاعلاً