المقالات
السياسة
الملحدون قادمون...لا أصدق! (3)
الملحدون قادمون...لا أصدق! (3)
10-23-2017 10:06 AM

حسب ما ذكر سابقاً، لعلنا نتفق أولاً أن الإلحاد قد أصبح، في الواقع، ظاهرة مستشرية، تستوجب عدم السكوت عنها؛ خاصة وأنها لا تقتصر على بلد بعينه وإنما هي موجودة في كثير من الدول العربية والإسلامية من حولنا، حيث ظهر دعاة الإلحاد في وسائل الإعلام المختلفة، مجاهرين باعتقادهم دون خوف من الله أو من السلطات والمجتمع، كما صارت لهم منابر كثيرة ومواقع على الشبكة العنكبوتية يبثون عبرها أفكارهم ويدعون غيرهم لركوب هذه الموجة الجارفة! ولذلك من المطلوب الآن التعامل مع الأمر بقدر من المسؤولية والمواجهة الفكرية، وليس بدفن الرؤوس في الرمال. إن أول الآثار التي يخلفها الإلحاد في نفوس الأفراد هو القلق والحيرة والاضطراب والصراع النفسي وكل هذه الحالات يمكن أن تزيد من معدل الجريمة والتمرد على القيم وكريم المعتقد وبالطبع الدين والنظام؛ ولهذا فإن الألحاد يعد مهدداً أمنياً خطيراً؛ ووفقاً لهذه الأسباب يتوجب سد هذا الباب تماماً؛ بوضع الخطط المناسبة لمكافحة الإلحاد، حتى لا تدخل علينا ريح غير مواتية. وحسب رأي كثير من المهتمين بهذه المسألة، فإن العلاج يستدعي اصطحاب وسائل متنوعة وعصرية وذات محتوى مقنع من عدة جوانب. وبما أن الإلحاد أمر يتعلق بالعقيدة في المقام الأول، ينبغي أن يكون المدخل الصحيح لمعالجة المشكلة هو الحوار الفكري والمنطقي ولكن بأسلوب ومحتوى ووسائل غير تقليدية، كما يجب أن نتعرف على مواقف الملحدين والدوافع التي حدت بهم إلى ذلك الانحراف الخطير ومن ثم نبني استراتيجية الحوار بناءً على تلك المعطيات التي نتوصل إليها. وفي هذا الصدد يجب أن نركز بالدرجة الأولى على وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع التي يرتداها هؤلاء الأشخاص على الشبكة العنكبوتية حتى يتسنى لنا الاطلاع على آرائهم ومعرفة الأسلوب الذي يستخدمونه للتخاطب مع بعضهم البعض وللتواصل مع الآخرين، وإذا لزم الأمر يمكن مناظرتهم مباشرة من قبل أناس لهم باع طويل ومعرفة بأساليب الحوار والاقناع شريطة أن تتوفر لديهم المعرفة الكافية بالفكر الإسلامي والعقيدة الصحيحة وإلمام بالفكر المعاصر والقدرة على استخدام وسائل التقنية الحديثة بطريقة فعالة ومؤثرة. وكما قال أحد المهتمين بهذه الظاهرة: "نحن أمام موجة حضارية متعالية على الواقع ومعطيات التاريخ، فإما أن نتصدى لها ونبادرها بموجة ثقافية تعيد الاتزان للفكر المنفلت، أو نظل في موقع الدفاع والعلاج وتضميد الجراح -كما فعلنا ونفعل الآن-إلى أن يأتي الله بأمره." وهكذا يكون الرد على شبهات الإلحاد كلاماً في مقابل الكلام وعملاً في مقابل الأعمال، فإذا أفرز الإلحاد انحرافاً ونجاسة وانحلالاً، يجب أن تؤدي العقيدة الصحيحة والفكر السليم إلى الطهر والاستقامة على مستوى الفرد والمجتمع. باختصار شديد، يستحيل أن نعالج ظاهرة الإلحاد المعاصرة إلا إذا أقمنا دليلاً للرد على كل شبهة يتحدث عنها الملحدون، وجعلنا العالم الواقعي هو الميدان لمقارعة الملحدين وردهم للعقيدة السليمة والفهم الصحيح للدين، وأما إذا أصبحت الكتب فقط والأوراق هي الميدان الذي نحاور من خلاله فإننا ولا شك سنخسر الجولة. من جانب آخر، يتطلب التصدي لظهارة الإلحاد مراجعة فكرية هامة للخطاب الديني والإعلامي والتربوي، منهجًا وأسلوبًا، ومحتوى، ومقاصد وغايات؛ شريطة أن تشارك في الإعداد لهذا التوجه جهات عديدة؛ بحيث يتحول ذلك الخطاب إلى منهج خلاق ومحفز للتفكير والاستنارة المنضبطة بأطر العقيدة السليمة، حتى يتصالح الإنسان مع الحياة والبيئة والعلوم التطبيقية والمجتمع المتعدد الهويات والثقافات وأنماط التفكير المختلف، من منظور فكري راسخ؛ تفادياً لاعتناق الإلحاد والأفكار الضالة الأخرى، واضعين في الاعتبار أن الإلحاد هو في الأساس مذهب فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أن الكون بلا خالق. وإذا لم يجد كل ذلك نفعاً، يمكن استخدام الوسائل القانونية بسن تشريعات رادعة تجرّم الإلحاد وتشرع لعقوبات رادعة بحق الملحدين، ليس من أجل التعدي على حرية الاعتقاد والفكر والتعبير وتقييدها، وإنما حمايةً للمجتمع والعقيدة من الانحراف باعتبار أن الشرع الإسلامي هو أهم مصدر للتشريع في البلاد بنص الدستور؛ ولذلك فإن الاستهزاء به والتقليل من شأنه أو التهكم عليه، أو الحديث عنه بلغة ساخرة، والهجوم على الشرائع والثوابت والمعتقدات المتعلقة بذلك، يعد جريمة يعاقب عليها القانون! وبما أن الإلحاد واحد من أخر الظواهر المهددة للأمن والفكر والاستقرار في مجتمعنا، لماذا لا توجد أجهزة وجهات يناط بها مكافحة هذه الظاهرة مثلما هنالك مراكز وجهات وأجهزة محلية وإقليمية ودولية لمكافحة الإرهاب والاتجار بالشر وتهريب المخدرات، علماً بأن الإلحاد أشد خطراً على المجتمع المسلم من كل هذه الأمور؛ إذ ليس هنالك ظلم أو ذنب أكبر من الكفر بالله! على أقل تقدير يجب أن تكون هنالك مراكز متخصصة لدراسة ظاهرة الإلحاد والبحث عن المسببات والفلسفة التي ينبني عليها ووضع العلاج والوسائل المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة التي أطلت برأسها على شكل ما يعرف بالإلحاد الجديد! خلاصة القول إن الإلحاد لم يعد حالة فردية يمكن السكوت عليها، بل أصبح ظاهرة تهدد أمننا الفكري.
[email protected]





تعليقات 16 | إهداء 0 | زيارات 1965

خدمات المحتوى


التعليقات
#1703771 [Tumba]
0.00/5 (0 صوت)

10-24-2017 01:45 PM
محمد قش .. أحييك وأشد على يدك بشدة .. لو ما مقالك ده الواحد ما كان عرف إنو البلد دي فيها ناس فاهمة كدة وبالعمق ده .. خليتنا نطمئن إنو البلد لسع فيها أمل وإنو التغيير جاي جاي .. (الحمدلله) الواحد كان مفتكر إنو الشعب السوداني كلو تحيون وبقى ياكل قش.


#1703668 [اسامه الشايقي]
0.00/5 (0 صوت)

10-24-2017 09:33 AM
(عقوبات رادعه ) !!!! عايز تعاقب الناس علي افكارهم علي مايعتقدون ...يبدو انك ورثت الارهاب الفكري وراثه ماهو فرقك من داعش ... الاسلام الاديان والالحاد كل يأتي بفكره وحججه وعلمه وبراهينه والبقاء للأقوي منطقا والاصلح للبشريه والفضاء مفتوح انتهي عصر احتكار المعرفة


#1703567 [[email protected]]
0.00/5 (0 صوت)

10-24-2017 06:10 AM
هل الملحدون وحدهم هم الكافرون واللذين يجب سحقهم؟

انت اسمك محمد التجاني والأسم جايي من الشيخ التجاني شيخ الطريقة التجانية وهو كافر زنديق عند كثير من المسلمين لا يقل خطورة عن الملحدين فما رأيك في هذا ؟


#1703543 [محمد احمد]
0.00/5 (0 صوت)

10-24-2017 04:31 AM
السويد والدنمارك وهولندا وكثير من الدول الأوروبية دول ملحدة.
السوريين والعراقيين والسودانيين والصوماليين ومعظم متضطدي العالم
الاسلامي يهبطون بدول الإلحاد. من يُؤْمِن باستعباد الناس واستحاء
نساءهم وبيع اطفالهم يستحق الاشفاق ومعاينة الجهات النفسية المختصة.
انك تؤمن باشياء لم ترها ولا تتجاوب معك ولا يمكنك إثباتها وبعد كل هذا
تتهم الآخرين بعدم العقلانية والله امرك يحير... ادرس حياة الرسول من
ناحية تاريخية علاقته بالنساء، غزواته، حبه لنفسه وقتل من خالفه الرأي
من شعراء ونساء وعجزة. شرب بول الرسول وشرب بول البعير، ضرب
النساء واستحقارهن وتخصيص المقاعد العشرة الأمامية من الجنة كلها
الي أقربائه القرشيين.. اذا أردت ان تسترجع أوقات الاسلام الحقيقية
عليك بمتابعة حلقات مسلسل داعش الذي انتهي قبل ايّام. اخي اذا
أردت حل كل مشاكل العالم الاسلامي المنحط عليك بتنظيفهم من وهم
الدين والتدين والتحلي بالعقلانية والموضوعية وان يستثمروا الأوقات
المهدرة في الصلوات غير المجدية في العمل والتفكير والبحث العلمي
الذي جعل امريكا وروسيا والصين في الصف الامامي ( وكأنهم قربوا بقرة)


#1703507 [gasim]
0.00/5 (0 صوت)

10-23-2017 10:39 PM
يا سيد قش شوف ليك قش بيعو في سوق ام دفسو ... كلامك أياهو كلام الطير في الباقير . أنتو ما أدوكم في درس العصر حكاية الضبعة و الثعلب و شنو كده ما عارف ؟ خلي الناس البتعرف تكتب يا سيد قش .


#1703392 [الباز الأشهب]
5.00/5 (1 صوت)

10-23-2017 03:40 PM
you have nothing to say4


#1703266 [الزول]
0.00/5 (0 صوت)

10-23-2017 11:31 AM
يا استاذ قش ما هذه السطحيةالتي انت فيها!؟ لماذا تخشى الالحاد وهو موجود منذ القدم!؟ وهل في أي مرحلة من مراحل التاريخ بعد نزول الأديانهل آمن جميع من في الأرض؟ وهل الالحاد ظلم لك أو لي أو لغيرنا من المبشر المؤمنين بالخالق عز وجل؟ إن الله تعالى وصفه بأنه ظلم عظيم ولكن لمن ؟! طبعا ظلم من العبد لخالقه وربه وقبل ذلك ظلم لنفسه لأن الله لاينفعه ايمان جميع من في الأرض ولا يضره كفرهم وإلحادهم! فالمسلم المؤمن. يدعو غيره من منطلق حب الخيرللغير والثواب من عند الله على ذلك وليس لإرغام الغير على ما يؤمن به هو. وحتى الرسول المرسل بالدين غير مكلف بهداية الناس وانما بالبلاغ ليس الا (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) و(ليس عليك هداهم) و(ما انت عليهم بوكيل) و(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) و(من كفر فإن الله غني عن العالمين) وما لا يحصى من القرآن تقول بلزوم حرية الايمان وطواعيته وأن الله لا يقبل ما استكرهت عليه النفس من اسلام ظاهري ونفاقي كما لا يؤاخذ بقول الكفر المستكره عليه! وفوق هذا وذاك فإن الله لم يفوض أحدا أو جماعة بأخذ الناس بالقوة والسلطة على الإيمان به ولم يجعل لذلك عقابا دنيويا يطبقونه على غيرهم من غير المؤمنين الا عقابه تعالى بنفسه باستبدالهم بغيرهم ان شاء في الدنيا ولكن مرد العذاب للضالين أصله في الآخرة ومن الله وحده بطبيعة الحال!
ان الفتنة الأشد في الدنيا والخطر الماحق بأمن الناس في أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم وايمانهم هو قدوم المتأسلمين زورا ونفاقا وفرض وصايتهم على الناس باسم الدين وهم ليسوا أهله وبلا تفويض من الناس~ وليتهم صادقون في ادعائهم تطبيق شرع الله وهم يستثنون أنفسهم ويزكونها على الله والناس وقد أفسدوا فسادا يستحيل مقارنته بكفر والحاد جميع من في الارض~ فدول الكفر والالحاد اليوم لديها من الأخلاق الحضارية واحترام كرامة الانسان مالا تجده في أي دولة يحكمها هؤلاء المتأسلمون باسم الاسلام بل هم شر مكانا في الأرض يندى له ضمير العالم من فظائع انسانية ~ شي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وشي تطهير عرقي وابادة جماعية واغتصاب وحرق للزرع والضرع والنسل مما ابكى ضمير حتى هؤلاء الملحدين الذين تخاف انتشارهم! فقل لي لما تخشاهم وعلى ماذا ولمن توجه مقالك هذا وانت تعلم ان ظاهرة التدين الشكلي الذي صنعه المتأسلمون لم يثمر الا فسقا وفسادا وسرقات ونهب وقتل وتشريد وفي المقابل حب للدنيا واثراء فاحش وربا وجضوم وكروش وشهوات ونساء وافساد لكل قيم الاسلام والانسان والمجتمع السوداني مما يتعين عليك اصلاح هذا أولا قبل معالجة افرازاته من الحاد وتحلل من الدين وومفارقته بسبب هؤلاء فهم السبب في افساد التدين وهم السبب في ظاهرة الالحاد التي تراها فارنا كيفية معالجتها.


#1703249 [الأخــــــيــدر ود حمدنا]
5.00/5 (1 صوت)

10-23-2017 10:56 AM
القلق النفسى و التأكل واضح فى دول الربيع العربى التى ضربها الالحاد و دمر معنوياتهم .
فدولة مثل سوريا يساوى فيها الدولار 490 ليرة
بينما يساوى الدولار 22 جنيه سودانى أسلامى جديد فقط .


#1703245 [الدنقلاوي]
5.00/5 (2 صوت)

10-23-2017 10:53 AM
(الألحاد يعد مهدداً أمنياً خطيراً)
هل سمعت يوما أن أحدهم غزا دولة أو قتل أو أمر بقتل آخرين أو فجر نفسه بين أبرياءعزل أو إغتال شخصا لينشر الألحاد أو ليمنع الآخرين من عبادة ما يؤمنون به. عبر العصور وحتى اليوم كان الدين وسيظل واحدا من أهم أسباب الحروب وقتل البشر بعضهم بعضا. الصحيح هو (الدين يعد مهددا أمنيا خطيرا)
(يجب أن نتعرف على مواقف الملحدين والدوافع التي حدت بهم إلى ذلك الانحراف الخطير)
أن تؤمن بما لا تراه أو لا يوجد دليل عقلي أو مادي على وجوده، وتؤمن أن الأنبياء يطيرون ومنهم أبناء لله ومنهم من ولد من أم عذراء ومنهم من يخاطب الله، وأن تؤمن بأن من يخالفك الرأي والاعتقاد هو كافر يجوز قتله واستعباده أو استعبادها والتمتع بها جنسيا ، وتؤمن أن الزمن بدأ مع أنسان عاقل تام يعرف الأسماء وتنكر كل معطيات العلم والحقائق حول أصل الإنسان، وتؤمن أن العرب/المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس. هل هنالك انحراف أكثر من هذا. الصحيح هو (يجب أن نتعرف على موقف المؤمنين "بالغيب" والدوافع اليت حدت بهم إلى ذلك الانحراف الخطير)
إن تناولك لهذا الأمر هو تناول فطير ينم عن خفة في الفهم وسذاجة في التنظير وكأنك فقط تحاول أن تكتب حول أي موضوع يجلب شيء من الاهتمام أو أن تقنع نفسك أنك مؤمن تدافع عن الله، ومالي وهذا الذي يحتاج أمثالك للدفاع عنه


ردود على الدنقلاوي
[ابوديدي] 10-24-2017 07:27 AM
الدنقلاوي ردك كافي ووافي
ياليتهم يفهمون

India [الازلية] 10-24-2017 05:58 AM
(يجب أن نتعرف على موقف المؤمنين "بالغيب" والدوافع التي حدت بهم إلى ذلك الانحراف الخطير)
ريحتوا في حنانو هههههههه


محمد التجاني عمر قش
محمد التجاني عمر قش

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة