الإمبريالية القاتلة
10-02-2017 02:36 PM

عندما يكون تفتيت الدولة- أي دولة- مطلوباً لتأكيد وتعزيز مصالح الإمبريالية في منطقة بعينها،فإن كل المنظومة الرأسمالية تعزف لحن تقرير المصير، وتمارس الضغوط على الحكومات من أجل تحقيق هذا الهدف،وجنوب السودان وانفصاله خير شاهد على هذا.
وعندما تنهض الأقليات في وجه الأغلبية المستبدة لتنادي بنفس تقرير المصير، فإن الرفض سيد الموقف، وإن مارست الشعوب حقها في أن تقرر مصيرها عن طريق الإستفتاء،فإن الحصار ينتظرها،والمنظومة التي عزفت من قبل لحن تقرير المصير تعزف الآن عدم الإعتراف والتلويح بالحرب.
(92%) من الأكراد في كردستان قالوا( نعم) للاستقلال،بعد أن عاشوا دهوراً كمواطنين من الدرجة الثانية في دولة طائفية صنعتها أمريكا بعد إسقاط نظام البعث،فتوالت ردود أفعال الإمبريالية،فالولايات المتحدة لا تعترف بالإستفتاء،وتركيا حليفتها تغلق الحدود وتهدد بالحرب،وإيران كذلك، وأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم للحيلولة دون قيام الدولة الكردية،وإيران الإرهابية باتت الساعد الأيمن لأمريكا وتركيا فيما يتعلق بتجويع كردستان،وخلافاتهم في الصراع السوري باتت طي النسيان لأن المصالح أكبر في كردستان،فالنفط والموقع الجغرافي،والتأثيرات على الجنوب التركي،وشمال سوريا وهما مناطق كردية أيضاً تهدد الأحلام الأمريكية في شرق أوسط كبير.
وما حدث في كردستان حدث بالأمس في كتالونيا الإقليم الغني بالموارد(20%)من الناتج القومي الإسباني مصدره كتالونيا،وسكانه مهمشون وتطحنهم الماكينات الرأسمالية،لكنهم يضربون بالهراوات والرصاص،ويسحلون على الأرض، طالما أنهم قرروا الإستفتاء لتقرير مصيرهم،والرأسمالية هنا لا تنتظر حتى نتائج الإستفتاء فتصادر صناديق الإقتراع وتقطع خدمة الإنترنت كي لا يصوت الناس إلكترونياً، وأوروبا ممثلة في الإتحاد الأوربي تصمت جهراً وتحرض سراً على قمع الكتالونيين،وأوروبا نفسها تخشى ما سيحدث في المستقبل القريب،فالقوميات المضطهدة تنهض في وجه جلاديها،والغضب في الباسك الإسباني،واسكوتلندا،وإيرلندا،والسويد وخلافهم من الدول.
وعندما يثور المضطهدون،فلا مستقبل أمامهم سوى الاشتراكية،والشيوعية،فهي نهاية الاستغلال والإضطهاد،وبالتالي فالذين يحفرون قبر الرأسمالية بخلاف العمال في ازدياد،ولهذا السبب فإن الرأسمالية العالمية الآن تلقي خلف ظهرها أكاذيبها المفضوحة حول الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان،والحريات،وتحل محلها الطوابير العسكرية،والرصاص الذي يطلق على الشعوب،والإعتقال والتعذيب،والإستهداف العنصري وهي نماذج نشاهدها الآن في الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا،وآلة القتل الإمبريالية لم تعد المارينز وحاملات الطائرات،بل تمويل الجماعات الإرهابية،وتسليحها لتحارب بالوكالة عنها،وإرسال الطائرات التي تطير بلا طيار للقتل،ودعم الأنظمة الديكتاتورية لسحق الشعوب الثائرة،وخلف هذا الستار العسكرى تنهب الثروات والموارد،وتجوع الشعوب،ويستمر مسلسل الإفقار،وما تقدمه المعونة الأمريكية باليمين،يسترده صندوق النقد بالشمال ومعه الفوائد..
القضاء على الرأسمالية،يبدأ بإزالة ذيولها وأنظمتها العميلة(كالإنقاذ)بالإنتفاضة التي تلهم الشعوب الأخرى في القارة،والشعب السوداني معلم الشعوب و(يكنس الخبوب).
[email protected]







تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 856

خدمات المحتوى


كمال كرار
كمال كرار

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة