قد طفح الكيل ياجهاز الأمن!!
10-31-2017 11:21 PM
خلف الستار
بالأمس القريب تناولت في مقال مضي،ضرورة الحوار الأسري الداخلي من أجل تقريب المسافة بين الأباء والأبناء،وفتح الملفات المغلقة بشفافية كاملة بغرض المصالحة وتحقيق السلام الإجتماعي المفقود،ورويدا رويدا حتي صناعة السلام الشامل في السودان،ولكن جهاز الأمن المشؤوم أثار حفيظتي عندما منعوا نشاط جمعية حماية الطفولة التي دشنت نشاطها مؤخرا في أنحاء مختلفة من العاصمة،عبر الندوات والمخاطبات المباشرة في أماكن التجمعات،متناولين طرق التوعية المتقدمة في حماية الأطفال من الإنتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الكبار،ومن ضمنها سلاح الإغتصاب الذي إنتشر بصورة واسعة،عمليات الإستغلال،وختان الإناث وتبعاتهم،وقد وجد نشاط الجمعية إستحسانا كبيراً وتجاوبا منقطع النظير من الجماهير المستهدفة،وهذا في تقديري يُعد مبادرة جيدة من قبل مجموعة من الشباب الغيورين علي المجتمع والدولة،ومن واجب الدولة رعاية هكذا مبادرات ودعمها وتطوريها حتي تحقق أهدافها المنشودة.
إلا ان المفاجاة قد أتت صادمة كسابقاتها إذ كلما يشعل مواطنا شعلة للضوء بدل لعن الظلام!تأتي الحكومة مسرعة بثقلها وتطفي كل المشاعل المضيئة بلا مبرر فقط شعورهم بأن الوعي هو السلاح المحدد لبقائهم وممارساتهم،وفي خلال هذا الأسبوع مارست مليشات الجنجويد أبشع صورة للإغتصاب مع الطفلة أمنة حمدان في مدينة كتم،وتم حلق شعرها لإخفاء هويتها الأنثوية من الملأ،علي شاكلة إغتصاب الأولاد أمر عادي وفقا لثقافتهم،وايضا نفس الجنجويد قد مارسوا من قبل عمليات إغتصاب جماعية لمجموعة من النساء في منطقة تابت جنوب غربي الفاشر،وحينها أيضا إستخدمت الحكومة كل ثقلها العسكري والسياسي والدبلوماسي لمنع الجريمة القذرة من الظهور في العلن،وظلت تلك الجريمة حتي الأن حبيسة الأدراج عند المنظمات الإنسانية،والمكتويين بجمر المعاناة ليوم ما!ومنذ ذلك الحين قد إكتشفوا فعالية سلاح الإغتصاب الذي يصلح لكسر إرادة الشعوب،ودرجوا علي تقنينه وتطويره في كل دارفور وجبال النوبة وكافة مناطق المهمشين،بالإضافه الي إستخدامة منذ القدم في بيوت الأشباح والمعتقلات،ولم يكتفوا بذلك بل فرضوه كضريبة واجبة الدفع للخريجات اللائي يبحث عن وظائف في مؤسسات الدولة،فيما يُعرف إصطلاحا بالمعاينة الفندقية كشرط لقبول الورق،والتي ترفض تغور في ستين داهية،والأنكي والأمر مايحدث أيضا في بعض الجامعات من الأساتذة السُذج الذين يستخدمون الإغتصاب مع طالباتهم من أجل منحهن درجات نجاح قصاد الرسوب،ويستمر المتوالية الهندسية هكذا في الشوارع والبيوت والصمت سيد العارفين!
إذن إتضح جليا ان كل هذا الجرائم يهندسها ويصممها جهاز الأمن وينشرها في المجتمع بإستخدام علم صناعة الجهل الذي أفرد له الكثير من المتخصصين في بلاد الخارج ونهلوا مانهلوا من عصابات المافيا وتجار السلاح،لذا دائما يُمهدون الأوضاع لتطبيق نظرياتهم البائسة من خلال صناعة الجهل ونشره بصورة رصينة،فجُل الأشياء الدخيلة التي لم تكن معروفة من قبل في السودان جلبوها،وطبقوها بالملمتر والأدله في هذا الإطار لاتحصي ولاتعد،وفقط علي سبيل الذكر جرائم إغتصاب الأطفال،إبتزاز القاصرات،التعذيب المفرط،بيوت الأشباح وما أدراك،سياسة الأرض المحروقة،التهجير القسري،إغتصاب كبار السن من النساء،بيع وشراء الذمم،ضرب أبناء الهامش ببعضهم البعض،الإبادة الجماعية،الفساد الداخلي والخارجي،التحرش الدبلوماسي،الإخفاء القسري،أبشع أنواع القتل والتشريد،حماية المجرمين ومساقيط المجتمع وإحتوائهم،وغيرهم من صنوف الإنتهاكات التي لم تعرفها البشرية من قبل.
إذن طالما هم يُمارسون كل ذلك ويتفننون في التطبيقات،وعبرهم وصل المجتمع الي قاع حضيض الذل والإنكسار والإستكانة،والخوف المستميت من الغد الأتي!فلا حياة تستمر ولا أمل يبقي للمستقبل،وأمامنا خياران لا ثالث لهما إما الحياة بعزة أو الموت بعزة،فالنضع أنفسنا جميعا في خط المواجهه في معركة الكرامة والخلاص،ونبدأ بتفكيك إمبراطورية جهاز الأمن والمخابرات كمايسمونها المستقلين،ولتكن البداية من داخل بيوتات الأسر السودانية،فإن سألتكم لماذا تتركون أبناءكم يمارسون القتل والتنكيل والإغتصاب ضد إخوتهم وأخواتهم في البلاد؟؟اتمني من كل الأسر التي ترفض هذا المسلك المشين منع أبناءهم ومحاسبتهم قبل أن يُحاسبهم الشعب وإن ضيعتم الفرصة فلا شفاعة لأحد من أحد في يوم الحساب،وعند إكتمال الخطوة الأولي بإستعادة بعض ممن يأنبهم ضميرهم في ذاك الجهار المتهافت،واعتقد أن الكثيرين سوف ينحازون لصوت الضمير تبع أسرهم،ثم نمضي قدما في تفكيك كل المؤسسات السرطانية التي تحمي السلطان وأتباعه النفعيين من أهل المصلحه وتُجار الدين ويتم تشيعهم الي مثواهم الأخير غير مأسوف عليهم،ثم نهتف بملء الفيه تعالوا أيها الجوعي تعالوا أيها الفقراء تعالوا أيها الزراع والكادحين فإن شئتم اليوم نرقص رقصة المجد،ونمد الأكف نحو الشمس للدفء معلننين نهاية عهد الطاغية والمستبدين ونبني وطنا جديدا حدادي مدادي يسع الجميع.
بقلم/صالح مهاجر
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
صالح مهاجر
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|