المقالات
السياسة
نزاهة القضاء السوداني وجهل المواطن السوداني بالقوانين..
نزاهة القضاء السوداني وجهل المواطن السوداني بالقوانين..
08-24-2017 09:17 PM

نزاهة القضاء السوداني وجهل المواطن السوداني بالقوانين..

✍ بعد (جرجرة) جلسات وقضايا ومحاكم لسنوات، تمكن الأستاذ عثمان الطريفي، مواطن بسيط من مواطني مدينة الدمازين من أخذ حقوقه كاملة ومن القاء مدير محلية وأكثر من (5) موظفين وضابط شرطة بالسجن، بسبب مخالفاتهم لأوأمر القضاء السوداني وانتهاكهم للقانون، وذلك عبر معركة قانونية شرسة طويلة الأمد استمرت لسنوات، دار فيها الخلاف حول (كُشك) المواطن التجاري الذي أمرت المحلية بإزالته بعد شهر من بنائه بالخرصانة المسلحة، ورغم أن هنالك تعاقد بينه وبين المحلية.
✍ تمكن القضاء السوداني من انصاف هذا المواطن السوداني البسيط وألزم المحلية بتعويضه مادياً واعادة بناء كشكه المتواضع، وعندما تماطلت المحلية في دفع التعويض المالي اضطرت الي بيع احدى سياراتها لسداد هذا التعويض وسداد اتعاب القضية، وقررت المحكمة بقاء المحل وتشييده من جديد.
✍ ولك أن تتخيل أخي وأختي القارئة، المعاناة والمشاق التي تكبدها هذا المواطن البسيط من أجل حفاظه على حقوقه حتى حقق هذا الإنتصار الكاسح على محلية كاملة بكل مقوماتها ومعطياتها، لك أن تتخيل صراع مواطن بسيط وعبر القانون محلية ولاية بأكملها ومعها قوات شرطة لإزالة (كُشك)، تقوم بهدم المبني متحدية قرار المحكمة بعدم ازالته، والمواطن البسيط يلهثاً بحثاً عن العدالة مابين الجهاز القضائي وما بين الوقوف بكل شجاعة وقوة أمام آليات الهدم، هذا بخلاف البلاغات التي قد تم فتحها ضده وتم عبرها إلقائه في السجن بسبب معارضته لقرار المالية القاضي بالازالة ولاعتراضه الشرطة وهي تقوم بتنفيذ أوامر المحلية، فيخرج من سجنه وهو أكثر إيماناً بحقوقه وثقة في أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
✍ مواطن آخر، ورجل صنديد خدم الوطن بدمائه، وقاتل من أجل تراب هذا الوطن، لم يدرس المحاماة ولم يتخرج من كلية القانون، ولكن مبادئه وإيمانه بالحقوق والواجبات جعله يقوم بمقاضاة مستشفى سلاح طبي بكامل قياداته فقط في مبلغ 40 جنيه و50 قرش، إنه (كبسور) وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الذي لا يرضى أبسط ملامح الظلم، مصعب الحجاز، الذي خاض معركة قانونية شرسة مع مستشفى السلاح الطبي بسبب استرداد ثلاثة أرباع قيمة فاتورة دواء البالغة (50)جنيها فقط.
✍ وأثناء سير قضية الحجاز التي استمرت عامين كاملين، وفي إحدى جلساتها لم يتمكن المستشار القانوني للمستشفي العسكري من الحضور فقام بتوكيل محامية بدلا عنه، الأمر الذي رفضه الحجاز وطالب القاضي بتعويضه لتعطيل إجراءات هذه الجلسة وتم تغريم المستشفى العسكري مبلغ (500) جنيه لصالح الحجاز.
✍ (بالله يخسر سنوات من عمرو عشان كُشك ب12ألف جنيه)، (ياخ جاري جلسات ومحاكم سنتين عشان 40جنيه و50قرش)، بالتأكيد هذا ما سيدور في أذهان الكثيرين وهم يقرأون هذا المقال، فلقد أصبح كل التفكير في الحياة هو العائد المادي لا غير، ماذا ستكسب وكم عدد السنين التي ستكسب فيها وما الى ذلك.
✍ إن الهدف الذي سعى له (الطريفي) و (ومصعب الحجاز) ليس القيمة المالية في الكُشك أو قيمة الدواء، لأنها قيمة مالية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تستحق أن يبدد الإنسان سنوات من عمره بحثا وسعياً خلفها، ولا يعقل أن يتحمل (الطريفي) الصبر سنوات جلسات ومحاكم، تمخضت عن سبعة أحكام ضده، وأكثر من عشرين حُكماً لصالحه، من أجل (كُشك) فقط، كما أن صبر (ودالحجاز) وتحمله لأكثر من (25) جلسة في قاعات المحكمة، فقط من أجل(40) جنيه و(50) قرش، الهدف الأساسي هو الحقوق الإنسانية وكرامة الإنسان التي يريد أن يبعثرها المسؤول في فضاء ظلمه وفناء بأسه وسور سلطته وقوته.
✍ القانون السوداني بخير وعافية، والقضاء السوداني نزيه، ولكن الخلل في فهم المواطن السوداني لأبسط حقوقه القانونية، ومعظم الناس يتخوفون من المطالبة بحقوقهم خوفاً ورهبةً من أن يتم ظلمهم، وأحياناً عدم المواصلة في طرق أبواب القضاء واليأس لإحدى الإخفاقات القانونية في مشوار التقاضي تجعل الواحد منّا مستاءاً من القضاء فيلقي باللوم جزافاً هنا وهناك، ولكن من يواصل السير ويتحمل المشاق، فلا بد من أن يحصل على حقوقه، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه، وهذه المقولة دليل قاطع أن الحق لا يترسّب في قاع الأهواء والباطل والمكائد والدسائس، الحق دائماً يعلو بمن يعلو بمطالبه، ويرتفع بمن ترتفع همته، ويبقى بيّناً شفافاً لمن يحسن الظن بربه وعدالته، فلا يتهم قاضي بالظلم وقضيته مازالت في بواكيرها، ولا يرضى بأن تحمل نفسه ظنوناً وهواجساً ضد قاضٍ يريد انصافه ومنحه حقوقه، فقد تتحول هذه الظنون والهواجس لذنوب عظيمة تعكس في خاتمة الأمر سير العدالة في غير اتجاهه رغم مظلمته بسبب سوء ظنه.
✍ أخيرا .. إحذر أيها المظلوم أن تتحول لظالم أثناء بحثك عن حقوقك، ولكن ان تحولت لوحشٍ أثناء صراعك للوحوش، فالزمن هنا كفيلٌ بأن يجعل القوة في جانب من لا يخشون في الحق لومة لائم.
✍ قال تعالى (هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا (109) ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر يجد الله غفورا رحيما (110) - سورة النساء


✍ علي بابا
24-8-2017م.
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1304

خدمات المحتوى


التعليقات
#1697391 [مصعب الحجاز]
0.00/5 (0 صوت)

10-04-2017 09:04 AM
جزاك الله عنا كل خير أخي العزيز علي جعفر ونصرك الله على خصومك


#1687046 [dolphine]
2.07/5 (6 صوت)

08-25-2017 07:35 PM
يا دكتورنا الفاضل انت خليت عشانك كسلا وأصبحت كاتب راتب فى الراكوبه.نتمنى لك النجاح لا تعوذك المهارات اللازمة.


#1687026 [عبدالعزيز عبدالباسط]
2.01/5 (10 صوت)

08-25-2017 06:38 PM
صراحة مقال كان يستحق النشر فى الواجهة ... قضاتنا من اعظم القضاة فى العالم و أكثرهم علما وثقافة.. فقط اعطوهم استقلالهم الكامل و أمنحوهم مساحة الحرية اللازمة و سيصبحوا مفخرة لكل سودانى ..
مولانا عوض محمد احمد كان قاضيا لقضاة شمال نيجيريا..
قضاتنا العظام جعلوا من مدينة "كانو" النيجيرية مدينة للعلوم والثقافة ،و قبلة لطالبى العلم من كل انحاء القارة، و اسسوا اول مدرسة فى مدينة "كانو" تدرس فيها العلوم الحديثة بجانب العلوم الدينية والشرعية.
قضاتنا العظام يعلمون و يحفظون عن ظهر غلب الحديث الشريف " قاضى فى الجنة وقاضيان فى النار" وهم ككل اهل السودان تربوا على التدين و لن يبيعوا اخرتهم بدنياهم ..
لكن يبقى على عاتقهم سرعةاسترداد حقوق المظلومين و لو تكبدوا المشاق وانتقلوا وحققوا بانفسهم ويبقى عليهم ردع الظالمين مهما بلغت مراكزهم السلطوية ..و ما دام اختاروا لانفسهم هذه المهمة الصعبة فعليهم ان لايخشوا صاحب سلطة او جاه..و نحن معهم نوازرهم ونحترمهم ونجلهم ونثق بهم.. فهم رمز فخر لهذا الوطن العظيم..


#1686756 [عجب]
1.88/5 (15 صوت)

08-24-2017 09:34 PM
مقال جميل هادف شكرا لك استاذي


علي بابا
علي بابا

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة