المقالات
السياسة
المدرب الاجنبي بين الحجا ... وساقية جحا!!!
المدرب الاجنبي بين الحجا ... وساقية جحا!!!
10-29-2017 04:04 PM

* قصة المدرب الاجنبي في السودان مثل تاريخ السودان غير المستقر حكما وسياسة واقتصاد فما عساها الرياضة ان تكون نشازا !!!
* هي قصة عدم الاستقرار بامتياز في ظل عدم وجود وعي واستراتيجية وخطط تفصيلية اضافة الي عدم وجود انظمة في الاندية تفرق بين الادارة التنفيذية ومجالس الادارة هذا ادي لعطب اساسي هو عدم استقرار وتراكم الخبرات تواليا فكما في السياسة فادارات الاندية جزر معزولة الكل يبدا من الصفر (جا بجماعتو مشي بجماعتو ) !!!
* مما اثر ذلك علي ادارة الكرة علي مستوي وزارة الشباب والاتحاد العام حيث بين الاثنين حتي كتابة هذه السطور العلاقه ليست لها قنوات سالكه قانونا وتمويلا واشراف والا لما اصبحت المنتخبات القومية (خيبة امل راكب جمل ) هذا بدوره اثرعلي سيرة التدريب!!!
* تاريخيا نحن ثالث كرة من حيث المنشأ بافريقيا بعد جنوب افريقيا ومصر وكذلك في التدريب الاجنبي ان نكن الاوائل فيه فعام 1963 في نهائي افريقيا باكرا كان مدربنا المدرب كوستيف الذي قامت قيامته بسبب الهزيمه 3/صفر ونسينا اننا نحن الذين اقصينا مصر في نصف النهائي من ذلك التاريخ بدات غانا التخطيط بالناشئين لتصبح لاحقا بعد عقدين من الزمان نجوم سوداء تتلالا وتملا اوروبا بالاعبيها وتتسيد افريقيا !!!
* رحل قوميا عنا كوستيف وجاء البلغاري قيقروف والذي استمر حتي عام 1968 والذي بكي ذات مرة حين فاز الهلال علي المريخ بهدفي الدحيش فحملت الجماهير الدحيش تاركه رجل المباراة شاويش فقال قيقروف قولته الشهيرة لاخي وابن عمتي الراحل الاستاذ حسن ساتي (انتم لا تعرفون تشجيع الكرة لولا شاويش لما احرز الهلال هدفا لو لعب سنتين ) ومعلوم هو الذي اختار شاويش المصاب لمباراة يوغندا وحين سالوه قال ( هذا لاعب ذكي يلعب بعقله واريد في يوغندا هدف لن يحرزه الا شاويش ) وفعلا احرز هدفا لا يحرزه الا شاويش !!!
*هذا التراكم غير المستمر هو الذي ادي لفوزنا بكاس افريقيا 1970بقيادة الراحلين عبد الفتاح حمد ومجمود الزبير وكان اخر الجيل الذهبي في كل شئ !!!
*في هذا كله ظلت غانا ومن بعدها نيجريا والكمرون تسير بنهج وخطط لا تحيد عنها رغم عدم الاستقرار السياسي ولكن ساساتهم ليسوا عقائدين كما عندنا لا يتدخلون في الذي لا يعرفون او الذي مضي بنسق ونظم واسس لان قيمة الوطن هناك اعلي بالرؤية الواضحة اما هنا فنحن ضحية غباء عقائدي من اليسار لليمين اذري بنا كما نري ونعيش في بؤس فكري واماني واحلام من وادي عبقر اقرب الي الجنون منها لواقع الاشياء وعنتريات ما قتلت ذبابه لكنها قتلت وطنا وبشرا ومواردا !!!
*مع تجربة الستينات تزامن في هلاريخ من المدربين الاجانب تلكي للمريخ واستاروستا بالهلال وهي تجارب لم يتم الاستمرار عليها لعدم الاستقرار العام من ناحية ومن ناحية اخري تداول المجالس المختلفة بغير تراكم والعمل بالمزاج والشوفينية والانانية ولعنة النخب السودانية الماحقه حتي الان اضافة لسبب رئيسي اخر هو عدم اهتمامنا بقطاع الناشئين في الاندية والمنتخبات اعتمادا علي الفسلفة العامة من الاستعمار ان المدارس ونظام التعليم يقوم بذلك باسس وضوابط ومعينات تقدمها الدولة واشراف مدرسين مؤهلين لذلك وعشنا هذه التجربة لكن كان عنق الزجاجه بعد الثانوية وعدم اتساع قمة الهرم لالتهام كل هذه المخرجات وهذا التاهيل ما جعل كل اجيالنا السابقه لها وعي بالرياضة لعبا وتدريبا فجيلي تدرب علي افذاذ ومتخصصين امثال شبر لاعب المريخ وغيرهم من كادر اساتذه خريجي معاهد التربية التي قضي عليها اخواننا هؤلاء قضاء من لا يخشي الفقر !!!
* بعد قيقروف جاء استاروستا الشيكي والذي يفهم الشخصية السودانية جيدا وعدم انضباطها وقوة هلاريخ الغاشمه بغير وعي او هدي او كتاب منير وعلي يديه بسبب من هلاريخ كانت نهاية المفاصلة بين نيجريا والسودان حيث كنا متقدمين 3/صفر بالشوط الاول وتوازن هلاريخ جعل المباراة تنتهي 3/3 وبعدها مال الميزان لصالح نيجريا بانضباط لاعبيها وطموحهم وانضباط الاداريين ولا شئ يعلو علي القيمه الوطنية ومن يومها نيجريا سيدة علينا كشان غيرها !!!
* في بداية السبعينات استلم مدرب الماني من الراحل عبد الفتاح حمد الذي استقال بعد دورة ميونخ1972 لم يستمر طويلا لانضباط الالمان وواقعيتهم وصبرهم وهم الذين بنوا بلادهم من ركام الحطام فاختلف مع اتحاد الراحل حليم وهو المدرب الذي درب الهلال ضد سانتوس بعد مشاهدة سانتوس ضد الاهلي القاهري 5/1ووضع خطته ووضع قاقارين والدحيش في الاحتياطي وفي اخر 7 دقايق ضغط المجلس لادخالهما فكتب ورقه انه غير المسئول عن المباراة في هذه الدقائق وهو الذي قال للهلال وهو ينزل هذه الخطه تجعلكم الا تنهزموا أكثر من 3اهداف مما حدا بالملك بيليه يقول لاحقا(احسن فريق في الجولة الغزلان السمر في السودان ) وانظر للصبر وعدمه اين الهلال واين الاهلي المصري!!!
* بعدها المدرب اليوغسلافي يانكو وفي عهده كانت ازهي فترة للمنتخب القومي حيث عرف هذا المدرب موهبتنا وخللها فقال اريد منكم شئ واحد هو (لاعب مطيع ومنضبط حتي تلعبوا 90دقيقه لتهزموا اي فريق ) وفي عهده اقصينا مصر وتونس وتاهلنا لدورة الافريقية باديس اباب1976 ودورة منتوريال بكندا ولكن قوة هلاريخ الغاشمه دايما بالملرصاد لكل انجاز فبوشاية حمراء لوزير احمر هو عمنا عمر صالح عيسي سوار الدهب قضي نحب المدرب الذي ودعنا بحكمه لم ندرك ونسبر غورها حتي الان حين قال في وداعه ( مع السلامه هلال مع السلامه مريخ مع السلامه سودان ) وهي سلامه لم نجدها حتي الان!!!
* المدرب الاجنبي ليس فاشلا الفشل فينا نحن من كل النواحي اداريا وفكريا وماليا ووعيا وطموحا هذا فيما مضي اما الان فلا امل فينا في المنظور القريب لان الفساد اصبح ثقافه حياة عامه !!!

***هامش *** السودان محنة النخب والصفوة !!!

سيف الدين خواجة
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 474

خدمات المحتوى


التعليقات
#1705595 [اب جاكوما]
0.00/5 (0 صوت)

10-30-2017 09:42 AM
سرد وتحليل جميل ومنطقي.. فالمدرب الاجنبي كان اثره واضح في تطور اللعبة حتى عهد ريكارد وميشو واتوفيستر.. ولكن كلنا كمشجعين نتمنى ان نرى المدرب الوطني باعتباره جزء من منظومة كرة القدم أن ينال حظه من بعثات وتدريب فالان صار فرص التطور والتطوير اكثر واسهل يا حبذا لو تبنى اتحاد الكرة باستجلاب خبراء وعمل كورسات ودورات علمية وعملية تزيد وتؤهل من المدرب والحكم..

فخير مثال على ذلك ان معظم المدربين على راس اندية المقدمة توانسة.. ويوجد عشرات المدربين التوانسة في الخليج.. فها هي الان في متواجدة في كاس العالم.
اهم شيء هم الاهتمام بالناشئين والشباب لان هؤلاء وهم في هذا العمر لديهم القدرة على استيعاب كل ما هو مطلوب بطريقة علمية.. لذلك عندما يبلغ اشده يكون لديه مخزون احترافي.. عكس لاعبي اليوم..


سيف الدين خواجة
سيف الدين خواجة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة