عقوبة بلا جريمة
10-24-2017 03:06 AM

قدم طلاب كلية التربية للإدارة عشرات المذكرات بشأن مشاكل أكاديمية وخدمية،ولكن لا حياة لمن تنادي..
وعندما لم تجد المذكرات لجأوا للإعتصام والتظاهر،وكلها وسائل تعبير سلمية جربتها الحركة الطلابية منذ عشرات السنين،وحق مشروع لانتزاع الحقوق المسلوبة،فماذا حدث؟ تم فصل 4 وإنذار 21 طالباً ..فلجأوا للمحكمة الإدارية التي أوقفت العقوبة،ولكن قرارها لم ينفذ.
في مواجهة ما حدث قاطع الطلاب الإمتحانات..ولكن الشرطة الجامعية تدخلت ..بعنف فأصيب طلاب وطالبات وسيق آخرون للحراسة ومنهم عبد الرحمن فضل،والفاتح عيسى،وياسين اسحاق وغيرهم .
وغض النظر عن التهم التي وجهت ضدهم،فهم لم يحاكموا لانهم لم يمثلوا أمام قاضي للدفاع عن نفسهم .
ولكنهم خرجوا من حراسة البوليس وهم على هيئات مختلفة،فعبد الرحمن حلقوا له شعر رأسه(صلعة)،والفاتح أزيل شعره من الأمام،وياسين حلقت له صلعة من الخلف .
ومن حلق لهم قسراً قصد إذلالهم وإهانتهم،فالإرث الاستعماري البغيض في السجون،يقتضي حلق شعر المحكوم عليه بالسجن صلعة،وغض النظر عن التبريرات فهي الإهانة بعينها،وهذا الإرث لا زال يفعل فعله لا في السجون فحسب،بل في حالات الإعتقال السياسي،ودخلت الشرطة الجامعية على الخط هذه المرة.
وبمناسبة الشرطة الجامعية فقد قال أحد السدنة عندما كان قانونها قيد المداولة في البرلمان الحكومي أنهم يريدون أن يكون أفراد هذه الشرطة غلاظ الأجسام،وكأن الجامعات حلبات مصارعة ال(WWE)،والغرض واضح من هذه الملاحظة وكأنها إشارة خضراء لهم ليفعلوا بالطلبة كما يشاءون.
ولو انقلبت الصورة وحلق الطلاب للعساكر،فماذا سيحدث؟ ستوجه لهم تهمة اعتراض قوة بالزي الرسمي،وخرق الدستور وتهديد النظام وربما سيقوا إلي المشانق أو حوكموا بالمؤبد.
هذه الحادثة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة،والمنظومة العدلية كلها في المحك،طالما جرت تحت بصر الشرطة والنيابة والقضاة،وكم من مواطنين جرى قمعهم في حرم المحاكم مثلما حدث في محكمة عاصم،وكم من أناس برأتهم المحاكم فاقتادهم الأمن للإعتقال من أمام القاضي،وحدث ولا حرج .
والتعليم العالي كله منهار والدليل الترتيب المتأخر للجامعات السودانية في السجل العالمي،والسبب الإدارات المعينة سياسياً بلا كفاءة،والبيئة الجامعية المتردية والمناهج المحنطة،والكوادر غير المؤهلة،والداخليات التعبانة،واللوائح المقيدة للطلاب،وعندما يثور الطلاب على هذه الأوضاع،فإنهم يضربون ويعتقلون،ويسجنون ويتهمون بالقتل العمد،ويفصلون دون تحقيق،والأمثلة لا تحصى ولا تعد.
ولم لا ينهار التعليم والقروش هي الحاسمة في مسألة القبول،وليست الشهادة،وكليات نشأت(بروس)أصبحت جامعات تمنح الدكتوراه كمان،والإعلانات تقول بكالريوس الطب ب(60)ألف جنيه،والشرط النجاح في الشهادة السودانية،والشهادة الثانوية نفسها أصبحت محل شك وما قصة الأردنيين والمصريين ببعيدة،و (الصلعة) لطلاب التربية عقوبة جديدة.

كمال كرار
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1267

خدمات المحتوى


كمال كرار
كمال كرار

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة