المقالات
منوعات
دوبا حليل ابوي
دوبا حليل ابوي
10-16-2017 09:39 PM

image

عليك تحية الرحمن تترى*******برحمات غواد رائحات
شهران لا تنقطع فيهما المحاولة للكتابة عنك أبا الخليل، فوفاء الصحبة وحده يلزمني أن اكتب عنك دعك عن أبوة تثبت شرعا ونسبا. فرغم دأب المحاولة الا أنى قد تأخرت، اذ انني عوار خوار كشجرة بان!! خواري أرجف مني القلم وشرد الكلمات وما كان حالهما يوما ارتجاف او هروب. ربما لأني رقيت مرقى لم ارتقيه يوما وشهدت مقاما ما كنت له على استعداد، فالمقام مقام ايمان وايقان بحقيقة الموت، ولي ان استغفر سحرا من ايمان أصابه الدخل فلا يوقن حقا بأن الموت قد يتصيدك حقيقة.
أبا الخليل عذرا ان لم اوفيك حقا انت به قمين، فمصيبتنا فيك رزء أكبر من ان توفيه كلمات عابرة بل هو اجل من ان توفيه سواجم الدمع. فعذرا ان جافانا في هذا الامر نهود وبدار، الا انه لا مناص لميفاء مثلي يأخذ الحق ويعطيه، الا ان ينهض بواجب يثبت وجوبه بدليل فيه شبهة العدم، مثاب فاعله ومعاقب تاركه مذموم بتركه.
والدي، تراني انهض مستحصدا عزمي لأبكيك بقلمي وارثيك معددا محاسنا وافضالا لا تعد، فأرسل شظية حزن من الأعماق على أب حان ومرشد لا ضلال من اقتفاء أثره، مجدول الخلق مؤد لما عليه من عمل في اتقان واستجادة وبأخلاص وتفان، طاعة لخالق عظمه وامتثالا لفروض عشق وهيام بوطن ما نض عن القلب والذاكرة، وفوق ذلك محق في رعايته لذوي القربى والاهل. . بكائي عليك بكاء على قاض عدل لم يقضي بهوى أو غير علم وانما اتخذ القضاء بالحق طريقا الي جنة عرضها السموات والأرض. قضاء حرصت على استقلاله، يوم ان كنت رقما في اضرابات القضاة في ثمانينات القرن المنصرم، كنت في سرعان الناس من زملائك القضاة حين نهدوا لاضرابهم الأول في فبراير 1981 وفي اضرابهم الثاني في يونيو 1983 والذي استمر لأشهر ثلاث. يومها تطاول الطاغية النميري وطعن في نزاهة القضاء السوداني ، رغم اشتهارذلك القضاء بالنصفة والمهنية، لقد عاب الطاغية يومها القضاء بالتلكؤ والبطء وتكديس القضايا اهدارا للعدالة وقيمها، وتطاول اكثر بفصله لسبعة عشر قاضيا من لجنة القضاة، رغم ان القضاة ما نادوا الا بالاصلاح مطالبين باستقلالهم ، ناعين على النظام تعمد اهمال جهازهم والتقتير في الصرف عليه مما انعكس سلبا على وتيرة الأداء من قلة الكادر ومعينات العمل التي تسرع من وتيرته. الا ان الطاغية ما كان له ان يسمع كلمة حق فتطاول في السباب والعسف، فالقمتموه وزملاؤك العدول حجارا ، هززتم بها وقاره ان كان له، وتحديتم صلفه ونوختم بعير استبداده. فأعاد من فصل من القضاة وفصل من لم يشترك في الاضراب واستجاب لكل مطالبكم وزاد. ولكنكم بنصركم ذاك كسرتم نخوته وزعزعتم اركان حكمه وكشفتم هوانه. فأضمر لكم السوء وعمل علي الانتقام منكم ومن القضاء السوداني ذو التاريخ الناصع في الاستقلالية والمهنية، فبوسواس شيطان، ذلك الحين، الدكتور الترابي الذي كان يهمس له بأن قضاء الطوارئ هو الاقرب للقضاء الاسلامي، خرج علي الناس بما اسماه العدالة الناجزة ، الغاء لمسيرة طويلة من التقاليد القضائية والعدلية المائزة وطمس لسمت عملي ورثه قضاة السودان منذ العهد الاستعماري. بل زاد الطين بلة بسن قوانين سبتمبر1983 سيئة السمعة والتي حاكها علي عجل رجلان وامرأة ، فكانت ملأى بالرتوق والفتوق. ورغم ما حصلت عليه من ترفيع مهني جعل منك رئيسا للجهاز القضائي بولاية شمال دارفور، الا انك لم تتبدل المغنم والمكسب بالمبدأ، فسارعت من ضمن قلائل بنقد تلك القوانين ، فكتبت عدة مكاتيب مبينا فيها ان ما سن من قوانين لا هي بقانون ولا هي بشريعة بل هي مسخ مشوه لا نسب له. ايامها دأبت على القول " ما عادت القضائية قضائية، وما عاد القضاء قضاء، وما عاد القضاة قضاة ولا القوانين قوانين". وحين اكتشفت انك تصرخ في وادي الصمت قلت قولا لا انساه ’’ البلطجي الأهوج دا مودينا النار أحسن نشوف لينا شغلة تانية‘‘ فهرعت الي تقديم استقالتك غير نادم.
والدي، ما اظن أنى كنت اعرفك حقا، اتصفح حياتك فأعلم انني كنت أغبو عن حقيقتها، وأعشو عن ناصع صفحاتها، حتى أنى أتساءل من انت ومن كنت؟ احار كيف تمددت محبة في قلوب صحبتك ؟ فأنت دوما تزهيهم كما يزهي الطل الورود فقد كنت بؤرة تلتقي فيها اشعتهم وهي تسقط في منابع جميل أحاديثك، فقد كنت نسابة، مؤرخا، قانونيا، سياسيا، فقيها وراو للأخبار، لذا كنت تحتل صدر محافلهم فتخشع لك أصواتهم خشية ان يفرط منهم شيئا مما تقول او يتفلت. فأحبوك من قلوبهم حبا شهد عليه نحيبهم يوم ان أيقنوا أنك رحلت عن دنياهم الاشياخ منهم ومن في شرخ الشباب. احبوك لأنك حرصت على الا تكون ممن يبغضهم حبيبك المصطفى عليه أفضل الصلاة واتم السلام ’’ ان ابغضكم الي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت‘‘. ولأنك تتغيا حب من اكثرت الصلاة عليه تمثلت قوله ’’ احبكم الي احاسنكم اخلاقا الموطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون‘‘. لقد تأزرت السماحة فكانت علاقتك بالأحياء والاشياء حميمة، ظليلة وارفة. كنت نهما ببناء جسور الوداد بل احتزت على تقانة وهندسة العلائق الاجتماعية فاخترت من كل بستان اورق اشجاره، يانع ثمره، ناضر زهره وعاطر ورده. أستوى عندك جمال من اخترتهم اذ كنت تنفذ الي دواخلهم فيستوى عندك ساعي مكتبك وسائق المحكمة مع قضاة المحكمة العليا وأساتذة الجامعات والسفراء، فقد كنت سعيدا وانت تؤاكل القاضي الفخم وقيع الله الفكي عبد الله أو القاضي العالم ابوعاقلة ابوسن والقاضي الدكتور احمد المصطفى أبشر وذات البشر والسعادة يهلان عليك وانت تؤاكل ’’عثمان‘‘ سائق المحكمة. ترى جوهر الأنسان فيمن صادقت وعرفت رغما عن اختلاف مشاربهم فالتقى في معيتك المرحوم علي طالب الله، حافظ الشيخ، علي عثمان ودكتور التاج فضل الله والمرحوم البروفيسور محجوب عبيد ومن هناك الشيخ رحمة الله، حافظ الزين شداد، ابو القاسم سيف الدين وصديق كدودة. وتحلق حولك غلاة الوهابية ووصلت كبراء السادة الصوفية محمد عثمان الميرغني، عبد الرحيم البرعي، شيخ الجيلي، حسن الفاتح والدرديري الدسوقي جعفر. اجتمع عندك قضاة الشرع أورقهم الشيخ مجذوب علي عيسى، الشيخ صديق أبو الحسن والراحلين الشيخ صديق عبد الحي وإبراهيم جاد الله في حين امتد ودادك للسادة الجمهوريين إبراهيم يوسف، سعيد شايب، محمد الحسن الطاهر وعبد الرحيم محمد احمد. كلهم يودونك ويجلونك وانت بينهم فرد متفرد في مدرستك التي اخترتها لنفسك ومع ذلك لم تكن توفيقيا ولا تعصيك جسارة الموقف ولا يعوزك الجهر باختلافك مع من تختلف معه بمعرفة تنال بها احترام مخالفك قبل مشايعك. فكنت بذلك بينهم عالما وأديبا ذا سماح يفاد من علمه وصالحا ترجى بركة دعائه، لم تتشادق بينهم متفاصحا ولم تحجهم متنفجا ،بل كنت تفاكرهم بالمعرفة والحسنى فلم ينبو عليك أمر ولم يخب لك سهم عن رمية ، لذا طاب جلوسهم في حضرتك ، حضرة تكاثر أضيافها وآموها تمليا في وجه خصيب يجود بالقرى ويتصدق بالبشاشة والتبسم.
ما عرفت لك عمرا او جيلا فودادك لم يقف عند من جايلوك وزاملوك بل تمددت الي من هم اسن منك ومن دونهم ودون دونهم فانت حميم لمولانا المرحوم بكري بلدو، وم. علي ابوزيد، م. مختار عثمان، الاستاذ عمر صديق، الجنرال صلاح ماجد، د. جعفر عبد المطلب والقاضي السيوطي وانت اثير عند م. عمر الدقير، د.امين كوكو، منعم عمر وناصر الحاج بل ان للأطفال متسع في كريم صداقتك. ولم يحدك هوس الجندر من ان تمتد علاقتك الي بناتك من النساء فكان في حضرتك العديد منهن.
يالها من سماحة لم تخف صرامتك، وتواضع لم يسقط بك من ترفع محمود، وكأني بك تجمع ما بين الشئ ونقيضه في انسجام ونسق فريد!!
كم من شاهد علي نيران غضبك وحمم لفظك حينما يستغضبك من يستغضب وكم من شاهد لدمعك وانطلاق محياك بشرا حينما ترضى او تسترضى، فنهجك الدائم حديث تردده’’من استغضب ولم يغضب فهو حمار ومن استرضي ولم يرض فهو شيطان‘‘
ومن يراك تحادث البسطاء، تجالسهم وتؤاكلهم قد ينكر عليك ترفعك واستعلاءك على من علا وتكبر. استعلاؤك ذاك الحميد فهو ليس باستعلاء ترفع عن خلق الله بل هو فرادة فريد مائز الاخلاق وهو سياج وتأطير لمهنة تستدعي ترفعا، وهو سمت شخصي لأنسان لا يرضى ذلا، وسلوك حياتي تعالج به اطباع الخلق حين تخرج عن الأطر التي تريدها.
وما ازكيك على الله فقد كنت حسن التدين، تدينا بلا تنطع ولا مراء، اذ لا تطلع غيرك على ما يعلمه منك الا الله. ولعل الكثير ممن عرفوك يجهلون أنك عابد متبتل رطب لسانك بالذكر آناء الليل وأطراف النهار. وليت كل متدين أو متأسلم يحذو حذوك فقد كنت صميما صمدا، الظاهر منه يحكي الباطن يتطابق فكرك وقولك مع العمل لذا كنت حرا مسئولا، لا تأتي في سرك عملا تستحي منه علانيتك. صالحت بين الدين والدنيا في عقيدة سليمة ميسورة وفي تسامح ديني رحب، وطنت به موروثا تالدا في حديث متحضر، تبرع اجتهادا وتحسن قياسا. كل هذا وانت رجل لا تصطنع التدين او تتنطع به فلم تتخذ مظهرك أو لغتك أو ما تلبس حمالة لتدينك ومظهرا له ، فكنت مبشرا ولم تكن منفرا فالتقى عند دوحتك أهل التصوف المخبتين فتحدثهم عن جيلي القوم وبسطاميهم وعن الامام الاكبر فصوص حكمه وفتوحاته المكية، وعن ابن رشد في تهافت التهافت وبداية المجتهد ونهاية المقتصد وفصل المقال والغزالي ومنقذه من الضلال ويلتقيك اهل الفقاهة فتحدثهم عن الموطأ ومدونة سحنون ومختصر خليل ويفئ اليك اهل الالحاد وأهل التطرف والشطط فترخي لهم بالك وجنابك فتحجهم بما يقنعهم او بما يجعلك جديرا باحترامهم.
تساووا جميعا في حضرتك وكانك قلب صفيك الامام الاكبر محي الدين ابن عربي حيث تتوحد عنده عقائد الناس ومللهم ونحلهم
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير رهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
ادين بدين الحب انى توجهت
ركائبه فالحب ديني وايماني
فلا أنت تنبش وراءهم ولا تذم ما يبيحون لأنفسهم مما حرم او حكم عليه بالكراهة ، حين تغويهم شياطينهم وترهقهم عزائم الدين والجد. كلهم جميلون لديك ملحدهم ومعاقر الصهباء منهم وزير النساء والمتبتل. ما شغلك ابدا ان تذم ما سلكوا من سلوك أو انتهجوا من نهج تلتمس لهم الذرائع في نقيبتهم لحسن ظنك في الله وفي خلقه خاصة السودانيون منهم اذ تؤمن انهم دوما علي الفطرة السليمة ولو ابدوا غير ذلك فهم عندك اهل نقيبة مأمونة وطوية حسنة.
والدي، ان المرء ليعجب كيف يتسم زمنك بالبركة ليسعك حتى تختم القرآن كل شهر أربع مرات؟ وتداوم على اوراد الطريقة التيجانية، وتزاور الاحباب وتتفقد الجيران وتجود قراءة ما بيدك من كتب الفكر، السياسة والتصوف، النحو والادب وتقضي الليل قائما راكعا ساجدا وفي الاسحار مستغفرا. تفعل كل ذلك رغم ظرفك الصحي ورغم ان جلسات الغسيل الكلوي تستوعب ثلاثا من أيام اسبوعك!! أيها المخبت ان داري تحن الي صوتك وانت تتغنى بالقرآن، واسماعنا تترقب صلاة الفاتح وهيللة الجمع واشعة الشمس كسلى حين الاشراق فقد غابت جوهرة الكمال صلاة علي عين الحق الذي تتجلى منها عروش الحقائق عين المعارف الأقوم سراطك الأسقم احاطة النور المطلسم.
أيها المحسن حياك الغمام! أقف عند آخر درس علمتنيه قبيل دخولك المشفى بيومين. اذكرك وأنت تسألني درهما ونحن نوشك ان ندلف الي حيث نسكن. مددت لك ورقة من فئة العشر دراهم فرددتها علي مغاضبا، انا طلبت درهما واحدا، فأعطيك ما طلبت درهما واحدا تخطفته من يدي لتسرع الخطى فيما يشبه الهرولة نحو مسكين كأنه على موعد معك! فعدت مستبشرا حبرا. ’’ انا الليلة ما اتصدقت ما لقيت درهم‘‘.’’ شفت يا سيف الدولة ‘‘كما درجت ان تناديني على غير خلق الله باسمي كاملا غير منقوص. ’’ داوم على الصدقة يوميا ولو بدرهم هسة انا أصلا ما بفرط فيها‘‘. كنت اعلم أنك ممن ’’ يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‘‘ وأنك ممن عناهم الحق عز وجل بقوله ’’ومما رزقناهم ينفقون‘‘ الا انني لم اكن اعلم انك اتخذت من العطاء وردا يوميا لا ينقطع، وانت ترد علي درهمي بإصرار (رغم اني كافلك) مرددا ’’ قليل دائم خير من كثير منقطع،، ’’ وتداووا بالصدقات‘‘ و ’’ خير الاعمال الصالحة أدومها‘‘
احسانك يقودني الي حديث عن خيرك في اهلك وذويك فقد كنت للرحم واصلا وانت تردد ’’ من سره ان يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه‘‘. وكنت رحيما بهم تمد عونك لضعيفهم ونصحك لطائشهم، وكنت رائدا للتعليم فيهم لا سيما تعليم المرأة فمنهم العلماء ومنهن حاملات الشهادات العليا وصاحبات التخصصات الرفيعة وهم يبكونك بما قدمته لهم مأثرة يحفظونها ويحمدونها لك. وهنا لا انسى آخر وصاياك وانت على وشك مغادرة الفانية. ’’ شوف يا سيف الدولة وكلم اخوانك اهلكم من كل الاتجاهات اهلي واهل امكم واي زول بربطكم معاه رحم لازم تواصلوهم وخاصة الناس الفي القرى والمساكين ناس المدن والناس السمحين ديل ما بنفعوكم اوصلو المساكين حلو مشاكلهم وخلوهم يعلمو أولادهم ولو قدرتو ساعدوهم ،،
أراك تهل علي وانا جالس الي جهاز الحاسوب ، اسمع لك بخشوع وانت تحكي وأوزن ما اقوله لك بالقيراط فأنت لا تحب ساقط القول او فضوله. اتحول من مكاني لأجالسك ولأتجاذب معك أطراف الحديث وحين تبلغ اكتفاء تختلق سببا لانسحابك. ’’ انت يا سيف الدولة شكلك ما دايرني أقعد معاك، ما مشكلة انا ماشي للاحسن منك‘‘ وانت تردد ’’ وخير جليس في الكتاب زمان،، وقول صفيك الجاحظ ’’ الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك يطيل امتاعك، ويشحذ طباعك‘‘ فتنسرب الي صومعتك حيث كتاب الله، وحيث صحبتك التي وشجت عرى مودتك معها فهناك منصور خالد، محمود محمد طه، ابن عربي، جعفر حامد البشير، المتنبئ، الطيب صالح، الزرقاني، ومحيى الدين الدرويش وغيرهم من صحاب.
والدي يثقبني الحزن حين اعلم انك رحلت عن دنيانا ولك حلم لم يتحقق فقد كنت تحلم بعودة الي وطن احببته، وحملته بين ضلوعك. لطالما حلمت بوطن ترفرف فيه رايات الحرية، وتسوده قيم العدالة ويتسع لأهله من كل الملل والسحنات هذا كان همك وحلمك طوال غربتك. وكأنك خشيت الا يضمك ثراه فشددت الوصية بأن تقبر هناك فى ثرى همت به وبين اجداث من احببت من اهلك واشياخك. فانجزت الوصية حملتك تابوتا طاهرا الي حيث احببت ومن احببت ، وقبرتك هناك حيث اردت وقبرت معك رفات حلمك الجميل بوطن خير ديمقرطي. لكنها المشيئة فقد عدت جسدا مسجى والوطن غير ما تمنيته اثخنته الجراح، ونعق فيه بوم الخراب احترابا وفسادا. فما درى محبوك ايبكونك ام يبكون حلمك.
والدي رحيلك عن دنيانا انتهاء لوظيفة جسدك بيولوجيا انتقالا لسكون ابدي الا ان الحراك الدائب هو ما تركته فينا من قيم ومعارف وسيرة لا موات لها. ولك وعد مني
سأبكيك ما فاضت دموعي فان تفض
فحسبك مني ما تكن الجوانح
وما انا من رزء، وان جل جازع
ولا بسرور بعد فقدك فارح
سيف الدولة احمد خليل





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 4608

خدمات المحتوى


التعليقات
#1701510 [محمد حمد مفرح]
0.00/5 (0 صوت)

10-17-2017 01:38 PM
أشاطرك، أخي سيف الدولة، الأحزان في وفاة والدك الهمام مولانا أحمد خليل سائلاً الله أن يتقبله قبولاً حسناً و يلهمك و الأسرة الكريمة و جميع أهلكم الصبر الجميل.
و بعد ... لا شك في أنك ألقيت، أخي سيف الدولة، من خلال هذه البكائية المستثيرة للأسى و المعبرة عن الوفاء لوالد عظيم، أضواءاً كاشفة على سيرة الوالد العطرة التي عكست جانباً مهماً من حياته العامرة بالنشاط المهني و الفكري و الروحي و الإجتماعي فضلاً عن أنها عكست سجاياه السمحة و سعة أفقه و معرفته الموسوعية و كذا ثاقب فكره و غير ذلك مما يحفل به سجله الحياتي الثر.
رحمه الله رحمةً واسعة و أدخله فسيح الجنان.
أخوك و زميلك في المرحلة الجامعية/ محمد حمد مفرّح "ود حمد"
[email protected]


#1701495 [محمد حمد مفرح]
0.00/5 (0 صوت)

10-17-2017 01:04 PM
أشاطرك، أخي سيف الدولة، الأحزان في وفاة والدك الهمام مولانا أحمد خليل سائلاً الله أن يتقبله قبولاً حسناً و يلهمك و الأسرة الكريمة و جميع أهلكم الصبر الجميل.
و بعد ... لا شك في أنك ألقيت، أخي سيف الدولة، من خلال هذه البكائية المستثيرة للأسى و المعبرة عن الوفاء لوالد عظيم، أضواءاً كاشفة على سيرة الوالد العطرة التي عكست جانباً مهماً من حياته العامرة بالنشاط المهني و الفكري و الروحي و الإجتماعي فضلاً عن أنها عكست سجاياه السمحة و سعة أفقه و معرفته الموسوعية و كذا ثاقب فكره و غير ذلك مما يحفل به سجله الحياتي الثر.
رحمه الله رحمةً واسعة و أدخله فسيح الجنان.
أخوك و زميلك في المرحلة الجامعية/ محمد حمد مفرّح "ود حمد"
[email protected]


سيف الدولة احمد خليل
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة