المقالات
السياسة
الأضحية بين رأيين
الأضحية بين رأيين
08-28-2017 11:00 AM


سألني سائل سؤالا استنكاريا لا استعلاميا هدف من ورائه الحصول على الاجابة التي يرغبها ، قال ما رأيك في الحصول على خروف الأضحية بالأقساط لمن لا يملك ثمنها حاضرا ، أليس في ذلك مشقة له تدخله في دوامة الديون ،ثم الا يعتبر مثل هذا المسلك محض مظهر اجتماعي سالب تجب محاربته ، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ضحى عن نفسه وعن أهل بيته, وعمن لم يضح من فقراء المسلمين بكبشين أملحين أقرنين ، هذا علاوة على أن عملية بيع الخراف بالأقساط تقفز بأسعارها؟ .. ولأنني لست من أهل الفتيا كدت أن اجيبه بمقولة سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما الشهيرة التي كان يقولها فرحا وهو يفرك يديه ( سئل ابن عمر عما لا يعلم فقال لا أعلم ) ، ولكنني استدركت اذ استحضرت ما يجيب عليه على مسؤولية هيئتين تتصدران عملية الافتاء في مثل هذه الأمور .. هيئة علماء السودان التي أصدرت فتوى جوّزت فيها شراء الأضحية عن طريق الاستدانة أو بالأقساط.. وعلى الضفة الأخرى وقفت هيئة شؤون الأنصار وأصدرت رأيا مضادا للذي أصدرته هيئة العلماء لا تصد فيه عن السبيل الذي سلكته هيئة العلماء فحسب، بل وتحذر من عواقبه بما يمكن أن يجلبه على الفقراء وذوي الدخل المحدود من رهق سداد الدين أو الأقساط، وربما صاروا بسبب ذلك من الغارمين الذين يستحقون الزكاة، و طمأنت هيئة شؤون الأنصار غير القادرين على شراء الأضحية من حر مالهم و(كاش داون) بأن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قد ضحى عنهم بكبشين أقرنين أملحين، وبذلك صار لدينا رأيان يقف بينهما الفقراء ومحدودو الدخل، رأي هيئة العلماء، وهي هيئة محسوبة على الحكومة والحزب الحاكم، وإن اجتهدت في نفي هذه الصلة القائمة التي تثبتها شواهد ومشاهد عديدة، ورأي هيئة الأنصار التي لا سبيل لنفي صلتها العضوية والتاريخية بحزب الأمة، ولا أدلّ على هذه الصلة من القاعدة الذهبية الأنصارية التي تواترت عبر العقود (كل أنصاري بالضرورة حزب أمة ولكن ليس من الضروري أن يكون كل حزب أمة أنصارياً)، هذا الاختلاف بين الهيئتين ذكرني بطرفة الشيخ الداعية عبد الحميد كشك -رحمه الله -التي جرت على ألسنة بعض الوعاظ باعتبارها من الأحاديث النبوية الصحيحة، قيل إن الشيخ كشك قال في ثنايا خطبة له إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل سيدنا بلال بعد انقضاء أيام عيد من أعياد الأضحى، بما ضحيت يا بلال، قال بلال بـ(ديك)، فقال له النبي ممازحاً (مؤذن ضحى بمؤذن ) .. ربما كان في هذا الاختلاف رحمة وتوسعة على الضعفاء والفقراء، هذا طبعاً إن جاز أن في الاختلاف في مثل هذه المسألة رحمة، فعندها سيكون الخيار لمن لا يملك ثمن الأضحية كاملا قل سعرها أو ارتفع، إن شاء اتبع فتوى هيئة العلماء وإن شاء انصاع عن قناعة لتحذيرات هيئة الأنصار ولا تثريب عليه في أي خيار يختار .. والله اعلم ..
الصحافة





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1018

خدمات المحتوى


التعليقات
#1688367 [nadus]
1.94/5 (5 صوت)

08-29-2017 06:55 AM
العزيز حيدر المكاشفي..


كنا نقرأ لك ولعووضه وشبونه و زهير و لا تسعنا الأرض إعجابا بكم..وسعدنا يصلاية مواقفكم رغم شظف العيش وتضييق الخناق..
كنت أظن انكم لن تنحوا ابدا..
خاصة انت وعووضه..بل حلمت بأننا سننتخب يوما ما المكاشفي وعووضه ومولانا حمدنا الله ليكونو نواة لسودان جديد..
عووضه يرحمه الله سقط ولا أمل فيه....
انت أصبحت تكتب خارم بارم..بداية السقوط..ارجوك وقبل أن تهلل لهذا النظام اكتفي بوظيفتك التشريفية واكل منها عيش ولا تدنس تاريخك..


#1688239 [عزوز(الاول)]
2.38/5 (4 صوت)

08-28-2017 02:51 PM
سيدي:
لماذا نحصر الفتيا في هذا الأمر على هاتين الجهتين ونضييق على العباد، ان (جوجل) الأن يفتينا على المذاهب الاربعة والحمد لله مما جعلنا لسنا بحاجة لأراء هؤلاء، وللمسلم الخيار فيما يتبع حسب اطمئنان قلبه اذا اختلفت الفتاوى.
لقد فتح لنا (جوجل) هذا نوافذ لا حدود لها من العلم وكشف لنا في الدين ما كان (مغتغتا") لحاجات (في نفس نفس يعقوب).
كلنا نشأنا على ان الأضحية واجبة او سنة ولكن تبين لنا انها لا هذي ولا تلك، ابو بكر وعمر ما كان يضحيان هل هنالك من هو اولى بهما في ذلك،؟ ابن عباس المبسور الحال، كان كثير الذبح في الايام المعتادة،ولكنه كان لا يضحي لان عرف ان النبي قد ضحى عن الامة كافة، وكان يذهب يوم العيد على رؤوس الاشهاد ويشتري اللحم من السوق ليرى الناس فعله.
اما ان يقوم احد الناس غير القادرين على الشراء نقدا" بأن يشتري الاضحية بالأقساط فهذا ما لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق، وفتوى علماء السلطان بائسة مثل عقولهم المتحجرة.
اما القول بأن بلالا" قد ضحى بديك فهي حقيقة والنكتة التي رواها الشيخ كشك صحيحة وثبت صواب ما فعله بلال.
ان الاضحية صارت عندنا عادة او نوع من الاحتفاء بالعيد وهو امر جيد سيما واننا نتصدق ببعضها على الفقراء ، وهي لا علاقة لها بالعبادة حيث ان البعض لا يصلون ولكنهم يضحون، بل ان البعض يتناول معها (الدامشيق).


حيدر المكاشفى
حيدر المكاشفى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة