المقالات
السياسة
وطن منتهي الصلاحية
وطن منتهي الصلاحية
09-18-2017 11:29 AM


مجرد ظهور أية سلعة وعدم مطابقتها للمواصفات بأسواق أية دولة منحترمة و تحترم شعبها يجعل مواطنها والمنظمات الحقوقية، المجتمع المدني ...كلها يجعلها كما الطوفان تقف في وجه الدولة تلك وتوقفها على رجل واحدة الى لحظة القصاص لصالح المواطن المحترم، بينما الأمر عادي وعاديا تماما كما زبادي شركة تلاعبت في ديباجة منتجات ألبان ببلاد منتهية الصلاحية والخبر في متنه يقول (ضبطت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، وإدارة الأمن الإقتصادي، ولجنة شئون المستهلكين بنهر النيل، كميات مقدّرة من منتجات الزبادي المخالف للمواصفات، بوضع ديباجة إنتاج عليها متأخرة عن تاريخ إنتاجها الفعلي، وتمت إبادتها، واتخذت في مواجهة الشركة المصنّعة الإجراءات القانونية، وأوضح مدير الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس فرع ولاية نهر النيل، المهندس أحمد سيد أحمد، لـ"الشروق" بالولاية، ، أن ذلك قُصد به التلاعب والغش في صلاحية المنتج لفترة زمنية تزيد عن السقف المحدد، لتسويقه في المحال التجارية والمقيد حسب المواصفة القياسية بعشرة أيام فقط، وكشف مدير المواصفات، أن الشركة المنتجة تعمدت عن قصد تجاوز المواصفة، الإخلال بالقانون، وذلك بعدم إبراز تاريخ صلاحية المنتج الحقيقي على الديباجة، وهو ما يجعل التركيبة الكيميائية والغذائية المضافة للمنتج ذات خطورة بالغة للاستهلاك البشري ومهدداً حقيقياً لصحة المستهلكين، بدوره أبان مدير معمل الأبحاث البيطرية بعطبرة، خالد محمد طه، أن الغش التجاري بتسويق الألبان الفاسدة والمنتهية الصلاحية يجعلها عرضة لنمو وتكاثر البكتريا المنتجة للغاز والمتسببة في حدوث التسمم الغذائي للأطفال وغيرهم، وأكد طه أن سلعة اللبن الزبادي من المنتجات الحساسة التي يفترض فيها التشدّد والتدقيق في الرقابة عليها طوال خلال مراحل إنتاجها.
لا تعد الحادثة سابقة، بل هو أمر متكرر ولا يمر يوم إلا وترفد المواصفات صحافة الخرطوم بخبر خبرين في السياق، الا ان مكمن الخطورة في فقدان الثقة في المنتج المحلي عموما ،والحاجز النفسي والوسواس الذي يعتري المستهلك في ظل إنفراط الأمن الصحي بالبلاد الذي تنتجه مثل هذه الأساليب القذرة، والسؤال عن أسباب التردي الماثل بالبلاد لا يواجهه كثير عناء لبلوغ الاجابة التي تؤشر الى فساد القوم متنزلا من قمم مؤسسات الدولة الى سفوحها.. الضغوط المعيشية وإرتفاع اسعار السلع الجنوني أصاب ضعاف النفوس بسعار وشراهة في سبيل المال بكل الطرق والأساليب ولا فرق عندهم بين التلاعب بصحة وأرواح الناس ولعب الميسر، ساعد على ذلك غياب الدولة المستوجب (للطلاق للغيبة وعدم الإنفاق، وهو نتاج النهج السياسي الفوضوي الذي أودى بالإقتصاد الى التهلكة وبدوره سدد طعنة نجلاء للأخلاق فتهاوت القيم والفضيلة وتلك مأساة أمة الأمجاد والماضي العريق، وعليه فشيمة أهل الدار الرقص على إيقاع الدولة النشاذ ونَصها الهابط ،والحال ذي صلة بآخر تقرير للأمم المتحدة يؤكد بالأرقام الأزمة المزمنة التي تواجهها البلاد في أمنها الغذائي
يقول التقرير ان السودان يعد من البلدان التى تعانى أزمة مزمنة فيما يتعلق بالأمن الغذائى، وأوضح التقرير عن حالة الأمن الغذائى والتغذية لعام 2017 أن عدد السودانيين الذين يعانون من سوء التغذية يصل إلى (10.3) مليون سودانى أى نسبة (25.6%) من جملة السكان، كذلك علم أن عدد الأطفال –أقل من خمسة أعوام– الذين يعانون الهزال يبلغ مليون طفل، أى بنسبة (16.3%). وارتفع عدد الأطفال السودانيين الذين يعانون من التقزم من (2.1) مليون طفلا عام 2005 إلى (2.2) مليون طفل عام 2016، أى بنسبة (38.2%)
وقال توم بوسارت مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إنهم ماضون نحو التقييم الأخير قبل إتخاذ قرار بخصوص رفع العقوبات عن السودان، وأعلنت وزارة الخارجية أمس أن خطاب السودان أمام إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام سيتضمن مساعي الحكومة لتحقيق السلام وإنجاز الحوار الوطني، إلى جانب، قضايا اللاجئين، وأيضا الدعوة بالضرورة إلغاء العقوبات الإقتصادية
يذكر أن وزير الخارجية إبراهيم غندور يزور أمريكا هذه الأيام حيث التقي في واشنطن بعدد من المسؤولين الأمريكان بينهم "توم بوسارت" مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ومع كل هذه الإنتهاكات المدمرة في سجل القوم فيما يتعلق بحقوق الإنسان تراهم يستبشرون برفع العقوبات رغم عقوباتهم المفروضة على العباد طيلة 28 عاما هي عمر العسف والإستبداد.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email protected]

________________________________________





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 419

خدمات المحتوى


مجدي عبد اللطيف
مجدي عبد اللطيف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة