المقالات
السياسة
أوقفوا هذا التسلط المعيب في ولاية الجزيرة
أوقفوا هذا التسلط المعيب في ولاية الجزيرة
10-30-2017 11:32 AM

الصراع الدائر في ولاية الجزيرة بين الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي منذ أكثر من عامين لم تكن نتائجه الحالية مفاجئة لأحد، من مناصري أيلا الذين يضطرون الآن وبفقه ومنطق المعارك (الحربية)، يضطرون للدفاع عن أية قرارات يتخذها قائد كتيبتهم في الميدان مع عدم وجود أية مساحة للاستدراك عليه أو انتقاد بعض قراراته غض النظر عن كونها سليمة أو متسرعة.. حكيمة أو حمقاء.. مؤسسية أم غير مؤسسية، فهذا النوع من التجنيد السياسي والإعلامي والاصطفاف (القتالي) في ميادين السياسة والإعلام، لا يترك فرصة أمام أحد (الجنود) لاتخاذ خط رجعة أو مراجعة لموقفه تحت كل الظروف، ليس لأنه يرى أن جميع القرارات فعلاً صحيحة أو يرى أنه من حق الوالي أيلا في صراعاته مع المجلس التشريعي أن يتجاوز مرحلة كسر العظم إلى درجة تهشيم جمجمة الكيان الرقابي الدستوري المعارض لسياساته بهذا المستوى من الديكتاتورية، لكن بسبب ورطة التوقيع الشخصي المسبق وعلى بياض في شهادة سلامة موقف أيلا منذ تعيينه والتأكيد اليقيني المقدس بجودة أدائه دون الحاجة لمطالعة أو مراجعة لهذه الشهادة مرة أخرى في أية مرحلة لاحقة.. والله على ما يقول شهيد.. تماماً مثل البيعة في أعناقهم..!!
كذلك المساندة التي وجدها الوالي أيلا بلغة نهائية قاطعة حاسمة من القيادة السياسية للبلاد تجعله بالطبع يشعر بأنه هو (الدولة).. وهو الولاية.. وهو الحكومة.. وكل من يقف أمامه وأمام سياساته وقراراته سيخسر.. بل لا داعي من الأساس أن يكون هناك جهاز رقابي.. ناصح.. مقوم.. منتقد.. مستدرك.. أو محاسب لهذا الوالي الاستثنائي .
ما يفعله والي الجزيرة من إخراج سيء لعمليات القطع والبتر والإزالة السياسية لمعارضيه في الجهاز التشريعي ولكل من يقف في وجهه، هو عمل معيب يسيء لمؤسسية الحزب الحاكم والدولة وهياكل الحكم الفيدرالي في بلادنا ..
أين مراحل التحقيق والمحاسبة التي تسبق قرارات فصل أعضاء جهاز تشريعي إذا كانت تلك من أبسط الحقوق لأي عامل أو موظف أو حتى متهم في أبشع جريمة يجب أن يمر بكل مراحل المحاسبة المقنعة بأنه بالفعل يستحق عقوبة الفصل والإبعاد، فما بالك بأعضاء مجلس تشريعي منتخب أمام والٍ معين في الولاية يوصي بفصلهم المكتب القيادي للحزب الحاكم في الولاية دون أن يمر القرار عبر مجلس الشورى، ثم المجلس القيادي لحزب له مؤسساته التنظيمية..!
غض النظر عن إنجازات أو إخفاقات والي الجزيرة محمد طاهر أيلا في أدائه التنفيذي، فإن الدفاع عن ديكتاتورية قرارات أيلا وتشجيع عدم رغبته في المحاسبة يهزم مؤسسية العمل في الولايات ويشجع حكومات الولايات على الفساد بشكل صريح ..
إذا لم يكن للجهاز التشريعي في الولاية صلاحيات وحماية قانونية لمراقبة أداء الجهاز التنفيذي بارتياح ودون تهديد وإرهاب لأعضاء هذا المجلس بسيف العزل والفصل، فلا مبرر لوجود مثل هذه الكيانات التشريعية في الولايات من الأساس .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالى





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1563

خدمات المحتوى


التعليقات
#1706170 [محمد محجوب]
0.00/5 (0 صوت)

11-01-2017 06:29 AM
أوافق الكاتب الرأي الوارد في نهاية مقاله (أن لا مبرر لوجود مثل هذه الكيانات التشريعية في الولايات من الأساس.) وأضيف (ولا حتى في المركز)!. ولنبدأ بالمركز: فالتقارير تشير الى أن 20% من أعضاء المجلس التشريعي الاتحادي – إن لم يزد العدد عن ذلك – أميون... نعم أميون. وأغلب البقية مسيرون لا مخيرون في ما يبدون من آراء. فخلاصة القول إن القرارات الهامة يقوم بها إما جهلة بالسياسة والاقتصاد وعلوم الإجتماع وغيرها (هذا ان كانوا حقاً يتخذون القرارات) او يبصمون عليها بالحق أو بالباطل. وفي هذا الحال فجميع التشريعيون هم عالة على الشعب من ناحيتين: إهدار مقدرات البلاد بعدم العلم وإرهاق الميزانيات الاتحادية والمحلية بالصرف غير المبرر.
ولنعد بالذاكرة الى التاريخ القريب حين كانت المجالس البلدية تقوم بمهام استشارية (فقط استشارية) تقدم التوصيات للمسؤولين عن أوجه صرف الميزانيات وأولويات المشاريع وترتيب تقديم الخدمات، وبلا مقابل. وكان المسؤولون هم من يحاسب على الانجاز، وليس أعضاء هذه المجالس. هذا ما يجب أن يكون عليه الحال في مثل بلادنا... مجالس استشارية يتم انتقاء أعضاءها بناء على العلم والخيرة والتجرد، دون النظر الى التوجهات الفكرية أو المذهبية أو الجهوية، لتقدم دراساتها في ما يوكل اليها من أمور. أما اتخاذ القرارات والتنفيذ فيوكل لمن أسندت اليهم شؤون القيادة ويكونوا مسؤولين عن النتائج دون أن يلجأوا الى مجالس تجعلهم يتحللون من هذه النتائج اذا لم تؤت أكلها.... وأن يدفعوا الثمن في هذه الحالة.
فضوها سيرة مجالس تشريعية!!


#1705733 [عمدة]
0.00/5 (0 صوت)

10-30-2017 04:12 PM
صراحة لم أفهم المغزى من المقال!!!!!!!!!!!!!!! التسلط قائم فى كل مكان وزمان فى هذا البلد المنكوب خلال 28 عاما وليتك حدثتنا عن استثناء واحد. وبعدين حكاية ايلا وكيلا دى فخار يكسر بعضه وانشاءالله يكسروا جماجم بعض الفارغة دى. مش برضو الشعب الفضل بيدعوا الله آناء الليل واطراف النهار ان يجعل كيدهم فى نحرهم !!! !!!!!!! وأين هى الاجهزة الرقابية البتسكب فى حبرك عشانا !!!!!!!! مش كلهم حرامية فى حرامية ومتشكلين فى تقسيم الكيكة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فكونا من مسكة العصاية من النص.


جمال على حسن
جمال على حسن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة