المقالات
رياضـة
في عودة شداد
في عودة شداد
11-01-2017 09:48 PM

استفهامات

قبل أن يستغرب معارفي واصدقائي الذين يعلمون ان لا باع لي في كرة القدم بل افتخر بجهلي بها وهل رايتم قبل اليوم من يفتخر بجهل؟ علاقتي بهذه اللعبة عدائية جداً وبعيد عنها كل البعد بعدا يحتاج تحليلا نفسياً فإذا ما سئلت عن من تعرف من مشاهير لاعبيها لن تجد في رأسي غير أسماء قديمة جدا جكسا’ وقاقرين ،وجقدول مما لصق بالذاكرة غصباً عنها. واليوم الوحيد الذي دخلت فيه استاد الخرطوم كان 1970 آخر مبارة في كأس الأمم الافريقية وكانت النتيجة فيها لصالح السودان وكنت يومها اتفرج على المتفرجين وانفعالاتهم دخلتها بغير ارادتي.
رغم كل الذي ذكرت أعلاه استوقفتني عودة بروفسير كمال شداد لرئاسة اتحاد كرة القدم لمالها من أبعاد تحتاج وقفة في كل الحياة السودانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
د.كمال شداد نفسه جزاه الله خيرا لم يكن فرحا بهذه العودة واعترف في أول حديث له أن عودته تؤشر لبؤس الواقع السوداني.
ماذا نفهم من كنكشة المجالات في اسماء بعينها من المُكنكِش وما المكنكَش فيه. لا تخلو ساحة من اسماء بعينها رئاسات الأحزاب مسجونة عشرات السنين في اسم وأسرة وشلة (يلا وزعوا الاسم والشلة على ما يناسبها من الأحزاب) ولايزحزحهم الا الموت وقد يتأخر الموت لغاية يعلمها الله. عفوا منهم من هو غير مستعد حتى التنازل لولده أو بنته وينتظرها ان تخلفه بعد مماته يعني الكرسي محجوز وبالوراثة.
الحياة الاقتصاية مسجونة في بعض الاسماء تُسأل ولعدة عقود عن كل كبيرة وصغيرة في الاقتصاد والاجابات محفوظة ومكررة. الغرف التجارية واصحاب الاعمال نفس الاسماء ولعشرات السنين مجالس الادارات نفس الاسماء ولعشرات السنين.
هل يعقل هذا هل الاجيال المتلاحقة زاهدة كل هذا الزهد في القيام بدورها في خلافة من سبقها أم المكنكشون هم من يسدون منافذ التبادل. كل قائد ليس له خليفة. أيعقل هذا؟ هل عقمت هذه الأمة السودانية (وحيطتنا القصيرة اليوم هي الرياضة) يقال كل الذين يفترض فيهم ان يكونوا بديلا لمن سبقهم في ادارة الرياضة كانوا أسوأ منهم وكلهم عجل الى مصالحه الخاصة. من ربى هؤلاء على هذا؟
الذين فرحوا بعودة شداد هذا فرح يحتاج مراجعة الرجل مالي مركزة واشتهر بكل خير ونجاحات رياضية ومعرفة بدروب الرياضة داخليا وخارجيا وله رصيد مقدر كما اسمع واقرأ أحياناً غصبا عني.
لكن الفرح بعودته وفي هذه السن هو حكم بتدهور أمة تدهور كامل وعقم أجيال وموت طموح وسوء تربية. هل جاء كل هذا مهرا ليبقى الرئيس كل هذه السنين وقد بدأ كساري الثلج في ترشيحه لما بعد 2020 ( بالمناسبة 2020 هذه في ماليزيا هي نهاية استراتيجية وضعها مهاتير محمد قبل عدة عقود ونفذت. والعالم كله ينظر الى نتائجها باندهاش والسودان ينتظر 2020 ليجدد لرئيس حسب تصريحات الوزير بلال ولو استدعى الأمر تعديل الدستور).وأخشى أن يجيب الرئيس الطامح في البقاء إذا ما سُئل: ما هو شداد رجع وانا أصغر منه عمراً.
أي بؤس هذا؟ وأي سجن للاجيال هذا وكيف تصف الامة بأنها أمة شابة أي تعتمد على شبابها وبالمناسبة نسبة الشباب في السودان فوق 60% مما يعني كل هذه النسبة الآن خارج دائرة الفعل وخلافة الادوار.
من المسؤول عن كل هذا غير الاحزاب وأخص حزب المؤتمر الوطني.

أحمد المصطفى ابراهيم
[email protected]





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 1180

خدمات المحتوى


التعليقات
#1706779 [Assudanalbadeel]
0.00/5 (0 صوت)

11-02-2017 06:15 PM
شداد عاد..أبعد الثمانين ليقود منشط رياضى شبابى..صحيح الحكايه دايالا خبره ومعرفه بالجوّه والبرّا..لاكين طبعن الايد الواحده ما بتصفّق! الحكايه عاوزه تجانس رؤى واتفاق فى طريقة تفكير من يقومون بالمهمه.. مين فى اللى فازوا مع (ك.ش.) من ابناء جيله؟ مين فيهم عاصر سنوات توليه المهمه من قبل.. الفرق كم صوت بين عدد مريدى شداد والجناح المناوىء..وهل 4 اصوات كافيه تديه صفاء فكر للعمل لتطوير المساراو حتى تسييره بدن مشاكل ومعوقات..وكيف يضمن استسلام المنافسين !
*وبعدين كمال شداد مع مسؤولياته الاخرى هل بيقدر على تواصل الاجتماعات الداخليه والتسفار للقاء الاتحادات المحليه والاقليميه والدوليه ومتابعة توصياتها! على كل حال نرجو له المزيد من الصحة والعافيه ونقول ليه"خليك حريص.. واصل كفاحك ! * يا استاذ احمد هل تفتكر فى عاقل يفكر فى طلب قدامى وكلاء المراحل فى وزارة التربيه او شيخهم الوكيل الاول ال(careerist) قبل الانقاذ موش الدخلاء عليها قبل وبعدالانقاذ..يوافق اى منهم يرجع لقيادة وادارة شؤون التعليم..كل زمن برجّالتو!
لالا التعليم هو التعليم ولا المدارس هى المدارس ولا الطلاب هم الطلاب ولا الفكر هو الفكر.. دا اعادة صياغة كل شى اكتملت.. التعليم والتربيه عمليه مستمرّه وعاوزت وكت طويل.. ايش حال الكوره.. كمال شداد "حظّرناه" لاكين ان شاء الله ما تبقى عليه
مقولة"المكتوله ما بتسمع الصايحه"! يا دكتور!


#1706635 [خرباش]
0.00/5 (0 صوت)

11-02-2017 10:16 AM
لكن الفرح بعودته وفي هذه السن هو حكم بتدهور أمة تدهور كامل وعقم أجيال وموت طموح وسوء تربية.


#1706532 [سيف الدين خواجه]
0.00/5 (0 صوت)

11-02-2017 07:24 AM
شكرا الاخ الاستاذ احمد فعلا هي ازمه وتحتاج لورشة من مفكرين لبحث هذا العقم وشداد نفسه بسخريته اللاذعه قالها اليست هذه محنة ومئات الكوادر تم تشريدها في الافاق وبقي بالداخل كل مكنكش وافاق وعلي ذكر مهاتير رجل الدولة الامين سالوه بالجزيرة هل سالك احدا عن تجربتك ؟؟؟رد قائلا السودانيون سالوا واخذوا التفاصيل لكنهم يبدو انهم لم يفهموا او يعملوا !!!والحقيقة المشكلة الفساد وتهجير الكوادر في اصقاع الدنيا حتي الرحل د/كمال سالم قال لي مرة بعد غيبه (والله يا خواجه ترفع حجر في الدنيا تلقي سوداني مشيت مامورية لشيلي دخلت الفندق وجدت في الاستقبال سوداني جا كيف لا اعرف محنة والله وحكاية ) طبعا رحم الله وصف شيلي وصفا ساخرا قائلا (البلد المفنقسي للجبال ووشها لشمس ) تصور وكمال نفسه رحم الله عينة من الهدر علي كتفه قامت نهضة قطر بالمالية حتي المعاش !!!الكفاءات موجودة ومحجوبة بفعل فاعل والسبب التمكين الذي اصبح طين !!!ارجو منك تبني فكرة ورشة لهذه المحنة بالداخل بعيدا عن النظام !!!


#1706499 [Assudanilbadeel]
0.00/5 (0 صوت)

11-02-2017 04:11 AM
استاذ الاجيال .. صدق كل حرف من مقالتك..امّة تعيد تمانينيا لأدارة منشط شبابى! *يعنى هل ممكن ان يخطر على ذهن عاقل لاعادة او يقبل هو ان يعود آخر وكلاء وزارة التربية والتعليم قبل الانقاذ الى قيادة وزارة التعليم وكييلا او وزير! مهما بلغ من العلم والمعرفة وبطبيعة الحال يصبح من المحال ولا يعقل ان يعود معه كل الفريق ممن كانوا يعملون معه مهما بلغوا من المعرفة بامور التربيه
*وفأن قالها البروف ان اهل السودان بحثوا فى كل اتجاه ولم يجدوا الآ من هم فى القبور ليعيدوهم الى الحياة لقيادة اتحاد الكوره.. مثلما صدق ايضا فى قوله انه الفشل المريع والخذلان المبين الذى ظل يلازم اهل الكورة عبر السنين .. فى السودان رؤساء احزابه هم اياهم منذ اكثر من نصف قرن!
*السودانيون متواكلون بطبعهم .. يقبلون بالواقع مهما كان واقعا مزريا.. كل منهم يدعى البطوله..منهم من قال كتب ميثاق الدفاع عن الديموقراطيه وميثاق امتوبر ..وآخر لآ يزال يتعنتر بان حزبه حقق الاستقلال (So What) وانه اتى لآهل السودان باتفاقه مع قرنق!
*اهل السودان كلهم يتحدثون هن "الهويه" لآكثر من 61 سنه! يعملو بيها ايه؟ والامام الرمز ليهو 28 سنه ما ينفك ينتظر معرفة هوية انقلاب الجبهة ليقاومو اذا كان خارجى ويتفاهم معاه ان بقى داخلى! ويتحدثون عن اكتوبر وابريل وعن خروج الانجليز..! الم يكن الجيش هو العامل الاول فى تغيير النظامين! الانجليز ما مرقتهم مظاهرات.. الانكليز فاتوا براهم وخلّوها ليكم بلدا وى كل البلدان!
"فشلُن X فشلِن" يدوم كل يوم..وضياع وانعدام رؤية ورؤيا!


أحمد المصطفى ابراهيم
أحمد المصطفى ابراهيم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة