الأخ ابو الحسن اولا اشكر لك تجشمك عناء القراءة وعنت الرد، وهذا ما يراد لمثل هذه المقالات وهو تحفيز النقاش ومن ثم البحث دون اعتبار للانتصار للرأي...
ابدأ من حيث انتهيت انت، ليكن واضحا ابتداء ان حديثي عن بنية العقل التي ترتب عنها القول ب (التجويز) وبعيدا عن المحتوى وهو المعتقد، تصبح العقول اشباه الى حد كبير جدا....
لذلك وفق ما ارى يصبح الشيوعي والسلفي والاشعري الصوفي سواء من حيث المنطلق وليس المنتهي. ولا تكاد تجد فارق ذي بال.
لان الاشعري نفسه يعتقد ما يعتقد الامام احمد كما جاء في الابانه، وان قيل من البعض انما هي تقية، فهذا لا يهمنا كثيرا والشيوعي السوداني او العربي عموما لا يخرج عن الفضاء الثقافي العام الذي يغذي عقولنا جميعا...
اما الفهم القاصر للقضاء والقدر وان الامر حتف حسب قولي فقد ظهر من ايام الخليفة معاوية ابن ابي سفيان حينما نشبت الفتنة الرعناء مع الامام علي رضي الله عنهما، و وقوع الامة في حيرة ايهما على حق فبرزت عقيدة الجبر لتنفض ما علق بالنفوس من رفض ومنها وضدها خرجت عقيدة الارجاء التي كانت ردة فعل للاولى...
في تلك الفترة خرجت المعتزلة مناوئة للهرمسية والمانوية والمجوسية التي تفشت إذاك لذلك نقول المعتزلة في بادئ امرهم أسدوا خدمات جليلة للاسلام فهم الوحيدون الذين ارجعو العقل لساحة المعتقد ودافعوا عن الاسلام باستماته حتى اذا تماهوا مع السلطان خفت بريقهم وانحرف عقلهم...
أما القول عن ابن حزم الظاهري، فهو الذي حارب التاويل الباطني وشطحات المتصوفة واثبت السلطة للنص والمعنى الظاهر بناء على العقل من ناحية ومن ناحية اخرى حرم الاتباع حتى لكبار الائمة من وزن الامام ابو حنيفة والامام مالك والامام الشافعي والامام احمد رضي الله عنهم جميعا... بل لقد الغى بمفهوم المماثلة ولم يقف عند ذلك وتكلم في عدم حجية القياس الذي اتي به الامام الشافعي و وسع من دائرة الحلال وقصر الحرام على ما فيه نص فقط دون اي قياس، هنا ربما يقول البعض الغائه للقياس إلغاء للعقل ولكن العكس صحيح فهو يرى اعمال العقل بحرية دون سلطة القياس فيما ليس فيه نص.
فلم اكن مجانبا للصواب عندما اشرت الى مدرسته التي انتجت ابن رشد ثم الامام الشاطبي الذي كسر سلطة التفسير اللفظي وادخل مفهوم المقاصد وهو الاستقراء العام وهذا لعمري جوهر العقل الذي نبحث عنه.
اما النهج الذي (أرى) و ادين الله به وحسابي سيكون وفق ما اعقل (فهو فيما ارى نهج القران والصحابة ولا الزم غيري به) ان الانسان يسير وفق اقدار الله اي سنن الله في الكون وهي بفهمنا قوانين السير العامة التي لا نخرج عنها سنة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا، في هذا الاطار العام للانسان الذي ألهم الفجور والتقوى ان يفعل وان يسلك وفق العقل الذي اودعه فيه الله سبحانه وتعالى وعلى ذلك يحاسب يوم القيامة...
بمعنى انك الان حر في ان تقرا كلامي او تصرف نظرك والامر ليس حتف وليس جبر.
اذن الامر ليس بسيط بحيث يترك حله للشيوعيين او العلمانيين وكلاهما يمتح من نبع ايديولوجي خارجي، وعليهم يقع عبئ تبيئة واستنبات ما يقولون واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.
الحل فيما ارى واعتقد هو التحرر من الاحكام المسبقة على بعضنا وكسر الصور الذهنية الشائهة والنقاش دون قبليات فكرية تكبل سبل التواصل وان يكون السجال بين العقول وليس الايديولوجيات ...
ولك فائق الاحترام...
الأخ ابو الحسن اولا اشكر لك تجشمك عناء القراءة وعنت الرد، وهذا ما يراد لمثل هذه المقالات وهو تحفيز النقاش ومن ثم البحث دون اعتبار للانتصار للرأي...
ابدأ من حيث انتهيت انت، ليكن واضحا ابتداء ان حديثي عن بنية العقل التي ترتب عنها القول ب (التجويز) وبعيدا عن المحتوى وهو المعتقد، تصبح العقول اشباه الى حد كبير جدا....
لذلك وفق ما ارى يصبح الشيوعي والسلفي والاشعري الصوفي سواء من حيث المنطلق وليس المنتهي. ولا تكاد تجد فارق ذي بال.
لان الاشعري نفسه يعتقد ما يعتقد الامام احمد كما جاء في الابانه، وان قيل من البعض انما هي تقية، فهذا لا يهمنا كثيرا والشيوعي السوداني او العربي عموما لا يخرج عن الفضاء الثقافي العام الذي يغذي عقولنا جميعا...
اما الفهم القاصر للقضاء والقدر وان الامر حتف حسب قولي فقد ظهر من ايام الخليفة معاوية ابن ابي سفيان حينما نشبت الفتنة الرعناء مع الامام علي رضي الله عنهما، و وقوع الامة في حيرة ايهما على حق فبرزت عقيدة الجبر لتنفض ما علق بالنفوس من رفض ومنها وضدها خرجت عقيدة الارجاء التي كانت ردة فعل للاولى...
في تلك الفترة خرجت المعتزلة مناوئة للهرمسية والمانوية والمجوسية التي تفشت إذاك لذلك نقول المعتزلة في بادئ امرهم أسدوا خدمات جليلة للاسلام فهم الوحيدون الذين ارجعو العقل لساحة المعتقد ودافعوا عن الاسلام باستماته حتى اذا تماهوا مع السلطان خفت بريقهم وانحرف عقلهم...
أما القول عن ابن حزم الظاهري، فهو الذي حارب التاويل الباطني وشطحات المتصوفة واثبت السلطة للنص والمعنى الظاهر بناء على العقل من ناحية ومن ناحية اخرى حرم الاتباع حتى لكبار الائمة من وزن الامام ابو حنيفة والامام مالك والامام الشافعي والامام احمد رضي الله عنهم جميعا... بل لقد الغى بمفهوم المماثلة ولم يقف عند ذلك وتكلم في عدم حجية القياس الذي اتي به الامام الشافعي و وسع من دائرة الحلال وقصر الحرام على ما فيه نص فقط دون اي قياس، هنا ربما يقول البعض الغائه للقياس إلغاء للعقل ولكن العكس صحيح فهو يرى اعمال العقل بحرية دون سلطة القياس فيما ليس فيه نص.
فلم اكن مجانبا للصواب عندما اشرت الى مدرسته التي انتجت ابن رشد ثم الامام الشاطبي الذي كسر سلطة التفسير اللفظي وادخل مفهوم المقاصد وهو الاستقراء العام وهذا لعمري جوهر العقل الذي نبحث عنه.
اما النهج الذي (أرى) و ادين الله به وحسابي سيكون وفق ما اعقل (فهو فيما ارى نهج القران والصحابة ولا الزم غيري به) ان الانسان يسير وفق اقدار الله اي سنن الله في الكون وهي بفهمنا قوانين السير العامة التي لا نخرج عنها سنة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا، في هذا الاطار العام للانسان الذي ألهم الفجور والتقوى ان يفعل وان يسلك وفق العقل الذي اودعه فيه الله سبحانه وتعالى وعلى ذلك يحاسب يوم القيامة...
بمعنى انك الان حر في ان تقرا كلامي او تصرف نظرك والامر ليس حتف وليس جبر.
اذن الامر ليس بسيط بحيث يترك حله للشيوعيين او العلمانيين وكلاهما يمتح من نبع ايديولوجي خارجي، وعليهم يقع عبئ تبيئة واستنبات ما يقولون واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.
الحل فيما ارى واعتقد هو التحرر من الاحكام المسبقة على بعضنا وكسر الصور الذهنية الشائهة والنقاش دون قبليات فكرية تكبل سبل التواصل وان يكون السجال بين العقول وليس الايديولوجيات ...
ولك فائق الاحترام...
الاخ الصديق النعمة بعد التحية
اسمحلي بهذه المداخله
اولا=قولك أنه لا توجد علاقه بين السبب و المسبب و هو أمر حتم - يعني اجماع - و هذا غير صحيح و انما هو قول الاشاعرة اصحاب العقل الذي تدعو إليه و الأشاعرةُ ينكرون الربط العادي بإطلاقٍ، وأن يكون شيءٌ مؤثراً في شيءٍ، وأنكروا كلِّ "باءِ سببيةٍ" في القرآن ، وكفَّروا وبدَّعوا مَنْ خالفهم. ومأخذُهم فيها هو مأخذهم في القدر. فمثلاً عندهم مَنْ قال: إن النارَ تحرقُ بطبعِها أو هي علَّةُ الإحراق فهو كافرٌ مشركٌ، لأنه لا فاعلَ عندهم إلا الله مطلقا
ثانيا= قولك الانسان يسير وفق نظام آلي لا يملك فيه ارادة ، وانما هو القضاء والقدر في تفسيره المخالف لنهج القرآن والسنة. طيب اكتب المنهج الذي تراه صحيح و ما هو منهج القرآن و السنه في القدر
ثالثا= قولك المعتزلة اصحاب صحوة عقلية و بن حزم الظاهري فيلسوف هذا غير صحيح مثلا الايمان عند ابن حزم هو الإيمان بالكتاب والسنة دون أي أعمال للنظر العقلي و قد كان بن حزم شديدا على الفلاسفه ويصفهم انهم ذنادقه و ضالين - تجده في رسالة الرد على الكندي الفيلسوف
رابعا = من هم الذين يقولون بعقيدة التجويز التي ذكرتها و يسرقون و يحتجون بالقدر و يقولون انهم مسيرون هذا هو فهمك الخاطئ و الصحيح ان الانسان تارة مسير و تارة مخير -و اذكرك بمقولة عمر بن الخطاب عندما جئ إليه بسارق يقول انه سرق لان الله كتب له انه يسرق فكان رد عمر بن الخطاب له _و نحن نقطع يدك بقدر الله-
خامسا -ثم تذكر أن الغائب هو عقل السوداني المقهور ،، ابحث عنه هل تجده مثلا في اعتقاد الشيوعيين ام في اعتقاد العلمانية ام في اعتقاد اهل الرسالة الثانية و اقول لن تجد هذا العقل الا اذ تلتزم الفهم الصحيح المبنى علي القرآن و السنة علي فهم سلف الامه