المقالات
السياسة
مانفستو الحركة الإسلامية ... الغيرة والبراغماتية
مانفستو الحركة الإسلامية ... الغيرة والبراغماتية
09-30-2017 11:37 AM

لا أظن هناك من يكابر ويكذب حقيقة ان أهل السودان فشلوا فى بناء وتطوير دولة سودانية الهوية تسع الجميع بلا إستثناء وينتمى لها كل مواطنيه دون تمييز أو إقصاء ...واقع الحال هو نتاج لعملية تدمير وخراب طويلة للدولة السودانية منذ اول حكومة وطنية وحتى عصرنا الحالى المنكوب بهيمنة ما يعرف بالحركة الأسلامية التى احدثت خرابا وتدميرا فاق كل التصورات .. بداية الحركة الأسلامية فى السودان كانت محصورة فى المساجد تؤدى فيها دور الوعظ والأرشاد ومحاربة الممارسات الخاطئة والتى تتنافى مع مبدأ التوحيد وبصورة اقرب للنهج الذى تمارسه طائفة انصار السنة المحمدية فى وقتنا الحالى .. استمرت الحركة فى هذا النهج الى ان أخطتفها دكتور الترابى بعد عودته من اوروبا وكون ما يعرف حينها بجبهة الميثاق .. عاد الترابى من اوربا مفتونا بالنموزج اللبرالى وكان من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى ودعا مؤيديه فى ذلك الوقت الإنخراط فى النقابات والأتحادات الطلابية مبشرين الناس بمنهج متكامل رافعين شعار الأسلام هو الحل .. كان الترابى محبا للحكم والسلطة لأبعد الحدود حتى اصبحت محور حياته كلها فلا توجد ثوابت فى حياته تماما مثل ما يفعل البراغماتيين .. حب الحكم والسلطة كان مستمد من غيرته السياسية الشديدة .. كان يتحدث كثيرا عن سيد الصادق المهدى ( لا يقرن ال بكلمة سيد عندما يتحدث عن الصادق المهدى ) ويعلل وصوله للسلطة رئيسا للوزراء وهو فى سن الثلاثين بسبب الطائفة والمال .. سمعته ذات مرة وانا طالب فى الثانوية يتحدث مع الشيخين يسن عمر وعبدالله محمد بدرى بان مصاهرة الطائفية قد توفر لك الحماية السياسية ولكنها لن تقودك الى سدة الحكم .. إذا لا سبيل الى السلطة سوى بناء قوة إقتصادية كبرى وتغيير وتفكيك التركيبة الطائفية التى يرتكز عليها اكبر حزبين سياسيين مكنتهم من الوصول اليها ديمقراطيا عبر صناديق الإقتراع .. التقت وتطابقت أحلام الترابى مع عاشق أخر ومتيم بالسلطة تلميذه النجيب المحامى ( الفاشل كما وصفه مؤخرا ) على عثمان .. بدأ التجهيز لمنافستو الحركة مباشرة بعد المصالحة مع نظام نميرى والشروع فى بناء مؤسسات الحزب الأقتصادية واكتمل المشروع بعد بزوغ فجر الديمقراطية الثالثة حيث لم ينتظروا كثيرا بل سارعوا فى اللإنقضاض عليها قبل نضوجها وبسهولة فى فجر 30 يونيو 89 .. لم يكن للحركة برنامج سياسى اقتصادى وتنموى فقط تمحور مانفستو الحركة الوصول لسدة الحكم عبر انقلاب عسكرى , بناء قوة اقتصادية ضخمة وتفكيك التركيبة الطائفية للحزبين الكبيرين ورفع شعارات اسلامية لإستقطاب اكبر قدر من جماهير الشعب السودانى عاطفيا .. عشر سنوات حددودها لهذا البرنامج تعاد بعدها السلطة الى الشعب ليختار قيادته عبر انتخابات حرة تقود الترابى رئيسا للبلاد عبر الديمقراطية التى يعشقها .. أجتهدت الحركة منذ تسلمها السلطة فى بناء قوة اقتصادية وسلكت طرقا غير مشروعة لتحقيق هذا الهدف من خلال انشاء مؤسسات وهيئات اقتصادية تنتج الفساد ومن ثم تحميه فضلا عن سعيها ونجاحهاإستخراج البترول وتسويقه بعد ان وقعت عقودا مجحفة مع شركات صينية وهندية وكندية لتخدم أجندتها الخاصة دون مراعاة لمصلحة البلاد العليا .. خلال هذه الفترة عمل الترابى كرئيس للهيئة البرلمانية على اصدار التشريعات الخاصة والتى تهدف تفكيك وإضعاف الأحزاب التى تعتمد على الطائفية من خلال ما عرف بقانون التوالى وترتب عليه انسلاخ العديد من كوادرها وتكوين اجنحة تحمل ذات الأسماء تتبع للتنظيم الرئيسى الذى اسسه الترابى تحت مسمى المؤتمر الوطنى .. قبل ان تنقضى فترة العشر سنوات وبعد ان تمكن منسوبو الحركة وهيمنو على كل مفاصل الدولة دفع الترابى ثمن طموحاته السياسية بعد ان اعتقد ان الطريق لرئاسة السودان عير صناديق الأنتخاب الحر صار ممكنا بعد ان امتلك حزبه المال واتسعت دائرة حزبه بفضل المتوالين معه .. سحب تلاميذ الشيخ بساط السلطة من تحت سجادته بقيادة تلميذه على عثمان وتحالفوا مع العسكر مرة اخرى واعلنو المفاصلة بعد ان صدح شاعرهم نجضت نجضت ما تدوها بغاث الطير ... لم يك هناك اى برنامج سياسى اقتصادى للحركة بعد المفاصلة فسارت فى ذات النهج مزيدا من التمكين ومزيدا من التفتيت ومزيدا من الفساد متجاوزين كل الأعراف والأستيلاء على الدولة و مواردها بالكامل والسيطرة على كل المؤسسات الأقتصادية ةترسيخ الفساد والنهب المنظم والمبالغة فى القمع السياسى الى ان وصل الأمر بنا الى الواقع الأليم الذى نشهده اليوم ترسيخ حكم الفرد وديكتاتورية المصالح المحمية بالمليشيات المسلحة .. ينخدع الكثيرون بأن لهذا التنظيم الفاشى برنامج اساسه الأسلام وشرع الله .. الغيرة السياسية والبراغماتية وطموح شيخ الترابى وفساد تلاميذه وانتهازيتهم فضلا عن شهوة المال والسلطة عند بعض العسكر هى من اوصلت البلاد الى حالة وطن متململ اضحت عوامل تشرذمه وتشتته اكبر بكثير من عوامل بقائه كوطن متوحد قابل للتطور !!!!!
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1177

خدمات المحتوى


دفع الله الشريف
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة