المقالات
السياسة
جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. استراحة في (الراكوبة)
جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. استراحة في (الراكوبة)
09-11-2017 11:45 PM

جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. استراحة في (الراكوبة)

✍ فرق كبير وبون شاسع مابين جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السنوات الأولى للنظام الحاكم وما بين السنوات الأخيرة، التي عكست فجر جديد وواقع مبُشر لنجاحات الجهاز الآن.
✍ التغيير الشامل في الإستراتيجية المتّبعة في سياسات الجهاز الإدارية والأمنية، وفي السلوكيات الراشدة لأفراده صار يشهد بها معظم المواطنين الآن وهي حقيقة تثير الدهشة والإستغراب لمن شهد ماضي الجهاز وعثراته في بداية عهد الإنقاذ، من بيوت الأشباح والسياسات القامعة التي كنّا نسمع بها، ومن اعتقالات وتنكيل وغيرها من المظاهر التي كانت تجعل المواطن يرتجف خوفاً وهلعاً بمجرّد رؤيته لأفراد الجهاز.
✍ معظم ضباط الأمن بالجهاز الذين تم تعيينهم مؤخراً شخصيات تكسوها الهيبة والاحترام، والأدب العالي والتعامل الراقي، ولهم درجة عالية من الوعي والادراك بمهامهم الوظيفية التخصصية وأدائهم لواجباتهم المنوط بهم تنفيذها بكل احترافية ومسؤولية. وهذه الإشادة لا تنفي وجود حالات ناشزة تختلف في طبيعتها عن ما هو سائد وغالب في الساحة الأمنية.
✍ حتى في إسلوب إستدعاء أي شخص للتحقيق معه حول مسألةٍ ما، طريقة الإستدعاء صارت بصورة تنم عن تعامل أخلاقي أصيل لا يتوفر حتى عند تنفيذ أوامر القبض لبعض نظاميي الشرطة، وان كان هذا التعامل عندهم يختلف بحسب اختلاف الأسباب الأمنية والمواضيع المراد التحقق فيها وظروف الشخصيات المراد التحقيق معها.
✍ أما في الجوانب الإنسانية والتنموية، فقد أصبح للجهاز مشاركات عديدة اجتماعية واقتصادية بل وحتى رياضية، وكثرت في الفترات الأخيرة حلول كثيرة من المشاكل المجتمعية حلولاً سلمية على أيدي قيادات من جهاز الأمن، ساهمت هذه الحلول كثيراً في الإستقرار الإجتماعي بمختلف الولايات، ونتمنى أن ترجع الثقة كاملة في هذا الجهاز الحساس، وأن يلعب الإعلام دوراً بارزاً في عكس الجوانب الحسنة وابراز السلبيات بصورة حضارية تنُم عن انتقاد هادف وناصح أمين بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن الفظاظة وغلاظة القلب والتجريح والتشهير، فالغرض من النقد يكون للبناء لا للفضيحة والإساءات.
✍ حقيقة نحن السودانيين بسبب المعاناة الإقتصادية الكبيرة، وتحت ظل الفساد الضارب أطنابه في معظم مؤسسات الدولة من نهب واهدار للمال العام بسبب تجني واستبداد بعض المسؤولين، أصبحنا نُلقي بالاتهامات جزافاً دون بصيرة ودون ادراك، وأصبحنا بسبب السياسات الفاسدة من بعض أصحاب السلطة والنفوذ من مسؤولين في النظام الحاكم لا نرى في بلادنا شيئاً جميلاً، ونُبخس الناس أشياءهم، ونتهم هذا الجهاز وأفراده بكل انطباعية وعدم مصداقية وعدم حيادية رأي، وقد قال تعالى في كتابه الكريم (ويا قوم أوفوا الكيل والميزان بالقسط، ولا تُبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85)-سورة هود.
✍ انفتاح السودان علي مصراعيه لبعض دول الجوار وخاصة لسهولة التداخل بغياب المعالم الجغرافية التضاريسية الفاصلة بين السودان ودول الجوار مما يجعل مراقبة الحدود واغلاقها أمراً عسيراً، بالاضافة للأوضاع الإقتصادية الحرجة التي تمر بها دول القرن الأفريقي والتي جعلت الهجرة الى السودان من أسهل ما يكون بإعتباره معبر وطريق مرور للكثيرين من شعوب هذه الدول، كل هذا ضاعف من مهام جهاز الأمن والمخابرات الوطني وألقي على كاهله مهام جسام، في الحفاظ على المجتمع السوداني من كافة المخاطر المتنوعة التي كانت ستفتك بهذا الشعب لولا فضل الله عزوجل ومن بعد ذلك المجهودات المُقدرة لهذا الجهاز الحساس الذي يصارع المستحيل من أجل أداء رسالته.
✍ درج كثيرون بمجرد إستدعاء جهاز الأمن لفرد ما أن يقوموا بنشر شائعات وترويج أحاديث دون تروي وتثبُت من الحقائق، بل حتى إن اعتقلت أجهزة الشرطة أحياناً بسبب بلاغ جنائي شخصاً ما تجد كثيرون يُدخلون جهاز الأمن في الأمر ويتهمونه بكل ما يجول في خواطرهم من اتهامات، حتى أصبح انطباع المواطن وفكرته عن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بأنه جهة ظلم واستبداد، ومن يدخل مكاتبه لن يخرج سالماً.
✍ قد ينشر صحفي مقال يفيض حقائق ومصداقية، فيتم إستدعائه من جهاز الأمن، فتجد معظهم ينتقدون بشدّة ويكيلون الاتهامات، دون تروٍ ومعرفة خبايا هذا الإستدعاء، فقد لا يكون الإستدعاء بسبب مصداقية المقال من عدمها وإنما يكون لأسباب أخرى، كالتوقيت الذي تمت فيه كتابة المقال قد تكون غير مناسبة أمنياً، أو قد تكون هنالك مؤشرات حدوث فتن ونزاعات قد تترتب من هذا المقال، كما أن هنالك فرق كبير بين الإستدعاء والإعتقال.
✍ التصرفات الفردية أو عبر اللوبيات أو التنظيمات الحزبية التي قد يقوم بها بعض أفراد الجهاز، من ظلمٍ وتعدٍ ومخالفات قد تؤدي لإذلال كرامة الإنسان وبعثرة كبريائه في الأرض، هو أمر لا يقبله دين ولا شرع، وترفضه كل القوانين والطبائع الإنسانية، ولكنه من الظلم أخذ هذه السلوكيات الفردية كمقياس للحكم على جهاز كامل حتى ولو كانت هذه الشخصيات علي درجة عالية من المسؤولية، لأنه بالتأكيد ما قامت به لا يندرج تحت أي بند قانوني.
✍ نحتاج لتصحيح مفاهيم خاطئة كثيرة لدى كثيرين من الناس، ونحتاج بشدة لتمكين حب الوطن في دواخلنا، فالحفاظ على الوطن هو الحفاظ علي الأم والأب والأطفال، الوطن هو الأسرة والجيران وكل الأهل، والحفاظ على الأمن هو الحماية التي نقدمها لأهلنا وأطفالنا ومجتمعاتنا.
✍حقيقة بلادنا تمر بمنعطف خطير، وتحديات قوية للغاية، تحتاج من الجميع اخلاص النوايا والوحدة الشاملة حتى نُفوّت على أعداء البلاد دمار بلادنا وضياع استقرارها وأمنها. ومن هنا نناشد كافة القوى السياسية، تعالوا (أرضاً سلاح) وتعالوا نصافح بعضنا بعضاً من أجل وطن يسع الجميع، تعالوا لنتعلم حبّ بلادنا ونتمسك بالوحدة والممارسة السياسية الحرّة النزيهة، فكرسي الحكم لا يهمُّنا بل ما يهمُّنا هو إستقرار هذه البلاد وأمنها ونهضتها وتطورها.
✍ السادة الخلصاء النزهاء في الحزب الحاكم، جدّيتكم في الإستقرار والنماء، والشعارات الجميلة التي ترفعونها في الإعلام والقنوات، نحتاج فقط لأدلة عملية واضحة منكم تجعل الجميع يثق في عدالتكم ويتناسى مرارات الظلم التي تجرعها الكثيرون بسببكم، نحتاج منكم فقط العدالة في كل الأمور وترك القوانين تأخذ مجراها، وحرية القضاء السوداني ليقول كلمته، ساعتها فقط، سيصبح الجميع في قلب رجلٍ واحد إلا من رضي لنفسه النشوز وخرج عن طوع الوحدة و لمّ الشمل.
✍ قد تصيب الدهشة الكثيرين لقراءة هذا المقال ونشره هذا عبر (الراكوبة)، فالراكوبة ليست للإنتقاد ونشر المخالفات فقط، بل هي بوابة نحو مستقبل أفضل بالحريات التي تقدمها للجميع وعدم انتقاصها لنجاحات مهما تنوعت مصادرها.
✍ أخيرا ... قال تعالى (لإيلاف قريش (1) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف (2) فليعبدوا ربّ هذا البيت (3) الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف (4)) - سورة قريش.

✍ علي بابا
[email protected]





تعليقات 7 | إهداء 0 | زيارات 3503

خدمات المحتوى


التعليقات
#1692088 [عمدة]
2.88/5 (5 صوت)

09-12-2017 11:16 PM
يا ناس الراكوبة ويا جماعة الخير على بابا الظهر فجأة ده مش ياهو الكويز محمد عبدالقادر ام يخلق من الشبه اربعين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


#1692011 [البخاري]
1.90/5 (12 صوت)

09-12-2017 03:39 PM
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صِنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخُلْن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))؛ رواه مسلم.

قس هذا الحديث على من يقوم باغتصاب الفتيات وانتهاك عرض الرجال ويعذب بالمروحة والماء البارد والسجن الضيق الخانق والإساءة والضرب بكل أنواع الآلات والركل بالحذاء لتعرف أي منقلب ينقلبون.
صدق أبوك إذ سماك "علي بابا".


#1691859 [ود اب زهانة]
2.02/5 (13 صوت)

09-12-2017 08:33 AM
اكيد شربوك شاي بالياسمين ده كلام ياراقل


#1691837 [مريود]
2.71/5 (11 صوت)

09-12-2017 07:25 AM
السلام عليكم
السيد / علي بابا
يسعدني انا من المداومين على قراءة عمودك باستمرار .
طرحك موضوعي بخصوص الجهاز لكن للاسف الجهاز يمتلك نوابا خبيسة اتجاه المواطن ..والدليل فظائعه اتجاه المواطنين .... وماقتل الشهيد الدكتور /علي فضل ببعيد عن ايدي الجهاز ... فهل مدير الجهاز يستطيع تقديم القتلة الى القضاء اليوم كدليل على عدله ؟؟؟ .
لانو الحق لايسقط بالتقادم .

وشكرا


#1691815 [Janlui]
1.91/5 (13 صوت)

09-12-2017 06:13 AM
علي بابا و الاربعين حرامي
كان هذا عنوان قصة من الزمن الغابر تحولت لفلم تحت عنوان
علي بابا و ساقطي الأمن
ما فاضل ليك إلا أن تقول ناس الأمن طلعت ليهم جناحات بعد ما بقوا ملائكه


#1691800 [سلمان]
3.54/5 (10 صوت)

09-12-2017 03:55 AM
على بابا والاربعين حرامى ههههههههههه


#1691780 [zooool]
3.03/5 (9 صوت)

09-12-2017 12:03 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل الله قريشا بسبع خلال : أني منهم وأن النبوة فيهم ، والحجابة والسقاية فيهم ، وأن الله نصرهم على الفيل ، وأنهم عبدوا الله عز وجل عشر سنين لا يعبده غيرهم ، وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن " ثم تلاها رسول الله : بسم الله الرحمن الرحيم " لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " .

لا ادري ما سر استشهاد الكاتب بهذه السورة وعلاقتها بالموضوع
مجرد استفهام


علي بابا
علي بابا

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة