المقالات
السياسة
مصيبتنا مصيبة كبيرة في الأقتصاد السوداني
مصيبتنا مصيبة كبيرة في الأقتصاد السوداني
10-30-2017 04:09 AM

استهل مقالى هذا بمقدمة كتاب للكاتب الخبير الامريكى فى صندوق النقد الدولى جون بيركنز ( الاغتيال الاقتصادى للامم)(Confession of an economic Hit Man) , والذي صدر فى العام 2004 حيث ذكر فى هذا الكتاب واوضح السبب الرئيسى لمعاناة شعوب العالم الثالث وفقرها و إفقارها وهى إعترافات قرصان بعد أن احس الرجل واستيقظ ضميره بنشر هذا الإعترافات علها تكون نبراسا لحكام و قادة العالم الثالث ، فالكتاب جدير بالقراءة و الاطلاع لكل من له نشاط فى العمل الاقتصادي وفى تقديري هو مرجع فى غاية الاهمية لكل الدارسين فى جميع انحاء العالم الثالث من طلاب و باحثين فى مجال الاقتصاد .
(مقدمة الطبعة العربية بقلم الدكتور / شريف دلاور- يقول : فيها جون بيركنز خبير اقتصادي دولى جاءت إعترافاته فى كتابه (Confession of an Economic Hit man) لتلقى الضوء على نخبة رجال الاعمال و السياسة فى الولايات المتحدة الامريكية لبناء امبراطورية عالمية تسيطر عليها (الكوربورقراطية Corporatocracy) أي حكم منظومة الشركات الكبري الامريكية .
(الدور : يحدد بيركنز دوره - مثل أقرانه و صفوة الخبراء فى الشركات الاستشارية الامريكية الكبري – فى إستخدام المنظمات المالية الدولية لخلق ظروف تؤدي الى خضوع الدول النامية لهيمنة النخبة الامريكية التى تدير الحكومة و الشركات و البنوك ، فالخبير الاقتصادي يقوم بإعداد الدراسات التى بناءا عليها توافق المنظمات المالية على تقديم القروض للدول النامية المستهدفة بغرض تطوير البنية الاساسية وبناء محطات توليد الكهرباء و الطرق و الموانئ و المطارات و المدن الصناعية ، بشرط قيام المكاتب الهندسية و شركات المقاولات الامريكية بتنفيذ هذه المشروعات .
وفى حقيقة الأمر فإن الاموال بهذه الطريقة لا تغادر الولايات المتحدة الامريكية حيث تتحول ببساطة من حسابات بنوك واشنطن الى حسابات شركات فى نيويورك أو هيوستن او سان فرانسسكو ، ورغم أن هذه الاموال تعود بشكل فوري الى اعضاء الكوربورقراطية فإنه يبقى على الدولة المتلقية سداد اصل القرض و الفوائد .أما المثير فى إعترافات ( بيركنز) فهو تأكيده بأن مقياس نجاح الخبير يتناسب طرديا مع حجم القرض بحيث تجبر المدين على التعثر بعد بضع سنوات !!!!وعندئذ تفرض شروط الدائن التى تتنوع مثل الموافقة على تصويت ما فى الامم المتحدة أو السيطرة على موارد معينة فى البلد المدين او قبول تواجد عسكري به ، و تبقى الدول النامية بعد ذلك كلها مدينة بالاموال و لكن فى ظل الهرم الرالسمالى الذي تشكل امريكا قمته حسب التلقين الذي يتلقاه ، الخبراء بإعتباره واجبا و طنيا و مقدسا على حد قول (بيركنز).
(الوسيلة :يحدد ( بيركنز ) نماذج التنبؤ التى يستعين بها الخبير لدراسة تأثير استثمارمليارات الدولارات فى بلد ما على النمو الاقتصادي المتوقع لسنوات قادمة و لتقديم المشروعات المقترحة ـ ويكشف الطابع المخادع للارقام الجافة ، فنمو الناتج الاجمالى القومى – على سبيل المثال – نتيجة استفادة أقلية من المواطنين (النخبة )على حساب الاغلبية بحيث يزداد الثري ثراءا ويزداد الفقير فقرا ، و رغم ذلك فإنه من الناحية الاقتصادية الاحصائية البحته يعتبر تقدما اقتصاديا )وذلك فى الفهم الاقتصادي الرأسمالى المتخلف المستبد المتغطرس والذي يبنى اقتصاد النخب على حساب وانقاض الشعوب .!!!!!
(وفى هذا المقام يكشف (بيركنز) على الجانب غير المرئى فى خطة القروض و المشروعات ، وهو تكوين مجموعة من العائلات الثرية ذات نفوذ اقتصادي وسياسى داخل الدول المدينة تشكل امتدادا للنخبة الامريكية ليس بصيغة التآمر ولكن من خلال إعتناق نفس افكار ومبادئ واهداف النخبة الامريكية ،وبحيث ترتبط سعادة ورفاهية الاثرياء الجدد بالتبعية طويلة المدي للولايات المتحدة الامريكية ، رغم إن عبْ القروض سيحرم الفقراء من الخدمات الاجتماعية لعقود قادمة ، ويدلل (بيركنز) على ذلك بأن مديونية العالم الثالث وصلت الى 2.5 تريليون دولار و أن خدمة هذه الديون بلغت 375مليار دولار سنويا فى عام 2004 وهو رقم يفوق ما تنفقه كل دول العالم الثالث على الصحة و التعليم و يمثل 20 ضعفا لما تقدمة سنويا الدول المتقدمة من مساعدات خارجية )
الكتاب فى غاية الاهمية لكل حادب و لكل دارس ولكل متفائل بأن رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية سوف تحل المشكلة الاقتصادية ، المصيبة اكبر مما تتصورون و المصاب جلل والفقد عظيم (ولا نامت اعين الجبناء) .و قد بدأت تظهر تصريحات منظرين السياسة الاقتصادية ومدرسة داعمى المدرسة الامريكية الاقتصادية فى تعويم قيمة الجنيه السودانى وقد أؤكد لكم بمجرد تعويم قيمة الجنيه السودانى سينهار الجنيه السودانى امام العملات الاجنبيية و سوف يصبح ليرة او تعريفة زمان !! كما نجد ايضا هناك تصريحات لبعض المسئولين تلهث نحو مزيد من القزوض ، نصيحتى لهم بقراءة هذا الكتاب.!!!
لا يوجد حل علمى و مؤكد لمشكلة الافتصاد السودانى سوي اهتمام الدولة بالصادرات الاستراتيجية السودانية عبر شركات مساهمة عامة لتوفير النقد الاجنبى و بتنشيط الجانب السياحى الطبيعى و التجاري و التعليمى و الصحى للدولة السودانية عبر الاعلام و لسيطرة الدولة على توفير النقد الاجنبى عبر الصادرات و السياحة و لا يوجد حل بمنأي عن وضع مصلحة الضرائب و الجمارك على طاولة الحل الفوري واسفى البالغ لبعض مسئولى النظام بالتصريح الاجوف بأن الجمارك و الضرائب موجودة فى كل العالم (هذا كلام فيه جهل اقتصادي كبير من كان يظن بان الجمارك و الضرائب تقوم اقتصاد فهذا انسان يعيش فى وهم وجهل وظلام )و انا قد أؤكد لهم بأن الجمارك و الضرائب و الرسوم ليس بنظريات فى علم الاقتصاد وانما هى احدي العوائق للدورة الانتاجية لرأس المال و هى ربما تكون نظريات فى علم السياسة !!!!
أناشد كل قادة العمل الاقتصادي بالبلاد بقراءة كتاب الاغتيال الاقتصادي للامم للكاتب الامريكي (جون بيركنز) قبل التوقيع على أي قروض جديدة تدمر البلاد و الاجيال القادمة !!!!
يقول المثل السودانى :( المابعرف يغرف ما تدو يغرف ...لو اديتو يغرف بكسر الكأس و بعطش الناس)

عبدالمنعم على التوم
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1044

خدمات المحتوى


التعليقات
#1705714 [كاسـترو عـبدالحـمـيـد]
0.00/5 (0 صوت)

10-30-2017 02:57 PM
شــكـرا للـسـيد / عـبـدالمنعـم عـلى الــتوم عـلى هـذه الـنصائـح الأقـتـصادية ولكـن اقـول له : نـصائحـك هـذه مـفـيـدة وكـنـز لـمـن يخـاف الله فى نـفـسـه وفى وطـنـه ويـريـد ان يعـمل لمصلحـتـة وتـقـدمـه , ولـكن للأســف انت تـوجه هـذه النصائح لـعـديـمى الضـمير واللصوص والفاسـدين الذين سـوف يعـمـلـون نقـيض نصائـحـك . خـلـيـهـا عـلى الله ونعـم بالله وحـسـبنا الله ونعـم الوكيل .


#1705564 [الأخــــــيدر ود خـــمدنا]
0.00/5 (0 صوت)

10-30-2017 08:35 AM
أنهيار الاقتصاد الاغبش مسألة سودانية خدراء بحتة , ولا علاقة لها بقوى الاستكبار العالمى .
فكل ما فى الامر أن الحركة الاسلامية الغبشاء رأت فى رفع الحصار فرصة استثمارية عظيمة فى البورصات العالمية .
فدفعت بأرصدة السودان الخارجية لدى أميركا بالاضافة الى جزء مقدر من اموال الاقتصاد السودانى الى بورصة ناسداك .
فحتى اذا ربحت من وراء العلوج و الطراطير , كان لها حق السمسرة الاسلامى و تعيد جزء من الاموال الى السودان لدعم الغباشة و حركات الجهاد الاسلامى .
و لكن يبدو ان الرياح تأتى بما لا يشتهى السفن ! .
فخسرت الحركة الاسلامية الخدراء أموالها ولا سبيل الان لها سوى بتكوين رأس مال جديد من الجمارك و الضرائب و رفع أسعار المواد الاساسية مثل البنزين و الخبز و الكسرى .


عبدالمنعم علي التوم
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة