يقول رجل البر والإحسان عبد الرحمن السميط رحمه الله في
كتاب له بعنوان خادم فقراء أفريقيا يقول عن الدينكا:
(( والواقع: هذه القبيلة والتعرف على حياة زيارة هذه القبيلة والتعرف على أناسها ليعجب بالعديد من الصفات الخلقية والاجتماعية التي تكاد تنفرد بها وليقف مندهشا في نفس الوقت من بعض العادات والتقاليد التي تمثل جانبا مهما من ثقافتها وتاريخها الحافل.
فالشجاعة والصدق والأمانة من أبرز الصفات التي تميز بها أفراد هذه القبيلة حتى ليكون من النادر أن تسمع بوجود لص بينهم أو عمل من أعمال السرقة
وكان من أعرافهم السابقة أن أي فتى من فتيانهم يستجيب لإغراء أي فتاة يكون جزاؤه الطرد من القبيلة
لكن الفاحشة اليوم أصبحت منتشرة بينهم بصورة كبيرة.
ونحن لا نشك في أن تكون عدوى إباحية الحضارات الغربية سببا رئيسا في ذلك ومع ذلك قلما تسمع بحالة من حالات الشذوذ في علاقاتهم المحرمة
ولكم كنت أحلم بنشر الإسلام في هذه القبيلة لتحقيق هدفين نبيلين:
أولهما: إنقاذ حياتهما من الكفر والضلال وتحريرها من الجهل وسوء العادات الضارة.
وثانيهما : إيقاف حمامات الدم الناجمة عن الحرب الاهلية حتى تعيش في أمن وسلام واستقرار لأن إسلامها سيحررها من التبعية العمياء للكنيسة الغربية التي تحرض أتباعها على الانتقام من المسلمين وتقف وراء الشرور التي تدمر حياة هذه القبيلة، لكن المشروع المناسب لإسلامها لا تقل تكاليفه عن 300000 دينار كويتي سنويا
...
وقد كانت لي علاقة صداقة مع السلطان عبد الباقي اكول أشهر سلاطين قبيلة الدينكا حيث كللت هذه الصداقة بسلسلة من المساعدات لنشر العلم والتعليم ....
لكن المفاجأة التي أدهشتني أن السلطان كان قد طلب مني مرة بناء مدرسة وقدم لي قائمة بأسماء التلاميذ الذي يرغب أولياء أمورهم في تدريسهم بهذه المدرسة فلما نظرت في القائمة لاحظت أن حوالي ستين تلميذا يحملون اسم والدهم عبد الباقي أكول فحسبت أن الناس ينسبون أولادهم إلى السطان اعتراف بمنزلته ... ولكني عرفت منه أنهم أبناؤه حقيقة، وأن هذا العدد إنما هو جزء من مجموع أبنائه البالغ عددهم 160 ولدا وبنتا .. من زوجاته البالغ عددهن 76
فأخبرته .. أنه يحرم عليه .. وأن عليه أن يطلق الباقيات
..... فأخبرني أنه اختار من بينهم أربعا على سنة الله ورسوله وجعل الباقيات إماء وعبيدا فشرحت أن هذا الأمر الأخير مخالف لشرع الله ولكنه اعترض عليه بشدة))
ويقول في ص 24: (( حي الرحمة في الخرطوم عاصمة السودان يبعد عن وسط المدينة بالسيارة حوالي 3 ساعات، يسكنه النازحون من جنوب وغرب السودان الهاربون من جحيم الحرب الأهلية
رئيس الحي هو السلطان عبد الله كافي الذي انضم إلى تمرد جون غارنغ وقاتل في صفوف قواته ثم تاب إلى الله ورجع إلى أهله وازداد تمسكه بالإسلام ورفض السماح لأية كنيسة أن تبنى في الحي الكبير الذي يشرف عليه وشجع رغم قلة الإمكانيات إنشاء خلاوي لتحفيظ القرآن.
زرنا إحدى هذه الخلاوي وقابلنا طفلة اسمها تهاني عمرها 3 سنوات، ورغم هذا تحفظ من سورة الضحى إلى آخر جزء عم في فترة صغيرة لا تتجاوز الشهرين.
حملها الشيخ على كتفه وطلبنا منها أن تقرأ لنا القرآن، قرأت الضحى وسور أخرى، بكينا جميعًأ عندما سمعناها وتساءلنا ماذا يحدث لو وجد هذا الشيخ وأمثاله راتبًا أو دخلًا شهريا يعيش منه بكرامة، وماذا يحدث لو أن هذه الطفلة الموهوبة كرمت ولو بالقليل.
أحس بالألم عندما أشعر أن الملايين من المتبرعين السذج تطير إلى جيوب اللصوص والأفاقين ممن يزورون بلادنا أو يراسلوننا ويدعون أن لديهم مشاريع إسلامية تحتاج إلى تمويل، بينما آلاف المشاريع والاحتياجات مثل ما ذكرنا تبقى بلا دعم لا لسببٍ إلا لأنهم لم يستدلوا الطريق على متبرع ساذج يحسن الظن بكل من يطرق بابه
هذه الخلوة ليس فيها إلا سرير بدون أرجل وضع الشيخ مكان الأرجل طابوق يجلس عليه عندما يدرس الطلبة مثل الطفلة تهاني، الذين يجلسون على الأرض الترابية بلا مظلة تقيهم من الشمس والمطر، يتمنى الشيخ أن يقدم وجبة إفطار كل يوم لكل طالب من الفقراء لأن الكنائس في المناطق المجاورة توزع فطورًأ يوميًا وهو لا يحلم بالكثير إذ يكفيه أن يطعم كل طفل من طلبة القرآن بوجبة تكلف 19 هللة يوميا
أين نحن من إخواننا المحتاجين الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم وفي دواليبنا العديد من الفساتين؟
أين نحن من آلاف المسلمين يموتون جوعًا لأنهم لم يجدوا حتى الحشيش ليأكلوه ونحن نلقى بالكثير من الطعام في القمامة بعد كل وجبة))
لك التحية أستاذنا شوقى والتحية لكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن ..
يجب أن يفهم الجميع انه كلما كان السودانى صادقا حقيقيا يعنى ذلك أن دماء الدينكا هى الغالبة فى تركيبته وعلينا أن نفخر بذلك ..
أذكر فى بداية التسعينات إلتقيت الأخت العزيزة سارة ماليت إبنة الدينكا ووالدها كان محافظ أعالى النيل قبل الإنقاذ ووقتها كانت سارة قد أحيلت من الخارجية لما يسمى زورا وبهتانا بالصالح العام ..لم تكن غاضبة على إحالتها للصالح العام بقدر غضبها وحزنها على هجمة ناس الحكومة وقتها على النازحين وترحيلهم قسريا من الخرطوم وكانت تقول لى المقصود بالنازحين هم الجنوبيين وهل يوجد غيرهم ..قلت لها مطيبة خاطرها يا سارة أهلنا الكبار بقولوا الدينكا أولاد عم الجعليين يعنى كلنا واحد فى السودان فقالت لى ممازحة لا ...المثل الأصح هو الجعليين أولاد عم الدينكا ..فقلت لها وما الفرق ؟؟ قالت لى الفرق فى المثل الأخير أن الدينكا هم الأصل ..وصدقت سارة طيب الله ثراها ..إن الدينكا هم الأصل...
ردود على بنت الناظر
[shawgi badri] 10-08-2017 09:28 PM
العزيزة بنت الناظر لك التحية . في بعض الاحيان عندما اقرأ مداخلاتك احس بأنني اقرأ افكاري !! من المؤلم ان اصدقنا واكثرنا روعة وادبا يجدون التفرقة والظلم . لهذا يعاقبنا الله .
لاننا لاننصف اهلنا .
اي مرض هذا الذي يجعلنا نظلم انفسنا اولا بسبب ظلمنا لمن شاركنا الوطن وقدم لنا الحب والوفاء وتعب وشقى معنا ولم نتكرم عليه بالاحترام والتقدير الذي يستحقه .
ياسلام عليك أخونا الكبير شوفي
مقال رائع وسياحة ممتعة لإعلاء قيمة الصدق في حياتنا
متعك الله بالصحة والعافية أخي العزيز
ردود على الفاضل حسن عوض الله
[shawgi badri] 10-08-2017 09:20 PM
الغالي اخي الفاضل لك لك التحية . بلغ تحياتي لتراب ام در . لم يكن الكذب هو الشئ العادي بل كان الكاذب هو الغريب بيننا . اهلنا الدينكا كانوا اصدق الجميع .
منور يا معلم .. يوجد فرق بين المؤمن والمسلم. كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم
مؤمن. كل المؤمنين موعودين بالجنه.المسلمين حاليا قرابة سبعه مليار مسلم
معظمهم غثاء سيل كما حدث رسول الله سيدي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. الشيء المؤكد المؤمن ليس بكاذب. الخصلة الخايسه دي بتجيب خبر معظم السياسيين العواطليه ديل رجال وحريم. مصيرهم عند الممات ارواحهم تسجن في سجين [الارض السابعه] وما ادراك ما سجين. ثانيا في الآخره يحشرو في جهنم خالدين فيها ابدا. صلاتهم وحجهم ربنا ما بقبلها. الا اذا تغمدهم الله برحمته ودا موضوع آخر . عندهم فرصه ما دام أحياء قبل الغرغره وهي التوبه برد المظالم ....
ردود على salah
[shawgi badri] 10-08-2017 08:15 AM
صلاح لك عظيم التحية . اشتهر السوداني في كل المحافل بانه امين وصادق . ولهذا كان الناس في دول الاغتراب يبحثون عن المحاسب السوداني . وكان البوابون في كثير من الدول من السودانيين . ولكن في المكان الاول كان السوداني فخورا جدا بنفسه ولا يتنازل عن كرامته . الكيزان كانوا يفتخرون بانهم قد اذلوا السودانيين وعلموهم الخوف .
شكرا على السياحة الراقية. وكما ذكرت فان الكذب وشهادة الزور كشرب الماء فى سوداننا وذكرتنى مصحف (ودع عولك) بمنطقة القضارف والذى كان يهابه المنكرون اكثر من اى شيئ.
ردود على عمدة
[shawgi badri] 10-07-2017 02:41 AM
العمدة لك التحية . المؤلم اننا نعتبر الصدق والامانة والكرم والنجدة والنخوة وربما المعقولية والفهم مرتبطة بالاسلام والعروبة . من اكرم السودانيين هم المحس والزغاوة . واشجع من عرفت او رأيت هم المورلي في شرق اعالي النيل . بينما يتجمع البقارة بالعشرات بسبب اسد قد افترس بقرة ، يذهب رجل المورلي لوحده لمقابلة الاسد .
بـمـناسـبة الـكـذب , يحـكى عـن الـبـشـيـر ان اسمه لما كان طالـبا فى الكلية الحـربية " عـمر الكـذاب " طـبعا هـذه حكاية غـير مـسـؤلـين عـنها لأنـنا لم نـكن ندرس معـه ولكـن عـندما اصبح رئيسا صار كـذابا درجة أولى . واكـثر شئ بيضحكنى فيه عـندما يـزور بورتـسـودان ويوعـدهـم بأن الـسـنة القادمـة سوف يـشـربون من ماء الـنـيـل الذى سـوف يوصـلـه لهـم والمـساكـين الى الآن مـنـتظريـن ماء الـنـيـل .
ردود على كاسـترو عـبدالحـمـيـد
[shawgi badri] 10-07-2017 02:33 AM
كاسترو اريتك عافية . البشير لم يكن من النوع المتميز في حياته السابقة . من كانوا معه في الكلية الحربية والجيش عرفوه بالكذاب وهذه دفعتنا .
لقد كان يخاطب الجماهير ويسأل .... انا قبل كده كذبت عليكم ؟ تجربتي ان الكذابين يسألون عادة مثل هذه الاسئلة . ومن يقول انه لا يخاف هو الخواف لان كل البشر يخافون ولكن المهم هو كيف يتحكم الانسان على خوفه . والبعض يقول انه لا يهتم بالمال وكلنا نهتم بالمال ولكن هنالك من يستعبدهم المال . وهنالم من يتعاملون مع المال باهمية اقل . ولا نستطيع ان نعيش بدونه . ومن يقول انه لا يخاف ابدا كاذب ومن يقول ان المال لا يعني له اى شئ كاذب .