بترول ودولارات وحكايات
08-21-2017 10:18 PM

لم تكن إتفاقيات البترول السرية هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها الانقاذ في حق الشعب السوداني وموارده الطبيعية،فقد تبعتها جرائم أخرى لا تحصي ولا تعد تتعلق بالبترول والمصافي والخطوط .
وسرية الاتفاقيات الموقعة مع الاجانب،كانت لتغطية تفاصيلها،التي مكنت الصينيين وغيرهم من السطو على هذه الثروة دون كثير عناء .
وعلى ذلك فقد حصل من يسمون أنفسهم بالشركاء الأجانب على نصيب الأسد من ثروة الشعب السوداني تحت غطاء اتفاقية قسمة الإنتاج،وبالتواطؤ مع السدنة والحرامية اشتروا معظم صادر البترول السوداني دون عطاء علني ومزايدات بثمن بخس ولا بد أن هنالك من قبض الثمن ..
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاءت اتفاقية مصفاة الخرطوم والحكومة التي تدعي أنها شريك في المصفاة لم تورد أي جنيه من عائدات التكرير للخزينة العامة،وبنك السودان لا زال يدفع مئات الدولارات لقاء تسديد القرض الصيني كل عام دون إعلان عن أصل القرض وفوائده.
وظل حجم الإنتاج اليومي رهين بما يعلنه الأجانب،ولكن أرقام صادراتهم إذا ما قورنت باحصائيات الإنتاج فإنها تكشف المثير،دعك من هذا فالحقول البترولية والخطوط أقيمت على أراضي مملوكة للأهالي،وكذا ميناء التصدير فتم تهجيرهم دون تعويض أو بثمن بخس والأضرار لا زالت تحيق بهم .
وحتى عندما جاءت نيفاشا وقسّمت البترول فقد شكت الولايات المنتجة من عدم استلام نصيبها كما قرره الدستور وحكومة الجنوب نفسها شككت باستمرار في الأرقام التي تحدد نصيبها.وهذا ما أكدته مجموعة الشاهد الدولي الدولية عندما أصدرت تقريرا عن الفساد في قطاع البترول ببلادنا.
وبينما كانت الحكومة تضع سعرا محددا للبرميل في الموازنة وتضربه في عدد البراميل التي تم تكريرها في السنة وتحدد بموجبه عائدات البترول في الميزانية كان الفرق بين المليارات الناتجة عن بيع المشتقات البترولية في محطات الخدمة .وسعر برميل الموازنة لا تظهر في أي مكان،فاحسب الأموال الطائلة التي ذهبت حيث ذهبت.
وانتهت نيفاشا وتضاءل إنتاج البترول السوداني وقيل ما قيل عن ديون كثيرة للصينيين علي بلادنا،ولكن جرد حساب البترول لن يسقط بالتقادم،والدين الصيني لا علاقة للشعب به،وكشف حساب العائد الفعلي للبترول السوداني منذ 1999،لن يضيع لأن حاجز السرية على المعلومات يمكن اختراقه إن لم يكن قد اخترق فعلا.
هذا قليل من كثير مما هو حادث في قطاع البترول يا رشا وأخواتها،والحساب قادم،وهو حساب عسير بين الشعب ومن بددوا ثروته،وحولوها إلي عقارات وشركات بدلا عن مدارس ومستشفيات..انتظرونا في باقي الحلقات. ..

كمال كرار
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1127

خدمات المحتوى


التعليقات
#1685250 [fouad kabara]
1.54/5 (6 صوت)

08-22-2017 03:24 AM
قليل من كثيرالبترول لن يسقط بالتقادم


كمال كرار
كمال كرار

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة